الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي

الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي (http://amrellissy.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامى (http://amrellissy.com/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   وظيفة المسجد الاجتماعية (http://amrellissy.com/vb/showthread.php?t=15157)

safy nada 07-04-2010 06:21 PM

وظيفة المسجد الاجتماعية
 

لم يكن عبثاً أن يكون أول عمل يقوم به رسول الله " صلعم" في المدينة؛ هو بناء

المسجد، وإنما كان ذلك عملاً ذا دلالات عديدة متنوعة، وأبرزها الإشارة إلى إقامة أول

ركيزة في بناء المجتمع الإسلامي، التي لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال، إذ

هو حجر الزاوية في بناء الفرد و المجتمع، وهو أداة صهر المؤمنين في بوتقة الإسلام،

في وحدة فكرية من خلال حلقات العلم، والقضاء والعبادة،فلم يكن مسجد النبي "

صلعم" مكان عبادة فحسب، بل كان شأنه شأن الإسلام نفسه متكاملاً في مختلف

جوانبه، الدين والسياسة والاجتماع.


لقدكان المسجد النبوي الشريف

مدرسة تُلَقِّن العلم والعمل، وتطهر الروح والبدن، وتبصر بالغاية والوسيلة، وتعرِّف

الحق والواجب، وتعنى بالتربية قبل التعليم، وبالتطبيق قبل النظريات، وبتهذيب

النفوس قبل حشو الرؤوس.

لقد كان المسجد النبوي دار الدولة، فيه يهيأ العمل للعاطل، والعلم للجاهل، والمعونة

للفقير، ويرشد إلى الأمور الصحية والاجتماعية، ويذيع الأنباء التي تهم الأمة، ويلتقي

بسفراء الدول،وترتب فيه المعارك و يحضر فيه الجند للمعركة.

إن المسجد هو معهد للتربية العملية: وهوحقل تجرب في ساحته تعاليم الدين

النظرية، وتوضع في مبادئه الإنسانية موضع التنفيذ.

فقدكان من مزايا هذا الدين الخالد، أنه لم يجعل مبادئه فكرة مجردة في الرأس، أو

كلمة تجري على اللسان، ولكن ربطها بحياة المسلم، ونظامه اليومي ربطاً لا ينفك

عنه.

فالحرية والإخاء والمساواة، التي جاء بها الإسلام قبل ثورة فرنسا باثني عشر قرناً،

تراها في المسجد حقائق عملية، وأعمالاً حقيقية، تعلن عن نفسها بلا صوت ولا ضجيج.

وتظهر صورة تطبيق الحرية الحقيقية في وظيفة يؤديها المسجد، ويسديها إلى الفرد

المسلم، فأي حرية أعز من حرية المصلي؛ وهوطليق من كل قيد بشري، ومن كل

عبودية إلاعبوديته لله وحده، فله فقط يذل ويخشع، وليس لأحد من البشر سلطان

عليه مهما تعاظم شأن هذا الشخص، تلك هي حرية الضمير الإنساني.

وأما حرية الرأي، فحسبك أن الإمام إذا أخطأ في قول أو فعل من أركان الصلاة أوسننها

البعضية؛ كان على من وراءه من المصلين أن يُصلحوا خطأه، وأن يردوه إلى الصواب،

يستوي في ذلك الشيخ والشاب والغلام والرجل والمرأة والحر والعبد، وذلك بالتسبيح

للرجل، والتصفيق للمرأة.

فإذا اعتلى المنبر خطيب المسجد، فليس له أن يفرض على الناس أفكاره وآراءه، بل

هم شركاؤه في المسؤولية، عليهم أن ينبهوه إذا غفل، وأن يذكروه إذا نسي، وان

يسددوه إذا انحرف ولو كان الخليفة ذاته.

وفي المسجد يتعلم المسلم الإخاء، ويطبقه تطبيقاً واقعياً، فهو يلتقي بإخوته في

العقيدة،كل يوم خمس مرات على قبلة واحدة، وإمام واحد، وآمال واحدة، وهم من قبل

تلاقوا على عبادة رب واحد، في المسجد تتلاصق الأبدان،وتتعارف الوجوه وتتصافح

الأيدي، وتتألف القلوب، يشعرون بروح الآية الكريمة ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ? [الحجرات: 10].
وأي صورة أروع من صورة المسجد النبوي في المدينة، وقد ضم في حناياه أجناساً

شتى: من رومي (صهيب)، وفارسي (سلمان)، وحبشي (بلال)، كما ضم من قبائل

العرب أناساً عديدين، من بطون مختلفة لطالما مزقت بينها العداوة والبغضاء، وأنهكتها

الحروب الطويلة، وأثخنت الجراح في أبدانها،كمابين الأوس والخزرج، ولقد ضم المسجد

كل هؤلاء إلى صدره الحنون، فكانوا بنعمة الله إخواناً ينام أحدهم على الطوى_الجوع_

ليشبع أخوه ? وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ? [الحشر: 9]، ويبعدون عن

الغل والسخط والكراهية، مرددين الدعاء: ?رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ

وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ(10) ?[الحشر: 10]، متذكرين

نعمة الله عليهم أن جعلهم إخوة.

والمساواة تتجلى في أحلى مظاهرها، في تلك الصفوف المتراصة في المسجد ترى

الأمير إلى جانب الخفير،والغني بجوار الفقير، والعبد ملاصقًا لسيده، والعالم عن يمينه

عامل، و عن شماله فلاح، الجميع سواسية كأسنان المشط، فمَن بكَّر في الذهاب إلى

المسجد احتل مكانه في مقدمة الصفوف، أياً كانت منزلته وعمله في الناس، بل إنك

لترى أعجب من ذلك، أن الإسلام رفع مكانة العبيد، حتى إنه ليكون العبد الرقيق أحياناً

إماماً بالسادة الأحرار يصلون وراءه، لا يشعرون بأي غضاضة في نفوسهم.

ومن وظائف المسجد أيضاً تدريب المسلمين على الضبط والانضباط، فإذا نادى المؤذن

( الله أكبر ) ترك المسلمون كل ما هم عليه من عمل و اتجهوا إلى المسجد لتلبية

داعي الله،وكم تشد الدنيا بزخرفها الناس إليها، فينسوا ولو إلىحين حاجاتهم العليا

الملحة، من هنا تبدو أهمية المسجد؛ لتذكير هؤلاء بما عليهم من واجبات لربهم،

فيلجؤون إلى المسجد،واحة الرضا والاطمئنان والخشوع والإنابة والتفكير والتأمل، وفي

المسجد تصقل النفس البشرية بالعبادة، والخشوع لله والتدبر والتفكر في ملكوته

سبحانه وتعالى، وفي المسجد يتعلم المؤمن التسابق في الخيرات؛في التبكير إلى

المسجد وإدراك الصف الأول، وفي المسجد يتعلم الناس، جميعاً صغاراً و كباراً،

يتعلمون العلم ويتفقهون في أمور دينهم إما عن طريق خطبة الجمعة، أوعن طريق

الدروس التي تقام في المسجد.

وفي المسجد يتعلم المسلم كيف يتفقد أخاه المسلم في الصلاة إن غاب عن

المسجد، فيعوده إن كان مريضاً، ويعينه إن وجده محتاجاً

وفي المسجد تكبر ساحة الأخوة عند المسلم، فيحدث التعارف بين المسلمين وينمو

التآلف والتواد.
وفي المسجد تصقل شخصية المسلم، ويزول ما علق فيهامن عيوب اجتماعية؛

كالانعزالية والتواكلية والأنانية، حيث يُهيئ المسجد لرواده مجال الانطلاق في المجتمع

والتعرف على الناس والتآخي معهم، ولهذا أوجب الإسلام على المسلم شهود

الصلوات الخمس في المسجد، وشدد على من سمع المؤذن ولم يجبه، وامتدح الله

سبحانه أولئك الذين لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة، قال المفسرون:

ذكرُ الله هو حضور الصلوات في المساجد،ولهذا كانت صلاة الرجل في المسجد أفضل

من صلاته في بيته وفي سوقه خمساً أو سبعاً وعشرين مرة.

وارتياد المسجد سمة من سمات الإيمان، كما ورد في الحديث الذي رواه الأمام أحمد

والترمذي :" إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان

احمد مختار 07-06-2010 09:37 AM

جزاكى الله خيرا على موضوعك


الساعة الآن 05:46 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المشاركات والمواضيع بالمنتدى تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهه نظر الموقع
الموقع برعاية الشركة المصرية لتطبيقات الانترنت