الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي

أوجز الحسن البصري الخلق الحسن في كلمات سديدة وعبارات موجزة رائعة فقال: الخلق الحسن هو:(بسط الوجه، وبذل الندى، وكف الأذى).
وقال الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الخلق قولا رائعا سديدا فأوجز حسن الخلق في ثلاث خصال هي: اجتناب المحارم،وطلب الحلال ،والتوسعة على العيال.

ولعل اعظم مامدح الله به رسوله صلى الله عليه وآله وسلم حسن الخلق فقال جل شانه:(وانك لعلى خاق عظيم)القلم4.

والخير كله في حسن الخلق لأن صاحبه يبادر الى محاسن الأفعال ويبتعد عن رذائلها، فينال في الدنيا فلاحا وفي الآخرة فوزا عظيما اذا كنامؤمنا.
والتلازم الواضح والظاهر بين الايمان وحسن الخلق أمر مسلم به فكلماكان الانسان أحسن خلقا كلما كان أكمل ايمانا وكلما أحسن الناس بالبشاشة وطلاقة الوجه وكق الأذى عنهم وبذل المعروف لهم ،كان أفضل عند ربه واعلى درجة.

وقد رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه في الخلق الحسن وحذر من الخلق السيء فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول(ان من خياركم أحسنكم أخلاقا)
والفحش: هو ماخرج عن مقداره حتى يستقبح ويدخل في القول والصفة.
والمتفحش: هو الذي يكثر ذلك ويتعمده ويتكلفه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكثر مايدخل الناس الجنة؟ فقال:(تقوى الله تعالى، وحسن الخلق ) وسئل عن اكثر مايدخل الناس النار؟ فقال(الفم والفرج)
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:ان النبي صلى الله غليه وسلم قال:( ماشيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله يبغض الفاحش البذيء)
وروى الترمذي في رواية له عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ان صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة).

وللخلق الحسن مكانة عظيمة ودرجة عالية هي درجة الصائم القائم فعن عائشة رضي الله عنها قالت:سمعت رسول الله صلى الله علي وسلم يقول(ان المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم).
ولحسن الخلق مراحل حددها القول النبوي الشريف تبدأ أولا بتقوى الله في كل زمان ومكان وأن يجعل الحسنة وراء السيئة يفعلها أو يقابل السيئة بالحسنة ومن ذلك أن يتعامل المرء مع الناس بالأخلاق الحسنةالطيبة ...فعن ابي ذررضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)...

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه أن يحسن خلقه كما أحسن خلقه فعن عائشة رضي الله عنها قالت :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي)..
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قال رسول لله صلى الله عليه وسلم
(ان أحبكم الي أقربكم مني في الآخرة أحاسنكم أخلاقا وان ابغضكم الي أبعدكم مني في الآخرة أسوؤكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون)

والثرثار:هوكثير الكلام تكلفا
والمتشدق:هوالمتكلم بملء شدقيه لأنه يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه اظهارا لفصاحته وفضله واستعلاء على غيره ففسره النبي بالمتكبر.
طبعا انا اعتمدت في مرجعي للأحاديث لصحيح البخاري ومسلم لأطمئن القار