المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : د عمرو الليثي يكتب كلكم راع


على الشامى
03-13-2018, 05:10 PM
مما لا شك فيه أن القيم جزء لا يتجزأ من المجتمع المصرى، فنحن مجتمع تترسخ فيه القيم والمبادئ منذ الأزل ويجب أن يكون كل إنسان منا على قدر المسؤولية، فكل منا مسؤول أمام نفسه وأمام المجتمع وأمام الله عن أقل تصرف يبدر منه وعن أقل لفظ يتلفظ به، فالكلمة التى يتلفظ بها الإنسان تبلغ الآفاق، ولا يدرك الإنسان مداها فربما تبلغ من رضوان الله فتكون سبباً فى دخوله الجنة وربما هوت به إلى النار ولا يدرك الإنسان أن ما يتلفظ به من قول إلا لديه رقيب عتيد، وإن دل ذلك على شىء فإنما يدل على خطورة وتأثير الكلمة التى يتلفظ بها الإنسان والتى من الممكن أن تنشر الفتن والخراب بين الناس ومن الممكن أن تعمر وتصلح بينهم. وتأثير الكلمة معروف على مر التاريخ؛ فكانت القبائل قديماً تعطى الشعراء الهدايا والعطايا ليمتدحوها أو ليقوموا بهجاء القبائل الأخرى وأحياناً نجد مثل تلك الأمور فى عصرنا الحالى ولكن بشكل مختلف وإن كان المضمون واحداً.. ويظلم الإنسان نفسه كثيراً بالتغافل عن مثل تلك الأمور..
وظلم الإنسان نفسه وغيره ليس صناعة 2013 وإنما هو منذ بدء الخليقة؛ فلقد ظلم آدم نفسه عندما تعدى حدود الله ولكنه اعترف وتاب إلى الله «قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ»، أما نحن فنكابر ونعاند أنفسنا ولا نعترف بذلك، ولبغض الله للظلم فهو الشىء الوحيد الذى حرمه على نفسه؛ فعن النبى -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه، عز وجل، أنه قال «يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظَّالموا».. وما يدور من حولنا الآن من ظلم وتعد على الحقوق يجعلنا لا نصل حتى لدرجة الإسلام أو الإيمان أو الإحسان إلا من رحم ربى لأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمن الناس منه، والمحسن من يعبد الله كأنه يراه؛ فأين نحن من هذه الدرجات الإيمانية؟! ونتساءل والدهشة تملأ وجوهنا: لماذا تدهور حالنا؟ كأننا لا نعلم أننا السبب الرئيسى فيما نعانيه وفيما يحدث من حولنا؛ فالله عز وجل يقول «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ».