المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بقلم / عمرو خالد


هند محمد محمود
11-02-2009, 11:17 AM
19/03/2009
الشوري وقود التفوق
[/color]

من اهم اسباب نجاح مملكة بلقيس هو استخدام الشوري بين قومها، فهي لا تقوم بأي خطوة قبل أن تشاركهم في أخذ القرار:

(قَالَتْ ياأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَـاطِعَةً أَمْراً حَتَّي تَشْهَدُونِ) (32).
ورغم أن الملكة لم تكن علي دين الله تعالي، لكنها استعملت عاملاً مهماً من عوامل النجاح الإداري، وهو الشوري وتقبل الرأي الآخر... فماذا قالوا لها؟ (.. نَحْنُ أُوْلُواْ قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) (33).

فليس لهم رأي، وهم بخلاف الهدهد الذي كان له رأي يعتز به وقضية يجادل من أجلها. قارن بالله عليك بين جيش فيه من يقول (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ..) والتي هي أساس الشوري وأساس النصر، وبين جيش فيه من يقول (وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ).

وتحاول ملكة سبأ أن تختبر صدق سليمان في دعوته، (وَإِنّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) (35) لكنه غضب وقال: (أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءاتَـانِي الله خَيْرٌ مّمَّا ءاتَـاكُمْ) (36).
لأنه صاحب رسالة ربانية لا يريد جمع المال من ورائها، وليس أخذه بأسباب النجاح والتفوق الحضاري من أجل إخضاع الأمم ونهب ثرواتها، بل هدفه من وراء ذلك كله هو إيصال رسالة الله للناس كلها...

ومملكة سليمان تملك قوة عسكرية لا مثيل لها (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَـاغِرُونَ) (37).. نستشعر في هذه الآية عناصر التفوق الحضاري التي تميزت بها مملكة سليمان، من إدارة عالية وعلوم وقوة عسكرية، إضافة إلي عامل مهم جداً، وهو العامل الذي سبّب الانبهار الحضاري وإسلام ملكة سبأ...

عندما علم سليمان بقدوم الملكة للتفاوض معه، طلب من جنوده الإتيان بعرشها (قَالَ يأَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ) (38)، ويقوم جنديان من هذا الجيش الرائع: عفريت من الجن، ورجل أوتي علماً بالكتاب، وكلاهما يتنافس في سرعة إحضار العرش إلي الملك. أي تكنولوجيا وأي علم وأي أداء مبهر؟ لقد سيطرت هذه المملكة المؤمنة بتفوقها علي الأرض كلها...

وتدخل ملكة سبأ لتفاجأ بسؤال: (أَهَكَذَا عَرْشُكِ) (42) فتجيب بذكاء: (قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ) (42) بشكل دبلوماسي ومبهم، لكي لا تقول إنها لم تعرف عرشها الذي تغير عليها بعض الشيء، وبالمقابل كي لا تجزم أنه عرشها فتكذب... وهنا بدأت الدهشة والإعجاب يؤثران في قلبها تأثيراً بالغاً فأصبحت مهيأة لقبول الإيمان.


الكتاب الثابتين بالجريدة

سحر
11-07-2009, 10:48 PM
جزاكى الله خيرا على نقلك الموضوع الرائع
وجزاء استاذنا كل الخير على مايفعله لنهضه الامه