قرينة الرئيس شاركت أبناء سيناء.. الاحتفال بأعياد النصر

[هند محمد محمود]

المساء .. تحقيقات


قرينة الرئيس شاركت أبناء سيناء.. الاحتفال بأعياد النصر
قدمت قرية "الحسنة" هدية.. للمضارين من السيول
سوزان مبارك تعلن البدء في قرية النخلة.. خلال أيام
قرينة الرئيس: نستهدف النهوض بالإنسان.. قبل المكان
حافظنا علي الموروثات البيئية والحضارية.. عند إقامة المساكن الجديدة
العريش:حنان عبدالقادر

أعلنت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية عن إنشاء قريتين جديدتين لأبناء محافظة شمال سيناء الذين أضيروا من كارثة السيول الأخيرة التي وقعت في يناير من العام الحالي بالتنسيق بين الهلال الأحمر المصري ومحافظة شمال سيناء خلال الشهور القادمة. كانت السيدة سوزان مبارك قد قامت بزيارة لمحافظة شمال سيناء أمس وشاركت المواطنين أعياد تحرير سيناء وأهدتهم قرية الحسنة النموذجية للمضارين من سيول يناير من العام الحالي وقامت بتسليم عقود التمليك لعدد من الوحدات السكنية للمنتفعين من أبناء القرية.
وفي كلمتها في الاحتفال هنأت قرينة الرئيس أبناء المحافظة بذكري تحرير سيناء.. الأرض والرمز.. الأرض الغالية التي اختلطت رمالها بدماء الشهداء.
وقالت لقد تعهدنا أن نقف بجانبكم وأن نطوي صفحة المعاناة والألم عن كل المضارين من آثار السيول وها هو الهلال الأحمر المصري كما عهدناه يحقق الحلم.. حلم المسكن المناسب والحياة الكريمة الآمنة.
أضافت: نعم وعدنا وأوفينا.. وعدنا أن نحول مأساة السيول إلي فرصة لبداية جديدة لحياة أفضل من خلال مشروع تنموي وحضاري متكامل والتزمنا بأن نقوم بتسليم الوحدات السكنية لأصحابها في أسرع وقت ممكن ونلتقي لنشهد الحلم وقد تحقق خلال شهرين فقط سابقنا خلالهما الزمن وحشدنا الإمكانات والطاقات وخلقنا حالة فريدة من التلاحم والتعاون الشعبي والرسمي لنلتزم بالموعد المحدد لإزالة ما ترتب علي السيول من آثار وتعويض ما نجم عنها من خسائر لتكتمل بذلك ملحمة شعبية جديدة من العطاء علي أرض سيناء.
قالت قرينة الرئيس إن ما تم علي أرض قرية الحسنة ملحمة شعبية للعمل والتنمية والتطوير جسدت وبحق مفهوم المسئولية المجتمعية وقدمت نموذجاً متفرداً لقدرة الإنسان المصري علي صنع المستحيل.
أوضحت قرينة الرئيس أننا لا نحتفل اليوم بمجرد بناء قرية أو تجاوز أزمة أو محنة وإنما نحتفل بثمار الفكر والجهد الذي حققناه معاً بقدرتنا علي الانتصار علي الزمن والوفاء بالوعد نحتفل بإرادتنا وإنجازنا بتلاحمنا وتعاوننا من أجل تحقيق هدف إنساني نبيل لفئة غالية من أهلنا وأبناء وطننا.
أكدت السيدة سوزان مبارك أن روح العطاء الراسخة في وجدان مجتمعنا منذ سنوات طويلة ستظل دائماً بيننا ومفهوم المشاركة الذي طالما ناديت به قد تبلور وأصبح مراد في كل مبادراتنا ومشروعاتنا فأصبحنا بذلك قادرين علي مواجهة المزيد من التحديات وطرح المزيد من المبادرات التي تستهدف النهوض بمجتمعنا.
قالت إن الملحمة التي شهدناها اليوم هي صفحة واحدة من صفحات كتبناها وصفحات سنظل نكتبها في مسيرة حبنا وولائنا وعطائنا للوطن.
أضافت السيدة سوزان مبارك: كنت أعلم قدر التحدي الذي نواجهه وحجم المسئولية التي تقع علي عاتقنا لكي نفي بهذا الوعد ونخلق واقعاً جديداًَ بقرية الحسنة ولكنني كنت أيضاً واثقة من قدرتكم وقدرة كل المشاركين معنا علي تحقيق هذا الإنجاز الذي يفتح نافذة جديدة للأمل لأبناء سيناء.
أكدت: لقد حرصت خلال زياراتي الميدانية الأخيرة في نهاية يناير علي التعرف عن قرب علي أوضاع المتضررين وإجراء حوار صريح معهم ومع ممثلي الجهات الحكومية والمجتمع المدني وأقول لكم بكل صدق إنه منذ هذه اللحظة لم تفارقني صورة الأهالي ونداؤهم لنا في صمت واعتزاز بالنفس بألا نتخلي عنهم وفور العودة إلي القاهرة حرصت علي طرح هذه المشاكل علي اللجنة التنفيذية للهلال الأحمر لمناقشة كافة أبعادها واتخذنا علي الفور قرارنا بإنشاء قرية في منطقة الحسنة بوسط سيناء يتولي الهلال الأحمر تكاليف بنائها بمشاركة صادقة من المتبرعين لهذا المشروع.
النهوض بالإنسان
قالت: وكما تعودنا في كل مبادراتنا أن نستهدف النهوض بالإنسان قبل المكان رأينا ضرورة أن تقوم جمعيتنا بالتنسيق مع المحافظة ومؤسسة تنمية سيناء بوضع برنامج للتوعية الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية لسكان هذه القرية وكان اهتمامنا الأساسي هو أن يتم الإسراع بنا للتنفيذ لما نواجهه من أزمة إنسانية ملحة واليوم نشاهد بإعجاب قرية نموذجية.. قرية تعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والمكان تعبر عن منظور متكامل للعمران من خلال تصميم هندسي يتفق وظروف البيئة الصحراوية يستجيب للطبيعة الخاصة للمجتمع البدوي ويتناسب مع احتياجات الأسرة المصرية من مساحة داخلية تحيط بها مساحات خضراء والأهم من ذلك أنها قرية ذات طابع تنموي تتوافر بها الإمكانات لاكتساب الخبرات الجديدة والتدريب علي التقنيات الحديثة وفي ذات الوقت تحافظ علي الموروثات البيئية والحضارية وتشجع النساء والرجال علي العمل البدوي التقليدي الذي تميز به هذا المكان.
وهكذا نكون قد نجحنا في تطوير الإنسان والمكان معاً ليصبح الإنسان مؤهلاً لاستيعاب الأفكار الجديدة والاندماج في حركة المجتمع في ظل ظروف أفضل للحياة تشجع علي التعلم والعمل والابتكار والإنتاج.
قالت قرينة الرئيس: تلك هي الرؤية التي قام عليها مشروعنا بفكر جديد يقوم علي الرغبة الصادقة في خلق مجتمع وواقع جديد يجعل من القرية وحدة اجتماعية متجانسة ووحدة إنتاجية متكاملة تقدم نموذجاً رائداً وسط سيناء سنعمل علي تكراره مرات ومرات مؤكدة استعداد الهلال الأحمر التوسع في هذا المشروع بإضافة وحدات جديدة وفقاً لاحتياجات ومتطلبات أهالي سيناء لينعم سكان هذه المنطقة جميعاً بحياة آمنة سعيدة ولتنعم الأجيال القادمة من شباب سيناء بغد أكثر إشراقاً معلنة عن مرحلة جديدة للمشروع تستهدف بناء قرية أخري تتم إقامتها بالتنسيق بين الهلال والجهات التنفيذية المعنية في أقرب وقت ممكن.
ووجهت السيدة سوزان مبارك الشكر لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الرائع متمنية للجميع النجاح والتوفيق.
بعد ذلك استمعت قرينة الرئيس إلي كلمة من اللواء محمد مراد موافي محافظ شمال سيناء فوصف زيارة السيدة سوزان بأنها عزيزة علي قلوب جميع أبناء سيناء ومتوجهاً بالشكر والتحية الصادقة لحرصها علي تخفيف معاناة المضارين من أزمة السيول التي اجتاحت المحافظة منذ ثلاثة شهور ومشيداً بزيارتها فور وقوع الكارثة والتي حملت أكثر من معني ودلالة تعكس إحساسها بالضعفاء ومن يحتاجون المساعدة.
أضاف أن زيارتها اليوم لمحة عظيمة تزيد من فرحتنا وبهجتنا باحتفالاتنا بأعياد سيناء وتحمل إشراقة أمل لأبناء المحافظة وآمال متجددة لاكتمال تعويض المتضررين وإزالة آثار الأزمة.
قال إن الرؤية المستنيرة للسيدة سوزان مبارك كانت نبراساً ومنهاجاً لجميع منظمات المجتمع المدني وعلي رأسها الهلال الأحمر التي حولت إنشاء القرية من خلال عمل جماعي عكس المشاركة المجتمعية في أروع معانيها.
أوضح أن القرية روعي فيها تلبية احتياجات المواطن في بيئته المحلية وإمكانية التوسع المستقبلي وروعي في توزيعها علي المستفيد من الشفافية حيث تم توزيعها وفقاً لقرعة علنية.
مفتاح المدينة لقرينة الرئيس
ثم قام المحافظ بإهداء قرينة الرئيس مفتاح المدينة تقديراً لجهودها وعطائها ورعايتها لهذا المشروع.
ثم تحدث د.حسن راتب رئيس مؤسسة سيناء للتنمية فقال إن مثل هذه الأزمات اختبار لقدراتنا ومسئوليتنا في مواجهة المشاكل في إطار من المسئولية والتكافل وأن نجعل من هذه الأزمة فرصة لمرحلة جديدة من العمل العلمي المنظم لتوفير سبل الحياة الكريمة ولتسابق الزمن لتحقيق ذلك في وقت قياسي تلك كلمات السيدة سوزان مبارك عندما شرفتنا بالزيارة في نهاية يناير من العام الحالي مؤكداً أن السيدة سوزان مبارك تعلمنا كل يوم درساً في العطاء من خلال جهودها العديدة المتنوعة ما بين التصدي للعشوائيات وإحداث التنمية إلي نشر الثقافة ثم تبني قضايا النهوض بالمرأة.
وقال إن ميزة السيدة سوزان مبارك مبعث لثقة الجميع ودافع قوي لاستنهاضنا جميعاً واستنهاض همم المجتمع.
عقود التمليك
عقب ذلك قامت قرينة الرئيس بتسليم عقود التمليك لعدد من سكان القرية وهم:
أولاً: أبناء الوادي:
* بشار الشافعي رضوان خضر.
* ناجي محمد طالب عياط.
* أحمد نايل نور الدين أحمد.
* أحمد محمد حسن جاسر.
* محمود زكريا محمود أبوقطيط.
ثانياً: أبناء البدو:
* صبيحة محمود سالمان سليمان.
* عبده سليمان سليم عيد.
* مليحة سلمان زايد محمود.
* عبيدة محمد عليان حمدان.
* فريحة سليمان سالمان سليمان.
كما أهدت قرينة الرئيس دروع التقدير لكل من الهلال الأحمر المصري ومحافظ شمال سيناء ومؤسسة سيناء للتنمية تقديراً للجهد الذي ساهموا به في إنشاء قرية الحسنة.
شاهدت قرينة الرئيس فيلماً تسجيلياً عن مراحل إنشاء القرية منذ البدء فيها منذ شهرين.
تفقد الوحدات
كانت السيدة سوزان مبارك قد تفقدت عدداً من الوحدات السكنية عقب افتتاحها قرية الحسنة كما تفقدت مشغل الفتيات الذي يضمن إنتاجهن من المشغولات اليدوية كما تفقدت المعرض الذي تعرض من خلاله هذه المنتجات.
وقد أبدت الأسر شكرها العميق للسيدة سوزان مبارك علي سرعة الاستجابة لتلبية رغباتهم وإنشاء هذه القرية الرائدة لتكون نموذجاً يحتذي به في هذه المجتمعات.
الجدير بالذكر أن قرية الحسنة والمقامة علي مساحة 15 ألف متر مربع تم بناؤها بتمويل من التبرعات التي وردت للهلال الأحمر المصري حيث تم التنسيق بين المحافظة "محافظة شمال سيناء" والهلال الأحمر ومؤسسة سيناء للتنمية لبناء هذه القرية في زمن قياسي لم يتجاوز شهرين وقد قامت المحافظة بالتعاون مع هيئات ووزارات النقل والمواصلات والتنمية المحلية في استكمال شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي.
رافق قرينة الرئيس خلال جولتها د.حاتم الجبلي وزير الصحة ود.علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي واللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية ود.ممدوح جبر أمين عام الهلال الأحمر المصري.
ذكريات
* استدعت السيدة سوزان مبارك ذكرياتها خلال الاحتفال والذي يواكب احتفالات مصر بأعياد تحرير سيناء قالت: أنا وغيري من أسر أبناء القوات المسلحة عشنا أياماً صعبة تحملنا فيها مسئولية الأطفال الصغار وغياب الزوج لفترات طويلة من القلق والخوف من المجهول.. بين مشاعر مختلطة.. هل سيعود الزوج أم لا وبالتالي فإن ذكري تحرير سيناء وغيرها من المناسبات العسكرية تحرك بداخلنا العديد من المشاعر التي تختلط فيها التضحية والقلق وتترك في نفوسنا بصمات لا تنسي وبالتأكيد تهون التضحيات مع عودة الحق والكرامة والأرض.
* في إشارة لا ينقصها الصدق أكدت السيدة سوزان مبارك أن الإرادة والإخلاص عوامل كفيلة لنجاح أي مشروع مؤكدة أنه عندما يُعلي الجميع المصلحة العليا تتواري المصالح الشخصية وتكون الثقة بين الجميع يكون الإنجاز في أحلي صوره.
* تحدثت قرينة الرئيس عن تجربتها الشخصية فقالت: عند بدء أي مشروع يتم اختيار فريق العمل بعناية والحمد لله علي مدي 20 عاماً مضت لم أصادف سوي الصدق والإخلاص لذا يكتب لكافة المشروعات النجاح.
* ضربت قرينة الرئيس مثلاً بقرية الحسنة الذي تم إنجازها في وقت قياسي لم يتجاوز الشهرين وأشادت في هذا الصدد بالدكتور ممدوح جبر أمين عام الهلال الأحمر المصري وبجهده الدءوب واتصاله اليومي بسيادتها لمتابعة سير العمل.
* قالت إن قرية الحسنة بداية حلم وليس النهاية مشيرة إلي مشاهدتها لها بالطائرة وكأنها لؤلؤة وسط أراضي سيناء الشاسعة.
* أعربت قرينة الرئيس عن فخرها بالهلال الأحمر المصري الذي يكتسب كل يوم ثقة ومصداقية بالداخل والخارج مشيرة إلي حرص الهلال علي إنفاق التبرعات الواردة له في قنواتها المشروعة.
* وعدت السيدة سوزان مبارك بتكرار نموذج قرية الحسنة خلال أيام وذلك بقرية النخلة بمدينة العريش مشيرة إلي توافر التمويل والتطبيق علي التخطيط الذي تم بقرية الحسنة.

[الساجد]

ونعم الام المثاليه السيدة سوزان مبارك ربنا يخليها لمصر