منفذو نفق المترو مسئولون عن الهبوط الأرضى بشارع الجيش

[اسامه فؤاد]

كتبت أسماء نصار
أكد عدد من خبراء الطرق، أن الهبوط الأرضى بشارع الجيش جاء نتيجة تقصير من منفذى مشروع مترو الأنفاق الذين لم يقوموا بعمل دراسة حقيقية عن طبيعة المنطقة.

ويرى الدكتور أسامة عقل أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة عين شمس أن أعمال الحفر التى تمت بمشروع مترو النفاق هى التى نتجت عنها خلخلة فى التربة تسببت فى ضعف أدى للانهيار.

وأشار عقل إلى أن تنفيذ الأنفاق العميقة يتطلب إعداد دراسات قوية بصورة شاملة بحيث يمكن بها تنفيذ النفق مع التنبؤ والتوقع لأية مشاكل قد تتعارض مع التنفيذ ووضع حلول مسبقة لها ليتم بها تفادى حدوث أى تأثير سلبى على المبانى والمنشآت الموجودة فوق الأرض أو حدوث انهيارات فى الشوارع وتلف المرافق الممتدة فوق منطقة تنفيذ النفق وهذا ما كان المفروض أن يتم.

وأكد عقل أن الدراسة التى تمت لم تكن شاملة ولم تغط كافة الأمور الهندسية فكان من الواجب أن تكون هناك دراسة تفصيلية فنية لجيولوجيا المنطقة وتاريخ طبقات التربة بها ومراعاة جميع خصائصها فبل البدء فى تنفيذ المشروع. وأشار إلى أن هذا المكان لم يراعى أنه كان فى الماضى عبارة عن تربة طميية لمرور نهر النيل بالقرب منها.

وطالب عقل بإعادة الدراسة مرة أخرى ومراعاة كافة العناصر والمؤاثرات الجيولوجية العميقة والسطحية حتى لا يحدث أى تاثير سلبى مستقبلا على نفق المترو، لأن تلك المشاكل أظهرت من أنه لابد من إعادة الدراسة مرة أخرى طالما ظهرت مشاكل لأن الهبوط الذى حدث بعد الحقن أثبت أن الدراسة لم تكن شاملة وبها قصور كلى فلابد من التأكد من سلامة التصميمات وسلامة التنفيذ لضمان سلامة النفق مستقبلا. وأشار أنه من الممكن أستكمال العمل فى النفق ولكن بعد عمل معالجة للتربة ودراسة المنطقة جيدا وفهم ما حدث لأن هذا الانهيار من الممكن أن يتكرر مرة أخرى.

وأكد أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة عين شمس، أن عملية المعالجة للهبوط كان فيها تسرع. وأضاف، لابد من إيقاف العمل بالطريق وإيقاف سير السيارات به تماما وإيقاف العمل بمشروع المترو حتى تتواجد دراسة مستوفية وإذا ضمنت الهيئة القومية للأنفاق عدم تكرار ما حدث فعليها استكمال العمل بالطريق.

ومن جانبه يقول الدكتور سامى المفتى أستاذ هندسة الطرق، إنه من البديهى قبل العمل فى أى مشروع مهما بلغ عمل دراسات مستوفية لكافة الجوانب المتعلقة به ومشروع المترو مشروع ليس بهين. ومن الواضح أن الدراسات التى تمت لهذا المشروع كانت هزيلة أنا منذ بداية العمل بهذا المشروع وطوال مراحل الحفر، وأنا أتوقع أن يحدث تغيرات نتيجة أن تلك التربة طميية لوجود خليج قديم فيها يرجع تاريخه للقرون الماضية.

بينما يؤكد الدكتور عاطف دردير رئيس هيئة المساحة الجيولوجية سابقا، أن ما حدث بشارع الحيش لم ينظر له نظرة علمية فطريقة معالجة الانهيار تمت بطريقة خاطئة وتركت للاجتهادات وشبه الأمر بفتاوى الدين التى تظهر فى الفضائيات كل واحد بيقول حاجة فقد تم صب خرسانة دون معرفة الأسباب فالأحمال الموجودة على التربة أحدثت اهتزازات فى التربة وهى غير مستقرة. ومعروف أن هذا المكان كان يمر فيه فرع من فروع النيل وكان اسمه الخليج المصرى ومع تطور العمارة جفا هذا النهر وتم ردمه فلابد من دراسة الأمر باهتمام بالغ. بالإضافة إلى توقف عملية الحقن وإخلاء المكان من السكان وإيقاف حركة سير المرور به تماما لخطورة الكبرى وإذا لم يكن فالمسئولية ستتضاعف على هيئة الأنفاق.