العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > أقلام الاعضاء
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-14-2011, 04:14 PM
هشام عبده هشام عبده غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي الاشتــــراكــية من جــديـد

الاشتــــراكــية من جــديـد

* تمهيد :

في ظل موجة الركود والتراجع الاقتصادي الذي يمر بمصرنا الحبيبة وبعد تعلق الكثير من الشعب بشعاع الأمل الذي ظهر لهم من جديد بعد الانتفاضة التي حدثت في الخامس والعشرين من يناير ،أتى لنا د/سمير رضوان الذي سار على نهج من سبقه ،بل زاد عليه انه دمر كل شئ في أوله،زاد من إحباط العمال والموظفين بل والعاطلين أيضا بعدما قدم لهم الكثير من الوعود الوردية في بداية شغل منصبه وعد الجميع بانتهاء عصر المنة وبداية عصر جديد ،ولكن سرعان ما تغيرت تلك النبرة الحنونة في الكثير من القرارات الغريبة التي اتخذها في الأيام القليلة الماضية، مما أدى إلى زيادة تحكم الرأسماليين في العمالة ،ولا أراه ناجح إلا في الاقتراض ،ولم يتطرق فكره إلى تعديل أو حتى تطبيق نظام جديد بدلا من النظام الرأسمالي الجائر الذي أتى به لنا الرئيس المؤمن صاحب الانفتاح المشئوم منذ 36سنة والى الآن ،ولا اعتقد انه سوف يعود الاقتصاد المصري معافى وقوى من جديد إلا عندما يأتي لنا حاكم رجل بمعنى الكلمة يقضى على الطبقية والتبعية الأوروبية الفاشلة ويقصر أنياب رجال الأعمال والرأسماليين المستغلين .
في ظل توغل الرأسمالية منذ أكثر من 35سنة في مصر -كما اشرنا سابقا - وخلق الفروق الطبقية من جديد ،في ظل وجود الجشع والطمع عند أصحاب النفوذ الرأسمالي وانتكاسة الاقتصاد المصري وزيادة البطالة وفساد التعليم وتراجع الزراعة وتدهور الرعاية الصحية وكل هذه الأشياء التي عانينا منها منذ زمن والى اليوم حتى بعد الانتفاضة الشعبية في 25يناير .
أنادى بالاشتراكية لأني مؤمن طوال حياتي بها كنظام اقتصادي ناجح عادل، اقرب للمساواة والعدالة الاجتماعية بدلا من الرأسمالية المقحفة الجائرة التي طغت وتدخل رجالها في كل شئ التي أفسدت مجتمعنا نتيجة لتطبيقها في مجتمع ربما لا تناسبه مثل مجتمعنا المصري ،ولكن ربما هي تناسب المجتمع الامريكى مثلا، هذا شأنهم فلما التقليد الأعمى والسلام ؟
أنادى بالاشتراكية لأننا لم نعانى منها مثل الذي عانيناه من الرأسمالية ورجالها .
أنادى بها لاننى لا أحب أن أرى في مجتمعي تفاوت طبقي .
أنادى بالاشتراكية لاننى أرى عهد العبودية قد انتهى ويجب أن يكون الجميع سواء لا فضل لأحد على احد .
أنادى بها لاننى أراها قارب النجاة لما يحدث في مجتمعنا اليوم إذا تخلصنا من عقدة التقليد الأعمى لسياسات أوروبا الطاغية .
ولكن يجب الآن أن أوضح معنى الاشتراكية كنظام اقتصادي أولا حتى تصير الأمور أوضح ويتم الفصل في الجلل الذي بينها وبين الشيوعية .

* أولا_ الاشتراكية :
عندما يذكر هذا المصطلح يتأتى إلى أذهان الكثير من الناس الشيوعية أو أنها الباب الخلفي للنظام الشيوعي المركسى ،لأنه نادى بالعدل والمساواة تحت مظلة العمل الجماعي والعدالة الاجتماعية وهذا الأمر خطأ ،لابد أن نغوص في حقيقة مصطلح ونظرية النظام الاشتراكي كنظام اجتماعي عادل يحقق المساوه والعدالة وأيضا سنلقى نظرة على النظام الشيوعي حتى تتضح الصورة أكثر وأكثر .
- الاشتراكية socialism : نظام اقتصادي اجتماعي يقوم على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج الأساسية، من أجل تلبية حاجات المجتمع على الوجه الأمثل وكي لا يتحكم فيه أحدا بعينه .
ظهر مصطلح الاشتراكية بعدة تفسيرات فقد كانت الاشتراكية المسيحية ،و الاشتراكية الفرنسية و الاشتراكية الديمقراطية و الاشتراكية العلمية و أبرز الأنظمة الاشتراكية كان الإتحاد السوفيتي الذي اتبع الاشتراكية العلمية و فرنسا في عهد " ميتران " هي إشتراكية ديمقراطية و الاشتراكية مصطلح واسع فقد تكون اشتراك طبقة قليلة أو طبقة واسعة في تقاسم ثروات الوطن ،والاشتراكية العلمية هي نظام اجتماعي اقتصادي يقوم على أيديولوجيا تقول أن الجماهير العاملة من الشعوب هي التي يجب أن تمتلك وسائل الإنتاج .
و بالرغم من تغير مدلولات المصطلح مع الزمن فإنه يبقى يدل على تنظيم الطبقات العاملة و تبقى الأحزاب المرتبطة به تنادي بحقوق هذه الطبقات.
تهدف الاشتراكية إلي مشاركة الجميع " جميع فئات الشعب " في الإنتاج والدخل القومي وبناء الدولة وإذابة الطبقات الاجتماعية و المساواة بين الجميع ماديا ومعنويا وكثيرا ما يتم الخلط بين " الشيوعية " أيدلوجيا والاشتراكية كمنهج اقتصادي.
ومن الأنظمة العربية التي عملت بالاشتراكية " ثورة 23 يوليو 1952 " التي قام بها الرئيس جمال عبد الناصر وحققت في مصر إنجازات هامة جدا و عظيمة جدا كجلاء الإنجليز عن مصر و تأميم قناة السويس و بناء السد العالي و بناء الآلاف من المصانع في مختلف المجالات وآخر إنجازات الاشتراكية هو حرب السادس من أكتوبر 1973 الذي حرر سيناء من قبضة إسرائيل حتي انتهت الاشتراكية في مصر بقرار الرئيس السادات بالأخذ بنظام " الرأسمالية " في ما يسمي بالانفتاح المشؤم في 1975 الذي نعانى منه إلى اليوم .
والقاعدة الاقتصادية الأساسية في هذا النظام هي إلغاء التقسيم الطبقي في المجتمع وإلغاء استغلال الإنسان للإنسان، بهدف تحقيق العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، وقد تعددت المذاهب والنظريات التي تناولت الفكر الاشتراكي.
و الاشتراكية من الناحية العلمية: تعني النظام الذي تؤول فيه ملكية سواء الإنتاج والأراضي والآلات والمصانع للدولة.
و بمعنى آخر:فإن الاشتراكية على خلاف ما تقتضيه الرأسمالية، تقوم على الملكية الجماعية لعناصر الإنتاج المختلفة وهنا ربما يتأتى إلى الأذهان انه لا احد يملك شيئا في البلد كلا يعمل تحت مسمى واحد وهو "القطاع العام" ، أقول وما الذي حصدناه من الرأسمالية الآن في مصر ؟
" كل المصانع والشركات وخير البلد الذي كان مسلوبا منها حتى تم إعادته بعد الثورة المباركة 23 يوليو وفى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ،كان الناس يعملون وارتفعت أصوات المصانع واخضرت الاراضى وتم إعلاء شعار السنبلتين وشعار الترس والمفتاح الذي أصبح اليوم سراب لا نراه إلا في عيد العمال خلف المنصة وقبل الفاصل الاعلانى طوال يوم 1مايو ،وتم إعادة كرامة العامل والفلاح في أرضه التي سلبت منه سابقا والعامل عندما عمل في مصنعه ليس خائفا مترقبا من بيع هذا المصنع وتشريده هو وزملائه ،كل هذه الأمور هيا نقارنها الآن في هذا النظام المصري الفاشل ،عندما تتآكل الطبقة الوسطي من المثلث الهرمي إذا يكون النظام فاشل عندما ترتفع معدلات البطالة يكون النظام فاشل ،عندما يزداد التعليم و الصناعة والزراعة يكون النظام فاشل ،عندما يكون الحد الأدنى للأجور 700ج في سنة 2011 يكون النظام مازال يتمتع بالفشل ووزير المالية الحالي لا فرق بينه وبين السابق ،كيف تتحقق العدالة في طبقة تتمتع بالمليارات ليلا نهار وطبقة أخرى لا تقدر على شراء اقل احتياجاتها من طعام وشراب ؟

* السمات العامة المميزة للنظام الاشتراكي :
الاشتراكية نظام متكامل اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، يهدف إلى تحقيق العدالة في المجتمع، وتوفير فرص العمل لأفراده من دون استغلال أحدا لأحد، ويقوم على الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج؛ ففي المجال الاقتصادي لا يتحقق أسلوب الإنتاج الاشتراكي إلا عندما تصبح وسائل الإنتاج ملكاً للمجتمع بأسره أي ملكاً للدولة والتعاونيات، ويكون هدف الإنتاج تلبية الحد الأقصى من حاجات أعضاء المجتمع المادية والروحية، ويكون العمل مفروضاً على الجميع ومتوافراً للقادرين عليه، ويتم الإنتاج في هذا النظام وفق خطط تضعها الدولة وتشرف على تنفيذها، ويتم توزيع الناتج وفقاً لقانون التوزيع الاشتراكي لكل بحسب حجم عمله ونوعيته .
وفي المجال الاجتماعي ينعدم في النظام الاشتراكي الصراع الطبقي في المجتمع وتزول بزوال هذا الصراع الخلافات بين الأمم والشعوب، ويصبح القانون الضابط لحياة المجتمع عناية الجميع بخير كل فرد وعناية كل فرد بخير الجميع، بيد أنه لا يمكن في مرحلة بناء الاشتراكية تحقيق المساواة الاجتماعية لأن العمل يظل مقسوماً إلى عمل ذهني وعمل جسدي، إلى عمل صناعي وعمل زراعي، وهذه الأحوال تتسبب في بقاء عدم التجانس في المجتمع على الصعيد الاجتماعي وبقاء بعض طبقات المجتمع، كالعمال والفلاحين، وفئات أخرى لا تؤلف طبقة خاصة كالمثقفين، ويؤدي ذلك إلى استمرار ظهور بعض التناقضات التي لا تحمل طابع التناحر، ويمكن حل ذلك في إطار النظام الاشتراكي في عملية التطور المستمرة.
وأما في المجال السياسي فيفرض النظام الاشتراكي أن تكون السلطة السياسية في يد المنتجين والشغيلة وعلى رأسهم الطبقة العاملة، مع وجود حزب طليعي يقود الدولة والمجتمع، ويتم حل القضايا الاجتماعية الأساسية بمشاركة جماهيرية وديمقراطية واسعة توفرها المنظمات الشعبية، ويمكن استناداً إلى ما سبق تحديد السمات التي يوصف بها المجتمع الاشتراكي على النحو التالي:
ـ وجود قوى منتجة فاعلة، وعلم متطور، وثقافة طليعية، مع استمرار ارتفاع مستوى المعيشة في المجتمع، وتوافر الأحوال الملائمة لتطوير حياة الفرد من جميع النواحي.
ـ وجود علاقات إنتاج اشتراكية، تحقق التقارب بين جميع الطبقات والشرائح الاجتماعية المنتجة، وتحقق المساواة الفعلية بين جميع الأمم والشعوب وتدفعها إلى التعاون فيما بينها .
ـ وجود تنظيم رفيع المستوى وإخلاص ووعي سام لدى الشغيلة للقضايا الوطنية والأممية .
ـ سيادة القانون في المجتمع وبين الدول وتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير .
ـ توافر الديمقراطية الشعبية باشتراك الفئات المنتجة في إدارة دفة الدولة، والجمع بين حقوق المواطنين وحرياتهم الفعلية وبين واجباتهم ومسؤولياتهم أمام المجتمع.
وإن عدم توافر هذه السمات كلها أو بعضها يعرقل تطور المجتمع الاشتراكي بطبيعة الحال وقد يهدد بزواله أحياناً .

ثانيا_ القانون الاقتصادي للنظام الاشتراكي :
يتبع .......
التوقيع: الحاكم العادل هو الذي يعمل لا لمنفعة قلة قليلة متطفلة ومستفيدة، بل لصالح كل أفراد الشعب دون استثناء
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الاشتــــراكــية, جــديـد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع