إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-15-2018, 02:43 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب المال والبنون

«الأبناء» من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده، فهم زينة الحياة الدنيا، ولكن هناك بعض المفاهيم الخاطئة التى نتبعها، ونظن أنها الطريقة المثلى لحماية وتحصين أبنائنا من المستقبل، ونعتقد أن الأموال التى سنتركها لهم هى ملاذهم وملجؤهم، ولعل القصة التالية هى رسالة إلى كل من يظن أن المال هو وسيلته لحماية ونجاح أبنائه فى مستقبلهم.. دخل «مقاتل بن سليمان»، رحمه الله، على «المنصور»، رحمه الله، يوم بُويعَ بالخلافة، فقال له «المنصور»: عِظنى يا «مقاتل»!، فقال: أعظُك بما رأيت أم بما سمعت؟ قال: بل بما رأيت، قال: يا أمير المؤمنين، إن عمر بن عبدالعزيز أنجب أحد عشر ولداً وترك ثمانية عشر ديناراً، كُفّنَ بخمسة دنانير، واشتُرى له قبرٌ بأربعة دنانير، وَوُزِّع الباقى على أبنائه، وهشام بن عبدالملك أنجب أحد عشر ولداً، وكان نصيب كلّ ولدٍ من التركة ألف ألف دينار، والله يا أمير المؤمنين لقد رأيت فى يومٍ واحدٍ أحد أبناء عمر بن عبدالعزيز يتصدَّق بمائة فرس للجهاد فى سبيل الله، وأحد أبناء هشام يتسول فى الأسواق. وقد سأل الناس عمر بن عبدالعزيز وهو على فراش الموت: ماذا تركت لأبنائك يا عمر؟ قال: تركت لهم تقوى الله، فإن كانوا صالحين فالله تعالى يتولى الصالحين، وإن كانوا غير ذلك فلن أترك لهم ما يعينهم على معصية الله تعالى. فتأملوا.. كثيرٌ من الناس يسعى ويكدُّ ويتعب ليؤمِّن مستقبل أولاده ظناً منه أن وجود المال فى أيديهم بعد موته أمان لهم، وغفل عن الأمان العظيم الذى ذكره الله فى كتابه «وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا». وقد ذُكِرَ أن ابنة عمر بن عبدالعزيز دخلت عليه تبكى، وكانت طفلة صغيرة آنذاك، وكان يوم عيد للمسلمين.. فسألها: ماذا يبكيك؟ قالت: كل الأطفال يرتدون ثياباً جديدة، وأنا ابنة أمير المؤمنين أرتدى ثوباً قديماً!! فتأثر عمر لبكائها وذهب إلى خازن بيت المال، وقال له: أتأذن لى أن أصرف راتبى عن الشهر القادم؟ فقال له الخازن: ولِمَ يا أمير المؤمنين؟ فحكى له عمر! فقال الخازن: لا مانع، وَلكن بشرط، فقال عمر: وما هذا الشرط؟! فقال الخازن: أن تضمن لى أن تبقى حياً حتى الشهر القادم لتعمل بالأجر الذى تريد صرفه مسبقاً، فتركه عمر وعاد، فسأله أبناؤه: ماذا فعلت يا أبانا؟ قال: أتصبرون وندخل جميعاً الجنة أم لا تصبرون ويدخل أبوكم النار؟ قالوا: نصبر يا أبانا!. فيا ليتنا نمتلك الثلاثة: الخازن، وعمر، وأبناء عمر.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع