العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > عن عمرو الليثي > مقالات عمرو الليثي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 04:06 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب لا يأس مع الحياة

من التجارب النفسية الملهمة عن تأثير الأمل والتفاؤل في حياة الإنسان تجربة قام بها العالم كيرت ريتشارد في الخمسينيات، وكانت هذه التجربة عبارة عن إحضار مجموعة من الفئران، ووضع كل منها في إناء زجاجى كبير ممتلئ لمنتصفه بالماء.. الإناء زجاجى وكبير حتى لا يستطيع الفأر التعلق بمخالبه أو القفز خارج الإناء. وكان هذا العالم يحسب الوقت الذي سيستمر فيه كل فأر في السباحة ومحاولة الخروج قبل الاستسلام للغرق، وبالطبع كان هناك اختلاف بين كل فأر وآخر، لكن في المتوسط كان الفأر يحاول لمدة 15 دقيقة تقريباً ثم يستسلم للغرق.. قام ريتشارد بإعادة التجربة، لكن مع بعض التغيير، فعندما كان يرى الفأر في لحظاته الأخيرة وأنه على وشك الاستسلام كان يقوم بإخراجه من الإناء وتجفيفه ويتركه يستريح لبعض الوقت.. ثم يضعه مرة أخرى في الإناء! فعل ذلك مع كل الفئران ثم أخذ يحسب متوسط الوقت في المرة الثانية للفئران.. وكان متوسط الوقت في المرة الثانية لا يمت للنتيجة الأولى بصلة، فلقد كان متوسط الوقت في المرة الأولى 15 دقيقة، وفى المرة الثانية كان أكثر من 60 ساعة!! ساعة وليس دقيقة! وهناك فأر استمر لمدة 81 ساعة تقريباً.. فالفئران في المحاولة الأولى فقدت الأمل بسرعة بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للخروج.. في حين في المرة الثانية كانت لديهم خبرة سابقة بأن هناك أملا، وأنه في أي لحظة قد تمتد لهم يد العون لتنقذهم، لذا استمروا أكثر في انتظار تحسن الظروف ولم يكفوا عن المحاولة..



إذا كان ذلك حال الفئران، فنحن البشر أشد احتياجا إلى الأمل في حياتنا، فهو الدافع الذي يجعلنا نستمر ونثابر من أجله، ومن أجل حياة أفضل لنا ولغيرنا، فلا تبخل أن تكون أنت الأمل الذي ينير درب من حولك، فلعل كلمة طيبة تخرج من فمك تغير حياة من أمامك للأحسن، وكم تغيرت حياة أشخاص للأسوأ أو للأفضل، بسبب كلمة قيلت لهم، فمعظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع.. ويتوقفون عن العمل، أو فلنقل يتوقفون عن الإبداع والابتكار عندما لا يجدون التقدير الكافى، فأنت يمكن أن تقوم بعملك مهما كان بشكل روتينى بحت، ولكنك تطور فيه وتعطيه المزيد من وقتك واهتمامك وتفكيرك لتحسينه إذا وجدت تشجيعا وتقديرا ممن حولك، ولكن هناك نقطة مهمة ينبغى أن نشير لها أيضاً، وهى أن الإنسان أيضاً يجب أن يكون محفزا لنفسه ولا يجعل آراء الآخرين تؤثر به، فمصدر سعادتك وتفاؤلك أنت، أيضاً لك دخل فيه بنسبة كبيرة، فلا تترك اليأس أو الإحباط أو الخوف من الفشل يؤثر على تقدمك. وهناك مقولة عظيمة لتوماس أديسون عن الفشل ونظرته له، فهو يقول: «لن أقول إنى فشلت 1000 مرة، ولكنى اكتشفت أن هناك 1000 طريقة تؤدى إلى الفشل»، ففشل الإنسان في أمر أو نجاحه فيه ليس هو مقياس عبقريته بل هو مقياس لمثابرته ومواصلته لعمله، فالخبرات التي تكتسبها من محاولاتك المتكررة هي في مجملها خطوة للأمام في مشروعك القادم، فما أنت إلا مجموعة تجارب وخبرات تستفيد منها في كل مرحلة من مراحل حياتك.. فلنزرع الأمل في نفوسنا ونفوس من حولنا، فالنتيجة تستحق بالتأكيد.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع