إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:22 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب نفوس حائرة


من الحكم الجليلة لابن عطاء الله السكندرى «ورود الأمداد بحسب الاستعداد وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار» حكمة عميقة المعنى تستوجب أن نقف عندها.. فالمدد والعون يأتى من عند الله سبحانه وتعالى ونحن كبشر مكلفون بطاعة الله سبحانه وتعالى ويجب علينا الاجتهاد فى طاعته والعمل على تهذيب النفس وإصلاحها وعلاجها من الآفات القلبية التى من الممكن أن تصيب نفوسنا وقلوبنا حتى تصفو سريرتنا وتشرق بنور الله فأمراض النفس ما أكثرها فالغل والحقد والحسد والنميمة والغيبة وغيرها من الآفات التى يجب على الإنسان التخلص منها وألا يجعلها تسيطر عليه.. فكل إنسان على قدر استعداده فلو نوى الإنسان أن يخلص نيته لله فى عبادته ويحاول أن يروض نفسه ويعمل عليها لزيادة مراتبه ودرجات عبادته لصلح حاله وجاءه المدد والعون من عند الله.. ولا يوجد منتهى نقف عنده فى الطاعات والعبادات، فعن أبى حامد الغزالى أنه يقول "كان يحضر لى 500 عالم من ضمن مريديه لو وزع علم واحد منهم على أهل الأرض لوزعهم فخفت أن يحضرنى الغرور".. وكان سيدنا عمر يقول تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، ومذاكرته تسبيح وطلبه عبادة، والبحث عن العلم جهاد فى سبيل الله وهو الأنس فى الوحشة والصاحب فى الخلوة وهو السلاح على الأعداء والدين عند الأجلاء فنحن فى هذه الدنيا فى سباق لطاعة الله ولبلوغ مرضاته وكلما قمنا بالاستعداد لهذا كلما جاءنا المدد والعون من عند الله.. والخير يأتى من عند الله عندما تسود المحبة والإخاء بين البشر فقد كاد النبى صلى الله عليه وسلم أن يخبر الصحابه عن موعد ليلة القدر لولا أن تجادل اثنان فرفع الخير فسبحان الله العلى العظيم.. وهناك فرق أكيد بين مجتمع المحبة ومجتمع الكراهية والحقد.. فالجنة التى نزل فيها أبونا آدم أول ما وُجد فيها إبليس لم تصبح مجتمع محبة فأمرهم الله سبحانه وتعالى بالنزول منها.. ومكة التى كانت صحراء جرداء لا أنيس فيها ولا جليس ووجدت فيها السيدة هاجر وإسماعيل عليهما السلام وانضم إليهما الخليل إبراهيم عندما رفع القواعد. هذا المجتمع الصحراوى الذى لم يكن فيه خيرات أصبح جنة من الجنات فممكن بقلبك النقى السريرة أن تحول النفس الأمارة بالسوء إلى نفس مطمئنة بأن تكثر من الطاعات فصفاء الأسرار هو الذى يأتى لنا بشروق الأنوار.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع