إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:19 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب حكاية «طه» و«بات مان»



عزيزى القارئ، تعالَ معاً سوياً نروح لأمريكا وتحديداً لسان فرانسيسكو، حيث يوجد طفل صغير اسمه مايلز سكوت، طفل عادى جداً عمره خمس سنوات، وأصيب وهو فى عمر العام والنصف بمرض خطير جداً، وهو سرطان الدم، ولنا أن نتخيل مدى معاناة هذا الطفل ووجع قلب والديه وهما يسمعان الخبر، وإصرارهما على أن يساعدا ابنهما، وبالفعل يبدآن فى علاجه، ويمن الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء، وعند سؤال الطفل عن أمنيته يجيبهم هذا الطفل الذى قضى سنوات عمره القليلة أمام التليفزيون، وهو يأخذ جلسات العلاج، ويقول لهم «نفسى أكون باتمان»، وعلمت شركة دعاية وإعلان بأمنية الطفل بالصدفة، وأخذوا يفكرون فى كيفية تحقيق هذه الأمنية له وإدخال السعادة على قلبه، فيفكرون فى إحضار الممثل الذى قام بأداء دور باتمان لمقابلة الطفل أو إحضار زى باتمان للطفل، ولكنهم قالوا إن أمنية الولد أن يكون هو باتمان، فقامت الشركة بالكتابة على موقعها الإلكترونى من الذى يحب أن يسعد مايلز معنا، وتعاطف الناس، وتوالت الردود على الشركة وهم لا يعلمون ماذا يفعلون لإسعاده، ويجىء اليوم المنتظر، وتدخل الشركة على مايلز بزى باتمان، ويقولون لمايلز أن يرتديه بسرعة، فلديه مهمة لإنقاذ المدينة من الأشرار، وينظر لهم مايلز بدهشة وينزل معهم للشارع، وإذا بالمفاجأة:
لقد تجمع عدد كبير من الناس يصفقون له ويهتفون باسمه واسم باتمان، ويطلبون منه أن ينقذهم من الأشرار، والشرطة واقفة لتأمين المكان والشوارع خالية لتسهيل حركة مايلز بها، ويدخل الطفل الصغير ويقبض على شخص يقوم بأداء دور اللص ويصفق له الناس بحرارة ويركب الطفل سيارة مثل سيارة باتمان مع استمرار تصفيق الناس له والشرطة تمارس دوراً اجتماعياً جميلاً بتنظيم المكان وتأمينه من حول الطفل، وكان الجميع يشعرون بالسعادة وأكثرهم سعادة بالطبع كان هذا الطفل الصغير مايلز، الذى كان يعانى من سرطان الدم، وكان نفسه يفرح، فاتفق كل الناس على أن يسعدوه.
وتعالوا نرجع لمصر، لعزبة سهل حشيش.. أعرّفكم على «طه»، هذا الطفل البسيط لا يزيد عمره على تسع سنوات ولعدم قدرة والده على الصرف عليه قام بإخراجه من المدرسة وتشغيله.. «طه» لديه أخ مصاب بالصرع، وأمه مصابة بفيروس c، وهو يعمل صبى ميكانيكى.. عندما التقيت به سألته: نفسك تبقى إيه؟.. قال لى: مهندس.. ثم نظر للأرض بخجل، وقال لى: لكن الظروف ماسمحتش.. عندنا فى مصر الآلاف مثل «طه» اضطرتهم الظروف لترك التعليم.. تعالوا نساعدهم فى تحقيق أحلامهم، فأحلامهم بسيطة لم تصل إلى بات مان!!
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع