إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 04:04 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب كيف يصبّر الإنسان نفسه؟

الحياة طريق طويل ومن الطبيعى ومن حكمة الله عز وجل أن هذا الطريق ليس ممهدا بل مليء بالصعوبات والابتلاءات والاختبارات التى تواجهنا وردة الفعل تجاه هذه الاختبارات هى ما يميز شخصا عن شخص فهناك أشخاص يستسلمون من البداية وهناك من توصل إلى الحقيقة الأكيدة التى تجعله يتقبل ما يمر به من محن بنفس راضية مستبشرة وهذه الحقيقة هى قول المولى عز وجل فى كتابه العزيز (وبشر الصابرين) فالصبر على الابتلاء واحتساب الأجر عند الله هو ما يجعل المصائب والمحن تهون كما أن عدم التركيز على المفقود والنظر إلى الموجود هو ما يجعلنا نرى نماذج لأناس عظيمة واجهوا ما واجهوا من أحداث بقلوب راضية متقبلة لإرادة الله فعندما تم قطع رجل عروة بن الزبير لمرض أصابه وفى نفس اليوم مات أعز أبنائه السبعة على قلبه بعد أن رفسه فرس وقتله فقال عروة: اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون أعطانى سبعة أبناء وأخذ واحداً وأعطانى أربعة أطراف وأخذ واحداً.. إن ابتلى فطالما عافا.. وإن أخذ فطالما أعطى.. وإنى أسأل الله أن يجمعنى بهما فى الجنة.. ومرت الأيام.. وذات مرة دخل مجلس الخليفة..



فوجد شيخاً طاعناً فى السن مهشم الوجه أعمى البصر.. فقال الخليفة: يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته.. قال عروة: ما قصتك يا شيخ؟.. قال الشيخ: يا عروة اعلم أنى بت ذات ليلة فى وادٍ.. وليس فى ذلك الوادى أغنى منى ولا أكثر منى مالاً وحلالاً وعيالاً.. فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالى ومالى وحلالى.. وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفلا صغيرا وبعيرا واحدا فهرب البعير فأردت اللحاق به.. فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفى صراخ الطفل فالتفت فإذا برأس الطفل فى فم الذئب.. فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه فعدت لألحق بالبعير فضربنى بخفه على وجهى.. فهشم وجهى وأعمى بصرى. قال عروة: وما تقول يا شيخ بعد هذا فقال الشيخ: أقول اللهم لك الحمد ترك لى قلباً عامراً ولساناً ذاكراً. هذا هو الصبر وهؤلاء هم الذين بشرهم الله بقوله: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) فأين نحن منهم؟.. تدريب النفس على الصبر مهم فلا يوجد أحد يعيش بمنأى عن المشاكل والهموم ولكن النقطة الهامة هى كيفية مواجهة المشكلة فلا يوجد فرح دائم فإذا جاء الفرح استمتع به لأنه لن يدوم إلى الأبد وإذا جاء الحزن فلا تقلق لأنه أيضاً لن يدوم للأبد فلا يوجد شىء يدوم إلى الأبد ولا يوجد شىء أخذه الله منك لم يعوضك عنه فإذا فقدت أحد أطرافك ستجد أن كفاءة الأطراف الأخرى قد زادت وأكبر دليل على ذلك ما نراه من نماذج لرسامين يستطيعون إبهار الناس وهم بأذرع مبتورة فطريقة تفكيرك وإرادتك وقبلهما ثقتك بالله هما ما يجعلانك تواجه أقصى الظروف وأشد العقبات فاصبر وما صبرك إلا بالله.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع