إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 04:03 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب رسالة إلى الحبيب

قد يعتقد البعض أن فقدان الإنسان الغالى فى حياتك قد يختفى أو يقل مع مرور السنوات، لكن يبدو أن الواقع والتجربة غير ذلك، فكلما زاد البعاد زاد الاشتياق، وكلما زاد البعاد وشعرت بمرارة التجارب فى حياتك وتذكرت من الذى كان يقف بجانبك فى أوقات المحن تشعر أنك فقدت أعز وأغلى الناس الذين تحتاجهم ليضمدوا جراحك ويكونوا بجانبك فى أوقات المحن والشدائد، هذا هو الواقع الذى يعيشه كل منا، ليس بكبر السن تعتقد أنه كلما كبرت بالسن فإنك أصبحت قوياً لكنك مهما كنت كبيراً لن تنسى أبداً صاحب الفضل عليك الأول وهو والدك، الذى أعطاك كثيراً ولم يأخذ منك شيئاً، أعطاك بلا حدود وكان يتمنى أن تكون أنت أفضل منه فى جميع الأحوال، تذكرتُ وأتذكر ولاأزال أتذكر وأتصور أننى سوف أعيش على ذكراه حتى الممات، والدى العظيم ممدوح الليثى مر بذاكرتى شريط من الذكريات كلما اقترب يوم وفاته، فوفاة الأب بالنسبة لأى إنسان لا تعنى رحيل الأب، لكن تعنى أنه قد فقد سنده وعضده، والإنسان الذى يميل على كتفيه ويبكى فى أحضانه، إن الأب من أعظم الأناس فى حياتنا، قد لا يشعر البعض بقيمتهم طوال سنوات وجودهم معنا بل البعض يتمرد عليهم فى سن صغيرة، ويختلف معهم فى سن الشباب، لكنه لا يستطيع غير أن يتأكد أن كل كلمة كان والده يقولها كانت لصالحه وهو صغير، وبالتأكيد أفتقد أحن وأعظم الناس فى حياتى والدى كلما مرت ذكراه على قلبى، فهذا الرجل العظيم له فى حياتى تجارب ودروس، أستلهم شخصيته عندما أمر بالمحن وأشعر لو كان والدى فى هذا الوضع ماذا كان يفعل، إن كل من له أب فقده يشعر بمعنى وطبيعة وأحاسيس ما أقوله.. وكل إنسان مازال والده على قيد الحياة عليه أن يدرك أنه فى نعمة عظيمة كبيرة أعظم من أى مال يجمعه، وأى منصب يصل إليه، وأى مكانة مرموقة يعيشها، لأن الأب هو السند والحنان أنه هو العصا التى يتكئ عليها الإنسان فى شبابه وفى عنفوانه، وحتى عندما تكبر تتذكر أباك فى كل لحظة جميلة تعيشها وتقول لو كان عائشاً، لو كان موجوداً بيننا كما تتذكره فى كل لحظة أليمة وكل محنة مريرة، وتقول يا ليته كان معنا، إنه شعور عظيم ينتاب الإنسان يتذكر فيه أحب وأعظم الشخصيات إلى قلبه، وكلما تأتى ذكراه يمر علىّ شريط الذكريات، وأتذكر لحظات قد تمر على ذهنى فى ثوان لكنها تحمل الكثير من المعانى، أتذكر كيف كان هذا الرجل دؤوباً فى عمله، مخلصاً له ومؤمناً به لدرجة لا يتصورها عقل، حتى وهو يصارع المرض كان كل ما يشغل تفكيره عمله وكتاباته ففى رحلة علاجه الأخيرة بألمانيا أصر على تأجيل عملية قلبه، وعندما سأله الطبيب لماذا، أجابه والدى قائلاً: لقد بدأت مشواراً طويلاً مع قصة درامية أريد أن أكملها قبل أن أجرى هذه العملية، وعدنا إلى القاهرة وانتهى أبى من كتابة قصته: «الصديقان»، وأجرى العملية بنجاح لكنها إرادة الله أن يفارق الحياة فى مطلع عام جديد كان ينتظر أن يأتى أول أيامه كى يسارع إلى دار النشر لينشر كتابه الأخير «الصديقان».. وتمر ذكراه فأذكره وأحتسبه عند الله، اقرأوا الفاتحة لوالدى ولأمواتكم وادعوا لهم بالرحمة.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع