إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 03:58 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب أعظم يتيم

أعظم يتيم جاء على وجه البشرية هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأصبح قدوة ونبراساً ومثالاً يحتذى به كل يتيم فى الصبر والإيمان والقوة. واليتيم كرمه الله سبحانه وتعالى، وأوصانا به فى كتابه العزيز، فيقول المولى عز وجل: «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ* وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ* وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» صدق الله العظيم.. فهذه الآية تؤكد مدى اهتمام الله سبحانه وتعالى باليتيم وبحقه فى المعاملة الكريمة ممن حوله، ودلت الآية على اللطف باليتيم، وبره والإحسان إليه. ورُوى عن أبى هريرة أن رجلا شكا إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- قسوة قلبه، فقال: «إن أردت أن يلين فامسح رأس اليتيم، وأطعم المسكين» وأنت بهذه الحركة البسيطة قد كسبت الكثير والكثير من الحسنات، فمن مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات، وعن أبى هريرة: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة»، وأشار بالسبابة والوسطى، فأى مكانة عظيمة يطمع إليها الإنسان أكثر من مرافقة النبى صلى الله عليه وسلم بالجنة. واليوم هو يوم اليتيم، فنقول لكل إنسان إذا كان الله سبحانه وتعالى أوصانا باليتيم، وغلّظ عقوبة من يظلمه أو يقهره، وكان رسولنا الكريم يتيما، فيجب أن يكون اهتمامنا باليتيم ليس مجرد كلام أو إعلان فى التليفزيون أو كلمة تقال وينتهى الموضوع على ذلك، وإنما يكون اهتماما حقيقيا نابعا من داخلنا تجاه الطفل اليتيم الذى يتوق إلى من يحنو عليه ويشد من أزره ويعينه على مواجهة هذه الحياة، وسواء كان الإنسان مقتدراً أم لا، فهناك العديد من الطرق التى تمكنك من مساعدة الأطفال اليتامى، فالإنسان المقتدر فى استطاعته أن يقدم الكثير للطفل اليتيم، فهو يستطيع أن يوفر له الحياة الكريمة، ويكفله وينفق عليه، وإذا لم يكن الإنسان مقتدرا فاهتمامه وحنانه وطبطبته على ظهر طفل يتيم وزيارته لهذا الطفل كفيل بأن يلقى السعادة فى قلب هذا الطفل، كما أن ذلك صدقة فى الوقت ذاته.. وعندنا أزواج لم يُرزقوا بالأولاد، كما يوجد أطفال حُرموا من وجود الآباء والأمهات، فإذا التقى الطرفان مع بعضهما البعض أتصور أن المعادلة ستكون متوازنة وسليمة للطرفين، فكلاهما يحتاج الآخر، ويحتاج كلٌّ منهما أن يغذى المشاعر المحروم منها، فلو كل زوج وزوجة بلا أولاد أو فقدا ابنهما ذهبا اليوم أو غدا أو أى يوم بشكل عام إلى دار أيتام، وزارا الأطفال فيها فكم سيكون هذا شيئا جميلا ومهما وإحساسا رائعا للطرفين! وحتى إذا لم يكن الإنسان غير محروم من نعمة الأولاد، ورزقه المولى عز وجل بأطفال يملأون عليه حياته، فهذا سبب أدعى إلى أن يذهب الآباء والأمهات بأطفالهم ليحتفلوا مع الأطفال الأيتام ويشعروهم بوجود أسرة أكبر لهم بالمجتمع، فكلنا آباء وأمهات لهذا الطفل اليتيم، وكلنا مسؤولون عنه أمام المولى عز وجل لأنه سبحانه وتعالى أوصانا جميعا عليه، وهو الرقيب على ما نقوم به تجاه هذه الأمانة، ودائماً وأبداً نقول لا تجعلوا يوم اليتيم يوما واحدا فى السنة، فنحن نريده أن يكون كل يوم فى السنة، فهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، الذى يجب أن يروى تلك البراعم الصغيرة التى ستزدهر يوماً، وسيستفيد المجتمع ككل منها، فالأطفال هم نواة مستقبل أى أمة، فهم شباب الغد، وكم من طفل يتيم كانت ظروفه الصعبة دافعاً له ليكون فرداً ناجحا طموحاً، وأن يكون ذا شأن فى المجتمع، ودائماً وأبداً نقول إن من زرع حصد، فلنزرع فيهم الحب والرحمة فهم سيعطوننا ما زرعناه بداخلهم وما يرونه من معاملتنا لهم، فالكلام لا يهمهم فى شىء، فهم فى أمسّ الحاجة للفعل وليس للكلام، فلا تبخل على طفل يتيم ولو بابتسامة، فإنها بداخله تبنى الكثير وتعطيه أملا أنه ليس وحيداً فى هذه الدنيا، فالتكافل والتراحم هما الحل لكثير من مشاكلنا ومشاكل أطفالنا الصغار الذين فتّحوا أعينهم على هذه الدنيا ليرونا نحن بدل آبائهم.. فرفقاً بهم وبظروفهم، فمن تساعده اليوم هو من سيمد يده غداً ليساعدك، ولنفتح لأنفسنا هذا الباب الكبير للخير ونغترف منه، فالطفل اليتيم هو فى حقيقة الأمر من يساعدنا وليس نحن من نساعده.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع