إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-29-2010, 12:51 PM
vondeyaz vondeyaz غير متواجد حالياً
عضو
 

إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى vondeyaz
افتراضي هل انا بطل- قصه بقلم احمد عبد المنعم زايد

لماذا أنا بطل
بقلم احمد عبد المنعم زايد
المجموعه 73 مؤرخين

هل تعرفوني ؟
بالطبع لا ، لا تعرفونني ، وحتي لو قلت لكم اسمي لن تعرفوني ، فانا واحد من الاف اخرين مثلي لن تعرفوهم ،
حتي لو بحثتوا في كل سجلات التاريخ لن تعرفوني .
اقص عليكم قصتي الان وقد توقف بي الزمن للحظات لكي اكتب لكم تجربتي ، فانا لست بينكم الان ، وربما لا يوجد ما يدل علي وجودي اصلا .
انتهت حياتي في الساعه الرابعه والدقيقه السابعه والاربعون والثانيه الخامسه عشر من يوم السادس من اكتوبر 1973 الموافق للعاشر من رمضان عام 1393 هجريه ـ بعد ان عشت علي هذه الدنيا اربع وعشرون عاما واحد عشر شهرا
لا تهمكم حياتي في شئ ، فحياتي الحقيقيه بالنسبه لي عباره عن ست ساعات وسبع عشر دقيقه ، ففي العاشره من صباح يوم مغادرتي للحياه ، دخل دشمتنا قائد السريه – النقيب وحيد وكان متهلل الوجه كعادته التي عرفناها طوال فترة وجودنا علي ضفه قناه السويس .
اخبرنا بكلمات مازال صداها يتردد في اذني حتي الان – الوقت جه يا رجاله عشان ندي ولاد الكلب علقه موت – لم نفهم في بادئ الامر معني كلماته لكنه اخرج من قميصه علما كان يخبئه داخل القميص لكي لا يراه احدا ،وسلم لنا العلم
ففهمنا علي الفور انها الحرب وان علقه الموت التي سينالها اليهود قد حان وقتها ، خرج النقيب وحيد وتركنا نطير بمعني الكلمه من الفرح لدرجه ان رأسي ارتطمت بسقف الدشمه التي كنا نطلق عليها قفص القرد – احتضن كل منا الاخر في سعاده ، وذابت اي خلافات او ضغائن قد تكون موجوده بين اي منا والاخر ، وعلي الفور بدأنا نعزف السيفمونيه التي تدربنا عليها السنوات الماضيه .
لحظه دخول النقيب وحيد علينا الدشمه كانت لحظه ميلادي الحقيقيه ، فلم اقدم في حياتي شيئا يستحق الذكر لكم ، فلم اشارك في بناء السد العالي مثلا او في المقاومه ضد الاحتلال الانجليزي او حتي اخرج في مظاهرة ضد الاستعمار ، فلم اقم بعمل استحق ان اذكرة لكم .
أحسست في تلك اللحظه ان تاريخ ميلادي قد ُكتب وانه قد حانت لحظه ميلادي الحقيقيه التي لم اكن اعلم انها لم تكتب بعد .
بدأنا في نفخ قوارب الدنجي بهدوء وبالتتابع حتي لا نكشف للعدو الماكر القابع علي مسافه 200 متر منا ، اننا نجهز للعلقه الساخنه التي تدربنا عليها طويلا ، فالسريه مطلوبه وصوت نفخ القوارب قد يكشف له مفاجأتنا له
حاول عقلي ان يذكرني بأبي وامي القابعين في منزلهم وقد اعياهم المرض ، لكنني طردت صورتهم من مخيلتي ، تذكرت فاطمه ابنه الجيران ، التي عقدن قراني معا بالنظرات والابتسامات والكلمات المكتوبه فقط ، ونظرا لقواعد عائلتها الصارمه ، فقد تأجل ارتباطي بها رسميا الي ما بعد الحرب ، لكن صورة فاطمه اختفت من امامي وانا اري زملائي يصارعون الوقت في التجهيز .
اتفقنا فيما بيننا علي ان نستمر في الصيام ، فما احلي لقاء الله وانا شهيد وصائم ايضا
دخل علينا الرقيب عبد المعطي حكمدار الفصيله وتمم علي استعدادنا وشد من ازرنا بكلمات جميله لم اسمع منها شئ في الحقيقه ، فقد مر الطيران المصري في تلك اللحظه فوق رؤوسنا ، فخرجنا نهرول خارج الدشمه لنشاهد طائراتنا تدخل سيناء .
صفوف من الطائرات المختلفه تطير علي ارتفاع قمم الاشجار وتثير الرمال حولنا من سرعتها وارتفاعها المنخفض ، لكننا لم نهتم بالرمال الساخنه التي تلفح وجهونا ، فقد علت قامتنا سريعا فوق قمم الاشجار وفوق الطائرات ، فهي الحرب فعلا التي انتظرناها والتي توقعنا انها لن تقوم ابدا.
يا للسادات من داهيه ، فقد اخفي امر الحرب علي جيشه قبل ان يخفيها علي العدو ، لذلك كانت مفاجأتنا لهم مدويه ورأيناها باعينا علي الضفه الاخري من القناه ، فالجنود اليهود يهربون من خندق لاخر هلعا من صوت طائراتنا ، وبعضهم بملابسه الداخليه
لم نتعلم قط ان الحرب تقوم في منتصف اليوم ، فأما الحرب مع اول ضوء للشمس أو اخر ضوء للشمس هكذا قالوا لنا ، لكننا الان نبدأ الحرب في منتصف اليوم ، فهو درس جديد يكتب في كتب العلم العسكري العالمي ، ونحن من نكتبه .
تمتم مرقص زميلي وهو يشاهدهم الجنود الاسرائيلين في رعب قائلا– اصبروا علينا لما نعدي لكم ، مفيش جحر فار هيخبيكم عنا - فضحك الجميع ، ونحن نتحرك من مكان لاخر لمشاهده ما يجري علي الضفه الشرقيه للقناه التي اشتعلت فجأه بقنابل طائراتنا ، وصاح الرقيب عبد المعطي فينا ، يالا يا رجاله هنعبر دلوقت ، فأمسكنا بمعداتنا ورفعنا القوارب فوق الاكتاف في لحظه بدء التمهيد النيراني لقوات المدفعيه ، وزاد اشتعال الجبهه امامنا ، صاح النقيب وحيد في الرقيب عبد المعطي وهو يمسك ذراعه بقوة .
لسه يا عبد المعطي دورنا لسه مجاش ، قدامنا ربع ساعه كمان لغايه لما المدفعيه تكون دخلت تضرب جوة .
رد عبد المعطي ، ربع ساعه نكون عبرنا وركبنا الساتر يا فندم
رد النقيب وحيد – انت كده بتعرض نفسك لمدفعيتنا يا عبد المعطي
اجابه عبد المعطي – هنعدي ونركب الساتر ونكون فوق رأسهم بأذن الله ومش هيحصل لنا حاجه يا فندم
لمعت عين النقيب وحيد من كلمات عبد المعطي ووجد ان اصرارنا علي عدم الصبر كبير ، وكان النقيب وحيد ايضا غير قادر علي الصبر ، في الحقيقه لم يكن ايا منا قادرا علي الصبر .
رد النقيب وحيد هاتفا لنا – يالا يارجاله – الله اكبر ......... ورفع سلاحه عاليا في السماء مشيرا لسيناء وامرنا بالتقدم خلفه .
ثوان وكانت قوارب سريتنا في المياه في سرعه ، ضربات المجداف في المياه اقوي من صوت طلقات المدفعيه ، هكذا احسست بها .
كنت في قارب به عشر جنود ومعنا الرقيب عبد المعطي يرفع علم مصر علي مقدمه القارب فاتحا صدره لسيناء وهو يهتف بكل قوه – يالا يا رجاله – اسرع – اسرع شدوا حيلكم يا وحوش – كلها كام ضربه ونوصل ،
كانت عيناي لا تفارق الرقيب عبد المعطي واشحن قوتي من قوه كلاماته ، لكن فجأه انتبهت الي انفجار بجواري اغرق بالمياه ملابسنا ، فنظرت تجاه الانفجار ، فوجدت عمودا من الماء يرتفع في السماء جراء انفجار قذيفه للعدو
اطاحت شظايا الانفجار بقارب من قوارب سريتنا ، اختفي الرجال تحت الماء بسرعه وظهرت الدماء تمتزج بمياه القناه سريعا وتحولها للون الاحمر الداكن .
فقد بدأ العدو في الرد علي مدفعيتنا ويحاول ان يوقفنا عن العبور لكن هيهات ، فقد صدر الامر لنا ، وقدرنا كتبه الله لنا ان نعبر ، فسنعبر ، وسننتصر بأذن الله .
عدت بنظري الي الرقيب عبد المعطي فوجدته شامخا علي مقدمه القارب يشد من ازرنا ، ونحن نجدف بتلقائيه وبدون احساس بالتعب .
في التدريب كانوا يقيسون لنا الزمن بالثانيه في العبور وكنا نصل الساتر ونحن منهكي القوي ونتسلق بصعوبه ، لكني لا احس بأي تعب حتي الان .
نحن الان في منتصف القناه وقاربنا يتقدم قوارب السريه وبجوارنا قارب النقيب وحيد ومعه جنود قياده السريه ، يا له من قائد شجاع يتقدم رجاله في اقتحام القناه ، هكذنا تعودنا منه ومن كل قاده السرايا الذين خدمت معهم .
انظر ببصري تجاه القناه الممتده بجواري الي مالا نهايه ، فأجد قوارب الكتيبه علي يمينا ويسارنا تبدأ في النزول للمياه
ها هي الكتيبه تعبر خلفنا ومن خلفها اللواء ثم الفرقه كامله ستعبر في دقائق ، ومن بعدها الجيش كله كما تدربنا ،
توالت انفجارات القذائف الاسرائيليه الواحده تلو الاخري ، وها هو قارب اخر يختفي من صفحه المياه بمن فيه ، لا اعرف من كان فيه ولا اهتم ، فقد تدربنا علي النظر للامام فقط وعدم الاهتمام بما يحدث خلفنا .
صاح الرقيب عبد المعطي – يالا يا رجاله قربنا نوصل .
فنظرت اليه لاجد خلفه حائطا اصفرا يسد الشمس من امامنا ، فالساتر الترابي كان كبيرا وعاليا بصورة لم نتصورها رغم اننا نشاهده يوميا ، لكني لم اتصور انه عاليا لهذه الدرجه .
وصل القارب الي الساتر الترابي ووضعنا المجدايف داخل القارب لكي يعود بالقارب جنديين لكي يحضروا جنودا اخرين
وضعت قدمي علي الشاطئ الشرقي للقناه وانا لا اصدق ما يحدث لي ، فأخيرا عدنا يا سيناء ، ولن نتركك الا علي جثثنا
لم يترك لنا الرقيب عبد المعطي وقتا لالتقاط الانقاس ، فقد بدأ تسلق الساتر الترابي وهو ممسك بعلم مصر في يد وسلاحه في يده الاخري .
تدربنا علي تسلق الساتر بواسطه سلالم حبال ، لكننا سبقنا القارب الذي يحمل لنا السلالم ، ولن ننتظرة ، سنتسلق بالاظافر والانياب لو اقتضي الامر .
بدأنا التسلق وكل منا يهتف بتلقائيه وبدون اتفاق – الله اكبر – فقد ادرك كل منا ان الله معنا ، ادركت ذلك بكل قوه وانا اري قدمي تنغرس في الرمال علي مسافه سنتميرات من لغم مضاد للافراد- احفاد القرده لغموا الساتر ايضا !!!،
لكن الله معنا وليس معهم ، اقل حركه مني كانت وضعت قدمي علي اللغم لكن الله سلم ، فالله معنا والنصر لنا ، فتعالي صوتي بالتكبير مع كل خطوه ونحن نصعد الساتر خطوه خطوه ، وبجواري وجدت النقيب وحيد يتسلق وبيده سلاحه ويكاد يسبقني ، فقد تحول التسلق الي سباق ، كل منا يريد ان يسبق الاخر ، والجائرة هي الاعظم اما النصر او الشهاده وكلاهما خير .
وصل الرقيب عبد المعطي الي قمه الساتر ورأيته بعيني يغرس العلم في قمه الساتر بكل قوه ويفتح يديه بأقصي حد هاتفا- الله اكبر – الله اكبر- النصر لنا ، وكان ينظر تجاه قواتنا التي تعبر في القناه او علي الساتر او حتي من كان مازال علي الضفه الغربيه للقناه فقد رأه رافعا العمل في كرامه ، فرفع في تلك اللحظه قامه شعب ظل منحنيا سنوات ست ، ورفع معنويات الكتيبه بأجمعها .
وفجاه ينطلق من صدره الدم من فتحات متعدده ، فقد تلقي دفعه مركزه من جنود العدو في ظهره وخرجت من صدرة ،فترنح جسده وهو يسقط ممكسا بصاري العلم ، فيندفع مرقص تجاهه ، توقعت ان مرقص سيحاول ان يسعفه ، لكن مرقص ترك جسد الرقيب عبد المعطي ، وامسك بصاري العلم واحكم تثبيته في الارض كي لا يقع ، وبدأ النقيب وحيد الذي سبقني في التسلق ، ضرب النار تجاه مصادر نيران العدو .
وصلت للقمه اخيرا وانبطحت بجوار مرقص والنقيب وحيد ، وبلل دم الرقيب عبد المعطي يدي وكان حارا جدا ، فنظرت الي وجهه النائم - واخبرته بأنني في طريقي للحاق به – لا اعرف لماذا قلت له ذلك ، لكنني قلت ذلك لا اراديا .
بعد ثوان من التراشق النيراني كانت قوه السريه قد وصلت لقمه الساتر وبدأ النقيب وحيد في اعطاء اوامره لقاده الفصائل بتنفيذ المهمه وهي تطويق نقطه العدو الحصينه والتي كانت اشبهه بميدان واسع من التحصينات والخنادق والممرات وفوقها طوابق من الحجارة المتماسكه بأكياس من الحديد .

لم اندهش من منظر النقطه الحصينه ، فقد رايت عشرات الصور الجويه لتلك النقطه ، بل انني شاهدت صور لمراحل بناء تلك النقطه ، وكنا نعرف تمام ما الذي سنقوم به .
لسبب ما نظرت خلفي الي الساتر الترابي والي صفحه المياه ، فوجدت انهم قد امتلئوا بالرجال ، رجال يجدفون في قواربهم ورجال علي الساتر تتسلق بسرعه ، كل هذا المشهد يغلفه التكبير من الرجال بصورة جلعتني افقد الاحساس بما يحدث حولي للحظات .
شدني منظر الجندي إمام وهو يصعد الساتر حاملا مدفع مضاد للدبابات فوق ظهرة ، لقد تدربنا علي ان يقوم اثنان من الجنود بشد المدفع بالحبال من فوق الساتر لوزنه الكبير ، لكن إمام لم ينتظر هو الاخر ، وحمل المدفع الذي عاده تجره عربه لوزنه الثقيل ، وصعد به الساتر ، ياله من مشهد يلهب الحماس .
بعد وصول السريه الي قمه الساتر ، بدأنا في تنفيذ الاوامر بمحاصرة النقطه والقضاء علي مصادر نيران العدو لتأمين عبور بقيه الكتيبه ومن خلفها اللواء كاملا ، فبدأنا في الانتشار حول النقطه وطلقات رشاشات العدو تصيب من تصيب وتقتل منا من تقتل .
لكننا لن نتوقف امام زميل شهيد او مصاب ، فلو توقفت للحقت به وربما تفشل مهمه السريه كلها ، لو سقطت لا اريد من يساعدني ، ما اريده هو تنفيذ المهمه للسريه ، ما اريده هو النصر بأي ثمن ولو علي جثتي .
اتخدت موقعا لاطلاق النار علي احد جانبي النقطه الحصينه ، وكان بجواري عدد من الجنود ، يطلقون نيرانهم في تركيز أحدهم يطلق نيران كثيفه جدا ، فصاح به اخر ان يقتصد في اطلاق النار ، فلسنا ندري متي ستصل الينا ذخائر جديده فقد عبرنا وانفصلنا عن مخازن الذخيرة الخاصه بنا ويعلم الله متي ستصل الينا ذخائر اضافيه .
اليهود يقولون اننا نحتاج لاربع وعشرين ساعه لبناء الجسور التي ستعبر عليها الدبابات والذخائر ، لكن رجال المهندسين تدربوا علي كسر هذا الرقم ، وابقينا الخبر سرا من مئات الاسرار التي لن يعرفها العدو الا في وقتها .
استمر الوضع في التراشق النيراني فترة ، وخف اطلاق النار من الجنود الاسرائيليين ، فربما ماتوا ؟ او ربما يقتصدون في اطلاق النيران .
وصل الينا النقيب وحيد زاحفا وامرنا بفتح ثغرات في حقول الاسلاك الشائكه ، واقتحام الدشمه المواجهه لنا فور سماع صفارته ، ثم انطلق زاحفا تجاه مجموعه اخري من جنوده يلقنهم التعليمات بالمثل .
وبعد ثوان حضر الينا جنديين يحملان طوربيد البنجالور ، وهو عباره عن مواسير مملؤة متفجرات ، ويتم فرد تلك المواسير ووصلها ببعضها البعض لتكون ماسورة واحده طويله ، يتم تفجيرها بعد ان يتم دفعها داخل حقل الاسلاك الشائكه ، فتفتح لنا ممرا في الاسلاك الشائكه يمكن ان نعبر منه .
بدأنا في تجهيز الطوربيد ودفعه بهدوء داخل الاسلاك الشائكه وكنا خلف ساتر محتمين من طلقات العدو المتفرقه ،
واشرت بيدي للنقيب وحيد من بعيد ان الطوربيد جاهز ، ورد علي بانه تلقي مني الاشارة ، وبدات اللحظه تقترب .
دشمه العدو الحصينه عباره عن اربع دشم منفصله ومتصله بخنادق ، وخططنا منذ مده لاقتحام الدشم فرادي ، الواحده تلو الاخري ، وكانت الدشمه المواجهه لي هي اول دشمه نقتحمها طبقا للخطه لكنها ليست الاكبر .
انتظرنا فترة من الدقائق ، استغللتها في النظر حولي ومعرفه ما يحدث ، وذهلت لمن يجلس خلفي في احد الحفر ، فقد كان قائد الكتيبه بنفسه ومعه ضباطه وجنود اللاسلكي .
فالساعه الان الثالثه والنصف ومر علي عبورنا ساعه ونصف تقريبا ، وهو وقت قليل جدا وها هو قائد كتيبتنا وسطنا علي خط النار بنفسه ، يقود معركه في الخط الاول من مركز قياده متقدم ، مضحيا بنفسه في سبيل النصر .
ارتفعت معنوياتنا بعد رؤيه قائد الكتيبه وسطنا يشد من ازرنا بكلمات قليله مليئه بقوة رهيبه .
سمعنا صافرة النقيب وحيد واضحه جدا فبدأنا في اشعال فتيل طوربيد البنجالور ، وبعد ثوان انفجر الطوربيد ، فخرجنا من ساترنا مندفعين لاقتحام الدشمه ، مستغلين تصاعد الرمال من جراء انفجار الطوربيد.
فؤجنا بأن الطوربيد لم ينفجر كله ومازال هناك خط من الاسلاك الشائكه لا يمكن عبورها ، واسقط في يدنا !!! فماذا نفعل ؟؟ لم يترك لنا مرقص وقتا لكي نفكر ، انما اندفع تجاه الاسلاك الشائكه وقفز عليها فاردا جسده عليها وصانعا لنا ممرا عليها فوق جسده ، سمعنا من قبل ان رجال الصاعقه يقومون بتلك الحركات ، لكننا لم نعهدها في المشاه وكان تصرف مرقص مفاجئ لنا جميعا الا اننا ركضنا ، ومن فوق ظهره قفزنا تجاه دشمه العدو مقتحمين الممرات .
دخلت مدخل الدشمه فوجدت ممر ضيق في اخرة غرف علي اليمين واليسار ، فبدأت في اطلاق دفعات نيرانيه لكشف وجود جنود من العدو وتحديد اماكنهم ، والقي جندي خلفي قنبله يدويه في نهايه الممر ، وبعدها سمعنا صوت انات جنود وصيحات ذعر بلغه غريبه ، فاندفعنا وسط الدخان الكثيف مطلقين النيران لتطهير الغرف ، وبعد لحظات سكنت الاصوات وسكن صوت اطلاق النار ، وسمعنا من الخارج تكبير وتهليل ، فالنقطه سقطت في يد جنود سريتنا ، وبعد دقائق من التطهير لكل شق قد يوجد به جندي للعدو ، خرجنا لنجد قائد الكتيبه يقف يهنئ مرقص علي ما قام به ومشيد بالدماء التي تسيل من صدره من جراء الاسلاك الشائكه .
بعد دقائق جاء الينا خبر استشهاد النقيب وحيد في اقتحام النقطه الحصينه ، فقد نال دفعه مركزه من احد جنود العدو وهو يتقدم رجاله في اقتحام النقطه ، وبنرات حزينه يأمر قائد الكتيبه بتولي الملازم اول احمد – قياده السريه وان يقود هجوما اخرا علي الدشمه الرئيسيه للعدو بعد ان تأكدنا من اخلاء العدو لجميع الدشم وتجميع دفاعه حول الدشمه الرئيسيه .
فأنطلق احمد ومعه قاده الفصائل للتجهيز للهجوم الاخير ، طلب احمد دعم مدفعي في البدايه ، وجاءه الرد بأن المدفعيه مشغوله بصد تقدم احتياطيات العدو القريبه .
دشمه العدو الرئيسيه اكبر باربع مراحل من الدشمه التي اقتحمناها ، يحوط بها انساق من الاسلاك الشائكه والالغام ، كلنا نعرف ذلك ونعرف ايضا مواقع حقول الالغام ، قواتنا جاهزة للاقتحام الان بعد ان وضع احمد رجال الرشاشات فوق الدشم التي سقطت لكي يكونوا مصادر نيران لمن يحاول ان يعوق هجومنا .
واتخذنا سواتر حول النقطه الحصينه ومن خلفنا وقف قائد الكتيبه يتابع اقتحام النقطه ، والتي كان عدم سقوطها يمثل خطرا علي عبور باقي القوات واقامه الجسور .
بدأنا باطلاق نيران مكثف ، ثم تلاه فترة صمت ، ولم يرد العدو علي نيراننا ، فبدأنا تحركات عرضيه لمحاوله استدراج العدو في اطلاق النيران ، ولم يطلق العدو نيرانه .
كنا نعلم ان جنود العدو ينتظروننا ان نتقدم ليفتحوا نيرانهم من الفتحات داخل الدشمه لكي يحصدونا حصدا ، شككت للحظه ان الدشمه مهجورة لكن زال الشك مني عندما تذكرت اننا نقاتل عدو ماكر غادر .
تقدم جنود لفتح ثغرات في حقل الاسلاك الشائكه بطوربيد البانجلور ، وسمعت مرقص يدعو الله ان ينجح الطوربيد في فتح الثغرات كي لا يضطر لالقاء جسده علي الاسلاك الشائكه مرة اخري ، فتبسمنا جميعا ، فرغم القتال والموت الذي يحيط بنا من كل جانب كانت للقفشات مكان بيننا ، فمن اسعد منا في تلك اللحظه ؟؟؟؟
احسست بالعطش ، وهو احساس يصلني لاول مرة ، فمددت يدي الي الزمزاميه في جنبي ، لكنني تذكرت اني صائم ، ففي الحقيقيه كلنا صائمون كما اتفقنا مع الرقيب عبد المعطي ، واخفي هو عن النقيب وحيد اننا صائمون رغم الاوامر التي تقضي بأن نفطر – والان كلاهما شهداء في الجنه – يا بختهم – سبقونا الي جنه الخلد صائمين مجاهدين ، ما احلي لقاء الله مجاهدا صائما .
انفجر طوربيد البانجلور كاملا هذه المرة ، واندفعنا في اقتحام النقطه ، وبدأت رشاشات العدو تقتل وتصيب منا ، طلقات العدو قريبه جدا مني لدرجه اني اسمعها تمرق بجوار اذني ، مما يزيدني سرعه وخفه حركه ، فنحن في المنطقه القاتله حول النقطه ، واول اماكن الامان بجوار التحصينات حيث لا يستطيع العدو ان يصيبنا بسهوله .
تكبيرات الرجال اختلطت مع اصوات انين المصابين ، وكلما سقط زميل امامي ، اقفز فوقه واواصل الركض ، وصلت الي جدار دشمه العدو ، وسمعت صيحات الجنود الاسرائيلين بالداخل بالعبريه .
لم افهم كلمه ، لكن نبرات الكلمات حملت الخوف والرعب منا ، فألقيت قتبله يدويه ، وانتظرات ثانيه ، وسمعت الانفجار وتناثر الشظايا من باب الدشمه ، تبعها اصوات انات وعويل كعويل النساء بالضبط .
ودخلت من باب الدشمه وانا اطلق دفعات مركزه وانا احسب خطواتي لكي لا اصطدم بشئ ، فالرؤيه تكاد تكون صفرا من جراء دخان انفجار قنبلتي ، وشممت رائحه لحم مشوي تزكم الانف ، فلابد ان احدهم احترق – في ستين داهيه – قلت لنفسي .
سمعت اصوات اقدام ، فأطلقت دفعه رشاش ، وسمعت صوت سقوط جسد علي الارض ، خلفي سته رجال من جنود فصيلتي ، يتقدمون تبعا لخطواتي ، فأشرت لهم بأشارة تعني الصمت التام ، ثم تبعتها بأشارة الانبطاح علي الارض
وبعد ثانيه من انبطاحنا دوت دفعه رشاش فوق الرؤس ، يا لحظنا السعيد ، فقد نجونا من تلك الدفعه التي كان من المفترض ان تسكن صدري .
انتظرت ثواني حتي انقشع الدخان تدريجيا وبدأت ملامح الممرات تظهر لنا ، كان ممرا طويلا بطول حوالي عشرين مترا وبه حوالي سته غرف علي جانبيه ، فتقدمنا بحذر بالغ تسبقنا طلقاتنا تطهر كل غرفه من الغرف التي اتضح لنا انها غرف معيشه ومبيت افراد النقطه وبها وسائل ترفيه كفندق خمس نجوم مقارنه بقفص القرود الذي امضينا فيه اوقاتا اكثر مما امضينا مع اهلنا خلال السنوات الست الماضيه .
لفت انتباهي احد الغرف بها بها من ملصقات لفتيات بلباس البحر ، وكانت جثه احد الجنود الاسرائيلين ملقاه علي الارض والدم يسيل منها .
امرت من خلفي بالتقدم معي ، وواصلت السير للامام ، حتي سمعت صوتا كصوت الهمس ، وسط اصوات الطلقات
كان الصوت صادرا من احد الغرف التي طهرناها وتأكدنا من عدم وجود احدا بها ، كان صوتا يطلب النجده باللغه العربيه ، استوقفتني اللغه العربيه وشدت انتباهي ، فدخلت الغرفه ، واستمر زملائي في تطهير الدشمه
تنحي المنطق جانبا وعقلي يصور لي ان جنديا مصريا يطلب المساعده ، فالقتال في اشده ولابد من اتمام المهمه ، وأخطأت في تصرفي ، لكن شئ ما جذبني تجاه الصوت الهامس رغم ضخب القتال .
فدخلت الغرفه التي لا تزيد مساحتها عن مترين طولا ومتر عرضا ، ومن تحت احد الاسرة جاء الصوت هامسا يطلب النجده والمساعده ، فنظرت الي اسفل ، فوجدت جنديا اسرائيليه شابا في اوائل العشرينيات من عمرة ، وقد سال دمه بغزارة .
نسيت اصدقائي الشهداء ونسيت القتال ومددت يدي وسحبت الجندي من تحت السرير ، فنطق بكلمات بلهجه مصريه صرفه يطلب الماء ، وخرجت الكلمات من فمه بصعوبه امتزجت بخط من الدماء يسيل منها .
الاوامر – اوامر – لا يجب التوقف لنجده صديق ، وها انا اضرب بالاوامر بعرض الحائط وبمن ؟ بجندي عدو ، يحمل الموت لي واحمل له مثله .
مددت يدي لا شعوريا الي جراب القايش لاحضر زمزميه المياه ، لكنه كان اسرع مني واحسست بشئ بارد ينغرس في صدري ، وتحولت معه البروده الي سخونه .
نظرت الي صدري فوجدت سكينا تنغرس في قلبي تماما ، وتلك الشفاه التي كانت تطلب المياه في تضرع ، ارتسمت عليها ضحكه بارده بشعه .
نظرت له غير مصدق ، فقد كنت اسعي لحياتك وسعيت انت الي موتي ، خطفتني في لحظه غفوة من اوامري ، استدعينتني لاحمل لك حياه فحملت لي الموت .
نظرات عينيه السعيده جعلتني استجمع كل قواي محاولا الوصول الي خنجري ، كان ضعيفا من جراء اصابته وركز كل قواه علي الخنجر الذي انغرس في قلبي .
وفي يوم ميلادي كانت استشهادي ، اصبحت الحقيقه واضحه الان لي بدون جهد ، فحياتي في اخر لحظاتها وانا اطلب الحياه ثوان اخري فقط
اطلب الحياه لكي اخرج خنجري الذي شحذته طيله سنوات ست ، واغرسه في عنق هذا الكائن الذي يسمي انسان ، لكنه ليس بانسان ، انه حيوان شرة للموت .
وقدر الله لي ان استشهد سعيدا وانا اغمض عيني والدم ينطلق من عنق الكائن الاسرائيلي المترنح .
اغمضت عيني لكن الدنيا لم تظلم ، انما استمررت في رؤيه جسدي يسقط بدون اي الم ، ومن بعدي سقطت جثه عدوي بجواري .
رأيت كل شئ واحساس رائع بالراحه يتسلل من داخلي بسرعه ، لم افقد الرؤيه او اي من حواسي ، اذن انا حي ، لكن لماذا جسدي يطير في هواء الغرفه حرا طليقا ؟ لماذا لا استطيع رؤيه نفسي ، كل ما اراه هو جسدي المسجي علي الارض وابتسامتي ترسم علي وجهي ببطء ، حتي توقفت ، انا احب تلك الابتسامه ، فهي ابتسامتي المفضله التي تظهر اثنان من اسناني وتخفي الباقي .
ما انا الان ؟ هل انا حي ؟ هل انا ميت ؟ ما الذي يحدث ؟
لا يهم ، فالشعور بالراحه اعقبه موسيقي اعذب ما تكون ، انها تكبيرات الرجال من حولي ، فقد سقطت الحصن المنيع تحت اقدامنا .
تركزت نظراتي الي ساعتي التي في معصمي ، في جسدي المسجي علي الارض ، انها الان الساعه الرابعه والدقيقه السابعه والاربعون والثانيه الخامسه عشر، رأيت اسطوانه من نور امامي عبر الحائط ، ورأيت الضابط احمد في وسط الاسطوانه ، انه ينظر حوله سعيدا مبتسما ، وينظر الي ويبتسم ، فأصيح به (( رايح علي فين يا قومندا؟؟)) لكني لا اسمع صوتي ، وينظر الي مبتمسا ويختفي من امامي ، وقتها ادركت انني مت وان الضابط احمد قد استشهد هو ايضا
ووسط تكبيرات الرجال الجميله حولي ، يدخل محمد حسين ، زميلي ودفعتي الي الغرفه واراه من اعلي يفحص جسدي ويقيس النبض ، وانا اناديه بأسمه ولا اسمع صوتي ، اريد ان اقول له لا تحزن ، فأنا شهيد ، وصدق الله العظيم عندما قال – احياء عند ربهم يرزقون – فانا في خير حال .
يا محمد لا تدمع ، فانا مع الصديقين والشهداء ، لا تبكيني يا محمد ، فنحن افترقنا علي امل اللقاء .
لكن محمد لا يجيب علي ، ولا يسمع صوتي الذي لا اسمعه انا
وينحني ويقبلني علي جيبيني وتغلق عيني وهو يتلو الشهاده .
خرج جسدي في اسطوانه من نور الي اعلي وبدأت المشاهد تتضح اكثر فأكثر لي ، فعلي طول خط الجبهه عشرات الاسطوانات النورانيه تصعد الي السماء ومن بينها اسطوانات من نار .
لم اكن في حاجه الي معرفه ان تلك الاسطوانات الناريه هي لجنود اسرائيليين لقوا حتفهم وفي طريقهم الي جهنم – الحمد لله فقد انتصرنا في جميع الاحوال ، من عاش ، فقد عاش مرفوع الرأس ومن مات فمصيرة جنه الخلد .
واستمررت في الصعود الي اعلي حتي جاوزت السحاب لاري سيناء كامله واضحه المعالم ، وكأني اجلس علي القمر شاهدت مصر ، وقد لفها دخان الحرب ، نظرت حولي مجددا فوجدت الاف من الشهداء في طريقهم الي جنه الخلد
ومهما اصف لك ما احسه لن تحس به ولن تستطيع ان تتخيل معي هذا الاحساس الرائع بالراحه والغبطه والسرور .
وهكذا عزيزي القارئ
تسني لي ان اكتب لك قصه حياتي في سطور قليله فحياتي ليست طويله ، فربما يسألك احد عني ، او ربما يدور في خلدك ان تسأل عما قمنا به انا ورفاقي لكي تحيا الان كما تحيا سواء في ترف او في فقر ،في سعاده ام في حزن ، في امل او في يأس ، لا يهم ذلك ، لان حالك مهما كان سيئا ، فأنت في نعمه لا تدركها الان ، ولانك لن تحس بما احسسنا به من الذل والعار والاحتقار لانفسنا ونحن نري الجنود والمجندات الاسرائيليات العاريات في مياه قناتنا يلهون ويلعبون ويخرجون منها الي سيناء - ارضنا - ليستكملوا تدنيسها .
مهما كانت ظروفك الحاليه او صعوبات الحياه التي تواجهك فأحمد الله انك لم تعش يوما تشاهد الجنود الاسرائيليون يلعبون الكره في ارضك وانت صامت – ضابط النفس – متحكم في نفسك – صاغر لقرار وقف اطلاق نار اصدرته امم متحده متحيزة ضدك لانك ضعيف مهزوم
لم تعش يوما والاذاعات العالميه والعالم اجمع يتغني بضعفك وقله حيلتك ، لم تعش يوما تخاف ان تقول انك مصري في دوله اجنبيه خوفا من ضحكات السخريه وانتقادات لاذعه عن بلد مهزوم .
اذا اردت ان تعرف احساسي وقتها ، أسأل فلسطيني ارضه محتله الان وعشيرته تحت الاحتلال تتحرك بتصاريح يصدرها جيش العدو ، وابنائه قد يقتلوا في الطريق الي المدرسه او في طابور رغيف الخبز ، وهو صابر منتظر التحرير والحريه ، ولو كان مقاتل لكان مصيرة القتل أو السجن والتعذيب وهدم البيت واغتصاب النساء ، الفلسطيني يحس الان ومنذ اربعين عاما او اكثر بما كنا نحس به علي ضفه القناه
مهما كانت صعوبات حياتك ، فهي لا تساوي مشاهده مشهد واحد من تلك المشاهد التي كانت تدفعنا لطلب الحرب والموت بأي شكل كي لا يستمر هذا الوضع .
الحرب للجندي هي مواجهه الموت بشكل شخصي ، لكننا لم نكن نخاف من الموت ، كنا نطلبه طمعا في ان يستكمل زملائنا القتال والنصر ، فقد هانت علينا حياتنا في سبيل بلدنا .
وها هي نهايه قصتي ، بقي فيها سطر واحد يستحق ان تعرفه ، هل سالت نفسك اين جسدي ؟؟؟
ان جسدي مدفون في هذا المبني الهرمي الشكل في مدينه نصر ، والذي تمر عليه يوميا او اسبوعيا او حتي شهريا ، او مرة في العمر ، لكنك تمر عليه ولا تعره انتباه ، فإما ان تنظر ناحيه الاستاد الرياضي وانت داخل لمتابعه مباراه كره او تنظر ناحيه المنصه حيث قتل زعيمنا السادات في يوم النصر
تمر ولا تعرف ان هذا مرقدي ، وانني انتظر منك السلام والفاتحه ، فجثماني وجثمان العشرات غيري مدفون تحت هذا الهرم تخليدا لما قمنا به في سبيلك انت ، وما قدمناه لك ، واكثر ما يحزنني انك تمر ولا تلقي السلام او تقرأ لي ولزملائي الفاتحه ، التي لن تغير في حالي شئ ، لانني في الجنه الان فرح سعيد بما اتاني به ربي ، لكن السلام البسيط علينا ، سيجعلنا نحس اننا لم نقدم ارواحنا فداء حياه جديده لك جعلتك تنسانا
فهل عرفت الان من انا وهل تعتقد اني بطل ؟
بقلم احمد عبد المنعم زايد 25/7/2010

رد مع اقتباس
قديم 07-29-2010, 01:08 PM   رقم المشاركة : [2]
على الشامى
إداره الموقع
الصورة الرمزية على الشامى
 
افتراضي

تسلم ايدك وستظل مصر ام الدنيا


التوقيع:


على الشامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ايلى, بطل-, بقلم, شادى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع