إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-21-2020, 02:13 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب الطريق وسينما نجيب محفوظ

كانت من عادة عمى المنتج جمال الليثى أنه كان يحب أن يحضر عروض أفلامه وسط الجماهير المتفرجة، لكى يدرس ويتلقى انفعالات الجماهير وتعليقاتهم، وفى ذات مرة كان بسينما ريفولى يحضر عرض فيلم «صاحب الجلالة»، ولكنه فوجئ بمدير السينما يهرول إليه لكى يخبره أن الدكتور عبدالقادر حاتم، رحمه الله، الذي كان في تلك الفترة نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة، اتصل تليفونيا ويريده أن يتصل به على الفور، وبالفعل خرج مسرعاً واتصل به ليخبره دكتور عبدالقادر حاتم أنهم اختاروه ليترأس شركة القاهرة للسينما، وهى ثالث شركات القطاع العام للإنتاج السينمائى، كان كل ما يشغل باله الأسلوب الذي سيتولى به إنتاج الشركة الجديدة، ووصل إلى قناعة مهمة هي أن الدولة في هذه المرحلة كانت قد التفتت بشكل خاص إلى تبنى فكر وثقافة كُتابنا الكبار، وتبنى هو أيضاً هذا الفكر الممثل في الإنتاج الروائى في كتب هؤلاء المفكرين وتحويلها إلى أفلام يقدمها مخرجو الصف الأول ويمثلها فنانو القمة وأصحاب المواهب المتفوقة.. وكانت أحدث روايات الأستاذ نجيب محفوظ هي «الطريق»، وكانت كالعادة تثير جدلاً نقدياً كبيراً حول مضمونها ورموزها، وبالفعل بيعت وكانت تعد لتكون فيلما يخرجه حسام الدين مصطفى لينتجها سعيد الدفراوى، وجاء الأستاذ حسام الدين للأستاذ جمال الليثى ليعرض عليه أن تتولى شركة القاهرة للسينما الإنتاج، على أن يكون سعيد الدفراوى منتجا منفذا، ووافق بالفعل.. وبعد أن انتهى السيناريو وقدموا له قائمة الممثلين المرشحين للقيام بالأدوار، وبنظرة واحدة، أدرك أنه أمام كاست متنافر، واجتمع بالمخرج حسام الدين مصطفى والمنتج المنفذ سعيد الدفراوى وسألهما ما إذا كان عندهما مانع أن يسمعا تصوره وترشيحاته لأدوار الممثلين، فلم يعترضا، فقال إنه يريد للفيلم نجوما كبارا لهم قاعدة جماهيرية وشعبية ضخمة تليق بمكانة نجيب محفوظ، وفى تصوره أن أنجح من يمثل دور البطولة هو رشدى أباظة، أما دور أمه بسيمة عمران فأصلح من تقوم به الفنانة تحية كاريوكا، والبنت البريئة التي أحبها يجب أن تكون سندريلا الشاشة سعاد حسنى، وفوق هذا كله يجب أن تكون البطلة أمام رشدى أباظة هي الفنانة الكبيرة شادية، انبهر الأستاذ حسام الدين بالأسماء المرشحة، وكان لا يصدق أنه سيجمعهم جميعا في فيلم واحد، وظل قلقا إلى أن بدأ التصوير في أول يوم في فندق صغير قديم اختاروه في شارع كلوت بك في حى الأزبكية، وكان عرض فيلم «الطريق» والنجاح الكبير الذي حققه حدثاً في تاريخ السينما، وكان بداية حقيقية لسينما القطاع العام، وكان الفيلم معروضاً في ثلاث دور عرض دفعة واحدة هي «ريفولى وميامى وروكسى»، ومنذ الحفلة الصباحية الأولى كانت الطرقات المؤدية إلى هذه الدور الثلاث لا تجد فيها مكاناً لقدم. وللحديث بقية..
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع