الاهرام : اللواء محمود خلف يكشف كواليس خطف الجنود ويؤكد: التفاوض هو الحل والمفاوضات ستصل لنتيجة ايجابية قريبا

[محمد زنادة]

اللواء محمود خلف يكشف كواليس خطف الجنود ويؤكد: التفاوض هو الحل والمفاوضات ستصل لنتيجة ايجابية قريبا

كشف اللواء دكتور محمود خلف الخبير العسكرى والاستراتيجى لـ "بوابة الأهرام" عن أن المعلومات المتاحة حتى الأن تشير إلى أن حادث خطف الجنود السبعة بدأ بنشر إشاعة كاذبة عن أن أحد المقبوض عليهم حاليا قد تم تعذيبه وقتله داخل محبسه، وهى إشاعة غير صحيحة، بما دفع عشيرته على اعتراض سيارتي أجرة بها جنود عائدين من إجازات.

وأضاف اللواء خلف أنه تم اتخاذ إجراءات فورية وتكثيف أمنى وتحقيقات من جهات مخابراتية وأمنية وغلق لتلك المناطق.

وأوضح اللواء خلف أن المعلومات الأرجح حتى اللحظة إن سبب اختطاف الجنود هو هجوم إحدى المجموعات الجهادية على أحد الاقسام، وإصدار المحكمة حكما ضد بعض المتهمين بتنفيذ الهجوم، بالإعدام والسجن المشدد، وقام أحدهم ويدعى "حمادة شيكا" المحكوم عليه بالإعدام بتسريب معلومة من داخل السجن لأهله فى العريش، قال فيها إنه يتعرض للتعذيب وأصيب بالعمى نتيجة هذا التعذيب، فظن رفاقه بأن هذا الكلام صحيح، وبدأوا بعدها أسر مواطنين وجنود لكى يتفاوضوا على خروجه.

وقال خلف "كل ساعة تظهر معلومات جديدة, لأن أسرة المتهم قد تعلن أنها ليست من قامت بالعملية, وقد يظهر آخرون متورطون, لكن فى كل الأحوال هناك مفاوضات تتم، وهى الوسيلة الأمثل لحل هذه العمليات التى أعتبرها "وسيلة خايبة" من خطف مدنيين, لأن الجنود هنا سواء أكانوا شرطة أو جيش هم من الشعب وأفراده ولا يملكون أي سلطة.

وطالب خلف الشعب المصرى وأهالى سيناء على وجه الخصوص بمساعدة الشرطة للنهوض واستعادة قوتها مرة أخرى، كى تتمكن من منع مثل هذه الحوادث، قائلا "نحن كمواطنين لم نساعد جهاز الشرطة على استعاده قوته".

وشرح اللواء خلف تعبيره الذى أثار جدلا من أن " 100 إرهابى يفلت مقابل عدم قتل برىء"، قائلا إنه تعبير مجازى وتصويرى يعكس قيمة القتالية الرفيعة، ويعنى أن المقاتل يثق فى نفسه ويعرف ماذا يفعل ، فليس من المعقول ولا المنطقى أن أقوم بتحويل منطقة سكنية مكتظة بالسكان الى منطقة عمليات عسكرية، وأطلب من كل واحد أن يتخيل نفسه وبيته محل أهل رفح من الأبرياء فإذا حولنا المنطقة لمنطقة عمليات عسكرية، فلن يستطيع أي فرد أن يخرج أو يدخل حتى لمنزله، ولايجب ان نستسهل الامور هكذا، وعلينا ان نحيى الجيش على صبره، ولاننتقد "عمال على بطال" طالما لسنا فى مكان هؤلاء المواطنين".

ولفت خلف الى نجاح العملية الأمنية "نسر" فى تطهير الأماكن الجبلية الوعرة فى سيناء، بداية من من طابا وحتى العوجة بطول 180 كيلومترا، وقال اللواء خلف: "تم تطهير المنطقة بالكامل، بما فيها جبل الحلال، وأى بؤر للخارجين عن القانون, لكن الأزمة الحالية فى المناطق السكنية برفح حيث يعيش نحو 160 ألف مواطن, وبالتالى كان الله فى عون القوات المسلحة لأن احترام حياة المواطن البرئ عقيدة، وهى بذلك اختارت الأصعب بالحفاظ على حياة الأبرياء ، مع حمل تركة ثقيلة وتطهير سيناء بالكامل".

وأكد اللواء محمود خلف، أن حادث اختطاف جنود القوات المسلحة أصبح شيئا متكررا يجب التصدى له بكل حسم، وقال إن كل أرض سيناء نعتبرها مسرح عمليات ومعدة للحرب فى أى وقت، لأن التهديد الرئيسي لمصر يأتي من هذا الاتجاه، لذلك يجب إحكام قبضة الدولة على هذه المنطقة الخطيرة ومحاصرة كل من يعتدى على أي جندي مصري.

وتابع اللواء خلف "بعد إعمار سيناء بالمدن السكنية والمناطق السياحية، أصبحت السيطرة على سيناء أقل نوعاً ما مما كانت عليه فى السابق، لأنه لا يجوز أن تكون هناك معدات حرب داخل مناطق سكنية، والإفراط فى استخدام العنف دمر دول كاملة مثل العراق التى دخلت حالة مستمرة من القتل والانتقام, وما أقوله أن أهون على القوات المسلحة أن يهرب 100 إرهابى فى سبيل حياة مصري واحد برئ".

واختتم اللواء خلف تصريحاته قائلا " يجب ألا نتسرع بنشر معلومات قد تفشل المفاوضات حول الجنود المختطفين، أو تتسبب فى تعثرها, والمفاوضات مستمرة وستصل لنتيجة ايجابية يتم الإعلان عنها عن قريب".

المصدر: