الحدث السيـاسـي ..13/5

[هند محمد محمود]

الحدث السيـاسـي
13/05/2010
هل يتحول البرادعي إلي مرشح رئاسي غير متفرغ؟

تصريح واحد من بين التصريحات الكثيرة التي أدلي بها الدكتور محمد البرادعي خلال الأيام الماضية، كان كافيا لأن يقلب قلوب كثير من المصريين عليه، وهو في أمريكا يلتقي ويتحدث مع المصريين هناك، أشار من طرف خفي إلي أنه لا يعرف لماذا لا تستخدم أمريكا أدواتها للضغط من أجل الإصلاح في مصر؟
قد يكون التصريح غير دقيق، وقع من ترجمه في خطأ عابر، لم يكن يقصده الدكتور البرادعي هكذا، لكن بعد أن نشر التصريح منسوبا إلي الرجل لم يخرج لا هو ولا أحد ممن يعملون معه لينفوا ما قيل، بما يعني في عرفنا أن الكلام صحيح بنصه وبمقصده.
لقد جاءنا محمد البرادعي فاتحا صدره بأنه يريد التغيير، وأنه يراهن علي المواطن المصري الذي يمكن أن يتحقق علي يديه كل شيء، وأنه دون هذا المواطن لن يحدث شيء، بل إن الدكتور البرادعي نفسه لن يخطو خطوة واحدة تجاه ترشحه للرئاسة إلا بأن يعلن المواطن المصري أنه يريده، وأنه يريد منه أن يقوم بدور ملحوظ في التغيير.
راهن البرادعي علي المصريين في الخارج، يؤكد أنهم أمل التغيير الحقيقي، فما الذي جعله يتناسي ذلك كله ويطالب أمريكا بأن تتدخل، هل يريد أن يلعب دور المحلل للنفوذ الأمريكي، وذهب إلي هناك ليعرض نفسه عليهم، لقد ذهب البرادعي إلي أمريكا وهو معروف مسبقا، فأمريكا تحديدا تعرف دوره في وكالة الطاقة الذرية، لكن المفاجأة التي رصدتها الإدارة الأمريكية أن البرادعي لا يحظي بشعبية كبيرة بين المصريين في أمريكا، وهو ما قلل من قيمته كثيرا.
قد يذهب البعض إلي أن الدكتور البرادعي لا يمكن أن يضع يده في يد أمريكا، لا يمكن أن يعمل معها، فلو أراد ذلك لفعلها قبل ذلك وهو في الوكالة الدولية، والرد بسيط فالوضع تغير تماما، والرجل الذي كان يريد أن يظهر بمظهر البطل الدولي الذي يقف في وجه أمريكا، لا يمكن أن يكرر الدور مرة ثانية، فحكم دولة يختلف تماما عن رئاسة مؤسسة دولية، لكل موقع متطلبات وأشياء يعرفها البرادعي جيدا.
لقد فكر البعض في التقدم ببلاغ إلي مكتب النائب العام يتهمون فيه الدكتور محمد البرادعي بالخيانة العظمي، لأنه يريد أن يحكم مصر بمساعدة الأمريكان، لكن هذا كلام هزيل بالطبع، فالرجل لا يمكن أن يصل به الأمر إلي ذلك، قد تكون فكرة عابرة طرأت علي رأسه، أو جملة خاطفة في سياق عام، فالبرادعي أذكي من أن يقع، لكن في النهاية، أصبح الرجل موصوما بأنه يريد مساعدة أمريكا، بل إنه يستعديها علي النظام الحاكم ليزيحه من عرشه ليصعد مكانه هو.
لكن هذه ليست الخيانة الوحيدة التي لحقت بالدكتور محمد البرادعي، فهناك خيانة أخري وهي في أداء الرجل السياسي، صحيح أنه جاء إلي مصر مرتين، المرة الأولي كانت عابرة لمدة عشرة أيام فقط، والثانية زادت قليلا كون خلالهما الجمعية الوطنية للتغيير، وبدأ يعمل، يوجه كلمات لمؤيديه من خلال شبكة توتير علي شبكة الإنترنت، يعلق علي الأحداث، يزور المناطق في حماس شديد، يصرح بأنه متفائل بما يراه ومن أن الناس بالفعل بدأت تفهم ما يريده، دون أن يحدد لنا علي وجه التحديد هذا الذي يريده.
لكن وفجأة وفي ذروة هذا الحماس يختفي البرادعي، فلديه تكريم هنا ولديه محاضرة هناك، لديه زيارة لصديق في الدولة الفلانية ولديه مؤتمر في الدولة العلانية، يدير معركته بالتليفون، وبالإنترنت، دون أن يدرك أنه في كل مرة يأتي يشعل حماس من يؤيدون ويريدون التغيير، وعندما يختفي حتي لو كانت أسباب هذا الاختفاء وجيهة يحبط من ساندوه ووقفوا إلي جواره.
إنه لا يعرف المصريين، الفلاح لا يكون فلاحا حقيقيا إلا إذا جلس إلي جوار زرعته ورعاها، والرئيس لا يكون رئيسا حقيقيا إلا إذا باشر كل واجباته، والمناضل إذا كان مناضلا حقيقيا هذاـ إذا كان البرادعي يعتبر نفسه مناضلا ـ لا يجب أن يبتعد عن معركته، لكنه دون أن يعي يخون من يقفون خلفه ووراءه.
لقد ارتضي من أيدوا البرادعي أن يكون من يقود التغيير رجلا عجوزا قادما إلينا من الخارج بعد أن قضي أكثر من أربعين عاما بعيدا عن مصر..وليس معقولا أن يضاف إلي هذه الصفات أنه ليس متفرغا كذلك

[على الشامى]

اتوقع ان البرادعي غير قادر على رئاسه مصر

[tota]

هو اصلا مش ملم باى شئ فى مصر عشان يمسك الرياسه