العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > قضايا وآراء
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-11-2009, 11:56 PM
بسمة ناصر بسمة ناصر غير متواجد حالياً
عضو
 

Arrow تخلف النشر والقراءة في العالم العربي لماذا؟

تخلف النشر والقراءة في العالم العربي لماذا؟

قرأت بتمعن التحقيق الذي أجرته مراسلة شبكة “إيلاف” في ختام “مؤتمر الناشرين العرب الأول” الذي أنهى أعماله في السعودية في العاشر من الشهر الماضي، وكان بعنوان “مستقبل صناعة النشر في العالم العربي”، ثم قارنت بين التعليقات والأفكار والمقترحات التي طرحت في هذا المؤتمر وبين تلك التي طرحت في “مؤتمر مؤسسة الفكر العربي” الذي عُقِد في بيروت في الأول من شهر أكتوبر، الذي اشترك فيه نخبة من المفكرين والكتّاب العرب، وكان بعنوان “حركة التأليف والنشر في العالم العربي”، أما شعار المؤتمر فقد كان بعنوان “كتاب يصدر... أمة تتقدم”.
وعلى لسان معظم الناشرين والمؤلفين العرب المشاركين فإن عدد الإصدارات الجديدة من الكتب لم يتجاوز 20 ألف عنوان في العام 2008، أي كتاب لكل 120 ألف مواطن عربي، بينما في بعض البلدان الأوروبية يكون كتابًا واحدًا لكل 600 مواطن!
وبعيداً عن لغة الأرقام، فالمرء يقف في حيرة من أمره، بينما الألم والحسرة يجثمان على صدره، وقد يسأل نفسه: لماذا وصلت مجتمعاتنا العربية إلى هذا المستوى من التردّي في الثقافة؟ المؤسف أننا نجد أن هذا الوضع مستمر في الانحدار، وهو أشبه بكرة الثلج التي كلما تدحرجت نحو المنحدر كلما ازدادت حجماً وضخامة، وحينما تصل إلى النهاية فإنها بالطبع تصنع كارثة.
إن من محاسن المؤتمرات الفكرية والثقافية في عالمنا العربي أنها تعكس واقع الأمة بدرجة كبيرة من المصداقية، وتكشف حقيقة نبضها، وكذلك معاناتها، وآلامها، وطموحاتها. في الحقيقة، قد يتألم المرء من حالة التراجع في حركة التأليف والنشر في الوطن العربي، وعزوف كثيرين خصوصا جيل الشباب عن القراءة.
والمؤسف أننا حينما نقرأ التقارير الصادرة من المؤسسات الفكرية عن الإصدارات السنوية للكتب، نجد انخفاضًا في نسبة الكتب الفكرية والثقافية والعلمية، في مقابل ارتفاعٍ متزايدٍ في نسبة الكتب التي تتحدث عن الشعوذة، والتنجيم، والطبخ، إضافة إلى تلك الكتب التي تبث السموم الطائفية!
قد يعجز المرء عن فهم هذا الواقع المتردي لصناعة الكتاب في الوطن العربي، ولماذا أخذ معدل القراءة في التراجع؟ وما هي أسباب عزوف المواطن العربي عن القراءة؟ لا بد من الاعتراف بأن المشهد الثقافي والفكري العربي الحالي لا يبشر بخير، إلا أن الوضع ليس بتلك الدرجة من السوداوية التي تمنعنا من التفاؤل بالمستقبل.
توقفتُ عند مقالة رائعة للكاتبة سهام القحطاني في صحيفة “الجزيرة” السعودية، التي علقت على شعار المؤتمر “كتاب يصدر... أمة تتقدم” متسائلة: هل كل مثقف مؤهل لدفع الأمة إلى التقدم؟ ثم أجابت بقولها: “ينقسم المثقفون العرب إلى ثلاثة أقسام: مثقف يتبنى النظام، ومثقف يتبنى قضية، ومثقف لا يتبنى نظاماً أو قضية بل اتخذ إلهه هواه. والقسمان الأول والثالث هما المسيطران على المشهد الثقافي العربي أرضاً وفضاءً، في حين إن المثقف صاحب القضية يعاني الإقصاء، وخنق الرقابة، ومصادرة مؤلفاته، وحيناً اعتقاله وحبسه”.
أضم صوتي إلى صوت الكاتبة، وأؤكد أن الأزمة تكمن في حرية الرأي والتعبير في العالم العربي، وهيمنة الرقيب الرسمي على الفكر واللسان والقلم ومعظم وسائل الإعلام. أليس من المؤسف أن يصدر حكم الإعدام على الكتاب في معظم البلدان العربية، ويطلب تأشيرة دخول مسبقة لكثير من الكتب الجديدة، وتُوضع أمام المؤلفين والناشرين العراقيل، في الوقت الذي تطلق فيه يد الرقيب في القص، والحذف، والمنع، ومصادرة المطبوعة!
من الطبيعي في مثل هذا الوضع القمعي أن تخمد روح الإبداع والمبادرة، ويضعف التحفيز نحو القراءة والمطالعة لدى معظم شرائح المجتمع، والبديل بالطبع هو التلفاز والشبكة الإلكترونية، هذا في الوقت الذي تتحدث فيه الأرقام عن استخدامات الانترنت في الوطن العربي، فهي لا تتجاوز الـ 1% مقارنة بنسبة عدد سكان العالم! ومن المعلوم أن القراءة في الشبكة لا توازي ولا تعادل القراءة في الكتاب، ففي الأولى يحصل المتصفح على المعلومة فقط، بينما في الثانية “أي القراءة في الكتاب” يجد الإنسان الثقافة والفكر، وفسحة للتأمل والإبداع.
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
العالم, النشر, تخلف, والقراءة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع