العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدي العام
مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل يتجة العالم الإسلامى فى الاتجاة الصحيح؟
نعم 0 0%
لا 1 50.00%
لاأعلم 1 50.00%
المصوتون: 2. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-13-2009, 07:59 AM
بسمة ناصر بسمة ناصر غير متواجد حالياً
عضو
 

Exclamation العالم الإسلامى اليوم

مقدمة (1 )
يختلف الناس فى شرائعهم ومناهجهم وبهذا الاختلاف ينقسمون إلى أمم متميزة "ولوشاء الله لجعلكم" أيها الناس"أمة واحدة" يعنى على شرعة واحدة ومنهاج واحد أى على مبادىء وقيم واحدة وأسلوب واحد فى ممارسة الحياة ولكنه(سبحانه وتعالى)لم يشأ ذلك,ولذلك قال"ولكن ليبلوكم فيما آتاكم" يقصد ليمتحن كل أمة منكم فيما أنزل عليها من أوامر ونواه تضمنتها رسالة الله إليها بما تحملهم من"شرعة ومنهاج".
إذن فاختلاف البشر إلى أمم متميزة إنما هو على سبيل الابتلاء(الامتحان)الذى من أجله أتى الإنسان إلى هذة الدنيا ,ولذلك سيظل الناس مختلفين مادامت الدنيا قائمة وهى الحقيقة التى صرح الله بها فى قوله(سبحانه وتعالى):"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" والاختلاف هنا يعنى مخالفة رسالة الله بترك أوامره وارتكاب نواهيه,وهو مايعنى مخالفة النموذج(المثل) الذى يحبه الله للإنسان ولذلك قال:"إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين" .والإشارة فى قوله"ولذلك" إلى الاختلاف والمقصود أنه من أجل أن يختلفوا أى يتميزوا وتتنوع هيئاتهم واستجاباتهم لرسالة الله إليهم"خلقهم" لأن فى اختلافهم كشف وتجلية لأسماء الله الحسنى بإظهار ما استودع(استبطن) فى نفوسهم من علم الله."ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون".
والأمة إذن:تعنى: جماعة من الناس يوحد بين أفرادها "دين" يؤمنون بعقائده ويلتزمون بعباداته وتشريعاته , ومن ثم فهو يصبغ حياتهم الاجتماعية فى شتى تجلياتها بصبغتة الذاتية, يعنى فى كلمة واحدة يعطى الجماعة البشرية "هويتها" الحضارية التى تجعل منها أمة أى جماعة لها رؤيتها الذاتية للكون وطريقتها الخاصة المتميزة فى ممارسة الحياة,فالدين- بمعناه العام وبما يتضمة من عقيدة وعبادة وأحكام اجتماعية وضوابط أخلاقية -هو واهب الهوية الحضارية للجماعة البشرية , وصانع التاريخ لأنة قلب الثقافة الذى تكمن بذرة الحضارة التى لا تعنى فى النهاية سوى طريقة خاصة متميزة فى ممارسة الحياة تعبر فى الواقع المشهود عن عقيدة أى رؤية ذاتية للكون. وقد ذكر الله (سبحانة وتعالى ) أنة قسم الناس إلى شعوب وقبائل بقوله:-"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" .
فأما الانقسام إلى شعوب فإنه كان ثمرة "تشعب " الناس فى الأرض بهجرتهم من مكة,أم القرى حيث عاش آدم أبو البشر مع أمنا حواء وذريتهما التى تعد الجيل الأول من الناس أو بتعبير القرآن"الآباء الأولين".
فبارتحال الناس من مكة إلى شتى أنحاء الكوكب الأرضى بحثاً عن رزق أوسع أو طلباً للأمن وفراراً من القتل أو لغير ذلك من أسباب, نشأت الشعوب حيث استقرت الجماعات فى الأرض بعد تشعبها من مكة إلى شتى البقاع.
ومن لطيف إشارات القرآن أن أعطى لفظ "الأمة" معنى"الزمن" فى مثل قوله (سبحانه وتعالى):"ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحسبه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ماكانوا به يستهزءون"
"أمة معدودة" : مدة معلومة أى زمن محسوب. وقولهوقال الذى نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون) "بعد أمة" : بعد زمن (وقت) .
والمقصود هو الإشارة إلى أن الزمن هو الأساس الجوهرى فى تكوين "الأمة" حيث فى الزمن يصنع "التاريخ" بتفاعل الجماعة (الشعب) مع الأرض(المكان) ومع الشعوب الأخرى,فيعطى التاريخ لكل شعب من الشعوب ذاكرتة "القومية" أو تراثة الذى تتناقلة الأجيال.
وأما الانقسام إلى قبائل فإنه يعنى تمييز الجماعات البشرية بنسبتهم إلى الأب الأول أو القائد الزعيم الذى تعد الجماعة بمثابة أبنائة أو ذريته على نحو يشبه اعتبار البشر جميعاً أبناءً آدم, والمقصود-إذن-أن الانقسام إلى قبائل إنما يعنى تقسيم البشر إلى سلالات بنسبتهم إلى "الآباء الأولين .
ويتبين لنا مما تقدم أن أسس بناء الجماعة القومية هى:الأرض(المكان)الذى تستقر فيه الجماعة لتكون شعبا والسلالة (القبيلة) التى تمنح الجماعة وحدة الدم أو "الهوية" الجسدية إن صح التعبير والزمن الذى يصنع فيه التاريخ الذى يهب الجماعة البشرية ذاكرتها القومية(الجماعية)ويخلق منها أمة.



مشكلات العالم الإسلامى :
أ- مشكلات مشتركة :
1- العولمة وتأثيراتها :
مشكلات العالم الإسلامى فى عصر العولمة مع التركيز على الأبعاد الاجتماعية خاصة الصحية والثقافية: 1.مشاكل الفقر والبطالة والاكتئاب والانتحار . 2.مشاكل التلوث البيئى والسلوكى والقيمى ورعاية الطفولة والعنوسة 3.مشاكل المرض:الإيدز-اللأوبئة-اللأمراض المشتركة- مشاكل الغذاء والدواء لقد حدثت طفرة بعد الحرب العالمية الثانية, وتفجرت الثورة التكنولوجية التى أثرت فى كل مناحى الحياة,خاصة فى المفاهيم الحضارية, وحولت العالم سنوردها إلى قرية عالمية,وتأكدت قضايا العولمة من خلال أربعة تفاعلات: 1- نمو وسائل الاتصالات بين الدول نتيجة لثورة الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات 2- سهولة المواصلات وسرعة انتقال البشر بين الدول والقارات عبر البر والبحر والفضاء 3- تضاعف حجم انتقال اللأفراد ونمو السياحة بين الدول, وتزايد فرص الانتقال بالوسائل المختلفة 4-تزايد انتقال السلع والمواد والمستحضرات بين الدول إلى مليارات الأطنان سنويا .
ونتج عن العولمة شرائع وقوانين أثرت فى البشر تأثيراً غير مسبوق من خلال شرائع الجات والتربس وتوابعها وتبعاتها,سنوردها فى عشرة أبواب تهدف لرفع الحواجز بين الشعوب وتقريب العلاقات بين المجتمعات: 1-حرية انتقال رءوس الأموال عبر القارات والدول 2- حرية انتقال العمالة الماهرة والقادرة عبر الحدود 3- حرية انتقال السلع والبضائع والمنتجات بين الدول 4- حرية انتقال الأساليب والنظم الإدارية القائمة على الخدمات والإنتاج 5-حماية التفوق العلمى والإبداع التكنولوجى وما ينجم عنها من ابتكارات من خلال قوانين الملكية الفكرية وتشريعات منظكمة التجترة العالمية كالتربس وغيرها
6- حماية الإبداع الفنى والثقافى من خلال الاتفاقيات الدولية. 7-التقريب والتوحيد فى البرامج التعليمية والثقافية لإعداد عمالة مؤهلة للقيام على الإنتاج المتفوق فنيا 8-تحقيق تبادل المعلومات ونشر المستجدات المعرفية بغرض جموعية التقدم والمعارف . 9- العمل على نشر المبادىء الحضارية المؤهلة للديمقراطية والحرية والعدل.
10- ابتداع مبدأ التعاون التنافسى لتحقيق التقارب بين المنتجين إيماناً بجدوى عمومية التقدم ومحو الحواجز بين الدول والشعوب والهويات .


مشاكل التنمية التى أعاقت النمو فى العالم النامى فى ظل العولمة:
لقد تصورت الدولة النامية أن قضايا العولمة ستكون القاطرة للتقدم إلى الجنة الموعودة,وأنها فتحت السبل للتقدم السريع,لكن التجربة أكدت ظهور مثالب وعيوب لم تكن فى الحسبان , واتسعت الفجوات العلمية والتكنولوجية ومن ثمّ الاقتصادية والاجتماعية بين المتقدمين والمتعثرين نلخصها ثم نحللها فيما يلى: 1- المساحة بين العالمية والمحلية 2- المساحة بين الانفرادية وبين التجمع والتعاون البنّاء 3- المسافة بين الأصولية والحداثة... وهى مسافة منظورة على الصعيد العالمى اليوم 4- قصور البعض عن استيعاب مفاهيم الشراكة التنافسية co-operation 5-الهوة بين متطلبات العالم النامى العاجلة, وتقاعس المتقدمين عن التعجيل بالاستجابة 6- المساحة بين سرعة التطور وبين القدرة على استيعاب التغيير. لكل ذلك تأكدت الفجوة بين الدول المتقدمة التى مارست وسائل وسبل التقدم فازدادت غنّى ,وبين حموع الدول النامية حيت تزداد مسببات التخلف وازدياد الفجوة , فتدهورت وازدادت فقراً . نستطرد... فى عجالة صورة لمسببات اتساع الفجوة بين المتقدمين وبين دول العالم الثالث,نسرد بعضها, ونصور بعض الملامح مع تحليل للبيانات الواردة فى الجدولين أ,ب المرفقين لتبيان أوجة الاختلاف بين العالم المتقدم والعالم النامى: 1-إن الكثير من الدول النامية غائبة تماما عن الاحساس بالتقدم فى العالم المتقدم,وعلى اللأ خص فى التعليم- مستوياته ووسائله ومحتواه, والثقافة أثرها فى رفع المستويات الفكرية والمعرفية, وكذلك البحث العلمى ودوره فى إحداث التغيير , والتطوير التكنولوجى مدخلاً للا بتكار والاختراع والتنافس... إذن فالفجوة تتسع يوماً بعد اليوم , والمواجهة تقتضى تحاشى المسببات حتى تتمكن الدولة النامية من الملاحقة والمحاكاة واتخاذهما مبداً لإحداث التغيير الذى يتطلب الجدية فى التطوير وتحقيق الجودة,حتى لا تتسع الفجوة. 2- إن الانفرادية التى توصمم بها الدول النامية- ونحن منها-تباعد بين اللأفراد العاملين والمؤسسات الفاعلة,وحتى بين المجتمعات والدول- مما يحرمها من نعمة التكامل وتؤكد ضعف مقاومتها لأسباب ووسائل الغزو الفكرى والمعرفى الاستهلاكى, وتضعف التأثير التكاملى لإحداث التقدم الجموعى,فى حين يستفيد العالم المتقدم من التعاون الخلاق بين الدول المتنافسة ومضاعفة الفاعلية لامتلاك اللأسواق والانتشار بإتاحة الفرص الجاذبة للمستهلك وتحقيق أعلى ربح ممكن .
3- إن العالم المتقدم الذى ابتدع سبل العولمة وما لها من آمال لإحداث التقدم الجموعى للدول النامية وأغراها بالفوائد والعوائد لتلحق بركب الكولمة وتشريعاتها ,فى حين أن الواقع يؤكد أ، المتقدمين استغلوا الدول الفقيرة وأوقعوها فى شباك المجتمع الاستهلاكى بتطبيق حق الإجبار على فتح الأسواق وتخفيض الجمارك والضرائب,مما أثر على محاولات الإنتاج المحلى بإغراق الاسواق بسلع ومستهلكات رخيصة غير أساسية مما انتقص من فرص توجيه الممكن من الإنتفاق إلى متطلبات التقدم مثل:الغذاء والصحة والتعليم والبحث العلمى . 4- لم يكتف العالم المتقدم باجتذاب الدول النامية للموافقة الولمة ومحاولات نشر المبادىء الغربية على أنها الطريق الأمثل للتقدم والتطورإلى الديمقراطية والحرية المنشودة,إلا أنه استغل العولمة للقيام بمغامرات عسكرية أو التهديد بها,ولم يكتف بالغزو الفكرى والاستهلاكى وحدهما بل استغل ضعف تلك الدول بالغزو العسكرى الموجه للاستيلاء على الأصول والموارد المتاحة من بترول وخامات وغيرها مما أدى إلى تعطيل فرص التقدم واتساع الفجوة وضعف اللأمل فى إحداث التغيير المنشود. 5- إضافة إلى ماسبق فإن العالم النامى تصور أن التقدم سهل المنال,وأن المتقدمين سيأخذون بيده إلى نمو القدرة الذاتية على الإتقان فى الأداء وجهد كبير فى التعليم وأنشطة البحث العلمى والتطوير التكنولوجى من خلال مؤسسات علمية وتكنولوجية قادرة على التفاعل مع العلوم الجديد والأخد بمعطياتها, بالإضافة إلى التطور الإدارى الحاكم والتغير فى سلوكيات التعامل وأساليب الإنتاج المتفوق. 6-إن العالم النامى الملتزم بموروثاته الأصوليو فى تطبيق الكثير من الوسائل المطلوبة لإحراز التقدم قد اضطر للمواجهة بما لم تلزم به العقائد الثابتة, مما أعاق التعامل الفعال مع مستجدات العلوم والتكنولوجيا,وصمها البعض بأنها تقهقر فى الإيمانيات – قصة ابتدعوها ولم تكتب عليهم ,وأخيرا وصموها بالعلمانية(فى حين أن رسول الله (صلى الله علية وسلم)أكد قائلاًأنتم أعلم بأمور دنياكم) صدق رسول الله. ونتج عن ذلك التوقف أن اتسعت الفجوة الحضارية وفقدان الأمل فى الملاحقة العلمية والتكنولوجية والإدارية بدعوة عقيدية محرفة ومعوقة- والدين منها براء.
7-إن القراءة المتأنية للوثائق المرتبطة بالعولمة تؤكد أنها ركزت أساسًا على الاقتصاد,وأن الاهتمام باللأوضاع والمشاكل الاجتماعية والسياسية يأتى فى المقام الثانى,وذللك يؤكد اهتمامات الدول المتقدمة بالاقتصاد كمحور تدور حوله الحضارة الغربية غير عابئين بالظروف التى تكتنف العالم النامى الذى ننتمى إليه. ذلك كله انتهى إلى ماقررة العلماء والباحثون أن العولمة وشرائعها المتمثلة فى الجات والتربس,ورغم مرمر أكثر من خمسين عامل على الجات وحوالى عقدين من الزمان على اتفاقية التربس من خلال منظمة التجارة العالمية wto ,فقد ازداد العالم الفقير تدهوراً,وفى إحصائيات حديثة تأكدت حقائق هامة: إن الفجوة فى الألفية الثالثة تتسع باستمرار –حتى أن جيمى كارتر فى كتابه( endangered values) سنة2006 أكد أنه فى أول القرن الماضى كانت الفجوة بين أغنى عشرة دول وأفقر عشرة دول كانت(10 إلى1),وفى الستينيات من القرن الماضى اتسعت الفجوة لتصبح(31:1),أما فى بداية الألفية الثالثة فقد حسب متوسط الدخل للفرد فى العالم المتقدم وصل إلى27.500ألف دولار,والأسرة إلى55ألف دولار فى السنة . أما فى العالم النامى وأفقر 10 دول فمتوسط الدخل السنوى 211دولاراً فقط أى أن فجوة النسبة فى الدخل السنوى فى الدخل السنوى زادت إلى (131إلى1),كما ذكر أن نصف سكان العالم يعيشون على 2دولار يوميا, وأن مليار ونصف نليار فرد يعيشون على أقل من 1 دولار يوميا, وأن تلك الدخول قد تغطى بالكاد مصاريف الغذاء ةالكساء والسكن ,ولاسبيل لتغطية نفقات التعلم والعلاج ومستوى الحياة.
8-إن العالم العربى مثله كمثل العالم الإسلامى عاملة يقاسى من نفس الأوضاع المرئية على الساحة العالمية, فالتفاوت فى تعداد السكان ونصيب الفرد من الناتج الوطنى الإجمالى ونصيب الفرد فى الخدمات (الصحة) يختلف اختلافا بينا بين الجول البترولية وغير البترولية وتوابعه. حيث يتفاوت الدخل قبل نهاية القرن الماضى (وفقا لإحصائيات المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية) من16.500 دولار يوميا كنصيب للفرد فى دولة الإمارات إلى 47 سنة فى الصومال كمتوسط للعمر
وقد اختفت بعض الأمراض والأوبئة من الدول الغنية- كما هو موضح- نتيجة توفر الموارد البشرية العاملة فى المجال الطبى فى حين استمرت الأوبئة والأمراض فى الدول الفقيرة ماديا والتى تعانى من النقص فى الكوادر الطبية البشرية .
9-إنه مع انتشار العولمة ومبادئها خلال التسعينيات من القرن الماضى حدث انهيار الاتحاد السوفيتى فبرزت على الساحة الدولية معطيات جديدة ودلآلآت تحتاج إلى وقفة.
أولا: فى المراحل السابقة لانهيار الاتحاد السوفيتى ومنذ نهاية الحر العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة بين الكتلتين الغربية والشرقية حدث تهافت من كل من الكتلتين للاقتراب من الدول النامية ومنها الإسلامية بالمعونات المادية والغذائية والعلاجية بل والتعليمية... واستمرت المونات تسد بعض حاجات الدول النامية , لكنه مع انهيار الاتحاد السوفيتى انحسرت المعونات من الكتلة الشرقية تماما, وبدأت المونات فى التررد والاختيار والإخضاع للمحتاجين الذين أبدوا ميولا للكتلة الشرقية.
ثانيا: إن انهيار الكتلة الشرقية ترك قيادة العالم لقوة واحدة متمثلة فى الولايات المتحدة كقطب أوحد يتصرف فى مسار الكون- وقد ذكر نيكسون فى كتاب أخير صدر له أن انهيار الاتحاد السوفيتى لم يبق عدوا بعده إلا العالم الإسلامى,وقد تسببت أحداث سبتمبر2001 فى وصم العالم الإسلامى بالإرهاب وتم إلباسه مسببات أحداث سبتمبر-وبدأت سيناريوهات عدائية متتالية على الدول الإسلامية بدعوى استئصال منابع الإرهاب واجتثاثه من جذورة بداية بأفغانستان ثم العراق وانتقلت إاى لبنان والسودان ثم الصومال... والبقية تأتى.
ثالثا: ظهرت بعد ذلك علامات الغرور والتسلط والاستبداد على الساحة الدولية فى لغة الخطاب السياسى الغربى وذلك:
للتأكد على التدخل فى الشئون الداخلية للدول بحجة حماية حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية .
مخاطبة أهل القدرة واستبعاد أهل العجز والتخلف وتركهم لحالهم دون أمل. الالتزام بقوانين منظمة التجارة العالمية وتوابعها وما يكتنفها من عقبات .
ثم بدأ عصر الاستباق الوقائى وكان تكئة للتحدى السافر غير عابئين بالقوانين والأعراف الدولية . كذلك ابتدعوا ظاهرة الفوضى البناءة( constractive chaos) التى ابتليت بها دول ضاع فيها الحق والعدل والاستقرار . 10- من كل ماسبق زادت الدول الفقيرة فقراً- خاصة الدول كثيفة السكان قليلة المصادر. حيث اهتز مستوى الخدمات وقلت دخول الأفراد, وزاد الازدحام فى المدن. وانتشلات العشوائيات,وبدأت الأوبئة الوافدة فى التفشى (فيروس الكبد وحمى الطيور, وكذلك طاعون العصر –رغم الحماية العقائدية نسبياً). كذلك سرعة التحول السياسى فى بعض الدول التى كانت تمارس فيها الدولة مسئوليتها عن الإنتاج فى القطاع العام وتحكمت فى الأسعار مع توفير الغذاء والكساء بأسعار مناسبة , وتشغيل الخريجين حتى ولو كانوا فوق الطاقة المطلوبة, مع المشاركة فى توفير الغذاء والكساء بأسعار مناسبة, وتشتغيل الخريجين حتى ولو كانوا فوق الطاقة المطلوبة ,مع المشاركة فى توفير الحد الأدنى للأجور اللازمة للسكن والغذاء وتوفير العلاج مجاناً, واتخذت الدول التى احتذت ذللك دور الدولة الراعية...ولكن مع الضغوط الوافدة من المؤسسات الدولية ومن الدول المانحة اضطرت بعض الدول أو اُجتُذَبِتَّ لتغيير المنظومة الاقتصادية بسرعة (أو بتأنًّ)إلى منظومة الاقتصاد الحر بعد الموافقة على اتفاقية منظمة التجارة العالمية وتشريعاتها, وتخلت الدولة عن ضبط الأسعار أوتوفير السلع الأساسية بـأسعار مناسبة فى مجتمعات لم يتغير فيها دخل الفرد كثيرا, وتحولت الدولة من دولة راعية إلى دولة داعية للا ستثمار الداخلى والخارجى.عندها انطلقت رءوس الأموال المعتمدة على تشجيع منظومة البنوك للإقراض,فظهرت آفة تهريب الأموال المقترضة للخارج مما أحدث هزة عنيفة للاقتصاد القومى لم تتمكن الدول بتشريعاتها من منعها أو إيقافها. إضافة إلى ذلك أثر الانفتاح الاقتصادى وعمليات الخصخصة إلى ظهور مخاطر الجشع الاقتصادى للمستثمرين,مع التغاضى عن قيمة الحق الاجتماعى فى رءوس الأموال الناجحة. كما كان للغزو الأجنبى للاستثمار أثر كسبيل لتعويض بعض الفشل فى القطاع العام,وفتح بعض الفرص للتشغيل وقام باستغلال حق الاستفادة من رخص أسعار الأراضى والدعم الموجه للمواد الأساسية والطاقة ورخص تكاليف العمالة نتيجة لللأجور المتدنية.. حدث ذللك مع تخلى الدولة عن ضبط الأسعار وعن تعزيز شبكات الضمان الاجتماعى لمواجهة تدنى دخل الفئات الفقيرة, وضعفت فرص المشاركة الشعبية وحسن توزيع الثروة التى احتكرتها فئة محدودة من أصحاب رءوس الأموال.(ونحن هنا لاندعو إلى الشمولية),ولكن كان من الأهمية بمكان التركيز للحافظ على الثروة القومية فى أيدى المواطنين والانفتاح مع حرية رأس المال فى إطار ضوابط تشريعية مع ضبط الأسعار والسيطرة على التوجه الاستهلاكى غير المطلوب حتى لا توصمم الدولة بالمتخلية عن الفئات المطحونة والتى تمثل 42% من مجموع الشعب العربى كما يذكر فى تقارير البنك الدولى والمنظمات العالمية. فى الوقت الذى نادت فية العولمة والنظام العالمى الجديد وأكدوا على أن الأولوية الأولى هى الإصلاح السياسى لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدل ووضعت الإصلاح الاقتصادى أول سبيل للتقدم وفُتحت أبواب الاقتراض الدولى لتحسين مستوى الحياة(كما حدث فى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى فى مراحل تيسير الاقتراضى من البنك الدولى)-حتى ظهرت المخاطر فى بزوغ ظاهرة التسيب والفساد الإدارى, وفى التسعينيات توقف البنك الدولى عن الإقراض المتزايد واتجه إلى التنمية الاجتماعية من خلال المعونة فى مجالات الصحة والتعليم ورفع مستوى الحياة.لكن كثير من الدول النامية لم تراع المنظور الإنمائى فى تلك المؤسسات وتوجهت إلى الاستهلاكية غير المحكومة ,ولم يكن للإصلاح الاجتماعى أولوية من خلال رفع مستوى الحياة بتجويد التعليم ورفع مستوى الخدمات الصحية ,ولكن الذى حدث هو تدهور التعليم والرعاية الصحية فاهتز مستوى الحياة,ومع انطلاق الأسعار فى تزايد مستمر خاصة فى أساسيات الحياة من غذاء وصحة وثقافة ومسكن وخدمات بدأت الظواهر السلبية تتأكد باتساع الفجوة التنموية(جدول1.2) فتزايدت البطالة والفقر وتدهور التعليم وارتفعت أسعار الغذاء خاصة البروتينات وتفاقمت الحالة الصحية,وواكب ذلك التنازل فى حقوق الإنسان التعليمية والصحية والاجتماعية. لكل ذلك اقتضى الأمر سرعة الاهتمام بترشيد السياسات الاجتماعية المنسية أو المؤجلة فى منظومة العولمة. نتج عن ذللك تزايد الفقر بنسبة ليست ضئيلة, وكان نتيجة ذلك أن وَلَّدَ الفقر عنفًا ,ومع تقهقر التعليم وضعف مستوى الخريجين مما انتهى إلى زيادة البطالة. إضافة إلى ذلك أثر ارتفاع المواد الغذائية فى الحالة الصحية ومقاومة الأمراض مع ارتفاع أسعار الدواء وإحجام المرضى عن العلاج لغلو ثمنة. عندها تضافرت كل هذه الظروف مجتمعة فزاد تدهور الحالة الصحية وزاد القلق والاكتئاب... بل والانتحار... والعنوسة وتوابعها . ومما ساهم فى مضيعة دخل الأسرة تلك المسارب التى خربت ميزانية الأسر كالدروس الخصوصية فى بعض الحالات واقتحام مظاهر حضارية مثل المحمول وما يترتب عليه من إنفاق,وكذلك تسببه فى الخلل السلوكى, وأيضًا الدش والتليفزيون والسماوات المفتوحة وما تبثه من توجهات سياسية هدامة وانتهاكات لحرمات وخصائص اجتماعية مع نشر سلوكيات وتصرفات ممجوجة وعرى مفضوح. كل هذة المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية إضافة إلى انتشار المخدرات وآثارها الهدامة والعرى الإعلامى فى الفضائيات التى تيسر بل وتدعو إلى الانحراف بنشر السلوكيات الغربيةمثل: الحرية الشخصية والحرية الجنسية والزواج العرفى والزواج المثلى, وتكفل ذللك بزيارة نسبة العنوسة التى تعدت كل الحدود المأمونة مما دعا إلى عواقب مثل: الزنا والفواحش وعواقبه الصحية ...من هنا:
دعا ذلك رئيسة الاسكوا إلى القول والنصح بأن وجود سياسة اجتماعية مدعومة بتشريعات قانونية واضحة وملزمة تحمى الدولة من مخاطر جمة أهما اختلال الأمن والسلم الاجتماعية وحقوق الإنسان ومستوى الدخل من خلال المواطنة السليمة وتقبل الحوار مع التسامح الدينى ومواجهة الفقر والبطالة بالتعليم المجوّد وخلق الفرص وتوفير القروض للصنا عات الصغيرة والتنمية الحرفية المطلوبة والتوسع فى شبكات الأمان الاجتماعى. كان هذا استعراضاً سريعاً للموقف الناتج عن موجة العولمة فى عصر القطب الأوحد,وتأثيرها ذلك سياسياً واجتماعياً وسلوكياً على عالمنا.... دون التوقف عند التمنية الاقتصادية . وأخيرا وليس آخراً هناك عدة توصيات يرتجى أن تفرد لها دراسات متخصصة ورسائل جامعية متعمقة فى مجالات استُجدّت على الساحة العالمية فى عصر العولمة وتأثيراتها المختلفة.يمكننى تحديدها فى بضع نقاط: هل احتذاء الرأسمالية فى عالمنا الإسلامى يحقق الفرص المطلوبة لرتق فجوة التخلف أو التقاعس عن التقدم,أو هل هنالك بدائل ممكنة لتحل محلها مثل الطريق الثالث الذى ينتهج طريقا وسطا بين الرأسمالية والاشتراكية ,واحتذية الكثير من الدول؟ هل يمكن تحليل الموقف العربى المنتهى إلى الصورة الحالية ,مع تشخيص نقدى وتحليلى لمسبباتها وعواقبها الاجتماعية لتناقضها بين الواقع والمأمول؟ دراسة الوضع التفاعلى بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية ,وهل هو صراع غير مأمون العواقب أم أنه حوار قد بدأ دينيا ولكنه قاصر اجتماعيا واقتصاديا وسلوكيا؟
دراسة الوضع الإ سلامى والتاريخى للمراحل التى نجح فيها المسلمون الأوائل من التقريب بين الدول المختلفة خلال بعض عصور الخلافة المتميزة. دراسة الأوضاع الإسلامية ومحاولة التقريب باستراتيجيات اجتماعية واقتصادية وسياسية سبيلها التقارب فى عالم وصلت فيه التوحدات بين الكتل البشرية مرحلة تؤكد تقاعس هذه الأمة التى تمثل20% من سكان الأرض ومازالت تتلمس سبل التقارب ورتق الفجوات المؤدية إلى التفكك والتدهور. لعل ذلك يحتاج إلى تنشيط العمل الإسلامية فى توليفة تقرب بينها, كما تقاربت دول السوق الأوروبية المشتركة على مدى خمس حقب متتالبه لتنتهى إلى مشروعها الموحد(الجامعة العربية-مجلس الخليج-الاتحاد المغاربى).وعلى الله قصد السبيل ,والحمد لله رب العالمين.


2- مشكلة الغذاء فى العالم الإسلامى
• بلغ عدد السكان العالم الاسلامى فى منتصف عام1984 نمو841.83 مليون نسمة ويبلغ معدل زيادة السكان نحو 2.7% سنويا وبناء على ذلك يصل تعداد شعوب الأمم الاسلامية فى عام 2000 إلى نحو 1286.205 مليون نسمة, ويواكب هذا الانفجار السكانى الرهيب زيادة مقابلة الطلب الكلى على الغذاء يصل معدلها السنوى الى 3.4% وهو مايعنى زيادة حجم الطلب الكلى على الغذاء بنحو 70% فى عام 2000, وفى ذات الوقت فان معظم الدول الاسلامية والافريقية منها بوجه خاص تواجه مشاكل سوء الأحوال الجوية والجفاف بدرجة تعرضها مع غيرها من الدول الى كوارث محققة وفى ظل مشاكل نقص الغذاء العالمى وارتفاع أسعاره تتفاقم حدة مشاكل توفير الغذاء لشعوب الدول الاسلامي . يبلغ انتاج العالم الاسلامى من الحبوب حاليا 127 مليون طن ويمثل 9.7%من الانتاج العالمى ويبلغ متوسط نصيب الفرد159كيلوجرام فى حين يبلغ المتوسط العالمى 340 كيلو من الحبوب فى العام-هذا رغم زيادة اعتماد الفرد على الأغذية الكربوهيدراتية فى الدول الاسلامية كمصدر أساسى للطاقة بما يستوجب تحسين النسبة الحالية أن لم يكن مضاعفتها وهو مايعتبر المستحيل بذاته اذا كان الاعتماد فى تحقيق يتركز فلا الاستيراد, يهدد شبح الموت جوعا واحدا من كل خمسة أشخاص فى بعض الدول الاسلامية كالافريقية منها امتداد من جنوب الصحراء الكبرى من تشاد غربا الى الصومال وأثيوبيا والسودان شرقا حيت المجاعات التى تحتاجها حاليا والفحط الذى يهدد الملايين من سكان المناطق النكوبة بالجفاف وليس السبب كما يقول البعض بإن الجوع هو نتاج قوى الطبيعة وانما يرجع أساسا الى عجز الثقافة الحاضرة عن سد الحاجات البشرية كما أن الذين يهربون من شح الموت جوعذا يواجهون مشاكل سوء التغذية حيث يقل الطعام ذو القمة الغذائية الكاكلة رغم بقاء الأفراد على قيد الحياة, وتبلغ نسبة الأطفال الذين يموتون قبل سن ستة سنوات نتيجة سوء التغذية أكثر من50% كما ينقص متوسط عمر الانسان فى الدول الاسلامية نتيجة لمشاكل الغذاء الى مابين33-42 سنة.
• وقد تبين من الدراسة أن العنصر البشرى فى الدول الاسلامية يعتبر فى حد ذاته من أهم الثروات حيث يبلغ تعداد سكانه847.83 مليون نسمة يصل الى 1286.205 مليون نسمة عام2000 بنسبة20.7 من سكان الكرة الأرضية بخلاف المسلمين فى غير الدول الاسلامية واذا كانت الزيادة السكانية تمثل عقبة فى توفير الغذاء أمام الشعوب الاسلامية الا أنها فى الجوانب الأفريقية ثروة حقيقية لو أحسن استخدامها وتوجيه فائض العمالة نحو استطلاع وتعمير المناطق القابلة للزراعة بدلا من الوضع القائم الذى تعيش فيه غالبية السكان على جهد وعمل نسبة لاتتجاوز نسبة تقديراتها50%من حجم السكان سواء على مستوى الدول منفردة أو فى مجموعة الدول الاسلامية. وتبلغ النسبة المئوية للسكان تحت سن14 سنة وفوق سن 65سنة46% من اجمالى عدد السكان وهم يمثلون قوى غير منتجة وأيضا لا يمثلون طلبا فى سوق العمل. وقد رأينا فى هذه الدراسة أن نقسم الدول الاسلامية تقسيمات خمس الأولى ويشمل الدول الاسلامة الأفريقية , والثانى يشمل الدول الاسلامية العربية عدا الدول البترولية ودول العرب العربى, والثالث دول المغرب العربى غير البترولية,وقد جاء التقسيم بهدف جمع مجموعة اسلامية ذات ظروف متشابهة من حيت البيئة والمناخ والعوامل الثقافية المؤثرة فى المجتمع ومدى توفر رؤوس الأموال بها,ومن ناحية أخرى فان هذا التقسيم طبقا للمعاير السابقة يعاوننا دون شك على تخيل أفضل لصورة التكامل التى بلورناها فى استراتيجية محددة لانتاج الغذاء.
• وبناء على الثبات المشتركة لكل دول كل مجموعة يمكن أن تهتم فى تحقيق التكامل,فعلى سبيل المثال تتوفر لدى معظم الدول الأفريقية الاسلامية المساحات الهائلة الصالحة للزراعة ومصادر المياه المختلفة وتنقصها رؤوس الأموال والخبرات, وتتوافر لدى البترولية رؤوس الأموال اللازمة وتنقصها رؤوس الأموال والخبرات,وتتوافر لدى الدول البترولية رؤوس الأموال وتنقصها الأراضى الصالحة للزراعة,ةلنضع هنا مثالين محددين لانعدام التنسيق ونتائجه الاقتصادية الضارة للدول المختلفة,لجأت المملكة العربية السعودية خلال العشر الضارة للدول المختلفة,لجأت المملكة العربية السعودية خلال العشر سنوات الماضية من محاولة طيبة لانتاج الغذاء واتجهت الى تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح بصفة خاصة , ونظرا لندرة المياة وانخفاض كفاءة الأراضى,فقد أنفقت استثمارات باهظة ونجحت فعلا فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح بتكلفة رأسنالية عالية,بينما وكما سبقت الاشارة يوجد لدى السودان لحساب كلا الدولتين لحققت السعودية الاكتفاء الذاتى من الفجوة واستغلت السودان نسبة عالية من أراضيها البور فى انتاج مايسمح بتغطية احتياجاتها ودول اسلامية أخرى,وتملك مصر خبرات على مستوى عال جدا فى قطاع الزراعة ومختلف القطاعات وتعوزها بشدة مصادر التمويل اللازمة بينما تبلغ أموال السعودية المودعة فى بنوك الولايات المتحدة فقط قرابة20 مليار دولار فقط,ووجه25% احتياجات الدولتين ويوجه الفائض منها الى دول اسلامية أخرى تواجه المجاعات لارتفاع مستوى الانتاج والدخل ولتحسنت معيشة أعداد كبيرة من الدول الاسلامية,كما تملك موريتانيا الاسلامية مناطق تعتبر من أجود مناطق الاستزراع السمكى فى العالم وليست لديها أساطيل الصيد اللازمة, فتلجأ الى السماح للدول الأخرى بالصيد فى مياهها الاقليمية مقابل أتاوات لاتمثل سوى نسبة ضئيلة من الانتاج ومن الغريب أن تتنافش مصر والمغرب فى سوق تصدير البطاطس الأوروبية وتتركنا للمنافسة, وقد قصدت أن أضع بعض الأمثلة فى هذا التلخيص قد تخلو الدراسة من تفاصيلها الا أنها تخدم الهدف العام للدراسة بما ييسر متابعة البحث.
• وفى مجالات القوى البشرية فاز توزيع الفائض البشرى المتمركز فى دول الكثافة السكانية للهجرة المؤقتة أو الدائمة اذا لزم الأمر الى الدول التى تعانى مشكلات نقص الكثافة السكانية بالمقارنة بالأراضى القابلة للزراعة, على أن يتم هذا فى اطار خطة محددة تقتنع بها أولا ومن ناحية أخرى فان التركيز على التدريب والتعليم وترشيد استخدام المكينة طبقا لظروف كل دولة,فليس من المفيد التوسع فى استخدام المكينة فى دول الكثافة السكانية العالية والمساحات المحدودة فى الزراعة,كما أن التأخير فى استخدامها فى الدول التى تواجه مشاكل نقص العمالة أو زيادة الأرض الصالحة للزراعة عن حدود الطاقات البشرية المتاحة والمتوقع هجرتها اليها فى ضوء الاستراتيجية الموضحة. هذا بالاضافة الى اعادة النظر فى أساليب استخدام المصادر الطبيعية المتاحة والمحتملة وبصفة خاصة المياة والأرض وتطوير وتحديث أساليب الانتاج طبقا لظروف كل دولة وفى اطار الاستراتيجية المناسبة.
• والجدير بالذكر أن دول العالم الاسلامى تملك طاقات تصديرية هائلة ويمكن ألا يختفى انتاجها يوما واحدا من الأسواق العالمية ولسنا نغالى أو نبالغ اذا قلنا أن الكم الهائل من الصادرات الغذائية التى تستهدف هذه الاستراتيجية تحقيقوا أمر ميسور للغاية ومن فائض ونتاج هذه االدول.
• ان الاخذ بأسلوب النظام الاقتصادى هو خير طريق لتحقيق التكامل الشامل بين الدول الاسلامية,وهو الطريق الأمثل للخروج من الأزمات وتكوين احتياطى غذائى مناسب ,فالعمل على انشاء سوق اسلامية مشتركة أمر لم يعد يحتمل التأخير,كان أن تعبئة بعض المواد المالية وغير المالية من داخل الدول الأعضاء بتلك السوق الاسلامية المقترحة وتشجيع مادون أن تضع السياسات التسويقيقة للانتاج المتوقع مما يؤدى الى خسائر مؤكدة للمزارعين وتباين الأسعار بشكل حاد خلال فترات المواسم وفيما بين المناطق المختلفة للدولة الواحدة,وهناك العديد من هذه الأمثلة,كعاقد تفتقد الدولة الواحدة الى التخطيط الجيد حيث يركز مثلا على مناطق بعينها وتهمل مناطق أخرى أكثر صلاحية للزراعية والانتاج,فالسودان مثلا يواجه مشكلة الوطن فى الجنوب رغم أن جنوب السودان به مساحات تزيد عن150 مليون فدان من أجود أراضى العالم البكر القابلة للزراعة فورا, والتكنولوجيا الحديثة قادرة دون شك على توصيل ميته النيل لها,أو على الأقل البحث عن مصادر للمياه الجوفية يسمح باستغلالولو بالاستغلال النسبى لهذه المساحات بدلا من تركها تحت رحمة الأمطار الموسيمية وجميعنا يعلم الجفاغ الذى واجه تلك المناطق لسنوات طويلة ونتائجه ومعروفه وماتعرض له سكان تلك المناطق من قحط شديد.
• كما أن ارتباط بعض الدول العالم الاسلامى باتفاقات مع بعض الدول الأجنبية كما يفقدها انتماءها الاسلامى ويضعف من قدرتها على التنسيق مع غيرها من الدول الاسلاميه رغم ما يحققه لها من ميزه أفضل. وتمثل مشكلة ارتفاع الأمية فى الدول الاسلامية أخطر المشكلات التى تحد من قدرة الدول الاسلامية على النحو والتقدم واستيعاب التكنولوجيا الحديثة, واعتمادها بصفة تكاد تكون أساسية على الحرف اليدوية والأساليب البدائية فى الانتاج. ومن ناحية أخرى فان معظم دول العالم الاسلامى تملك مساحات هائلة من المسطحات المائية ومع هذا ينخف انتاجها من الأسماك بشكل غير طبيعى, كما تملك مساحات هائلة من المراعى الطبيعية لا يستفاد منها بصورو فعالة فى الانتاج الحيوانى,مع اهمال مشروعات تحسين السلالات حتى فى الدول التى حققت تقدما لا بأس به فة مواجهة الدول الأجنبية,فمثلا لايتجاوز انتاج الأبقار السودانية من الألبان 400كيلو من الألبان سنويا ويصل فى مصر انتاج السلالات المحلية من الأبقار الى نحو1200كيلو,ومن الجاموس حوالى 300كيلو لبن,بينما يبلغ هذا المتوسط فى الدول المتقدمة مايقرب من ضعف هذه المتوسطات فيبلغ فى انجلترا مثلا68 سنة للرجال و74 سنة للنساء وفى سويسرا 74سنة للنساء,ومما لاشك فيه أن انخفاض متوسط العمر يؤدى الى مشاكل نقص القوى العالملة ذات الخبرة الجيدة مما يزيد حدة المشاكل تفاقما.
• وأمام تلك الحقائق التى تم عرضها فى ايجاز شديد تبرز أهمية ايجاد حل لمشاكل الغذاء تعتمد فيه الدول الاسلامية على الذات فى اطار الدين الاسلامى. ووفقا لتعاليمه السمحة هذا وقد أدت مجموعة من العوامل الى تفاقم أزمة الغذاء بصفة عامة وفى الدول الاسلامية بصفة خاصة والذى يعنينا فى هذه الدراسة أزمة الغذاء ومشكلاته فى الدول الاسلامية لذلك سوف نقتصر فى هذا التلخيص على هذا الجانب فقط.
• وقد بدأت المشكلة تظهر بشكلا واضحا بداية من أواخر الستينات أدى الى تزايد الطلب الكلى على غذاء بمعدلات أكبر مما متاح عرضه ,ولعل أهمم هذه العوامل التضخم السكانى للدول النامية بصفة عامة والاسلامية بصفة خاصة حيث أن كثيرا من فئة المثقفين المعارض يقولون أن البشر قوة اقتصادية كبرى ولكن أن العدد فى حد ذاته ليست قوى بل أن العدد يمكن أن يمون للتخلف قوى, وكذلك فئة اليساريين يدعون أن الأسباب الجوهرية لتردى الأوضاع فى العالم الاسلامى هو تزايد التفاوت فى توزيع الدخول مما يؤثر على الاستثمارات فى المجالات المختلفة وعدم الانطلاق الى عملية التنمية فى المجالات المختلفة من الاقتصاد القومى وكذلك فان بعض رجال الدين المعارضين يذهبون فيقولون أن تنظيم الأسرة حرام وأن قتل النفس للنفس التى حرم الله قتلها.
• وبالاضافة الى ما سبق فان زيادة الدخول فى كثير من المناطق وبالذات الدول التى أتيحت لها موارد بترولية وما يتبغ ذلك من زيادة القوى الشرائية لدى الأفراد وزيادة الميل الحدى للاستهلاك الى دولار أخرى أقل مستويات الدخول.
• ومن أهم سمات أزمة الغذاء المعاصرة فى الدول الا سلامية عدم توافر الاستثمارات الكافية للاستغلال للموارد المتاحة سواء كانت زراعية أو خامات طبيعية,وبالتالى ضعف معدلات استغلال التكنولوجيا الحديثة فى الانتاج والاعتماد على الأساليب التقليدية فى الزراعة وما ينتج عنها من انخفاض فى الا نتاج وحدة للمساحة من الأرض بالمقارنة بغيرها من الدول النامية,بل أن معظم الدول الاسلامية تفتقد بشدة الى الأساليب الحديثة فى تموين الغذاء بصفة خاصة الحبوب مما يؤدى الى زيادة الفاقد فى الانتاج سواء عند جمع الحصول أوتداولة أو تغذيته وبالتالى يتزايد الاعتماد على الاستيراد,وفى ظل تنافس عدد كبير من الدول على قدر محدود من المطروح من الغذاء العالمى ليصبح الأمر أكثر تعقيدا وسوءا فعلى سبيل المثال فلقد ارتفع سعر طن القمح مثلامن64 دولار عام 1976 الى 182 دولار عام 1973 الى 259 دولار عام 1974 الى مايزيد على 400 دولار الآن,هذا فى الوقت الذى زاد فيه الانتاج العالمى من القمح,وخلال تلك السنوات حققت التكنولوجيا الحديثة للولايات المتحدة قفزات هائلة فى متوسط انتاج وحدة المساحة من الأرض وبينما ارتفع سعر الأرز من 120دولار فى أوائل السبعينات الى80 دولار اليوم,وهكذا بالنسبة لباقى محاصيل الغذاء.
• ولعل أهم سمات مشكلة الغذاء فى العالم الاسلامى وأكثرها خطورة هو عدم وجود نظام جيد للمعلومات بغالبية هذه الدول- يسمح بالوقوف بدقة على الموارد الطبيعية المتاحة أو يتيح التنسيق بين السياسات الاقتصادية والمالية والادارية سواء فيما بين هذة الدول وبعضها البعض أو بينها وبين الدول الأخرى ولسنا نبالغ عند القوم بأت غياب نظام جيد للمعلومات وضعف التنسيق بين السياسات الانتاجية والاقتصادية بصفة عامة قد يظهر بوضوح فى الدولة الواحدة ,فكثير مانجد أن الدولة تهتم بوضع برامج جيدة لزيادة انتاج محصول ما فى منطقة يصل انتاج السلالات الأجنبية فى مصر انتاج السلالات المحلية من الأبقار ال نحو1200 الكيلو, ومن الجاموس حوالى 300 كيلو لبن,بينما يصل انتاج السلالات الأجنبية فى مصر الى نحو 2800الى3000 كيلو جرام ويصل انتاج نفس السلالات فى الدول الأوربية الى من5000الى9000 كيلو لبن فى العام ويصل الى 12000 كيلو جرام فى الولايات المتحدة, ويعود هذا الى اهمال التحسين الوراثى للسلالات المحلية وعدم القدرة على المحافظة على صفات السلالات المستوردة.
وتبلغ المساحة الجغرافية للعالم حوالى 13.4 بليون هكتار تبلغ مساحة العالم الاسلامى منها 3 بليون هكتار وتبلغ مساحة الأراضى الزراعية فى العالم حوالى 7.3 بليون هكتار يزرع العالم الاسلامى منها حوالى 1.3 مليون هكتار منها 241.9 مليون هكتار زراعات مستديمة و465.8 مليون هكتار مراعى طبيعيةو462 مليون هكتار خابات و37 ألف أرض تروى ريا مستديما. ويبلغ نصيب الفرد من الأراضى المنزرعة فى العالم الاسلامى نحو 0.39 هكتار بينما يبلغ نصيب الفرد من الأراضى الصالحة للزراعة نحو3.5 هكتار وهو ما يوضح الفاقد الرهيب فى الأراضى الصالحة للزراعة وما يمكن أن يحققه استغلال هذه المساحات فى انتاج الغذاء وتوفيره, ومن المؤسف أنه اذا كانت عددا كبيرا من الدول الاسلامية لا يملك الاستثمارات اللازمة لاستغلال الأراضى الصالحة للزراعة فيها الا أن الدول الاسلامية فى مجموعها تملك من الاستثمارات مايكفى لتحويل تلك الأراضى الى مزروعة اسلامية كبرى توفر الغذاء لجميع الدول الاسلامية طيقا للمعايير العالمية وتصدر الفائض, ولكن هذا يتطلب أن تدرك الدول الاسلامية تلك الحقيقة وتعجل بوضع استراتيجية شاملة تحقق التكامل بين الدول الاسلامية .
وليس من السهل تقدير سكان العالم الاسلامى ذلك المورد الهام بدقة, فهناك كثيرا من الأقلية فى الدول غير الاسلامية,وكما أنه لا تقوم بعض الدول الاسلامية بالاحصاء مثل الصومال واليمن وأفغانستان, وعموما يقدر سكان العالم الاسلامى بهذه788 مليون نسمة وذلك عام 1980 بنسبة مئوية تعادل 18%من مجموع سكان العالم ,واذا أضفنا الاقليات فى الدول الغير أسلامية فان عدد المسلمين يربو على المليار نسمة أى نحو مايعادل 20% من سكان العالم. مما سبق تبين أهمية التكامل الانتاجى والاقتصادى بين دول العالم الاسلامى وهو مايمكن اعتباره استراتيجية شاملة لانتاج الغذاء فى العالم الاسلامى, ويؤيد هذا الاتجاه عددا من الحقائق منها الدين الاسلامى يفرض علينا التعاون على البر, وهل هناك برا يفوق التعاون من أجل توفير الغذاء لكل مسلم وانقاذ مئات وملايين من المسلمين من شبح الجوع وأخطار المجاعات وثانيهما وهو التباين الكبير جغرافيا ومناخيا بين دول العالم الاسلامى وهو مايعطى مساحة هائلة لتنوع المحصول على مدار العام. وتضمن هذه الدراسة مانرى أنه استراتيجية مناسبة لانتاج الغذاء فى دول العالم الاسلامى تعتمد على عدة ركائز أساسية هى:
1-الاعتماد الجماعى على الذات لتوفير متطلبات الغذاء للجميع وتحسين النقدية والاستهلاك الغذائى بين الدول الاسلامية وتقدير هذا الاتجاة وتقوية الأمن الغذائى باتخاذ اجراءات متضمنة انشاء جهاز علمى منظم للتنبؤ ةالتخذير المبكر لاحتياجات الغذائية وتوقع الظروف المتغيرة واتخاذ اجراءات مواجهتها مبكرا تلافيا لأى أزمات مستقبلة. 2- تحسين ظروف التجارة الدولية بين دول العالم الاسلامى من ناحية وبينها وبين دول العالم المتقدمة من ناحية وموازنة انتاج واستهلاك وتجارة الغذاء بما يحقق أقص فائده ممكنة. 3- الافادة بشكل أفضل مما هو قائم من الهيئات الدولية والمعونات والمنح الأجنبية بجانب دور محدد لدول البترول الاسلامية باعطاء الأولوية الخاصة للاستثمار فى الدول الاسلامية الشقيقة ومساعدتها فى ناحية أخرى فى مجالات الغذاء ويهمنا أن نوضح أن الأخذ بأسلوب النظام الاقتصادى الاسلامى يعتبر هو الحل الجذرى والأمثل للخروج من المشكلة. وتوظيف المدخرات الاسلامية فى حدود العالم الاسلامى من خلال البنوك والمصاريف الاسلامية يمكن أن يعتبر الخطوة العلمية الأولى نحو تحقيق التكامل بين الدول الاسلامية ولا يفوتنا هنا أن نؤكد على الأهمية القصوى للبدء فورا وكاجراء تمهيدى بالغاء جميع الرسوم التى تحصل عند تبادل التجارة بين الدول الاسلامية.
كما أندعم التعاونيات المشتركة سواء أن كانت باتفاقات ثنائية او أكثر حتى درجة العمومية بين الدول الاسلامية يمكنها أن تلعب دورا خطيرا فى دعم التكامل الاقتصادى والانتاجى بين الدول الاسلامية. والمراد للأمة الاسلامية باختصار بيجاد استراتيجية اسلامية للغذاء تغطى الجوانب الرئيسية كلها من الانتاج والاستهلاك والعمالة الى المخزونات والتجارة بحيث تكون جزءا من استراتيجية اسلامية متكاملة وشاملة لتنمية الانسان المسلم. أن عدم توفر الغذاء فى الوطن الاسلامى سوف يعرض البلدان الاسلامية الى عدم الأمن والأمان, وعدم الاستقرار الاجتماعى والسياسى والاقتصادى,وكفانا أن الله تبارك وتعالى أطعم الناس ثم آمنهم من كل خوف فى الدنيا بعد أن يرجعوا اليه طالبين منه العون والرحمة بحسن عبادته.
فقال جل من قائل:
"فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"
فلينطلق المسلمون ليستثمروا الأرض الذلول لغيرهم كما قال ربنا سبحانه وتعالى(هو الذى جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقة اليه النشور) .
3- مشكلة المياه فى العالم الاسلامى :
صدر الكتاب للدكتور (حمدى الطاهرى) بعنوان " مستقبل المياه فى العالم العربى" يحتوى على 6 ابواب كاملة تتناول مشكلة المياه فى عالمنا العربى وضرورة الحاجة
الى وضع استراتيجية عربية متكاملة بين دول الجامعة العربية مجتمعة وتوفير التمويل اللازم للمشروعات والاستثمارات العربية المشتركة فى مجالات الرى والصرف وبناء السدود ومشروعات ازالة ملوحة مياه البحر , وتم القاء الضوء على الصراع الدائر الان حول نهر النيل واهميته لكل من مصر والسودان وأثيوبيا ، يورد المؤلف لاحد التقارير الصادرة عن معهد الدراسات الاستراتيجية فى واشنطن عام 1984م , حيث يقول التقرير ان تلك الدول سوف تعانى نقصا خطيرا مع نهاية القرن الحالى بسبب ظروف الجفاف فى " المنابع الاثيوبية " للنهر وايضا بسبب الزيادة الهائلة فى عدد السكان ، حيث يصل هذا التقرير فى نهاية حديثه عن الازمة المائية فى دول حوض النيل الى ان ضغوط الجفاف والمجاعة ستدفع تلك الدول للدخول فى مواجهات عسكرية مع بعضها البعض إذ يشير التقرير الى جفاف المنابع الاثيوبية فقط مما يستدل منه على ان الدولة التى ستتضرر من هذا الجفاف هى مصر لانها تصلها من المنابع الاثيوبية وبالتالى تبرز اهمية اثيوبيا بالنسبة للامن المائى لمصر . وعلى الرغم من العلاقات الجيدة بين مصر واثيوبيا والزيارات المتكررة لوفود البلدين ، فان تنظيم مياه النيل يعد من المسائل المعلقة بين البلدين والتى لم يتم الاتفاق بشأنها . وفى الواقع فان مشكلة المياه فى مصر مشكلة استراتيجية وليست مرتبطة بالارتفاع سنة والانخفاض سنة اخرى ولا يجب بالتالى ربط مشكلة المياه بفترات الجفاف .
يحلل المؤلف الموقف باستعراض عدد من النقاط الجوهرية وهى :
1 – ان كل سكان مصر لا يتمتعون حاليا بمياه الشرب والمياه اللازمة للاستخدامات الأخرى وفق المستويات المطلوبة فى هذا الشأن .
2 – أزمة الغذاء على مستوى القومى والعالمى تحتم سرعة التوسع الزراعى أفقيا ورأسيا لتحقيق الأمن الغذائى . والمشكلة سوف تكون دائما تدبير الموارد المائية اللازمة . ولكى تحقق مصر اكتفاءا ذاتيا فى الغذاء ويحصل المواطنون على احتياجاتهم من مياه الشرب وللاستخدامات الاخرى فى اطار الاسس المثلى لاستخدامات المياه ، لا بد من توقير نحو 1800 متر مكعب سنويا من المياه لكل فرد على ارض مصر .
هذا يعنى انه اذا كان عدد السكان 70 مليون نسمة فانهم يحتاجون لنحو 85 مليار متر مكعب من المياه لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى مختلف المجالات . وفى عام 2020 سيصل عدد السكان لنحو 100 مليون نسمة سيحتاجون لنحو 145مليار متر مكعب من المياه . وامام هذا الوضع المتردى فانه لا بديل عن انشاء هيئة حوض النيل لتتولى مشروعات تخزين مياهه وترشيد استهلاكها وانشاء بنوك للمعلومات بأحدث الاساليب الهيدرولوجية والأرصاد الجوية النهرية واستعمال القياس الرياضى للتنبؤ بحجم فيضان النهر فضلا عن انشاء مركز متقدم للتنبؤ بإيراد النيل عن طريق الاقمار الصناعية والتنبؤ بحجم الأمطار قبل 6 أشهر من سقوطها على الهضبتين الأثيوبية و الأستوائية لنعرف مقدما , هل يفيض النهر هذا العام او لا يفيض ، ولكن تبقى تساؤلات أثيوبية تبحث عن إجابات مصيرية خصوصا وان لأثيوبيا موقفا رسميا من اتفاقية مياه النيل حيث انها ترى فيها إتفاقية لإثنين تخص طرفيها فقط مصر والسودان . وتطالب باتفاقية واسعة تشمل كل دول حوض النيل التسع.
أما بالنسبة للوضع في السودان، فإن المطالب أقل بكثير من مطالب مصر، ذلك أن قلة سكانه البالغ عددهم 20 مليونا واعتماد الكثير منهم على الرعي وتمتع السودان بقدر من المطر المنتظم الذي يزداد في كميته كلما اتجهنا جنوبا باستثناء السودان الشمالي، كل ذلك يجعل السودان أقل حاجة إلى مياه النيل من مصر إلا أن هذا لا يمنع من أن مشكلة مياه النيل تنحصر أساسا بين مصر والسودان وهي تتمثل في تنظيم جريان النهر وضبطه حتى يمكن الإقلال أن لم يكن المنع من هدر مياهه. لهذا الغرض كان من الضروري وضع برامج ثابتة لمشروعات ضبط النهر لمواجهة الاحتياجات المتزايدة من الماء من الماء في إقليمي مصر والسودان، والتي اتفق عليها عام 1949 لتخزين المياه علي نحو التالي:
1- مشروع خزان بحيرة فيكتوريا.
2- مشروع قنطرة كيوجا.
3- مشروع خزان بحيرة "موبوتو" عند مخرج النهر من بحيرة موبوتو لخزن الماء وتنظيم صرفه.
4- مشروع قناة جو نجلي أو مشروع السدود، والذي يتضمن شق قناة جديدة ينساب منها الماء بدلا من مجري النيل في بحر الجبل. إلا أن الوضع الآن ما زال شائكا بين الدول الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا.
• وينتقل المؤلف بعد ذلك إلى أزمة مياه نهر الفرات التي وصلت إلى ذروتها بين العواصم الثلاثة أنقرة وبغداد ودمشق في الثالث عشر من يناير (كانون الثاني) 1990 عندما أعلنت الحكومة التركية قطع منسوب نهر الفرات لمدة شهر بهدف تسريع إيصال الماء إلى سد أتاتورك الكبير في إطار مشروع ري جنوب شرق الآناضول . وجاء هذا القرار الأخير ليصل بالعلاقات السورية – التركية، والعراقية – التركية إلى درجة التوتر الشديد رغم تأكيد الرئيس التركي تورجوت اوزال – في حينه – علي أن قضية تحويل مياه نهر الفرات "قضية تقنية وليست سياسية" وان كانت جذور الأزمة ليست وليد القرار التركي الأخير بل هي مدار بحث علي مدي ثلاثين عاما بين الأطراف المستفيدة من مياه نهر الفرات.
• وما ينطبق علي نهري النيل والفرات ينطبق أيضًا علي أزمة المياه في نهر الأردن وكذلك الليطاني ومحاولات إسرائيل الدءوبة للتحكم واستغلال منابع تلك الأنهار، والحرب المائية بين كل من سورية ولبنان والأردن من جهة، وإسرائيل من جهة أخري، حيث أن الأطماع الصهيونية في المياه العربية ومحاولة اغتصابها قائمة منذ مطلع هذا القرن. وقد أراد الإسرائيليون أن يقتنوا هذا الاغتصاب عن طريق رسم حدود هذا الاغتصاب أي رسم حدود تضم جميع منابع المياه العربية حيث أنها ترنو إلى المزيد. فهي تحصل في الواقع علي مياه نهر الأردن حاليا وتنهب مياه الليطاني. وكانت على وشك الحصول علي جزاء من مياه النيل في عهد الرئيس أنور السادات ولكن لم يتم الأمر.
• ويري الدكتور حمدي الطاهري أن المستقبل بالنسبة لاستخدامات المياه في مصر والعالم العربي كله رهن بتطوير تكنولوجيا الاستخدام سواء في الزراعة أو الشرب أو الصناعة، معتبرا أن السياسات التي تنتهجها بعض الحكومات العربية حاليا بصدد المشكلة المائية ترقي إلى خطر الأزمة على الأقل حتى عام 2010.
• فالمنطقة بأسرها تتميز بمحدودية مواردها المائية فيما عدا تركيا، لأن إثيوبيا برغم أنها تعتبر خزانا مائيا فإن بها مناطق جفاف.
• أما تركيا فقد أقامت وصممت عدة سدود على نهري الفرات ودجلة ، ووجهة النظر التي أعلنها مسئولون أتراك رسميا تتخلص في أن المياه يجب أن تكون سلعة اقتصادية أخري. وموقف تركيا لا ينعكس علي العراق وسورية وحدهما، لكن الأمر له انعكاساته المباشرة وغير المباشرة علينا لأن تركيا دولة منبع وإقرارها لسياسة مائية جديدة سيؤثر علي كل دول المنطقة . وستحاول دول المنبع الأخرى أن تحذو حذوها لاسيما وأن البعض يطالب بأن يكون الماء مقابل البترول.
• ويرتبط بذلك الوضع المائي بين إسرائيل من ناحية وبين الأردن وسورية ولبنان من ناحية أخري، فالجميع يعانون أزمات مائية وإسرائيل إذا لم توفر 60 مليون متر مكعب من المياه سنويا قبل عام 2010 فإنها لن تستطيع أن تحقق المستوي الحالي من التنمية رغم استخدامها لكل التقنيات العلمية فهي في أزمة مائية إضافية.
• ومن المتوقع أن تبدأ المشكلات في الظهور بجدية بعد عام 2010 لأن الخطة التركية باستصلاح منطقة الأناضول ستنتهي مراحلها عام 2008 وسيبدأ الاستخدام الفعلي للمياه في هذا المشروع الضخم ابتداء من عام 2010 وكذلك الحال بالنسبة لإسرائيل وخصوصا إذا ما استمرت في جلب المزيد من المهاجرين اليهود!

4- نظرة الغرب للإسلام
• إن تناول موضوع الإسلام والآخر بكافة عناصره يعتبر من أهم الموضوعات التى يتعين أن تحظى باهتمام متواصل ومنهاج مدروس يتجاوز التعامل معه حسب الظروف والأحوال ,كما ينبغى الاقتراب منه بعقلانية وموضوعية وتحليلية تتجاوز مجرد تمجيد الذات, والسيبب هنا واقعى وعملى فى آن واحد ,ذلك أن الموضوع محل اهتمام إسلامى وعالمى,مع توقع أن يستمر ذلك الاهتمام سواء أكان بسبب الموقف العالمى,أم يسبب تشابك الخيوط السياسية والثقافية والاجتماعية على نحو يتصف بالتركيز الواضح,فضلا عن أن الموضوع بعناصره يطرح ذاته بعناصره المتشابكة للاستثمار الإيجابى أو السلبى.ولا يغيب عن الحسبان أيضاَ تلك المرحلة التى يمر بها العالم الاسلامى,من نمو وملاحقة للعصر بعد عهود من الجمود والتخلف وأن الصحوة الإسلامية تتجاوز فى التقدير مجرد تأكيد الذات إلى القدرة على التعامل مع الآخر بمقومات تؤكد دورها الحضارى وقدرتها على التعامل مع العصر وإثبات دورها الإيجابى فى إطار من التنوع البشرى الخلاق,الذى تفتح أمامه مجالات العمل والتأثير والمنافسة,والذى ينبغى ألا يتأسس على جمود أو عدوانية .
• وأن تكون قوته الذاتية فى حسن الفهم ولإعمال للشريعة السمحاء خير مجال لإجلاء الصورة والتأثير والمنافسة,والذى ينبغى ألا يتأسس على جمود أو عدوانية .وأن تكون قونه الذاتية فى حسن الفهم ولإعمال للشريعة السمحاء خير مجال لإجلاء الصورة والتأثير فى الآخرين. ونظراً للحلقات المتعددة التى تتصل بالتعامل مع الموضوع, فقد تم التركيز بصفة خاصة على قاعدة للإطار الفكرى للموضوع,وبخاصة خلال العقود الأخيرة من القرن الماضى,ثم الحرص على تقديم قراءة وتوصيف لعناصره وتعتبر هامة فى التفكير الغربى ,والقصد من التركيز على هذا الجانب محاولة تشخيص العناصر ووصف الحالة,وصولاً لتحديد إطار للتعامل معها ووضع المنهاج المناسب.

الاخر:الاسلام والغرب:
• يكتسب موضوع الاسلام والغرب, حيوية متجددة ويمتلى بالمعالم البارزة والتراكمات التاريخية يستدعى, التعايش والقبول المتبادل بما يعنى فى جانب منه نظرة تحليلية وناقدة للموضوعات المطروحة واقترابا موضوعيا, فالاسلام دين وحضارة والغرب مساحة جغرافية تتداخل فيها اديان وثقافات, كما ان المنافسة والصراع والتبادل الثقافى لم ينصب عن هذه العلاقة الممتدة والمعقدة
• ضمن هذا السياق يرى بعض المفكرين الغربيين ان ثمة توجها غربيا يميل, منذ البداية, الى اعتبار الاسلام (الاخر) غريبا غير مالوف الى حد محاولة تنحيته او تغييبه وتجاهل تاثير الموثر الثقافى على الغرب او دون تعرف مناسب لهذه الاحتياجات.
• يرى بعض العلماء الغربيين ضرورة توافر قراءة نقدية للتاريخ والواقع الحالى المعاش, دون ان يجحد طرف اسهام الاخر او ان ينظر اليه (بفوقية) او "دونية"
لا مبرر لها, مع تناول سطحى او عرض ذلك اعلاميا بصورة مشوهة فى كثير منة الاحيان وبعيدة عن الحقيقة او تنطلق من دوافع مشوهة
• ان التناول المتكامل للموضوع لا يمكنه ايضا تجاوز محددات معينة تشكل اطارا هاما للموضوع بالاضافة لما سبقت الاشارة اليه وتتمثل فى تقديرنا فى الطبيعة السياسية الثقافية للموضوع, واستخدامه المتزايد لتحقيق مصالح سياسية لا تمت للسياق العلمى التحليلى بصلة. وليس ببعيد استخدامة عنوان "الارهاب" بصورة متزايدة وممتدة واستثمارها سياسيا على نطاق عالمى, ودون تعريف للاساءة للاخر واسقاطات يحفل بها الخطاب السياسى حاليا تحمل الكثير ما بين التصريح والتلميح الذى يحط من قدر الكلمة الاسلامية وثقافتها وحضارتها وينعتها بانها تمثل العالم "غير المتحضر", وبمعنى اخر عدم الاعتراف باسهامها او احترامها, فضلا عن اعداد المسرح الخارجى للعمل, باعتبار ذلك امرا منطقيا ومبررا.
• رسم الخريطة السياسية واعداد الذهنية الغربية والعالمية بصفة عامة لاستقطاب حيز الاسلام وقيمته وانها دون القيم الغربية, والدعوة لانشاء تكتلات ثقافية ايدولوجية يمكن ان تتكتل ضد الاسلام وقيمه وتخوف منه وتسعى لادعاء دونية قيمه للابتعاد عنه ومواجهته, وقد شكلت ظروف العالم الاسلامى فى مجملها السياسية والثقافية والاجتماعية وضعف وتراجع العالم الاسلامى ظروفا مواتية. وبالمقابل تسارعت خطى العولمة باندفاعها ومفاهيمها بصورة تؤثر على الجميع وعلى القبول بالاخر.
عولمة ام تمحور حول الذات:
• ادت التطورات السياسية والفكرية التى عرضنا لها الى خلفية تنعكس عليها قضايا العولمة والاعتراف بالاخر والاحترام الواجب بين الثقافات والاديان وبتاثر عوامل ثقافية او سياسية.
• لقد ادت هذه الخلفية التى تنغلق فى الواقع على نفسها بمعنى انها تمجد نفسها وتبالغ فى تقدير اسهاماتها وتتجاوز عن النظر الى سلبياتها واخطائها سواء تاريخيا او فى الوقت الحالى. يرجع هذا "التمحور حول الذات" EGO CENTERISM الى اسباب ثقافية او عرقية واعتبار كل ما عداها غريبا وشاذا وايجاد موقف ذهنى يقبل ذلك.
• ولعل ذلك كان واضحا بالنسبة لتناول الحضارة الاسلامية بصفة عامة وبصورة تجحد اسهامها فى تقدم الحضارة الغربية, والحضارة الانسانية ويتم تنحية ذلك الجانب عن جهل وقصد معا بصفة عامة خصوصا مع تراجع الدور الاسلامى وضعف الدول الاسلامية وقصور اسهاماتها عن التعامل مع هذه الظاهرة.
• غياب توجه سليم او معرفة كافية ودراسة وافية للموضوعات الاسلامية فى الغالب الاعلى او الاقتصار على نظرت تقليدية او متوازنة لا يعبر عن الواقع الاسلامى.ولا نستبعد فى هذا السياق ايضا درجة من عدم كفاية او كفاءة اساليب التخاطب مع العالم غير الاسلامى وتجاهل افاق التعارف الانسانى الواسعة. وهى ظاهرة قد تتوافر بين اصحاب المواقف الانعزالية او البعيدة عن التعامل مع التطورات الجارية .
• تدور هذة الظاهرة فى ظل وضع دولى تنفرد فيه قوة عظمى بالهيمنة,و التمدد الثقافى تبعا لذلك,و لتصور قطاعات مؤثرة فيها انها اصبحت تمتلك الحقيقة كلها وأنها اسمى و اكثررفعة بنمطيها عن الاخرين.
• وينبغى تحديد مفاهيم واضحة وا طار واضح لعمل الحوار يتأسس على الاحترام المتبادل والاعتراف و القبول بواقع وفلسفة التوارث الحضارى و الثقافى بعيدا عن الاستعلاء او الدونية او النمطية.
• كما يتعين توفير التعليم والمعرفة المناسبة التى تنأى بالحوار عن مفاهيم الصراع, وبمعنى اخر التأهيل الكافى للامور والموضوعات واتخاذ موقف ينطلق من القبول بمقولة التنوع البشرى الخلاق .
• وتظل محاربة الجهل بالعلم , وبخاصة من جانب المسلمينو للتعريف بدينهم كما ينبغى بعيدا عن عوامل كثيرة.
• ان تحديد القيم والمفاهيم المتصلة بالحوار يتعين تحديد اطارها وفقا لمعطيات تأسس على التاريخ ودراسته, والنظرة التحليلية التى تقبل النقد للتجارب البشرية, وتجديد اشكاليات الحوار احيانا والاقتراب منها سواء كانت دينية ام وضعية, وتحديد المشترك الانسانى وضمن منظومته القيم الانسانية بعيدا عن الاقصاء والعولمة التى يتصور البعض انها تعنى نمطية على المستوى الانسانى والاعتراف بالتوارث والتفاعل البشرى الخلاق فى ظل التنوع والتعددية والاختلاف.
• وان يكون الاساس تبادل التجارب والخبرات وهى درس التاريخ وقاعدة الثقافة الانسانية بمعناها الشامل, وما هو مشترك فيها, والاحترام والاعتراف المتبادل بذلك, والعمل على محاربة التجهيل بالمعرفة المتبادلة وان تترسخ ثقافة ومواقف وبخاصة على مستوى اتخاذ القرار بدلا من استخدام العامل الثقافى والحضارى لتأجيج صراعات هى فى حقيقتها صراعات مصالح على حساب السلام الى درجة تغرى البعض والتعامل الشكلى والمبتسر للموضوع.
• ومن ناحية ثانية فقد تعرضت العلاقات الاسلامية الغربية بصفة عامة, ومع اوروبا بصفة خاصة, نظرا لقدمها التاريخى الى اكتسابها بعدا ايديولوجيا,يتحصن فيه كل جانب بارائه,وما يعتبره خاصة به تجاه الاخر وتعبير ان هذة ارض خاصة به ينفرد
• بها,ونستبعد المساحات المشتركة التى تجمع بين الجانبين تعريف الواحد تجاة الاخر,بما فى ذلك من مساحات انسانية رحبة,اما ما يعتبرخصوصيات دينية فيتعين التعامل معها بالاحترام الواجب اما التقاليد و الثقافات المجتمعية فيتعين فهمها و التعرف علي الافضل من كل جانب تجاة الاخر دون اعطاء احكام مسبقة ودون مراعاة لاحتياجات الاخر.

التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في القرن الحادي والعشرين
تحديات القرن الحادي والعشرين:
• عندما نتأمل التحديات التى تعترض سبيل الإسلام لدخول القرن الحادي والعشرين فإننا نجدها قد بدأت في الظهور في النصف الأخير من هذا القرن، وبصفة خاصة في العقد الاخير من القرن العشرين الذي حدثت فيه تطورات باللغة الأهمية وعلي رأسها انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، وظهور القطب الواحد في العالم، وانتشار الخوف غير المبرر من الإسلام في الغرب بوصفه العدو البديل أو الخطر القادم الذي يهدد الحضارة العالمية، والترويج لنظرية صراع الحضارات ونهاية التاريخ، والتطورات العلمية الجديدة مثل الاستنساخ وزراعة الأعضاء، وغيرها مما قد يزعزع المعتقد الديني – ومنه الإسلام – في عالم القرن الجديد.
• وإذا كانت هذه التحديات تمثل تحديات خارجية فهناك تحديات داخلية عديدة من أهمها: انتشار ظاهرة الإرهاب في العالم الإسلامي على نطاق واسع، رغم أنها تعد ظاهرة عالمية، ويرتبط بذلك أيضًا الفهم الخاطيء للإسلام، والتفسيرات المغلوطة لتعاليمه، وكذلك خطر الأصدقاء الجهال للإسلام الذين هم أشد ضررًا على الإسلام من خصومه.
وهذا إجمال يحتاج إلى تفصيل يبين موقف الإسلام من ذلك كله.
• ونبدأ بتحديات الداخل لأن ترتيب البيت من الداخل ينبغي أن تكون له الأولوية، فضلاً عن أنه من ناحية أخري مرتبط بشكل وثيق بتحديات الخارج، بمعني أنه إذا تعافي الإسلام من أمراضه الداخلية وتغلب على تحديات الداخل فإنه حينئذ يكون في مقدوره مواجهة التحديات الخارجية. أما إذا لم يستطع التغلب على تحديات الداخل فإنه لن يكون في وضع يسمح له بالتغلب على تحديات الخارج.
2- تحديات داخلية:
أ) ظاهرة الإرهاب:
• تعد ظاهرة الإرهاب على رأس التحديات الداخلية التي تواجهة العالم الإسلامي. وقد شهد عام 1997م على وجه الخصوص تطور هذه الظاهرة بشكل مخيف، إذ اتجه الإرهاب إلى القتل والتدمير للأبرياء دون تمييز بين طفل وامرأة وشيخ وشاب، وتعدي ذلك إلى التمثيل بالقتلي دون سبب مفهوم، وفي كثير من الأحيان تحت شعار إسلامي، وبصيحات الله أكبر.
• ونتائج هذا الإرهاب مدمرة لقدرات الشعوب الإسلامية اقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا، وتعوق تنفيذ خطط التنمية الشاملة، ولا شك أن الإرهاب في العالم الإسلامي يتلقي الدعم والتخطيط من رءوس الإرهاب في الخارج وبخاصه في الدول الأوروبية التي توفر الملاذ وحرية الحركة لهؤلاء تحت مظلة الحماية المزعومة لحقوق الإنسان.
• وفي تقديري أن مواجهة الإرهاب في العالم الإسلامي قد اتسمت بقصور شديد، إذ نظر الكثيرون إليها على أنها صراع بين الإرهاب والحكومات. ومن هنا لم يظهر الدور الشعبي في الصورة، وترك الأمر – في غالب الأحيان – للحكومات بأجهزتها الأمنية. وذلك خطأ واضح؛ فخطر الإرهاب يمس الشعب كله بجميع فئاته، ويتمس مصالح كل فرد فيه؛ فالإرهاب يهدف إلى زعزعة استقرار المجتمع وتهديد أمن الوطن والمواطنين.
• وقد رأينا بعد حادث الأقصر البشع كيف أن نتائج هذه الجريمة النكراء قد أصابت المواطن العادي في كل الأماكن السياحية بالضرر البالغ في مصدر رزقه، بنفس القدر الذي وقع على صناعة السياحة والاستثمار والاقتصاد، بالإضافة إلى الضرر الذي أصاب سمعه مصر في العالم، وسمعة الدين الإسلامي ذاته.
• ومن هنا فإن التغلب على التحدي الذي يمثله الإرهاب يجب أن يكون مسئولية المجتمع بأسره. فلم يعد مقبولاً ولا معقولاً أن يعتمد الكل علي المواجهة الأمنية فقط، أو أن تتحمل أجهزة الشرطة دون غيرها كل المسئولية.
• إن الأمر يتطلب وضع خطة قومية شاملة لمواجهة الإرهاب تحدد فيها واجبات ومهام كل جهة – حكومية كانت أم أهلية – ويتم تنفيذ ذلك عن طريق خطط فرعية خاصة بمجالات عمل كل جهة وذلك في إطار الخطة العامة.
• أما ما يطلق الإرهابيون من شعارات إسلامية فإنها لا يمكن أن تخدع عاقلاً لأن الأديان كلها، والإسلام بصفة خاصة، ترفض العنف والقتل والتخريب، وتدعو إلى المحبة والأخوة والسلام. والإسلام إذ يرفض العدوان رفضًا قاطعًا فإنه يعتبر قتل نفس واحدة كأنه قتل للإنسانية كلها مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً .
ب) الفهم الخاطيء للإسلام:
• والإسلام – دين الاعتدال والوسطية – يكره التطرف والغلو في الدين ويدعو إلى التيسير على الناس والرحمة بهم، ورغم تعاليم الإسلام الواضحة في هذا الشأن إلا أن هناك اتجاهات تفسر الإسلام على هواها، وتريد أن تشده ناحية اليمين أو ناحية اليسار بتفسيرات خاطئة تجعل منه إما دينًا جامدًا منغلقًا متقوقعًا لا يعقوى على مسايرة الزمن، ولا يرعى متغيرات الحياة. وبذلك يشدونه إلى فهمهم السقيم ويضيقون رحمة الله الواسعة، وإما أن يجعل منه فريق آخر دينًا دمويًا عدوانيًا متعطشًا لسفك الدماء. وكلا الاتجاهين لا مكان له من الحقيقة ولا يعبر إلا عن الرؤي المريضة لمن يتحدثون بها.
• فالإسلام إذ يرفض الجمود والانغلاق والتقوقع، فإنه من ناحية أخري يرفض رفضًا قاطعًا كل شكل من أشكال العنف أو العدوان او القتل والتخريب، ويسمي القرآن ذلك بأنه إفساد في الأرض يعاقب مرتكبوه بأشد العقاب في الدنيا ثم في الآخرة
• : أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ 
• والفهم الخاطيء للإسلام يرجع أما إلى جهل أصحابه بجوهر تعاليم الدين كما هو الحال لدي الفريق الأول، أو خداع الجماهير برفع شعارات دينية لتحقيق أغراض دنيوية كما هو الحال لدى الفريق الثاني.
• والأمر يحتاج إلى كشف زيف هذه التفسيرات الباطلة في كلتا الحالتين، وإبراز قيم الإسلام السمحة التي تحض على الرحمة والتراحم والعدل حتي مع الأعداء.
• وربما يكون الفريق الأول حسن النية في مقابل سوء نية الفريق الثاني. ولكن حسن النية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها. فالصديق الجاهل قد يكون أشد خطرًا – دون أن يدري – من العدو العاقل، علي الأقل لأن العدو يسفر عن عدواته؛ وبالتالي يمكن أخذ الحذر منه والاستعداد لمواجهته. أما الصديق الجاهل المحسوب على الإسلام والذي يبدي أشد الحصر علي حمايته بأسلوبه المتخلف فإنه بذلك يمثل عقبة في طريق التقدم ولا يتسطيع أن يفهم ما يدور حوله من تطورات فضلاً عن فهم جوهر الإسلام وروحه بوصفه دينًا حضاريًا إنسانيًا بكل معني الكلمة.
• وحتي يستطيع الإسلام أن يتجه بخطي ثابتة وحثيثة نحو المستقبل فلا بد لأتباعه من التخلص من هذا المرض المزدوج وذلك عن طريق الفهم المستنير للإسلام وتعاليمه والكشف عن الوجه الحضاري لهذا الدين الذي تتماشي تعاليمه مع كل زمان وكمان ويبان قدرته على التطور ومواجهة متغيرات الحياة، وقدرته الذاتية في الصمود أمام كل التحديات. وتاريخ الإسلام شاهد على ذلك.
• وإذا أتضح لجماهير المسلمين أن الإسلام بريء من جهل أصدقائه ومن شذوذ من يدعون أنهم يقتلون دفاعًا عنه فإن ذلك يمهد السبيل للتغلب على الصعاب والتحديات الأخرى الخارجية والتي تتخذ من الفهم الخاطيء للإسلام من جانب هذين الفريقين ذريعة لوصم الإسلام بكل الرذائل.
3- تحديات خارجية:
• وإذا كان الأمر كذلك وهو أن التحديات الداخلية مرتبطة بالتحديات الخارجية فإن علينا أن نبين أهم التحديات الخارجية وسبل التغلب عليها حتى يمكن الانطلاق إلى دخول القرن الحادي والعشرين.
أ) الخوف من الإسلام في الغرب:
• أثناء الحرب الباردة كان الغرب ما يزال في حاجة ماسة إلى المعانة من جانب الإسلام في صراعه مع الشيوعية، أو لنكن أكثر واقعية ونقول: كان في حاجة إلى مهادنة الإسلام. فالغرب يعلم علك اليقين أن الإسلام والشيوعية لا يجتمعان. ومن هنا فقد كان من المفيد للغرب أن يتعاون مع الإسلام في هذا الصدد. ولكن بعد أن انتهت الحرب الباردة وسقطت الشيوعية بسقوط الاتحاد السوفيتي السابق في بداية التسعينات لم يعد الغرب في حاجة إلى الإسلام فانتهت سياسة التعاون والمهادنة.
• ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل راح الغرب يبحث عن عدو بديل للشيوعية ، ولك يجد إلا الإسلام ليكون هو العدو البديل، إذا يبدو أن الغرب لا يستطيع أن يعيش دون أن يكون له عدو، فإذا لم يكن هناك عدو حقيقة فلتصور عدوًا. وكان العدو المتصور هو الإسلام.
• وأنتشرت في الإعلام الغربي فكرة الخوف من الإسلام أو ما يطلق عليه "إسلاموفوبيا" ولم يستطع كبار المسئولين في الغرب أن يخفوا هذا التصور، فورد ذلك على لسان الأمين العام السابق لحلف الأطلنطي، وكان ما يزال في منصبه المهم، كما ورد علي لسان أحد الرؤساء في الغرب.
• وبدأ الحديث في الغرب عن الأصولية الإسلامية، والإرهاب الإسلامي والخطر الذي يتهدد الحضارة الغربية من هذا الشر المدمر والذي هو الإسلام في زعمهم. واختلطت الأوراق وتاهت الحقائق وسط التدفق الإعلامي الغربي في هذا التيار الجارف.
• وقد ساعد على شيوع هذا التصور تزايد موجات العنف في بعض البلاد الإسلامية. ومن المفارقات الغربية أن الغرب نفسه بدأ يوفر الملجأ والملاذ وحرية الحركة لرءوس الإرهاب في العالم الإسلامي.
• وهذا التوجه الغربي يعني عدم السماح بتطوير قدرات العالم الإسلامي العسكرية، بل وحتي الاقتصادية والعلمية رغم ما يغدقه الغرب من إمكانات هائلة على إسرائيل التي زرعها الغرب شوكة في ظهر العرب لتعوق أي طموحات في تطوير قدراتهم، وتنمية بلادهم. ويعني أيضًا عدم السماح للعالم الإسلامي بأي نصيب في المشاركة في رسم سياسة العالم عن طريق تمثيل العالم الإسلامي بمقعد دائم في مجلس الإمن.
• وأذكر أنني شاركت عام 1993م في مؤتمر دولي بالعاصمة النمساوية فيينا حول موضوع "السلام من أجل الإنسانية" وتقدمت باقتراح يقضي بضرورة أن يكون للعالم الإسلامي – الذي يمثل أكثر من خمس سكان العالم – مقعد دائم في مجلس الأمن . وقلت آنذالك : "لكي تتاح الفرصة أمام المسلمين للإسهام بفاعلية في سلام العالم أقترح ان يحصلوا عليى مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، وينبغي أن يكونوا ممثلين في هذا المجلس بدولة يختارونها من بين الأعضاء الممثلين في منظمة المؤتمر الإسلامي. فالمسلمون يؤلفون خمس سكان العالم. ومن أجل ذلك فإن من حقهم أن يكون لهم صوت مسموع".
• ولكن عز على بعض المشاركين أن يكون للمسلمين مثل هذا الدور فعارضوا الاقتراح بحجة تنم عن مغالطة مكشوفة ، إذا زعم البعض أن ذلك يعني أن يكون هناك أيضًا تمثيل في مجلس الأمن للفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي....إلخ وأن يصبح المجلس مكونًا من مشايخ وقساوسة، وهذا كلام يعد من قبيل الهزل في وقد الجد. فالأمر يتعلق بتمثيل شعوب يبلغ تعداد سكانها خمس سكان العالم، ولا علاقة له بتمثيل الدين كدين. وفضلاً عن ذلك فإن الشعوب المسيحية في أوروبا ممثلة بأربعة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وهي بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ب) صراع الحضارات:
• ويرتبط بقضية الخوف من الإسلام الترويج في الغرب لنظيرة صراع الحضارات، وأن هذا الصراع أمر حتمي. وبطبيعة الحال يوضع في الحسبان في هذا التفكير – بالدرجة الأولي – صراع الحضارات الإسلامية والحضارة الغربية. ويستعيد البعض ذكريات الماضي القريب والبعيد لهذا الصراع.
• والهدف في النهاية فهو ضرورة هزيمة الحضارة الإسلامية حتي تتمكن حضارة واحدة هي الحضارة الغربية بأن تكون لها اليد الطولي والسيطرة على العالم كله، وتتأكد بصورة قاطعة فكرة العولمة التى سنتحدث عنها فيما بعد. ولعل ذلك كلة يشكل مقولة نهاية التاريخ التي يتم الترويج لها أيضًا.
• وقد سبقا الفيلسوف الألماني المعروف هيجل – الذي توفي عام 1831م – أن أشار في كتابه المعروف "فلسفة التاريخ" إلى أن الإسلام قد أختفي منذ زمن طويل من أرض التاريخ العالمي – أي : لم يعد له تأثير في توجيه أحداث التاريخ – بعد أن ركن إلى الاسترخاء واستسلم إلى السكون الشرقي. وهنا – كما يحدث أيضًا في الكتابات الغربية المعاصرة عن الإسلام – يتم الخلط بين الدين الإسلامي وبين الواقع الحضاري المتخلف الذي تعيشه الأمة الإسلامية. وهذا الواقع يمثل مرحلة عارضة في تاريخ المسلمين، وليس حكمًا أبديًا بالجمود والتحجر على خمس سكان العالم.
• وحقيقة الأمر أنه إذا كان البعض يتبني في الغرب نظرية حتمية صراع الحضارات فإن الإسلام كدين لا يري ذلك أمرًا حتميًا لا مفر منه لأن الصراع القائم بين البشر لا يقتصر على الصراع بين الحضارات ، فهناك أيضًا صراعات تقع بين البشر داخل الحضارة الواحدة، وما أكثر مثل هذه الصراعات في عالمنا الذي نعيش فيه.
• ولكن موقف الإسلام المبدئي الثابت يتلخص في أن تعددية الأجناس في المجتمعات البشرية – أو بمعني آخر تعددية الحضارات واختلافها – لا يجوز أن تكون مدخلاً للنزاع والشقاق، وأن تمثل عائقًا أمام توحيد جهود الناس وتآلفهم فيما بينهم. فالتعددية ينبغي أن تفتح الطريق أمام التعارف والتعاون والتوحد. وهنا تكمن المهمة الإنسانية التي ينبغي على الإنسان حيثما كان موقعه أو معتقده أن يتحمل مسئوليتها. ويشير القرآن الكريم إلى ذلك بقوله:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
• وهنا جعل القرآن الاختلافات بين البشر مدخلاً للتعارف والتآلف والتعاون لا مقدمة للنزاع والشقاق والصراع. فنظرية الصراع الحتمي للحضارات مرفوضة أساسًا من الإسلام الذي يقرر أن الناس جميعًا قد خلقوا من نفس واحدة، وأن العدوان بعينها. ومن هنا فإن التصور الإسلامي أوسع دائرة وأرحب أفقًا وأعمق في إنسانيته من تلك التصورات العنصرية التي تسعي إلى إعلاء شأن حضارة ما على غيرها من الحضارات والثقافات.
• ج) العولمة:
• ومنذ سنوات مضت ظهر الحديث عما يسمي بالنظام العالمي الجديد، وبخاصة بعد أنهيار الاتحاد السوفيتي السابق، وأصبح الحديث عن "العولمة" أمرًا مطروحًا.
• وعلي الرغم من أم ملامح هذا النظام العالمي الجديد أو العولمة لم تتضح بصورة قاطعة فأن الهدف من هذا النظام الجديد أو والعولمة – أو الكوكبية أو الكونية كما يحلو للبعض أن يسميه – لم يعد يخفي علي أحد. فالمقصود هو أن هناك حضارة غريبة قائمة لها قيم ولها معايير معينة، وعلي الجميع في العالم أن يتواءم معها وأن يعتنق مبادئها ونظمها إذا أراد لنفسه مكانًا في مسيرة العالم.
• وهذا يعني أن تسود حضارة واحدة بقيمها ومثلها، وأن يترسخ مفهوم العولمة أو القطب الواحد في الأذهان. وبذلك يختفي مفهوم التعددية الحضارية المتعارف عليه منذ فجر التاريخ. ومن ثم يصبح الخضوع لنظام العولمة أمرًا لا مفر منه، ولا فكاك لأي دولة في العالم من أن تنضوي تحت لوائه، وإلا فإن الزمن والأحداث سوف تتجاوزها.
• ويعد نظام العولمة – بالمفهوم المشار إليه – من التحديات الكبري التي تواجه العالم الإسلامي في القرن القادم. فهل يمكن إخضاع الإسلام والمسلمين لهذا النظام حيث تختفي الحواجز الحضارية والثقافية في العالم الجديد؟
• إن حقائق الدين الإسلامي وطبيعته ووقائع التاريخ تبين أن الإسلام لا يمكن أن يذوب في أي نظام آخر، فله ذاتيته المستقلة وكيانه الخاص. ولكن هذا التصور الإسلامي لا يتناقض مع أية كيانات أخرى؛ لا، التعددية الدينية والحضارية قد كفلها الإسلام منذ قامت للإسلام دوله، وترسخت في دستور المدينة الذي أعلنه محمد "صلي الله عليه وسلم".
• وقد كانت الحضارات في البلاد التي دخلها الإسلام روافد أثرت الحضارة الإسلامية. فالإسلام يعتبر الحضارات إنجازًا إنسانيًا، وإضافات للتراث الإنساني الذي هو بطيبعته أخذ وعطاء. ولا توجد أمة عريقة في التاريخ إلا وقد أعطت كما أخذت من هذا التراث. وإذا كان الأمر كذلك فإن هدف نظام العولمة يعد مناقضًا لطبيعة الأمور. فلا يمكن أن تذوب السمات الحضارية الأساسية للشعوب وبخاصة الشعوب العريقة التي لها بصمات حضارية لا تمحي في سجل التاريخ.
• والإسلام إذ يقر التعددية الدينية والحضارية فإنه من ناحية أخرى يقر في نفس الوقت بأن هناك قواسم مشتركة بين كل الحضارات. وهذا القواسم المشتركة تعد المدخل الحقيقي للتعاون بين الحضارات وليس الصراع فيما بينها. ومن هنا كان تأكيد القرآن الكريم علي أن الاختلافات بين الشعوب لا يجوز أن تكون عائقًا أمام التعارف والتآلف والتعاون بين الأمم والحضارات، كما سبقت الإشارة إليه في الآية الكريمة: وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا 
• ومن ذلك يتضج أن الإسلام سيقف صامدًا أمام كل محاولة لتذويبه في أية حضارة أخرى أو أي نظام عالمي جديد. ولكنه في الوقت نفسه سيظل دائمًا على استعداد لأن يكون شريكًا لأي نظام عالمي يسعى إلى خير الإنسان وتقدمه وازدهاره.
د) التطورات العلمية:
• وبالإضافة إلى هذه التحديات المشار إليها هناك تحد آخر يتمثل في الإنجازات العملية المتلاحقة على الأرض وفي الفضاء، والتي تسارعت خطاها على نحو مذهل ووصلت الآن قبل استقبل القرن الحادي والعشرين إلى إتمام استساخ كامل لبعض فصائل الكائنات الحية، ولعل القرن العشرين سيشهد قبل نهاية استساخ البشر رغم المعارضة القوية لذلك في كثير من بلاد العالم.
• ويعد العلم بصفة عامة سلاح العصر، فمن يملك العلم يملك القوة. ومن يملك القوة يستطيع أن يفرض نفسه في عالم اليوم. أما الدول التي لا تملك العلم فإنها تقنع بأن تكون تابعة ومستهلكة لمنتجات الآخرين، (وزبونًا دائمًا في "سوبر ماركت" الأقوياء).
• فإين موقف الإسلام والمسلمين من ذلك كله؟ وهل استعد المسلمون للمشاركة الجادة في الجهود العلمية؟ وهل هناك أمل في أن يحتل المسلمون مكانًأ في الخريطة المؤثرة للقرن الحادي والعشرين؟
• لا شك أن التوجهات الفكرية والدينية في أي أمه لها تأثيراتها البالغة في المواقف الحاسمة التي تتخذها الأمم والتي تحدد مصيرها ومكانها على خريطة العالم. وإذا نظرنا إلى موقف الإسلام من العلم وتطوراته – وهذا الموقف الديني ينبغي أن يكون له تأثيره على توجهات المسلمين – فإننا نجد أن الإسلام ينفرد بين الأديان المختلفة بجعله العلم فريضة من فرائض الإسلام، لا تقل في أهميتها عن فرائض الصوم والصلاة والزكاة، لأن العمل هو السبيل إلى إعمار الكون. وإعمار الكون في الإسلام يعد من الأمور الإلهية التي ينبغي تلبيتها علي المستويين المادي والمعنوي، كما جاء في القرآن الكريم.
• والإسلام بذلك يساند العلم ويدعم مسيرته. ولا يمكن أن يكون هناك تعارض بين الإسلام وحقائق العلم بأي شكل من الأشكال . ومجال العلم في الإسلام غير محدود، فهو يشمل السماء والأرض وما بينهما. فليس هناك قيود ولا سدود في الإسلام تقف في طريق التقدم العلمي ما دام ذلك في مصلحة الإنسان، وهذه المصلحة تحوطها القيم الأخلاقية بسياج يحميها من سوء الاستغلال. وكل تقدم علمي هو في الوقت نفسه دعم للدين من المنظور الإسلامي لأنه يبين قدرة الخالق. ومن أجل ذلك أكد القرآن على أن العلماء هم أخشي الناس الله لأنهم أقدر الناس على معرفة أسرار الخلق وجلال الخالق.
• وقضية الاستنساخ إذا كان فيها مصلحة للإنسان في مجال النبات أو الحيوان فلا يستطيع العاقل أن يرفضها باسم الدين. أما الاستنساخ في مجال الإنسان فإنه إذا اقتصر الأمر علي استنساخ أعضاء معينة تنفع الإنسان وتقضي على كثير من الامة حينما يحتاج إلى عضو بديل من عضو انتهت صلاحيته فليس هناك من جانب الدين ما يمنع من ذلك.
• أما الاستنساخ الكامل للإنسان فليس هناك اتفاق على انه يحقق مصلحة واضحة للإنسان، بل العكس هو الصحيح وهو أنه ستترتب عليه مشكلات عديدة علي المستويات الدينية والأخلاقية والقانونية والاجتماعية وغيرها.
• إن المشكلة – إذن – ليست بين الإسلام والتطورات العلمية، ولا يمكن أن تشكل هذه التطورات تحديًا للإسلام. إنما المشكلة في مدي انسجام المسلمين مع تعاليم الإسلام المشار إليها ومدي ملاحقتهم للتطورات العملية، ومشاركتهم في البحث العلمي مشاركة جادة يستطيعون من خلالها أن يعبروا إلى القرن الواحد والعشرين في ثبات وثقة. فلا تنقص المسلمين الإمكانية المادية أو البشرية ، وهم ليسوا أقل ذكاء من غيرهم، فالله قد أعطي العقل لكل الناس، وكما قال ديكارت: "إن العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس". فهل يقبل المسلمون التحدي ويتحركون بخطي سريعة نحو آفاق العلم الواسعة ليثبتوا وجودهم وإسهامهم في مسيرة التقدم العلمي ليكونوا مهيئين وجديرين بالدخول إلى القرن الحادي والعشرين؟ إن هذا ما سوف تكشف عنه السنوات القادمة.






ب) مشكلات خاصة بإقليم أو قطر معين أو فئة معينة:
1 – مشاكل المسلمين فى الصين
1. ( أويغور : وهى كلمة تعنى بالأويغورية الاتحاد والتضامن وهم شعوب تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية فى جمهورية الصين الشعبية يشكل عام يتركزون فى جمهورية الصين الشعبية : شكل عام يتركزون فى منطقة دركستان الشعبية ذاتية الحكم علي مساحة تعادل (1/6) مساحة الصين ويتواجدون فى بعض مناطق الجنوب ووسط الصين , ويدينون بالإسلام.
2. وفى عام 744م استطاع الأويغور بمساعدة قبائل تركية اخرى بالاطاحة بالإمبراطورية الجوك تركية وأسسوا مملكتهم الخاصة بهم التى امتدت من بحر قزوين غربا حتى ما نشوريا ( شمال شرقى الصين والكوريتان ) شرقا. استمرت المملكة حتى عام 840م واختاروا مدينة اوردوبالق) عاصمة لهم.
3. بعد العديد من الحروب الأهلية والمجاعات فى المملكة الاويغورية سيطر القرقيز على اراضى الدولة .نتيجة للغزو القرقيزي هاجر اغلب الاويغور يين من اراضى مملكتهم متجهين الى ما يعرف الان بشينغيانغ او تركستان الشرقية وهناك اسسوا مملكة مع قبائل تركية اخرى ( زانجاريا وتارين باسن ) استمرت حتى غزو جنكيز خان عام 1209م . بقية الاويغوريين الذين لم يهاجروا الى تركستان الشرقية وهاجروا نحو كازاخستان وجاوروا بعض القبائل الطاجيكية اعتنقوا الاسلام ودخلوا فيه وكان ذلك فى القرن الحادى عشر الميلادى .
4. اسس الاويغورين الذين اسلموا دولة سميت ( الكاراخانات ) والذى يسمى حاكمها كاراخان . بعد ظهور السلاحقة واشتد عوددهم وازدياد قوتهم صارت المنافس الاقوى لدولة الكاراخانات فى تلك المناطق ( تركستان وكازاخستان حاليا) قتل من الايغور المسلمين اكثر من مليون مسلم فى عام 1863م كما قتل اكثر من مليون مسلم فى المواجهات التى تمت فى عام 1949م عندما استولى النظام الشيوعى الصينى بقيادة ( ماوتس تونج ) حيث الغى استقلال الاقليم ) وجرى ضمه لجمهورية الصين , جرى تفريغ الإقليم من سكانه المسلمين وتوزيعهم إلى أقاليم ) حتى يمثلوا اقلية فى مواطنهم الجديرة , كما تم التضييق عليهم فى عباداتهم ومظاهرهم الإسلامية وهدم مساجدهم , وازالة مدارسهم .
5. فى عام 1949 كانوا يمثلون 92% من السكان وقد أصبحوا في الوقت الحالي يمثلون 46% وهذا ليس مفاجئا بسبب سياسة الترحيل والتقسيم الإداري الصين تحول عدد الأيغور من 18 مليون نسمة إلى أكثر من 8 ملايين فى الوقت الحالى وعلى الرغم من أن اللغة العربية هى لغة دين معظم القوميات المكونة للأويغور , إلا أنها تهدف لتحييد اللغة العربية , فأغلقت السلطات معظم المدارس الخاصة بتعليم اللغة العربية وتحويلها إلى مؤسسات خدمية لمستشفيات . كما أن المشرع الصينى حظر تعليم اللغة العربية وعاقب المتعلم والمعلم , واقتصر تعليمها فى الكليات العليا وللدراسات الدبلوماسية والتمثيل السياسى . نفس الوضع اللغوى مع اللغة المحلية لهذه العرقيات . فلغة الأويغور تلقى التحييد والتهميش . والحصول على الوظائف العليا يعطى بالأولوية لدارسى الصينية.
6. اتخذت الحكومة الصينية خطوات فعلية فى تحييد الأويغور كلغة , ففى السابق كانت دراسة الأويغورية منذ الصف الثالث والآن كانت دراسة الأويغورية منذ الصف الثالث والآن تم إحلال الصينية فى الصف الأول.
7. تاريخ اضطهاد الأويغور المسلمين فى الصين قديم ويرجع الى سنة 1873م فى عهد اسرة كنج ثم الى سنة 1933 وسنة 1949 قرر قادة المسلمون التوجه بالطائرة الى بكين للبحث مع قادتها فى وضع تركستان الصينية . ولكن الطائرة تحطمت اثناء رحلتها وتحوم شكوك حول دور للسلطات فى الامر . فى سنة 1962 اندلعت ثورة للمسلمين فى مدينة إيلي بتشجيع من السوفيت وقررت بكين وضع حد لنفوذ الروس في منطقة الحدود فأتخذت إجراءات قمعية ضد المسلمين وفر كثير منهم الى داخل الاراضى السوفيتية .
8. ليس المسلمون فقط اقلية فى الصين فقط بل بل اصبحوا اقلية فى ارضهم سنجيانج ايضا . وقد شعروا بمزيد من الاستياء عندما قررت السلطات سنة 1989 حصرت الولادات بمعدل 3 اولاد فى الريف للاسرة الواحدة وولدين فقط للاسرة التى تعيش فى المدينة , وكل مخالفة يجبر صاحبها على دفع حوالى 500 دولار امريكى وهو مبلغ خيالى بالنسبة للسكان.
9. ويرى الأويغور ان هذا الاجراء مخالف للاسلام وهو تعبير عن (الشوفينية) الصينية او التمسك بالقمومية , وكثيرا ما حدثت مصادفات بين هؤلاء وبين موظفى تحديد النسل الصينيين .
10. ايضا من دواعى الاستياء الاسلامى ظهور خطر تلوث البيئة فى سيتجيانج جراء اشغال استخراج المعادن واجراء التجارب الذرية الصينية ايضا وذلك منذ اجراء اول تجربة فى 16 من اكتوبر1964 فى صحراء لوبنور الواقعة شرقى تركستان الصينية . وقد تسببت هذه العوامل فى تزايد حالات سرطان الجلد وتشوه الولادات.( )
11.وقد ذكرت ربيعة قدير زعيمة المنشقين الاويغور ( فى المنفى ) الأربعاء 29 / 7 / 2009 فى طوكيو ان قرابة عشرة الاف شخص اختفوا فى ليلة واحدة فى ( اروميتشي ) خلال الاضطرابات الاثنية والتى وقعت شمال غرب الصين مطلع شهر يوليو . وتساءلت (في مؤتمر صحفي) قرابة عشرة الاف شخص فى اورمتشي اختفوا فى ليلة واحدة . اين ذهبوا ؟ اذا قتلوا فأين جثثهم ؟
12.وفى الخامس من يوليو من نفس العام وقعت مواجهات عنيفة بين الايغور المسلمين الناطقين بالتركية واثنية الهان التى تشكل الغالبية فى الصين , فى ارومتشي عاصمة اقليم شيخيانج الذى يتمتع بحكم ذاتى .
13.وقد اوقعت الاضطرابات 197 قتيلا بحسب مسؤل صينى فيما يشير المؤتمر العالمى الاويغورى بزعامة قدير من جهته الى الاف القتلى .
14.واتهمت قدير التى تعيش فى المنفى فى الولايات المتحدة وتدير المؤتمر العالمى الأويغورى ( الذى يتخذ من ميونخ مقرا له ) الحكومة الصينية بمحاولة سحب الشعب الأويغورى . وتتهم بكين هذه المنظمة بتدبير الاضطرابات وتصف التمرد بانه ( اجرامى) . وقالت ان رد المسئولين تتحملها السلطات التى حولت بظاهرة كانت سلمية فى بدايتها الى اعمال شعب عنيفة .واضافت أن "مهاجمة تظاهرة فى نظر الأويغور يعنى انتحارا" ودعت الأسرة الدولية إلى إرسال بعثة مستقلة للتحقيق لإلقاء الضوء على ما حدث



2-مشاكل المسلمين فى باكستان والهند( )
1. ان معظم الشعب الباكستانى من المسلمين لكن المسلمين فى منطقة كشمير يخضعون الى هيمنة الهند وهناك مشاكل يعانى منها المسلمون فى باكستان مثل الربا الموجود فى البنوك الباكستانية كما ينعدم القضاء الاسلامى الذى يعتمد على الموازين الاسلامية فى بلاد حاكمها ومشعبها مسلم .
2. والمسلمون الهند يشكلون اقلية فى هذه البلاد ويواجهون مشاكل عديدة عبر تاريخهم , منها هدم مساجدهم من جانب اتباع الديانات الاخرى.
3. ان عدد المسلمين فى الهند اليوم 138 مليون نسمة وهم يمثلون 13% من اجمالى عدد السكان الذى يتجاوز الميار , ولا يتجاوزهم عدديا وبهامش ضئيل سوى مسلموا انونيسيا وباكستان. وتولى منصب الرئاسة فى الهند وهو منصب شرفى , ثلاثة مسلمين , وللمسلمين نشاط ملحوظ فى هوليوود , صناعة السينما الهندية والكريكيت ( اللعبة الشعبية الأولى هناك).
4. ونسبة المسلمين بين موظفى الحكومة لا تتجاوز 5% , وفى شركة السكك الحديدية , وهى اكبر شركة من حيث عدد الموظفين لا تتجاوز نسبتهم 4.5% ولا تتجاوز نسبة الموظفين في وزارة الخارجية 1.8% و4% في جهاز الأمن.
5. فنسبة التعليم بين المسلمين تبلغ 60% اى اقل من المتوسط العالمى الذى يبلغ 65% , ونصف المسلمات لا تقرأن ولا تكتب , وربع الاطفال المسلمين اما لم يدخلوا مدرسة مطلقا او تركوا الدراسة , وهم ايضا فقراء ذلك ان 31% من المسلمين تحت خط الفقر ولا يزيدون الا بهامش ضئيل عن المنبوزين والقبائل الذين مازالوا يمثلون الطبقات الافقر فى الهند.
6. ويلخص احد الخبراء الوضع بالقول ان المسلمين فى الهند يشعرون بمشاكل ( الهوية والامن والمساواة ). ويضيف الخبير الهندى ان المسلمين يحملون عبىء الوصم بعدم الوطنية او انهم محل استرضاء, ومن المثير للسخرية ان العديد من الهندوس المتشددين يتحدثون عن مسألة استرضاء المسلمين , وهو امر لم يترجم مطلقا الى اى مكاسب اجتماعية او اقتصادية.
3- مشكلة الأقليات في الخليج العربي:
التعددية المذهبية والدينية
1. وتنتشر الأقليات في المنطقة على أساس الدين والعرق؛ فعلى أساس الدين يأتي الشيعة في المقدمة حيث يشكلون 12% من إجمالي السكان الأصليين، وتختلف نسبتهم من دولة لأخرى؛ ففي البحرين تتراوح نسبتهم بين 60 و 65%، تليها الكويت بنسبة 30%، ثم السعودية بنسبة تتراوح بين 15 و20%، وتبلغ نسبتهم في قطر 16%، ويشكلون نفس النسبة بدولة الإمارات، ولا تتعدى نسبتهم 10% في سلطنة عمان.
2. ويأتي المسيحيون في المرتبة الثانية؛ فعلى الرغم من عدم وجودهم ببعض دول المنطقة كما هو الحال في السعودية وسلطنة عمان، فإنه توجد أقلية مسيحية في باقي دول المنطقة، وفي المقدمة مملكة البحرين بنسبة 9%، تليها قطر بنسبة 8.5%، ثم كل من الكويت والإمارات بنسبة لا تتجاوز 5%.
3. وجدير بالذكر أن مصدر الوجود المسيحي بالمنطقة يعود لوجود أعداد كبيرة من ذوي الجنسيات الأجنبية بتلك الدول، سواء للعمل أو ضمن القوات الأجنبية الموجودة بالقواعد العسكرية بالمنطقة.
4. أما ثالث الفئات دينيا فهم اليهود، وعددهم قليل جدا، وهم في مملكة البحرين فقط ولا وجود لهم في بقية دول الخليج، وتشير المصادر إلى أن يهود البحرين بضع عائلات، وكان لهم ممثل يهودي في البرلمان إلا أنه لا يوجد بيان رسمي دقيق بعددهم الفعلي.
التعددية العرقية
• على أساس العرق توجد ثلاث أقليات رئيسية، أولها الإيرانيون الذين يشكلون نسبة قليلة من إجمالي السكان؛ ففي قطر يشكلون 10%، ونفس النسبة بمملكة البحرين، وفي الكويت تبلغ نسبتهم 4%، وفي الإمارات تبلغ 12%، بينما تقل نسبة تواجدهم في الدول الثلاث الأخرى؛ ففي السعودية هم دون 4% من إجمالي السكان، أما في سلطنة عمان فلا يوجد تحديد دقيق لنسبة الوجود الإيراني بها.
• أما الآسيويون فيشكلون الأقلية الأكبر عددًا بدول الخليج وهم من الهنود والترك والصينيين والأفغان والبنجال والباكستانيين والبلوش والمالاويين، وتختلف نسبة وجودهم من دولة لأخرى؛ ففي سلطنة عمان تبلغ 17%، وفي الكويت 9%، وفي السعودية حوالي 4%، وفي البحرين 17%، وترتفع هذه النسبة في كل من قطر والإمارات، فتبلغ في قطر 40% من إجمالي عدد السكان، وتزيد في الإمارات على 50%، وهى نسبة مرتفعة للغاية.
• وفي المرتبة الثالثة يأتي الأفارقة من جنسيات وأعراق مختلفة، مثل النوبيين والكنوز والزنج والزغاوة والهوسا وغيرهم، ففي السعودية لا تتعدى نسبتهم 5% من إجمالي عدد السكان، وفي سلطنة عمان 2%، أما في باقي الدول فتتراوح بين 1 و 2%.
تأثير الأقليات
• لوجود هذه الأقليات، بالمنظورين الديني والعرقي، تأثيرات سياسية على دول المنطقة، فعلى صعيد الأقليات الدينية المذهبية يبرز أمر الشيعة كقوة شعبية تسعى للتأثير على السياسة العامة للدول الخليجية، ولتكون لهم مكانة أهم وأكبر في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتسعى للاستفادة من كل ما يمكن أن يتاح لها، كما في الوضع البحريني الجديد حيث سمحت "الإصلاحات" لهم بأخذ مكانة كبرى في مجمل نواحي الحياة العامة، كما استفاد الشيعة في الكويت من حالة "الانفتاح السياسي" فأصبح لهم ممثلون في البرلمان الكويتي، حيث توجد خمسة مقاعد في مجلس الأمة الكويتي للشيعة.
• وعلى الجانب الاقتصادي سعى الشيعة إلى لعب دور مهم في الاستحواذ على مشاريع اقتصادية وتكنولوجية غاية في الأهمية داخل دول الخليج، كما يحتل تجار الشيعة مكانة كبيرة ومهمة في تجارة بعض أنواع البضائع في المنطقة.
• وعلى صعيد الأقليات العرقية مثل الآسيويين والأفارقة والإيرانيين تظهر الآثار على كافة سياسات دول الخليج؛ فعلى المستوى السياسي، أصبحت هناك إمكانية لتدويل قضايا العمالة في الخليج، بل وتسييسها في إطار العولمة واتفاقيات العمل الدولية التي تتجه نحو توطين العمالة الأجنبية الوافدة، ومساواتها مع العمالة الوطنية في كافة الحقوق؛ الأمر الذي يحمل معه تحوّل مواطني هذه الدول إلى أقليات في غضون عقدين من الزمن، في حال تصديق حكوماتها على اتفاقيات العمل الدولية.
والأخطر أن تتحول تلك العمالة إلى قوى سياسية ضاغطة في المستقبل، وقد بدأ كثير من المراقبين الخليجيين يحذرون مما سموه "تهنيد" الخليج خلال العقود المقبلة، ومن أن شبه القارة الهندية باتت قادرة على أن تضغط على صانع القرار السياسي الخليجي لصالح الجالية الهندية الكبيرة.
وعلى مستوى السياسات الاقتصادية أدّى وجود الأقليات إلى استنزاف الموارد الاقتصادية عبر التحويلات المالية؛ فخلال الفترة من 1995 إلى 2000 كان متوسط حجم التحويلات حوالي 24.3 مليار دولار في السنة بمعدل 1.2%، أما في الفترة من 2001 إلى 2004 فارتفع إلى حوالي 27 مليار دولار في السنة.
كما تأثرت الأوضاع الاجتماعية نتيجة وجود هذه الأقليات؛ فلا يمكن إغفال أثر المدارس الأجنبية على الرغم من أنها أنشئت في البداية لتعليم أبناء الجاليات الأجنبية؛ فالواقع أن خطرها امتد إلى أبناء الخليج الأصليين وبدأت تؤثر في هويتهم العربية.
وفي إطار "التعددية الثقافية" عبر مدارس ونوادٍ وجرائد وبرامج تلفزيونية خاصة للأقليات الأجنبية، ازداد الخطر على مستقبل اللغة العربية، وعلى الانسجام التعليمي والثقافي بين أبناء المنطقة الخليجية، ويتوقع في المستقبل القريب أن تفرز هذه المدارس الخاصة أجيالا من أبناء المنطقة نفسها لا ينتمون إلى النسيج الثقافي والتعليمي واللغوي لها، كما أن لبعض الأقليات دورا اجتماعيا خطيرا على صعيد التبشير الديني والانتشار الثقافي، إضافـة إلى التأثير الصادر عن العمالة في قطاعات معينة (خدمة المنازل، وقيادة السيارات، وتربية الأطفال...)؛ وهو ما يؤثر على العادات والتقاليد والقيم، خاصة فيما يتعلق بالشعائر الدينية والعلاقات وأنماط السلوك وكذلك الثقافة والتآلف الاجتماعي.
4- مشكلة الأقليات المسلمة فى الغرب( )
الوجود الاسلامى فى الغرب ومشكلاته :
ان الدول الغربية لم تفكر فى قضية الوجود الاسلامى فى الغرب . فقد كانت هذه البلاد – بعد الحرب العالمية الثانية – فى اشد الحاجة الى الايدى العاملة لتبنى نفسها بعد الدمار الذى خلفته الحرب .
ومن هنا كانت قضية اعادة البناء هى الشغل الشاغل للدول الاوربية – وبوجه خاص , لكل من انجلترا وفرنسا والمانيا – ولم يكن يدور فى الاذهان ان المهاجرين الى الغرب – من ابناء الامة الاسلامية والعربية – سيستقرون فى البلاد التى هاجروا اليها . فالمفروض ان اقامتهم كانت مؤقتة.
ولكن المهاجرين قد استقر بهم المقام فى بلاد الغرب , وعندئذ بدأ المجتمع الغربى يدرك مدى الكم الهائل من المشكلات التى تربت على ذلك ومنها على سبيل المثال لا الحصر : قضايا الحفاظ على الهوية الاسلامية , وتعليم الدين الاسلامى , ومشاكل التكيف مع الحضارة الغربية , والاندماج فى مجتمع مسيحى علمانى , والاغتراب المكانى والروحى , الامر الذى جعل المسلمين فى كثير من البلاد الغربية يعيشون فى ظل ظروف تتمثل فى انتزاعهم من جذورهم , وفى الاحساس بالظلم والاستغلال الاجتماعى والتفرقة فى المعاملة بطريقة خفية او مكشوفة( ) , وسوء ظن الغربيين تجاه المسلمين الذين يعايشونهم لدرجة ان احد علماء الطبيعة الالمان – الذى كان من المعارضين لانشاء مركز اسلامى فى العاصمة الالمانية بون – عبر مقدار سوء الظن بالمسلمين قائلا انه احب لديه ان يبنى ( مفاعل ذرى ) امام باب منزله من ان يبنى مركز اسلامى معللا ذلك بان المفاعل الذرى يمكن ان يحسب حسابه , اما المسلمون فلا يستطيع المرء ان يتنبأ بالاخطار التى ترد من جانبهم. ( )
وقد اصبح وجود تلميذة مسلمة تغطى راسها فى مدارس الغرب امرا يشغل الرأى العام كله بوصف ذلك امرا يتعارض مع التقاليد والحضارة الغربية ولانه فى الوقت نفسه يذكر الناس بالاسلام . وهذا فى خد ذاته مرغوب فيه .
والامر الذى لا شك فيه هو ان الوجود الاسلامى فى الغرب يتعرض لتحديات خطيرة تهدد كيانه , وهى تحديات تفرضها البيئة المحيطة بأبناء المسلمين فى الغرب دينيا واخلاقيا واجتماعيا . فكل سلبيات المجتمع الغربى ينعكس اثرها السلبى على الشباب المسلم فى الغرب سواء فى مجال التحلل من الدين او القيم او السلوك .
فالحياة الاجتماعية فى الغرب تثير الشكوك فى عقول الشباب حول الكثير من الامور المتعلقة بالعقيدة والحياة الاسلامية .
وفى هذا الصدد لابد من الاشارة الى جهود المبشرين التى تهدف الى ابعاد المسلمين عن اسلامهم . واذا لم تنجح جهودهم فى تنصيرهم فعلى الاقل تشكيكهم فى دينهم .
وهكذا يواجه المسلمون فى الغرب مشكلات دينية ونفسية واجتماعية وحضارية وسلوكية .
وينتهز اعداء الاسلام فى الغرب حقيقة ضعف المسلمين فى العالم الاسلامى وتخلفهم بارجاع ذلك التخلف الى الاسلام ذاته , وفى المقابل ارجاع المجتمعات المسيحية الى المسيحية ذلتها , فى حين ان الاسلام – كدين – لا صلة بتخلف المسلمين , كما ان المسيحية – كدين – لا صلة لها بتقدم المجتمعات الغربية .
ويريد الساسة الغربيون ان يتكيف الاسلام فى الغرب مع التقاليد الغربية . ولذلك وجدنا وزير الداخلية الفرنسى الذى رفض ان تمنح فرنسا تأشيرات دخول للقراء والوعاظ المصريين فى شهر رمضان من عام (1413هـ ) – كما كان ذلك سائدا فى فرنسا على الطريقة الفرنسية ).
وقد اصبح الوجود الاسلامى فى الغرب يتعرض اليوم لا بشع الحملات الاعلامية وموجات الكراهية والتخويف من جانب الجماعات المتطرفة من النازيين الجدد فى المانيا واليمينيين المتطرفين فى فرنسا وغيرهما من جماعات متطرفة فى بلاد غربية اخرى . وهى حملات ليست موجهة ضد المسلمين كأشحاص فحسب , بل ضد الاسلام بوصفه دينا غير مرغوب فيه . وما احتضان الغرب لسلمان رشدى والدفاع عنه الا حلقة من حلقات هذا المخطط الاعلامى ضد الاسلام , ولكن لماذا يتعرض الاسلام وخده من بين الاديان فى العالم لهذه المعاملة الظالمة ؟
2 – سوء فهم الاسلام فى الغرب واسبابه :
ان سوء فهم الاسلام فى الغرب بصفة عامة يرجع اساسا الى تشويه متعمد للاسلام منذ قرون طويلة . فالحملات الضاربة ضد الاسلام اليوم ليست وليدة ظروف جديدة طارئة , هى نتيجة ترسبات قديمة ترسخت فى العقلية الغربية منذ الحرول الصليبية , بل حتى قبل الحروب الصليبية حينما فتح العثمانيون – فيما بعد – القسطنطينية وحاصروا النمساوية فيينا.
وقد شهدت العصور الوسطى فى اوربا الكثير من الافتراءات ضد الاسلام والمسلمين , وراح الاهوتيون النصارى فى ذلك الوقت المبكر ينشرون الافتراءات والاكاذيب حول الاسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم.
وهناك فى هذا الصدد الكثير من الاساطير فى وصف الاسلام , وهى اساطير مغرقة فى الخيال وفى الضلال اخترعها الكتاب فى ذلك العصر مثل انشودة رولاند الشهيرة وغيرها من اثار ادبية تصف المسلمين بانهم عباد اصنام( ) وتدمغهم بأحط الاوصاف . ولم ينجح من نشر هذاى الضلال اعلام الادباء فى الغرب مثل دانتى وفولتير وغيرهما . وقد ترسخ فى العقلية الغربية ان الاسلام دين عدوانى متعصب شهوانى تواكلى ... الخ , وما تزال حتى يومنا هذا تدرس للاطفال فى المدارس الغربية معلومات خاطئة عن الاسلام والمسلمين.( )
ومن هنا لا نعجب اذا وجدنا الحملات الاعلامية ضد الاسلام والمسلمين فى الغرب تنشيط الحين والحين . فهى حملات تعبر عن مدى سوء فهم الغربيين للاسلام , ومدى تأصل ما ورثوه فى هذا الصدد من اوهام ترسخت فى اذهانهم ويعجب المرء عندما يجد ان الاديان الاخرى وبخاصة الاديان البشرية تعامل من جانب الغرب معاملة منصفة .. والاسلام وحده من بين الديانات فى العالم هو الذى يهاجم ويساء اليه , هو وحده الذى يرمى بكل النقائص وترتعد فرائص الغربيين حينما يسمعون عما يسمى بالصخرة الاسلامية فى بعض البلاد الاسلامية , وينظر الغرب اليوم الى الاسلام على انه العدو البديل لعد انهيار العدو التقليدى المتمثل فى الشيوعية .. ولم يخف المسئولون فى الغرب ذلك , بل اعلنه العديد منهم فى صراحه ووضوح . ويتضح موقف الغرب من المسلمين فى وقوفه موقف المتفرج لاكثر من عامين من مأساة البوسنة والهرسك فقد اعلن الصرب فى وضوح انهم يقومون بمهمة تاريخية وهى حماية اوربا من الاسلام , وان اوربا اذا قالت شيئا غير ذلك فهذا قبيل النفاق . وقد ظلت اوربا بالفعل تنافق طوالهذ المدة وتكتفى هذه المدة باصدار بيانات الشجب والاستنكار الى ان يحقق الصرب اهدافهم . ويريد ان يكرروا فى فى البوسنة والهرسك ما فعله الاسبان قبل خمسمائة عام من طرد المسلمين من الاندلس والقتك بهم ولو نجح الصرب فى ذلك سياتى الدور على بقية المسلمين فى بلاد غربية اخرى .
3 – ركائز المستقبل الاسلامى فى الغرب :
ان الاسلام فى الغرب يتوقف بصفة اساسية على عدة عوامل : اولها يتعلق بالعالم الاسلامى . وثانيها يتعلق بالمسلمين الذين يعيشون فى الغرب , وثالثها بالموقف الغربى نفسه . فهناك – اذن – ابعاد ثلاثة : بعد على مستوى العالم الاسلامى , وبعد على مستوى المسلمين فى الغرب , وبعد غربى .
وهذه العوامل او الابعاد الثلاثة غير منفصلة عن بعضها , بل هى متداخلة ومتشابكة ومن هنا فلايجوز بخث مستقبل الاسلام فى الغرب دون النظر اليها من خلال هذا التداخل ,. نظرا لان كل عامل منها له تأثير متبادل مع العوامل الاخرى , وفيما يلى نعرض وجهة نظرنا فى هذا الصدد :
اولا : البعد المتعلق بالعالم الاسلامى :
اما البعد الاول وهو البعد الذى يتعلق بالعالم الاسلامى فاننا نود فى البداية نؤكد على حقيقية ثابتة فى ان مستقبل الاسلام فى الغرب يتوقف بالدرجة الاولى على مستقبل الاسلام فى العالم الاسلامى . فالمسلمون امة واحدة , كما اراد الله لها ان تكون ( ان هذه امتكم امة واحدة ) ( ) ومن هنا فان عزة الاسلام وقوة وقوة المسلمين فى العالم الاسلامى وازدياد تاثيرهم فى مجال السياسة العالمية من شأنه ان يدعم الاقليات الاسلامية فى الغرب ويرفع من معنوياتها , ويزيدها التصاقا وتراثا وحضارتها , ويعطيها الامل فى مستقبل مشرق . .
زمن هنا تاتى ضرورة استمرار ربط الجسور مع المسلمين فى الغرب ومعاونتهم فى تصحيح صورة الاسلام فى اذهان الغربيين بكل الوسائل العلمية والعملية التى تعرض الاسلام عرضا سليما يصحح المفاهيم المغلوطة ويزيل الشبهات ويبدد الاوهام ويقضى على الاباطيل المنتشرة بين الغربيين سواء فى وسائل الاعلام او فى لحوث المستشرقين او فى المناهج الدراسية . وهذا كله من شانه يحمى ابناء المسلمين فى الغرب من اخطار التنصير والاعيب الملاحدة .
وفى هذا الصدد نقترح الوسائل التالية :
1- اصدار دائرة معارف اسلامية باللغة العربية واللغات الاجنبية تعرض عرضا علميا وبطريقة موضوعية تنأى عن الخلافات المذهبية الضيقة , وترد فى الوقت نفسه على المزاعم التى تثار ضد الاسلام , وتحل هذه الموسوعة – بالنسبةللمسلمين فى الغرب – محل دائرة المعرف الاسلامية التى اخرجها المستشرقون وما يزالون يقومون باخراج الطبعة الثانية منها , كما تكون هذه الموسوعة ايضا بجوار موسوعة المستشرقين بالنسبة لغير المسلمين ممن يريدون ان يتعرفوا على وجهات نظر الاسلامية من مصادرها الاصلية.
فالباحثون لدينا فى العالم الاسلامى وفى العالم الغربى ايضا يعتمدون على دائرة المعارف الاستشراقية ولعلهم معذورون فى ذلك نظرا لعدم وجود البديل فكل فراغ فكرى لدينا لا نشغله بافكار من عندنا يكون عرضه للاستجابه لافكار منافسيه – وربما معاديه – لافكارنا فلا نلومن حيتئذ الا انفسنا
2 – اصدار موسوعة فقهية مختصرة باللغات الاجنبية تشمل على كل ما يهم المسلم معرفته فى حياته التمهيدية والعلمية .
3- اصدار موسوعة حديثة محتصرة ومبوبة باللغات الاجنبية تشتمل ايضا على ما يهم المسلم معرفته من امور دينه .
4– اصدار ترجمه معتمده لنعانى القران الكريم بعدد اللغات الاجنبية لخدمة المسلمين( )
5– مد المسلمين فى الغرب بالعلماء المستنيرين الفاهمين لحقائق الدين والدنيا , وتزويدهم بالمراجع الاسلامية الاصلية والبرامج الدينينة الهادفة التى تستفيد فى نشر الدعوة الاسلامية من كل منجزات العصر من اذاعة وتليفزيون وسينما وفيديو وكمبيوتر . وفى هذا الصدد ينبغى التفكير فى انشاء قناة تليفزيونية اسلامية لخدمة ابناء المسلمين
6– اصدار سلسلة من الكتيبات باللغات الاجنبية تعالج العديد من القضايا المثارة على الساحة الفكرية والدينية من منظور اسلامى وما قدمته هذه الخضارة من علوم ومعارف وانجازات رائعة كانت فاتحة خير للبشرية جمعاء .
7– مساعدة المسلمين فى الغرب على اغتنام الفرص المتاحة – حسبما تسبح بذلك قوانين البلاد التى تعيش فيها جاليات اسلامية كبيرة – لانشاء نظان تعليمى اسلامى يبدأ من راض الاطفال وينتهى بالجامعة ويعتمد هذا النظام على الجمع بين الدراسات المدنية المتعددة بالاضافة الى برنامج اسلامى متكامل – ويندرج ذلك كله فى اطار فلسفة واضحة المعالم محددة الاهداف تنطلق من المفهوم الاسلامى الشامل معا .
ومن الطبيعى ان يقوم هذا النظام التعليمى الاسلامى بالتنسيق مع المؤسسات التعليمية فى الدول المضيفة حتى يمكن الاعتراف بالشهادات التى تمنحها المؤسسات التعليمية الاسلامية
وهناك بالاضافة الى هذه المساعدات العلمية الاسلامية – التى هى ضرورية بالنسبة للمسلمين فى الغرب – امور اخرى ينبغى ان يضعها العالم الاسلامى فى اعتباره لما لها من اهمية بالغة فى مساعدة المسلمين فى الغرب , ومن ذلك على سبيل المثال :
(أ‌) جعل قضية الاقليات الاسلامية فى الغرب ضمن قائمة الامور التى تكون موضوع مباحثات بين الجانب الاسلامى والجانب الغربى , مثلما يفعل الغرب ذلك ويضع فى راس موضوعاته الاهتمام بالاقليات المسيحية فى العالم الاسلامى .
(ب‌) التركيز من جانب العالم الاسلامى على العناصر الايجابية فىى العلاقات التاريخية مع الغرب على المستوى الحضارى وعلى ما قدمته الحضارة الاسلامية من انجازات باهرة كانت حافزا للغرب على شق طريقة نحو التقدم والازدهار , وكذلك التركيز على موقف الاسلام التاريخى المتسامح مع المسيحية ومع كل الديانات السماوية
(ج)ان التزام الدول الاسلامية بمبادىء الاسلام الحقيقية قولا من حيث احترام حقوق الاسلام وكرامته وادميته من شانه ان يحسن صورة الاسلام فى العالم يبطل مزاعم الغرب ضد الاسلام . وهذا كله ينعكس اثره ايجابيا على المسلمين يعيشون فى الغرب وحتى يمكن تحقيق هذه البرامج وغيرها من امور اخرى يحتاجها المسلمون فى الغرب لابد من لنشاء مؤسسة اسلامية متخصصة لرعاية الاقليات المسلمة فى العالم , ولا يكفى ان يكون بند الاقليات الاسلامية احد بنود العديد من المنظمات الاسلامية التى ليس بينها فى الغالب اى تنسيق.
(د)فالمطلوب هو مؤسسة متفرغة لهذا العمل بتمويل اسلامى تكون هى حلقة الوصل بين العالم الاسلامى والاقليات المسلمة فى العالم , وتكون مهمتها القيام باعداد الدراسات اللازمة ووضع الخطط والبرامج ومتابعة التنفيذ.
(هـ)وهذا الاقتراح وثيق الصلة باحدى التوصيات العامة التى اصدها المؤتمر العلمى السادس للندوة العالمية للشباب الاسلامى اذى انعقد فى الراتض عام 1406هـ / 1986م . فقد اوصى هذا المؤتمر حكومات الدول الاسلامية والهيئات والمنظمات المعنية بانشاء صندوق يسمى ( صندوق الاقليات الاسلامية )
ثانيا : البعد المتعلق بالمسلمين فى الغرب :
اما البعد الثانى الذى يتصل بالمسلمين الذين يعيشون فى الغرب فان عليهم مسئولية كبيرة فى مساعدة انفسهم , ليس فقط من اجل ضمان استمرار وجودهم فى الغرب بل ايضا من اجل هذا الوجود وازدهاره والتطلع الى غد اكثر اشراقا .
وارد فى هذا الصدد ان اعرض بعض التصورات التى اعتقد ان لها اهميتها القصوى فى مستقبل الاسلام فى الغرب :
1-ضرورة اتحاد المجموعات الاسلامية فى الدول الغربية وتوثيق الروابط فيما بينها والبعد عن الصراعات المذهبية الضيقة والتيارات السياسية التى من شأنها ان تقود اواصر المودة بين المسلمين فى الغرب .
فمن غير المعقول ان تنتقل التجمعات الاسلامية معها الى الغرب الصراعات الساسية والايدولوجية والمذهبيات الضيقة الساتئدة فى البلاد التى اتت منها , وتنسى فى غمار ذلك – مشاكلها الحقيقية التى ينبغى ان تهتم بها . وما زلت اذكر من مناقشات فى احد المراكز الاسلامية فى اوربا عند زيارتى لهذا المركز عام 1980م فقد دارت المناقشات كلها من خلال منطلقات سياسية وايديولوجيات يؤمن بها هذا الفريق او ذاك , وهذا كله يعد من قبيل الهزل فى وقت الجد , وفيه اضاعة للجهد والوقت وتمزيق للروابط واستنفاد للطاقة . فماذا يبقى هناك من طاقة لحل المشكلات فى بلاد المهجر ؟
ان مما لا شك فيه ان هناك تحديات خطيرة تواجه المسلمين فى الغرب . والوعى بالمشكلات الحقيقية التى تواجهم ووضعها فلا اطارها الصحيح ومراعاة الاولويات فى هذا الصد هو البداية الصحيحة فى سبيل البحث عن حلول لهذه المشكلات .
1- ضرورة فهم العقلية الغربية والتعامل معها من هذا المنطلق ,. فلا يعقل ان يعيش المسلم فى الغرب وهو يجهل العقلية الغربية وانماط السلوك الغربى . فالله قد خلقنا مختلفين لنتعارف ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ).
وهذا التعارف هو الخطوة الاولى للفهم المتبادل والاحترام المتبادل والتعاون المشترك . وبذلك يمكن القضاء على اسباب الصراع وانعدام الثقة والاحكام المسبقة على كلا الجانبين
2- على المسلمين فى الغرب ان يقدموا للاخرين صورة مشرقة عن الاسلام وذلك بتقديم النموذج الاسلامى الحى المجسد لتعاليم الاسلام عملا لا قولا فقط , وجوهرا لا شكلا فحسب.
ويتمثل ذلك فى السلوك الاسلامى الملموس الذى يجذب ولا ينفر , فهذا السلوك على المستوى الفردى والجماعى له اثره البالغ لا فى تعديل صورة الغرب عن الاسلام فحسب , بل لجذب الغربيين للاسلام ايضا.
وليس هناك معنى لان نركز فى الغرب على المظاهر الشكلية على حساب الجوهرة ,. فالاسلام ليس مجرد مظاهر ورسوم ولكنه عقيدة تمتلىء بها جوانب النفس فتضىء اشراقا للجميع .
وقد روى لى احد الاساتذة المسلمين فى احدى الجامعات الالمانية ان شابا المانيا مسلما يدرس مع اقرانه دراسات اسلامية فى احد معتهد الاستشراق وبصرف النظر عن المظهر الغريب لهذا الشاب , والذى هة – فى حد ذاته – منفر بالنسبة للاخرين , فانه دخل فى احدى المرات الى المعهد الذى يجدرسفيه فوجد زملاءه – وهم مسيحيون – يقراون فى المصحف بعض ايات القران الكريم تتصل بما يدرسونه . فما كان منهم الا ان نهرهم بغلطة وانتزع المصحف من بين ايديهم , ونهاهم عن لمسه لانهم كافرون .
فهل مثل هذا السلوك هو الاسلوب السليم لجذب الاخرين الى الاسلام او – على الاقل – لاعطائه صورة مشرقة للسلوك الاسلامى ؟
3- اقامة الندوات العلمية المشتركة مع العناصر الغربية المستعدة للتفاهم , واتلمحبة للتعايش فى سلام وامن واستقرار مع المسلمين , وفتح حوار ايجابى معها يركز على العناصر الايجابية المشتركه وينحى – جانبا – كل ما من شانه ان يعكر صفو العلاقات بين الجانبين .
وبهذه الطريقة يكسب المسلمون فى الغرب اصدقاء يمكن ان يكون لهم خدمة الوجود الاسلامى فى الغرب .
4- إيجاد الصيغة المناسبة للحفاظ على الذاتية الإسلامية للمسلمين في الغرب – من جانب – والمشاركة الفعالة في أنشطة المجتمعات الغريبة – من جانب آخر.
فالمسلمون في الغرب لا يجوز لهم أن ينعزلوا في حارات مثل حارات اليهود، ولكنهم – من ناحية أخري – لا يجوز لهم أن يذوبوا في المجتمع الغربي، بمعني أن يفقدوا هويتهم الدينية والثقافية.
ولا ننسي أن هناك أخطارًا في هذا الصدد تهدد الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين في الغرب.
ومن هنا فإنه من الضروري أن تحصن الأسر المسلمة أبناءها بالثقافة الإسلامية الرشيدة، مثلما نحصن الأطفال الأمصال المناسبة ضد الأمراض المختلفة. وهذا يحتم إقامة مؤسسات ثقافة إسلامية في بلاد الغرب للمساعدة علي تحقيق هذا الهدف.
وتتمثل هذه المؤسسات الثقافية في مؤسسات إسلامية للتثقيف العام تكون – من ناحية – فرصة لالتقاء أبناء الجاليات الإسلامية في الغرب، ومن ناحية ثانية: تعمل علي تأكيد الانتماء الإسلامي ودعمه لدى أبناء هذه الجاليات، ومن ناحية ثالثة: تعمل على استكمال النقص في برامج التعليم العام في هذه البلاد؛ حيث لا تكون هناك في الغالب برامج للتربية الإسلامية، أو إذا كان هناك شيء من هذا القبيل يكون هامشيًا ولا يفي بالغرض.
وتسير هذه المؤسسات الثقافية – جنبًا إلى جنب – من المراكز الإسلامية القائمة ومع الاهتمام بإنشاء مدارس إسلامية ما دامت قوانين البلاد تمسح بذلك.
5- ضرورة فهم حقائق الواقع وحسن التعامل مع هذا الواقع. لقد قرأت في صحيفة إسلامية تصدر في إحدي الدول العربية أن حزبًا إسلاميًا قد تم تشكيله في دول أوربية وأنه أعلن أنه يريد تطبيق الشريعة الإسلامية في هذا البلد... فهل هذا كلام معقول؟
إن هذا يعني عدم فهم للواقع الغربي من ناحية؛ ومن ناحية أخرى يعطي للآخرين الفرصة لتأليب الرأي العام ضد المسلمين في الغرب؛ وهنا تظهر تهم الأصولية والعنف والعدوانية والتعصب... إلخ.
ومن جهة ثالثة نسأل: هل تم التطبيق في العالم الإسلامي حتي نطالب به هنا في الغرب؟
إن المؤمن كيس فطن وعليه أن يبعد عن الأسلوب الساذج في التعامل مع حقائق الحياة.
ثالثًا: البعد المتعلق بالغرب:
أما البعد الخاص بالغرب، فإنه يتوقف علي البعدين السابقين؛ فالمبادرة بالنسبة لدعم مستقبل الإسلام في الغرب لن تأتي من الغرب ذاته؛ ولكنها لابد أن تأتي من الجانب الإسلامي.
وإذا أردنا أن نلخص أهم النقاط في الموقف الغربي إزاء الإسلام والمسلمين الذين يعيشون في الغرب فإننا نحددها في التساؤلات التالية:
1- ما مدي تقبل المجتمعات الغربية للوجود الإسلامي؟
2- ما مدي جدية المجتمعات الغربية في مكافحة العنصرية المعادية للأجانب بصفة عامة وللإسلام والمسلمين بصفة خاصة؟
3- ما مدي استعداد الغرب للتعامل مع الإسلام بموضوعية وإنصاف في وسائل الإعلام كما يفعل مع الديانات الآخرى؟
4- ما مدي استعداد الغرب لتصحيح الأخطاء في المعلومات المدرسية عن الإسلام؛ حتي لا تنشأ الأجيال الغربية الجديدة وهي تسير في نفس خط المعاداة للإسلام والمسلمين؟
إن من المواضح أن تعديل المواقف والتصورات الغربية والإجابة عن هذه التساؤلات يتوقف على مدي تعاملنا الإيجابي مع البعدين السابقين.
ونخلص من ذلك كله بأن مفتاح حل مشكلات الوجود الإسلامي في الغرب في أيدي المسلمين أنفسهم، وليس في يد غيرهم. فإذا لم نساعد أنفسنا فلن يساعدنا أحد، كما أن الله سبحانه وتعالي لن يساعدنا أيضًا إلا إذا ساعدنا أنفسنا... وهذا قانون قرآني.
فهل نحن علي استعداد لتحمل مسئوليتنا إزاء الأجيال القادمة في الغرب؟
إذا كان علي استعداد لذلك فإن الأمر يقتضي تحديد الأهداف ووضع البرامج العلمية والعملية ، واتخاذ الوسائل الكفيلة بتحقيق هذه البرامج.
ولعل في بعض التصورات التي قدمتها – وهي غير مجهولة لديكم – ما يفيد في مجال البحث في هذا الصدد، ولعلي قصدت بها أن نثري النقاش حول هذا الموضوع؛ للخروج بتصورات شاملة؛ لبلوغ الأهداف المرجوة.
إحصائية عن عدد الأقليات الإسلامية في العالم( )

الدولة عدد الأقليات
دول الاتحاد الأوربي 16.000.000
بريطانيا 3.000.000
إيطاليا 1.000.000
مقدونيا 750.000
بلجيكا 400.000
سويسرا 330.000
الدانمرك 117.000
فرنسا 6.000.000
ألمانيا 3.300.000
صربيا 1.600.000
أسبانيا 700.000
النمسا 350.000
النرويج 80.000
إيطاليا 1.000.000
هولندا 1.000.000
أسبانيا 700.000
الأكراد ,شعب بدون دولة
فى غياب جنسية تركية معترف بها دوليا فإن اى احصاء جدى للاكراد يبدو مستحيلا حيث تتراوح التقديرات بين25و45مليون نسمه ,مع ذلك فان الاكراد يشكلون اجدد الشعوب التاريخية فى الشرق الاوسط ينكر وجوده باستمرار ويختلف مصيره بين الدول التى تتقاسم كردستان .
1. أكراد تركيا:-
تخضع للسلطة التركية 23محافظة كردية(ولاية) تقدر مساحة كردستان التركية 225 الف كم2 ,يتراوح عدد الاكراد المقيمين فى كردستان تركيا 16مليون انسان عام1990. وقد هاجر من الاكراد حوالى مليون و600الف انسان الى اسطانبول ,ونصف مليون الى انقرة,ومازال هؤلاء المهاجرين يتكلمون بلغتهم الام اللغة الكردية .
2. أكراد إيران:-
تبلغ نسبة اراضى كردستان الايرانية 170الف كم2 ,ويبلغ عدد ابناء الشعب الكردى فى هذا الجزء من كردستان حوالى 6.5مليون شخص عام 1990
3. أكراد العراق:_
تبلغ مساحتها 80الف كم2ويعيش فى هذا الجزء الكردى 5ملايين كردى وهناك نصف مليون كردى فى بغداد.
4. أكراد سوريا:-
يعيش فى هذا الجزء حوالى مليون و400الف انسان كردى عام 1990,يتوزعون اساسا فى الجزيرة وحلب ودمشق وغيرها من المحافظات الاخرى.
5. أكراد لبنان:-
يعيش فى لبنان اكثر من90الف انسان كردىيناضلون الى جانبالقوى الوطنية اللبنانية, وخصوصا الى جانب ااحزب الاشتراكى التقدمى والحزب الشيوعى اللبنانى.
6. أكراد باكستان وأفغانستان :-
يعيش فيها اكثر من مليون ونصف كردى ويعيش قسم فى اوربا وامريكا حيث يصل عددهم الى اكثر من نصف مليون نسمه
7. الأكراد فى المانيا :-
يسكن فى المانيا الاتحادية اكثر من 300الف كردى فى عام 1990
8. الأكراد فى الاتحاد السوفيتى:
يعيش اكثر من مليون كردى كانوا يتمتعون ببعض من حقوقهم الاجتماعية والثقافية .نرى ان عددهم عام 1990م يصل الى 32مليون نسمه يعيش منهم 29مليون نسمه فى كردستان والباقى فى جميع انحاء العالم.
• لم تر الدولة الكردية التى نصت عليها معاهدة سيفر عام1920النور,ولا يمارس الشعب الكردى سيادته على اى قطعة ارض ويبقى الاكراد مبعثرين فى منطقة حدودية واسعة مسلحة الى اقصى حد تحتشد فيها جيوش المنطقة ,باستثناء الشمال العراقى الذى كان تحت حمايه الطيران الانجلو-امريكى.
• ان مشاركة الاكراد فى الحياة السياسية للبلدان ذات الحكومات المتسلطة اشبة بالتحدى الدائم ولا يمكن فصلها عن التوجه العام نحو الديمقراطية لهذة البلدان,ففى ايران هناك نواب اكراد يقدمون انفسهم بهذة الصفة لكن السجون الايرانية كما التركية و السورية تعج بالسجناء السياسين من الاكراد .وبالرغم من كونها ...... استراتيجيا ورغم مخزونها الزراعى والمنجمى الكبير ,فان اقتصاد المناطق الكردية يعانى من إهمال حكومات الدول ومن الصعوبات البيروقراطية والبوليسية وضعف الاستثمارات وحجم التهريب (النفط والاسلحة والسجائر والعمال والمخدرات غير الشرعيين) ودور الميليشيات.
6- مشكلة قبائل البولوساريو الإنفصالية:
حملة التعذيب تتواصل في مخيمات تيندوف( )
صحراويون يستنكرون استضافة كبار جلادي بوليساريو في إشبيلي:-
1-وجهت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى عمدة إشبيلية، ألفريدو سانشيز مونتسيرين، مذكرة استفسار حول مشاركة الممثل الحالي لـ "بوليساريو" بالجزائر، المتهم بـ "الإبادة والتعذيب" ضد السكان الصحراويين، في ندوة حول الصحراء، ستحتضنها هذه المدينة، الواقعة جنوب إسبانيا، خلال أكتوبر الجاري.
2-وقالت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، في رسالة مفتوحة إلى عمدة إشبيلية، "ندين بشدة مشاركة أحد الأشخاص الأكثر سفكا للدماء، المتورط في أعمال التعذيب والانتهاكات، وأحد المسؤولين عن مئات الاختفاءات والتجاوزات، التي ارتكبها البوليساريو عندما كان هذا الشخص يتولى حقيبة الدفاع".
3-وأكدت الجمعية، التي يوجد مقرها بإسبانيا، أنها لا تعارض تنظيم لقاءات أو نقاشات حول الصحراء، إلا أنها تتساءل حول جدوى استدعاء عناصر "أيديها ملطخة بالدماء" كإبراهيم غالي، للحديث في لقاءات تنظمها هيئات تحظى بالاحترام كعمدية إشبيلية.

4-كما ساءلت المشاركين في هذا اللقاء، الذي سيعقد ما بين ثالث وخامس أكتوبر الجاري، مذكرة بأن الممثل السابق لبوليساريو في إسبانيا هو مسؤول أيضا عن قتل العديد من الصيادين الكناريين في عرض سواحل الصحراء مطلع عقد الثمانينيات من القرن الماضي.
5-وكانت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، دعت القاضي الإسباني، بالتازار غارزون، إلى إصدار مذكرة اعتقال في حق الممثل الحالي لـ"البوليساريو" بالجزائر، المتهم بـ "الإبادة والتعذيب".
6-وأوضحت الجمعية، في إجراء لدى المحكمة الوطنية، أعلى هيئة جنائية إسبانية، أن إبراهيم غالي غادر إسبانيا على عجل في بداية السنة للإفلات من المتابعات القضائية، بعد تقديم شكاية ضده وضد قادة انفصاليين آخرين ومسؤولين جزائريين.
7-يشار إلى أنه بعد فترة قليلة من وضع هذه الشكاية من قبل ضحايا "البوليساريو" أمام المحكمة الوطنية، أقدم قادة "البوليساريو" على تنقيل إبراهيم غالي، باعتباره ممثلا للجمهورية الوهمية بإسبانيا، لتعيينه في مكان آمن هو الجزائر.
8-وطلبت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان من القاضي الإسباني إصدار أمر باعتقال إبراهيم غالي على سبيل الاحتياط للتحقيق معه.
وكان صحراويون من ضحايا الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان بمخيمات تيندوف (جنوب غرب الجزائر) قدموا شكاية، في دجنبر الماضي، ضد قادة "البوليساريو" ومسؤولين جزائريين بتهمة "الإبادة والإرهاب".
وأوضح خوصي مانويل روميرو غونثاليث، محامي هؤلاء الضحايا، الذين تدعمهم الجمعية ال0صحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، أنهم يتهمون عددا كبيرا من قادة "البوليساريو" بـ "الإبادة والاغتيال والاعتقال غير القانوني والإرهاب والتعذيب والاختفاء".
• ويوجد من ضمن قادة الانفصاليين الرئيسيين الذين يتابعهم ضحاياهم، ممثل "بوليساريو" السابق بإسبانيا، إبراهيم غالي، و"وزيرا" الإعلام والتربية في الجمهورية الصحراوية المزعومة.
• كما تتضمن اللائحة خليل سيدي امحمد "وزير" المخيمات، ومحمد خداد، المنسق مع "المينورسو"، والمدير العام السابق للأمن العسكري، وعلي دبا، عضو الأمن العسكري والحارس الشخصي الحالي للمدعو محمد عبد العزيز.
كما توجد ضمن اللائحة أسماء ضباط سامين في الجيش الجزائري، متهمين أساسا بكونهم وفروا غطاء لهذه الخروقات، التي كانت تجري فوق التراب الجزائري بمشاركة عناصر من الأمن العسكري الجزائري.
• وفي سياق الخروقات التي ترتكبها البوليساريو بتعاون مع القيادة الجزائرية، ضد سكان المخيمات الراغبين في العودة إلى المغرب، واصلت أجهزة الأمن العسكري الجزائري وميليشيات البوليساريو، طيلة الأسبوع الماضي، حملة قمع في مخيمات تيندوف، أسفرت عن اعتقال العديد من الصحراويين المعروفين بمعارضتهم لقيادة الانفصاليين.
• وأوضحت مصادر صحراوية من إسبانيا، نقلا عن شهود عيان، أن الأمن العسكري الجزائري اعتقل المناضل الصحراوي، كرامة دايش مولاي علي، الذي كان مرفوقا بأفراد من أسرته، الثلاثاء الماضي، في مدخل مدينة تيندوف (جنوب غرب الجزائر).وأرغمت عناصر الأمن العسكري الجزائري كرامة دايش على النزول من سيارته قبل أن يجري نقله على متن سيارة أخرى إلى مكان مجهول.
وطلبت عائلة المناضل الصحراوي، المتحدرة من قبيلة الركيبات - سواعد، من قيادة البوليساريو تقديم توضيحات حول ملابسات إيقاف واختفاء كرامة دايش مولاي علي، إلا أن مسؤولي الانفصاليين أنكروا أية صلة لهم بالحادث، وأحالوا العائلة على السلطات الجزائرية.
• وأنكر المسؤولون الأمنيون بتيندوف بدورهم اعتقال المناضل الصحراوي، المشتبه في ارتباطه بالفصيل المنشق (بوليساريو خط الشهيد)، الذي يخضع أعضاؤه منذ عدة أشهر لمراقبة غير مسبوقة في مخيمات تيندوف.
• وكانت دورية تابعة للبوليساريو في "المنطقة الأولى"، قرب المنطقة العازلة، اعترضت قبل أسبوع سبيل عضوين من الفصيل نفسه، هما الشافعي علي وبشير لموحد، في قلب الصحراء، حيث كانا في طريقهما نحو مخيمات تيندوف على متن سيارة رباعية الدفع.
• وجرى تجريد العضوين السابقين في ميليشيات البوليساريو من سيارتيهما وممتلكاتهما الشخصية، وتركا في الصحراء من دون أكل أو شرب في شهر رمضان.
• واضطر مناضلا فصيل (بوليساريو خط الشهيد) إلى المشي لمسافة 40 كلم للوصول إلى تميميشاط في موريتانيا، قبل ركوب قطار في اتجاه محل إقامتهما بمدينة نواديبو الموريتانية.
واستغل الفصيل المنشق مناسبة انعقاد لقاء حول الصحراء في مدينة إشبيلية الإسبانية لتوجيه نداء للمنظمات الدولية والمدافعين عن حقوق الإنسان، يطالب فيه بـ"الضغط على قيادة بوليساريو لوضع حد لهذه الحملة القمعية" ضد مناضليه.
الصراع بين السودان وتشاد( )
تعانى العلاقات السودانية التشادية منذ سنوات من الإضطراب والتأرجح ما بين الهدوء النسبي والتصعيد من جهة أخرى . فتشاد توجه اتهامات تجاه الخرطوم بانتهاك سيادة اراضيها والتدخل في شأنها الداخلي بل والسعي للإطاحة بنظامها والخرطوم تتهم العاصمة التشادية بدعم المسلحين في دارفور بتوفير المساحة والدعم المباشر وغير المباشر والمساهمة في تفجير الأوضاع في دارفور.
• التعقيدات التي تكتنف ملف الحرب في دارفور وتقاطعاته مع الأوضاع في تشاد تلقى بظلالها أيضاً على العلاقات بين البلدين ، حيث ينتمي معظم قادة حركتي التمرد الرئيستين في دارفور إلى قبيلة الزغاوة التي ينحدر منها الرئيس إدريس ديبي وقادة الحكم والجيش في بلاده.
• تواجه تشاد إنعكاسات مباشرة نتيجة للصراع الموجود في دارفور، وذلك نظراً لأن تشاد ضمن دول الجوار لدارفور، وبها قبائل مشتركة على حدود التماس بين تشاد وإقليم دارفور، ويشار إلى أن كل من حركة العدل والمساواه، وحركة جيش تحرير السودان يعتمد اعتماداً كلياً على أبناء قبيلة الزغاوة ، والذين يعملون في الجيش التشادى ، وبالتالى فإنهم يمثلان درجة كبيرة من الأهمية لكل من السودان وتشاد .
• الصراعات القبلية أيضاً تمثل عنصرا رئيسيا في الأزمة التشادية السودانية، فالرئيس التشادى "ديبي" ينتمي إلى قبيلة "زغاوة" الموزعة بين تشاد والسودان، والتي تعد واحدة من القبائل المتمردة الرئيسية في دارفور. وفيما تحظى الحكومة التشادية بدعم قوي من قبيلة "زغاوة"، وقبيلة "السارا" التي تتركز في جنوب البلاد، فإن المعارضة تساندها العديد من القبائل العربية التي تتوزع بين تشاد والسودان، وعلى رأسها قبائل "التاما"، و"القمر"، و"القرعان". وتضم هذه المعارضة بين صفوفها جنودا هاربين من الخدمة وقادة سابقين في الجيش سبق أن ساعدوا "ديبي" في الاستيلاء على السلطة في تمرد عام 1990 ويتهمونه الآن بالفساد ويسعون إلى الإطاحة به.
• وكانت معارك عنيفة وقعت بين 26 نوفمبر و 4 ديسمبر سنة 2007 بين الجيش التشادي ومجموعات التمرد الرئيسية في شرق تشاد .ومنذ ذلك الوقت بدات مجموعات التمرد التشادية في اعادة تنظيم صفوفها واعترفت بعضها بان الجزء الأكبر من قواتها موجود حاليا على خط الحدود بين السودان وتشاد.





• رؤية حول وحدة الأمة الإسلامية: ( )
مفهوم وحدة الأمة الإسلامية:
القسم الأول: مقدمة عامة:
1- مفهوم الأمة الواحدة في القرآن:
• إذا بحثنا عن كلمة "وحدة" في المعاجم فسنجد أن الوحدة (بفتح الواو) تعني الأنفراد ، تقول: رأيته وحده، أي : منفردًا، ووحده توحيدًا: جعله واحدًا، ورجل متوحد أي: منفرد، ولابن باجة الفيلسوف كتاب بعنوان "تدبير المتوحد".
• والتوحيد: الإيمان بالله وحده، والمسلمون موحدون لأنهم أفردوا الله بالعبادة دون غيرة ، وتوحد الله إنسانًا بعصمته أي: عصمه ولم يكله إلى غيره.( )
• والملاحظ أن كلمة الوحدة مضافة إلى الأمة – أي: وحدة الأمة – لم ترد في القرآن الكريم، ولكن ورد وصف الأمة بأنها أمة واحدة، فالتركيز في القرآن قد جاء – إذن – علي مفهوم الأمة التى توصف بأنها أمة واحدة وليس علي مفهوم الوحدة التي تضاف إلى الأمة. وهذا يعني أن الأمة الواحدة هي الأصل، أما مسألة توحيد الأمة ووحدتها فقد كانت متأخرة في الزمان بعد أن طرأ الاختلاف علي الأمة مما استدعي القيام بجهود كبيرة لإعادتها إلى أصل نشأتها عن طريق الرسالات السماوية المتعاقبة.
• فنحن نقرأ في القرآن الكريم وصف الأمة بأنها واحدة في موضعين: في سورة الأنبياء (آية 92) يقول الله تعالي:
إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ
وفي سورة المؤمنين (آية 52):
وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ.
2- منشأ الاختلاف في الأمة الواحدة:
• وإذا كانت هذه الآيات التي تتحدث عن وحدة الأمة في الدين الذي جاءت به الرسل جميعًا فإن هناك أسبابًا ذكرها القرآن الكريم للاختلاف في داخل هذه الأمة الواحدة يتجاوز الاختلاف في الشرائع، وهناك مفاهيم أخرى للأمة تتسع أو تضيق على حسب الأحوال.
• وقد كان الناس في الأصل أمة واحدة على الحق ثم اختلفوا بسبب الحسد والبغي بدءًا من قتل قابيل لأخيه هابيل، والأمر ذاته ينطبق على من بقي في السفينة بعد الطوفان ، إذ كانوا جميعًا علي الحق والدين الصحيح ثم اختلفوا بعد ذلك، ويدل علي هذا قول الله تعالي:
وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا
وقوله تعالي:
 كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ
أي: بعث الله النبيين مبشرين ومنذرين بعد أن حدث الاختلاف كما تنص علي ذلك الآية الأولي.
ولكن هذا الاختلاف بين البشر الذي نشأ بسبب الانحراف عن الدين ليس أمرًا خارجًا عن المشيئة الإلهية، وإنما هو أمر يتفق مع سنة الله في خلقه، فالله سبحانه كان يستطيع – لو شاء – أن يجعل الناس جميعًا أمة واحدة إلى قيام الساعة ، ولكنة سبحانه أراد أن يختبر خلقه ليميز الخبيث من الطيب .

وذلك مصداقًا لقوله تعالي:
وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ
وقوله تعالي:
 وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
3- الوحدة والخصائص المميزة.
• أن وحدة الأمة الإسلامية لا ينبغي أن يفهم منها نفي الخصائص المميزة لكل شعب من شعوب الأمة الإسلامية داخل هذه الوحدة. فالوحدة هي الإطار العام تنفي التناقض ولكنها لا تنفي الاختلاف فيما هو خارج نطاق الأصول العامة.
• فوحدة الأمة الإسلامية ليس معناه طمس الخصائص التي تتميز بها شعوب الأمة الإسلامية وجعلها بلا لون، فقد خلق الله الناس شعوبًا وقبائل لتتعارف وتتآلف لا لتذوب خصائصها كلية، وإلا لم يكن هناك داع في الأساس لجعلهم شعوبًا وقبائل.
• ووحدة الأمة الإسلامية لا تصادم أية خصائص يتميز بها كل شعب من شعوب الأمة الإسلامية ما دامت في الإطار المشروع، وما دام الجميع ملتزمين بالقرآن.
4- الوحدة الكمية والوحدة النوعية:
• والإسلام عندما يتحدث عن وحدة الأمة الإسلامية ويحث عليها ويدفع المؤمنين دفعًا إليها فإنه لا يركز بأية حال من الأحوال على مجرد الكثرة العددية. فالوحدة الكمية لا يمكن أن تكون هي الأساس المتين لبناء الأمة وقوتها.
• فإذا أنبتت مثل هذه الوحدة على أساس من الكثرة العددية فقط فسيكون البناء بناء هشًا لا قيمة له ولا قوام، وهذا ما يمكن أن نطلق عليه – بمصطلحات العصر – انه وحدة شعارات خالية من المضمون.
• وعندما نظر المسلمون في غزوة حنين إلى كثرة عددهم وأصابهم شيء من الغرور وقالوا: لن نغلب اليوم عن قله، دارت عليهم الدائرة ، وفي ذلك يقول القرآن الكريم:
وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ .
ومن أجل ذلك يركز الإسلام على الوحدة النوعية، فالنوعية المؤمنة القليلة العدد تستطيع – بوحدتها وتماسكها وقوة إيمانها وثقتها بنصر الله – أن تغلب على الكثرة الكاثرة الخاوية من الإيمان.
وفي ذلك يقول القرآن الكريم:
 كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ .
فبناء وحدة الأمة لا بد أن يقوم على أسس راسخة حتى يكون بناء متيناً شامخًا ولا بد أن تكون عناصر هذا البناء قوية متينة.
ومن هنا نجد النبي "صلي الله عليه وسلم" يؤكد على أن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وأن "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا".
القسم الثاني: الأبعاد المختلفة لوحدة الأمة الإسلامية.
1- 1: يمثل البعد الديني أهم عناصر وحدة الأمة الإسلامية :-
• فالدين هو الركيزة الأساسية التي تنبني عليها بقية العناصر. فوحدة الأمة الإسلامية تمثل بناء متكاملاً له أساس ثابت في الأرض هو الذي يحمل البناء كله ، أو هي كالشجرة لها جذور ضاربة في الأرض وبدونها لا يكون للشجرة كيان ولا حتى وجود ، ومن هذه الجذور يمتد الساق والفروع والأغصان.
o ويتمثل البعد الديني في العقيدة الواحدة بإله واحد ونبي واحد وكتاب واحد وعبادة واحدة، فالجميع يتجهون في صلاتهم في مواعيد محددة إلى الله نحو قبلة واحدة أيًأ كانوا في أي مكان من العالم، ويجمع بينهم الصيام في شهر معين، ويجمع الحج بينهم من كل الأجناس والأقطار طائفين حول كعبة واحدة في حرم الله الآمن تنجذب إليها أفئدتهم من كل فج عميق:
 لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ .
وهذا التجمع الكبير في الحج يعد رمزًا حيًا لوحدة الأمة الإسلامية كلها، فهؤلاء ممثلوها من كل مكان يجمعهم هدف واحد ويربط بين قلوبهم رباط واحد يجعل منهم جميعًا إخوة متحابين متآلقين بأمر الله.
ويعبر القرآن الكريم عن هذا البعد الديني بقوله تعالي:
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً
وهذه الوحدة الروحية من شأنها أن تقضي علي كل ما يعكر صفو وحدة الأمة أو يعمل علي تقطيع أوصلها، فما دام الرب واحدًا والدين والقرآن واحدًا فلا مجال للتناقض في أمور الدين.
واعتصام بحبل الله ليس مجرد شعار يرفعه المسلمون وإنما له مقتضيات لا يتحقق بدونها ولا يقع عند الله موقع القبول إلا إذا تحققت وقام المعتصمون بتبعاتها على الوجه الذي رسمه الله في كتابه طريقًا لكمال الإنسانية ورقيها، فهو يقضي بتنحية الشهوات والأهواء التى تثيرها العصبيات القبلية والجنسية والمذهبية، ويقضي بالنصر السريع في تنقية العقائد والعبادات وسائر المشروعات الإلهية مما يشوبها ويكدر صفوها من صور الشرك والابتداع الذي هيأ لخصوم الإسلام أن يقولوا بتعددية الإسلام ويزعموا أن الإسلام ليس دينًا واحدًا وإنما هو أديان متعددة تختلف باختلاف الأقاليم والمذاهب.
كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِباً
2- البعد الإنساني:
ويتضح البعد الإنساني لوحدة الأمة الإسلامية جليًا في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. فالله سبحانه وتعالي يلفت نظرنا إلى وحدة الأصل الإنساني.
فالناس جميعًا قد خلقهم الله من نفس واحدة:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ 
ورسول الله "صلي الله عليه وسلم" يؤكد هذا المعني أيضًا في قوله:
"يا أيها الناس، ألا إن ربكم واحد وأباكم واحد، ألا لا فضل لعربي علي أعجمي، ولا لعجمي علي عربي، ولا لأحمر علي أسود ولا أسود علي أحمر إلا بالتقوي"
والإسلام لا يفصل هذا البعد الإنساني عن البعد الديني الذي أشرنا إليه كما كانت تفعل – وما تزال – بعض الأيديولوجيات والفلسفيات في القديم والحديث والتي تصل بالإنسان إلى حد التأليه وتجعله صاحب السلطان الأوحد في هذا الكون.
ويبين لنا القرآن الكرم أن الإنسان الذي ينكر أصله أو يجحد خلقه هو إنسان يعمل ضد طبيعته وبفطرته التي فطره الله عليها، فالله سبحانه قد أخذ عليه ميثاقًا لا يجوز له أن يتجاهله أو يغفل عنه لانه مركوز في أصل فطرته. وفي ذلك يقول القرآن الكريم:
وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ
وهذا الارتباط الوثيق بين كل من البعد الديني والبعد الإنساني في وحدة الأمة الإسلامية له دلالة مهمة ، إذ يعني أن هذه الأمة التي أراد الله لها أن تكون خير أمة أخرجت للناس من شأنها أن تكون عنصر أمان واستقرار في هذا العالم ، فهي أمة ترتبط بخالقها بعلاقة العبودية له سبحانه وترتبط بغيرها من بني البشر بعلاقة الإنسانية التي لا تنسي عبوديتها لخالق الكون كله.
وهذه الصلة الوثيقة بالله إذا استقامت فإنها كفيلة بتصحيح مسار الأمة الإسلامية في هذا الوجود، وبذلك تتحقق خيريتها... إنها أمة تسع الإنسان أينما كان وأني كان وتشمل برعايتها وأمنها كل من يعيش على أرضها... أمة يري خليفتها عمر بن الخطاب رضي الله عنه شيخًا يهوديًا يتكفف الناس في شوارع المدينة فيفرض له من بيت مال المسلمين ما يكفيه ذل السؤال... أمة يفرض عليها دينها حقًا للجار غير المسلم على جاره المسلم، امة يؤكد كتابها الكريم المعني الإنساني الشامل الذي يؤكد كرامة الإنسان وحرمته في قوله تعالي:
مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً
3- البعد الاجتماعي:
إذا كانت الأمة الإسلامية ترتبط فيما بينها بروابط العقيدة والإنسانية فإن محصلة هذين البعدين هي الأخوة التى هي أقوي من أخوة النسب. ومن هنا كان قول القرآن الكريم:
إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ
وعندما أراد النبي "صلي الله عليه وسلم" أن يؤسس قواعد المجتمع الإسلامي في المدينة بعد الهجرة آخي بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فتآلفت قلوبهم بفضل الله. وقد امتن الله علي المؤمنين بهذا التآلف فقال:
فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً
وهذه الأخوة لها حقها فهي تتضمن بعدًا عاطفيًا يتمثل في المشاركة الوجدانية. فكل فرد من أفراد الأمة الإسلامية يشعر بالآم وآمال أمته لانه جزء منها يحس بإحساسها ويسعد لسعادتها ويتألم لألمها.
ومن هنا كان قول النبي "صلي الله عليه وسلم".
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد والواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي".
ولكن مجرد المشاركة الوجدانية – مع أهميتها – لا تكفي. ولا بد أن يترجم هذا الشعور الداخلي إلى عمل فعال يكون من شأنه النهوض بالأمة وبأفرادها.
ومن هنا كان مبدأ التكافل في الإسلام بمثابة ترجمة عملية لذلك الشعور الباطني لدي المسلم. وقد جعل الإسلام هذا المبدأ عبادة مفروضة يتعبد بها المسلم ويتقرب بها إلى ربه وهي فريضة الزكاة.
فالزكاة – إذن – ليست مجرد تبرع يجود به المسلم أو لا يجود وإنما هي حق المال، وهو حق إلزامي واجب الأداء من طيبات ما كسبنا، وهو حق لا يجوز التهاون فيه بأي حال من الأحوال، فالله سبحانه قد استخلف الإنسان في المال الذي هو مال الله وأمره بالإنفاق منه. وفي ذلك يقول القرآن الكريم:
وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ
ومن هنا نفهم لماذا حارب أبو بكر رضي الله عنه مانعي الزكاة لأنها ضرورة من ضرورات المجمتع الإسلامي فضلاً عن أنها أحد أركان الإسلام الأساسية.
فالأمة الإسلامية أمة متكافلة ولا تتم وحدتها بدون هذا الكافل ، ولا يتم إيمان المسلم بدونه . وفي ذلك يقول الرسول "صلي الله عليه وسلم":
"ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم".
وهذا أمر لا ينطبق فقط على محيط التجمعات السكنية الصغيرة أو القري أو المدن, محيط كل دولة إسلامية على وحدة، وإنما هي مباديء مقررة تلتزم بها الأمة الإسلامية كلها حتي لا يكون هناك فقير أو محتاج على مستوي الأمة الإسلامية.
فهوم هذه الأمة ينبغي أن تشغل بال كل مسلم وكل حاكم في العالم الإسلامي.
وقد آن الأوان ليخرج المسلمون من دائرة المشاركة الوجدانية السلبية إلى المشاركة الإيجابية المؤثرة وذلك بوضع الخطط المفصلة لإقامة بنيان التكافل بين أبناء الأمة الإسلامية. وقد آن الأوان للأممم الإسلامية أن تنصهر في بوتقة الوحدة الحقيقية للأمة الإسلامية بتحقيق مبدأ التكافل والخروج من سجن الفرديات المنعزلة والقوميات المفصلة إلى محيط الجماعة الكبري التي أرادها الله أن تكون خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله وتقيم التعاون فيما بينها علي البر والتقوي لا على الإثم والعدوان.
4-البعد الجغرافي:
لقد جعل الله للأمة الإسلامية من وضعها الجغرافي الذي تتميز به في هذا العالم وحدة طبيعة جامعة تمتد في رقعة مترامية الأطراف متلاحمة الأجزاء. وقد صور العالم الجليل الراحل الدكتور محمد عبد الله دراز هذه الوحدة الجغرافية تصويرًا طريفًا معبرًا نقتبسه هنا لأهميته في إعطاء صورة واضحة المعالم لهذا البعد الجغرافي. يقول رحمة الله.
"إنها صورة جمل ضخم قد برك علي الأرض بمؤخرته ولكنه أخذ يهم بالنهوض فنصب ساقيه الأماميتين ورفع رأسه ومد عنقه، وقد سحب إلى الأمام من مشفره بحبل وتدلي من عنقه حبل ثان ، واجتذب إلى الوراء من منكبة بحبل ثالث كأنه المقود في يد الراكب. أما مبرك الجمل فهو الجزء الأعظم من القارة الأفريقية، أعني كتلتها العظمي المحصورة بين المحيط والبحر الأبيض والبحر الأحمر، وأما ساقاه الأماميتان فهما الصومال وأوغندا، وأما صدره فهو جزيرة العرب وما يليها من الشمال، وأما عنقه ورأسه الممتدان في قلب القارة الآسيوية فهي بلاد إيران وأفغانستان وباكستان وما فوقهن، وأما الحبلان الممدودان من مشفره ومن عنقه فهما سلسلتان من الأقاليم الآسيوية تمتد إحداهما إلى أقصي الشرق على المحيط الهادي أمام الجزر اليابانية ، وتمتد الأخرى إلى الجنوب حتي تعبر القارة الآسيوية عند ملتقي المحيطين الهادي والهندي، وهناك تؤلف مجموعة الجزر الإندونسية. وأما المقود الذي يجذبه من منكبه إلى الوراء فهو سلسلة من الأقاليم الأوربية تبتديء من الأقطار التركية وتسير في اتجاه شمالي غربي حتي تصل إلى بحر البلطيق".
وهذه الوحدة الجغرافية التي تتضح لنا من خلال هذه الصورة الملموسة من شأنها أن تمحو بين أقطار العالم الإسلامي تلك الحواجز الإقليمية المصطنعة في شئون الاقتصاد والإنتاج. ومن شأن الوحدة الجغرافية أيضًا أن تسير توزيع ثروتها المادية بينها توزيعًا ينشر فيها الرخاء ويحقق لها الاكتفاء الذاتي والاستغناء عما سواها.
ولا ينبغي أن يفهم من هذا التصوير للبعد الجغرافي محدودية الإسلامية وانحصاره في تلك البقاع. فالغرض كان فقط إعطاء صورة تقريبية لتلاحم مناطق العالم الإسلامي في عالمنا المعاصر. ولسنا في حاجة إلى أن نؤكد على عالمية الرسالة الإسلامية ومسئولية المسلمين في توصيلها إلى كل مكان في العالم بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن. فهذا أمر يعد من البديهيات الإسلامية.
5- البعد الحضاري:
الإسلام ليس دين طقوس تعبدية جامدة، إنه دين للحياة بكل أبعادها والأمة الإسلامية أمة أراد الله لها أن تكون صاحبة رسالة دينية وحضارية في هذا العالم ، ومن هنا كان وصفها بأنها خير أمة أخرجت للناس.
وقد رسم القرآن الكريم للإنسان الإطار العام في كل أموره الدينية والدنيوية واستخلف الله الإنسان في الأرض وكلفه بعمارتها وصنع الحضارة فيها، ووعد المؤمنين العاملين بالتمكين لهم في الأرض وكتب لهم العزة والنصر. وتحقيق ذلك كله أمر منوط بالإنسان وبتأييد من الله.
وقد أدرك المسلمون الأوائل ذلك كله وعملوا على تحقيقه، وقد تحقق لهم بالفعل ما أرادوا وما أراده الله منهم. وبذلك أقاموا صرحًا شامخًا لحضارة كانت من أطول الحضارات عمرًا في التاريخ. وقد أشترك علماء الأمة الإسلامية من كل جنس ولون في إقامة هذا الصرح الحضاري بدافع من الإسلام الذي رفع من شأن العلم والعلماء واعتبر مداد العلماء مساويًا لدماء الشهداء، وجعل العلماء أخشي الناس لله.
وسارت جهود علماء المسلمين في مجالات العلوم الدينية والدنيوية جنبًا إلى جنب في تكامل رائع، فقد أدركوا أن الحضارة تعني تقدمًا ماديًا وروحيًا وأخلاقيًا، وبذلك قدموا للإنسانية خدمة كبري في الوقت الذي كان فيه العالم غير الإسلامي ما يزال يعيش في جهالة جهلاء. وترك لنا الأسلاف تراثًا ضخمًا بعد أغني تراث في العالم يعبر عن وحدة جهود علماء الأمة الإسلامية بصورة رائعة ويشترك المسلمون اليوم في كل مكان في العالم الإسلامي في الاعتزاز بهذا التراث.
وقد آن الأوان للأمة الإسلامية أن تتوحد جهودها مرة أخري في سبيل النهوض بالأمة والارتقاء بها حضاريًا بما يؤكد شخصيتها المتميزة ويحافظ علي ذاتيتها مسترشدين في ذلك بتعاليم الإسلام الشاملة وبالجوانب الإيجابية المشرقة في تراثنا. فلا يليق بالأمة الإسلامية أن تظل في عالمنا المعاصر قابعة في مقاعد المتفرجين الذين لا يشاركون في صنع الحضارة، ويكتفون بدور المستهلك لما تنجه الحضارة التي يصنعها غيرنا في الوقت الذي لا تعرف البشرية فيه دينًا آخر غير الإسلام يشتمل علي كل المقومات والأسس التى تحقق للبشرية أفضل المستويات الحضارية ماديًا وروحيًا وأخلاقيًا.
والرسالة الدينية الحضارية المنوطة بالأمة الإسلامية لا يمكن تأديتها والقيام بحقها إلا إذا توحدت جهود الأمة الإسلامية دينيًا وفكريًا وحضاريًا – وواجبها يفرض عليها في هذا الصدد أن تقدم للعالم هذه الرسالة الدينية الحضارية في صورة أنموذج متحقق في عالم الواقع. فليس بالاقوال تؤدي الرسالات الكبري ولكن بترجمة الأقوال إلأى برامج عمل. ومن هنا كان اللوم والمقت للمؤمنين الذين يقولون ما يفعلون:
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ 
6- البعد المصيري:
وإذا كانت الأمة الإسلامية ترتبط فيما بينها برباط ديني واحد وتجمعها وحدة جغرافية طبيعية ولها رسالة نورانية حضارية في هذا الوجود فإن ذلك يعني غايات واحدة وأهدافًا مشتركة ويعني في النهاية مصيرًا واحدًا.
ومن أجل حماية هذا المصير الواحد وصونًا للمباديء السامية والمثل العليا التي تقوم بها ومن أجلها الأمة الإسلامية فلا بد من إعداد القوة اللازمة لدرء الأخطار التي تحيط بها سواء أكانت هذه الأخطار قائمة بالفعل أو محتملة الوقوع، سواء أكانت منظورة أو غير منظورة، فالقوة في كلا الحالين ضرورية.
وفي هذا الصدد يقول القرآن الكريم:
وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ 
والهدف الذي من أجله يدعو القرآن الكريم إلى هذا الاستعداد الحربي بكل ما أوتينا من قوة لا يرمي إلى التخريب والتدمير أو الاستبعاد والاستعمار أو سلب الآخرين أموالهم وأوطانهم وأمنهم، وإنما يرمي إلى دفع شر الأعداء وتخليص المستضعفين من أيدي الظالمين المعتدين وإفساح الطريق أمام دعوة الخير الذي يريده الله لعباده.
وقيام هذه القوة يعد من أقوي وسائل السلم الذي أمر الله به. ومن هنا كان التأكيد في الآية علي قوله تعالي: تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ فهي قوة تحمي السلم والأمان والاستقرار.
ومثل هذه القوة لا تتأتي إلا بوحدة الأمة الإسلامية. فهذه الوحدة هي السد المنيع والحصن الحصين في وجه كل الأطماع التي تستهدف إضعاف الأمة الإسلامية وإثارة الفتن والخصومات بين أبنائها.
وعلي الأمة الإسلامية صاحبة المصير المشترك أن تعيد النظر في قائمة الأولويات للقضايا والهموم التي تحيط بها في عالمنا المعاصر فتشغل نفسها لا بالقضايا الهامشية بل بالقضايا المصيرية وعلى رأسها قضية التخلف التي تمثل الهم الأكبر للأمة الإسلامية اليوم. والتخلف الذي أعنيه يشمل المجالات الروحية والمادية والاخلاقية والعلمية والحضارية بصفة عامة. وتلك قضية مصيرية لا يجوز التهاون فيها أو التفريط في معالجتها بما تستحقه من اهتمام وعناية.
المخاطر التي تهدد وحدة الأمة الإسلامية:
بعد أن ألقينا نظرة سريعة علي أهم الأبعاد التي تشتمل عليها وحدة الأمة الإسلامية لابد لنا من التنبية إلى المخاطر التي تهدد صرح هذه الوحدة. وقد حذر الإسلام من الوقوع في شراكها. وتتخلص هذه المخاطر في عنصرين أساسيين يمكن أن ترد إليهما جميع الأسباب الفرعية الأخري التي تستهدف إضعاف الامة الإسلامية وكسر شوكتها.
وأول هذه العناصر يتمثل في الفرقة والتنازع والصراعات المدمرة التي تعد مدخلاً خطيرًا لانهيار وحدة الأمة الإسلامية، سواء أكان هذا التنازع والتفرق في أمور الدين أو السياسة والملك أو بسبب الفوارق الطبقية الصارخة أو بسبب الصراعات القبلية أو العراقية التي تحيي ما كان قائماً في الجاهلية، وقد جاء التحذير الإلهي من ذلك حاسمًا قاطعًا في عبارة قصيرة تبدأ بالحث علي التمسك بالوحدة وتحذر في الوقت نفسه من التفرق،
وذلك في قوله تعالي:
 وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا 
وفي آية أخري يأتي التنبيه إلى نتيجة التفرق والتنازع وذلك في قوله تعالي:
 وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ 
وهكذا تؤدي الفرقة والتنازع والتناحر إلى الفشل الذي تكون نتيجته النهائية هي ذهاب قوة المسلمين وضياع عزتهم، وبذلك يكونون لقمة سائغة في يد أعدائهم تداعي عليهم الأمم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها.
أما العنصر الآخر الذي يحذر الإسلام منه فيتمثل في موالاة الأعداء. وفي ذلك يقول القرآن الكريم:
 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ 
وختام الآية أمر في غاية الأهمية لمن يتأمل. فالله قد وضح لنا الطريق وكشف لنا عن مخاطره وعثراته وعلنا أن نتدبر أمرنا بعقولنا التي منحها الله لنا لنميز بها الخبيث من الطيب  قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
وفي آية أخرى يقول القرآن الكريم:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ 
ولا يخفي على أحد أن هناك كثيرًا من الممالك الإسلامية في القديم والحديث قد ضاعت بسبب موالاة الأعداء والركون إليهم والوثوق بهم والاستعانة بهم على حرب المسلمين بعضه بعضًا، ولم يكن ذلك السلوك إلا كالمستجير من الرمضاء بالنار.

خاتمة: واقع الأمة الإسلامية وآفاق المستقبل
إن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم يعد واقعًا مؤلمًا كما يجب أن نعترف بذلك جميعًا، وهو واقع يسير في اتجاه مضاد لكل مثاليات وحدة الأمة الإسلامية. فالنزاعات القائمة اليوم بين أبناء الأمة الإسلامية أكثر منها في أي مكان آخر في العالم، ومؤسسات العمل المشترك في العالم الإسلامي ليست أكثر من واجهة تحمل شعارات طنانة لا تعني شيئًا ، وأمور المسلمين المصيرية يقررها غيرهم.
وأقرب مثل علي ذلك الاتفاق الذي تم بشأن أفغانستان منذ بضعة أشهر فقد تم توقيع هذا الاتفاق لا من جانب أصحاب الشأن وأصحاب القضية وهم المسلمون ولكن من جانب الدولتين العظميين.
وهذا الواقع المؤلم يدفع إلى طرح تساؤلات عديدة:
هل يجهل أبناء الأمة الإسلامية في عالم اليوم الأبعاد الحقيقية لوحدة الأمة الإسلامية ومن هنا يعملون في اتجاه معاكس لها أم أنهم يدركون تمامًا كل ما تعنيه هذه المقومات بالنسبة لحاضر الأمة الإسلامية ومستقبلها ومع ذلك فهم لا يصنعون شيئًا؟
إنه إذا كانت الأولي فتلك مصيبة وإن كانت الثانية فإن المصيبة أعظم.
ما لنا نري هذا البون الشاسع بين النماذج والواقع؟
وما لما نري الأمة الإسلامية قد تفرقت السبل بأبنائها؟
أين الخلل؟ هل هو في المشروع الحضاري الإسلامي ام هو في الواقع المحير والشحون بالتناقضات الحادة والذي يعيشه أبناء الأمة الإسلامية؟
أم أن الخلل في الفهم السقيم والمعوج لقيم وتعاليم الإسلام؟
ما سبب هذا التبلد الذي أصاب الأمة الإسلامية في عالمنا المعاصر؟
أين ذلك كله من تلك الأمة التي وصفها القرآن الكريم بأنها خير أمة أخرجت للناس؟
لسنا نريد الدخول في تفاصيل ذلك كله الآن، لأن موضوعنا ينصب فقط على توضيح مفهوم وحدة الأمة الإسلامية، ولعل موضوعات هذا الملتقي المبارك تغطي هذه الجوانب كلها أو معظمها، ولكننا نستطيع أن نقول باختصار – كما قال الراحل مالك بن نبي أيضًا – "إن التخلف الذي تعاني منه الأمة الإسلامية اليوم يعد عقوبة مستحقة من الإسلام على المسلمين لتخليهم عنه لا لتمسكهم به كما يظن بعض الجاهلين".
ومن ناحية أخري فإن صلاح حال الأمة الإسلامية لن يتم إلا بإرادة أبنائها ولن ينزل علينا من السماء. فإذا صحت إرادة الأمة وصدقت الغزائم وخلصت النيات فلا شك أن الله سبحانه وتعالي سيكون من هذه الأمة بالتأييد والنصر.
وهذا قانون قرآني ثابت تعبر عنه الآية الكريمة:
 إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ 
وعلي الرغم من كل السحب الكثيفة السوداء التي تغطي سماء الأمة الإسلامية فنحن لسنا يائسين فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.
ولا زلنا نأمل في تيقظ وعي الأمة وصحوة ضميرها وتجديد شباب عقيدتها ونقاء فكرها حتي نأخذ مكانها اللائق بها بين الأمم في عصر التكتلات الدولية.
فلا يليق بكرامة هذه الأمة أن تعتمد في غذائها بنسبة سبعين في المائة علي غيرها من دول العالم، ومن المعلوم أن من لا يملك غذاءه لا يملك قراره، لا زلنا نأمل أن تعود هذه الأمة صاحبة قرارها ومقررة مصيرها، وأن تسهم إسهامًا حقيقيًا في تقرير مصير هذا العالم.
لا زلنا نأمل في غد مشرق للأمة الإسلامية، تتوحد فيه جهودها وتتفق – علي الأقل – علي قضاياها المصيرية. ونرجو أن تتحول هذه الآمال – عن قريب – إلى برامج عمل لمصلحة هذه الامة حتي تحقق ما أراده الله لها : أن تكون خير أمة أخرجت للناس قولاً وفعلاً تتوحد فيه جهودها وتتفق – علي الأقل – علي قضاياها المصيرية. ونرجو أن تتحول هذه الآمال – عن قريب – إلى برامج عمل لمصلحة هذه الامة حتي تحقق ما أراده الله لها : أن تكون خير أمة أخرجت للناس قولاً وفعلاً.

لا زلنا نأمل في غد مشرق للأمة الإسلامية، تتوحد فيه جهودها وتتفق – علي الأقل – علي قضاياها المصيرية. ونرجو أن تتحول هذه الآمال – عن قريب – إلى برامج عمل لمصلحة هذه الامة حتي تحقق ما أراده الله لها : أن تكون خير أمة أخرجت للناس قولاً وفعلاً.
5- منظمة المؤتمر الإسلامى:
• تأسست المنظمة فى 25سبتمبر1969 الموافق 12رجب 1389هـ , واتخذت من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مقرا لها وتأسست ب24 دولة وعدد الدول الاعضاء بها57 دولة و الأمين الحالى للمنظمة هو أكمل الدين إحسان أوغلو.
• إن منظمة المؤتمر الإسلامى تجمع 57دولة , لدمج الجهود و التكلم بصوت واحد لحماية وضمان تقدم مواطنيهم وجميع مسلمى العالم البالغ عددهم 1.4مليار نسمه .وهى منظمة دولية ذات عضوية دائمة فى الأمم المتحدة.
• الدول السبع والخمسون هى دول ذات أغلبية مسلمة من منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و غربها واسيا الوسطى وجنوب شرق اسيا وشبة القارة الهندية , باستثناء (غويانا وسورينام)
• عقد المؤتمر الاسلامى لوزراء الخارجية جلستة الثالثة ,فى فبراير 1972 وتم وقتها تبنى دستور المنظمة, الذى يفترض به تقوية التضامن و التعاون بين الدول الإسلامية فى الحقول الإجتماعية و العلمية والثقافية و الاقتصادية و السياسية.
اعضاء منظمة المؤتمر الاسلامى :-
أذريبجان –اريتريا –الاردن –افغانستان –البانيا –الامارات –اندونسيا – اوزبكستان – اوغندا – ايران – باكستان – البحرين – بروناى دار السلام – بنغلاديش – بنين – بوركينا فاسو – تركيا – تركمنستان – تشاد – توغو – تونس – الجزائر – جزر القمر –جيبوتى- ساحل العاج – السعودية – السودان – سوريا – سورينام – سيراليون- الصومال- طاجكستان – العراق – عمان – الغابون – غامبيا – غويانا- غينيا – بيساو – فلسطين – قرغيزستان – قطر – كازاخستان – الكاميرون – الكويت – لبنان – المالديف – مالى – ماليزيا – مصر – المغرب- موريتانيا – موزمبيق – النيجر – نيجيريا – اليمن .
المراقبون:-
من الدول:-أفريقيا الوسطى –البوسنة والهرسك –تايلاند-روسيا-قبرص التركية.
من المجتمعات و المنظمات الاسلامية:
الجبهة الوطنية لتحرير مورو.
من الهيئات الدولية :
الامم المتحدة –حركة عدم الانحياز –جامعة الدول العربية –الاتحاد الافريقى –منظمة التعاون الاقتصادى.
الاهداف التى ترتكز عليها المنظمة:
1-تعزيزالتضامن الاسلامى بين الدول الاعضاء.
2-دعم التعاون بين الدول الاعضاء فى المجالات الاقتصادية و السياسية والثقافية والعلمية وفى المجالات الحيوية الاخرى ,و التشاور بين الدول الاعضاء فى المنظمات الدولية.
3-العمل على محور التفرقة العنصرية .والقضاء على الاستعمار فى جميع اشكاله.
4-اتخاذ التدابير اللازمة لدعم السلام والامن الدوليين القائمين على العدل.
5-تنسيق العمل من اجل الحفاظ على سلامة الاماكن المقدسة وتحريرها ودعم كفاح الشعب الفلسطينى ومساعدتة على استرجاع حقوقة واسترجاع اراضية.
6-دعم كفاح جميع الشعوب الاسلامية فى سبيل المحافظة على كرامتها واستقلالها وحقوقها الوطنية.
7 –ايجاد المناخ لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول الاعضاءوالدول الاخرى.
8-المساواة التامة بين الدول الاعضاء.
9-احترام حق تقريرالمصير و عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الاعضاء.
10-احترام سيادة و استقلال ووحدة اراضى كل دولة عضو
11-حل ما قد ينشا من منازعات فيما بينها بحلول سلمية كالمفاوضة أو الوساطة أو التوفيق أو التحكيم.
12-امتناع الدول الاعضاء فى علاقتها عن استخدام القوة أو التهديد باستعمالها ضد وحدة وسلامة الأراضى أو الاستقلال السياسى لاية دولة عضو.
هناك أربع مكونات رئيسية للمنظمة .وهى :-
1-مؤتمر ملوك ورؤساء الدول و الحكومات .
2-مؤتمر وزراء الخارجية.
3-الامانة العامة والاجهزة المتفرعة عنها.
4-محكمة العدل الاسلامية الدولية.
وهناك عدد من المؤسسات والمنظمات التى انشئت ضمن اطار المنظمة . وهذه المؤسسات والمنظمات صممت لتعمل مستقلة عن الامانة العامة لتمكن المنظمة من تحقيق اهدافها.
المنظمة و المحافظة على السلم والأمن داخل البلدان الاسلامية
صاغت منظمة المؤتمر الاسلامى طريقتها الخاصة فى المحافظة على السلم والامن داخل الدول الاعضاء مسترشدة باهداف الامم المتحدة فى هذا المجال . وبنيت هذه الطريقة فى المحافظة على الامن والسلم على المبادئ التالية:
1- المساواة التامة بين الدول الاعضاء .
2- احترام حق تقدير المصير وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الاعضاء.
3- احترام سيادة واستقلال ووحدة اراضى كل دولة عضو.
4- حل ما قد ينشأ من منازعات فيما بينها بحلول سليمة كالمفاوضة او الوساطة او التوفيق او التحكيم .
5- الامتناع عن استخدام القوة او التهديد باستعمالها ضد وحدة وسلامة الاراضى او الاستقلال السياسى لاية دولة عضو.
حاولت المنظمة أن تلعب دور نشطا فى تهدئة النزاعات بين الدول الاعضاء فيها:-
أ-باكستان وبنجلاديش:
عالجت منظمة المؤتمر الإسلامى النزاعات بين باكستان و بنجلاديش , وبين إيران والعراق .وفى كلتا الحالتين قامت المنظمة باعطاء نفسها دور الحكم,وحاولت التوفيق فى الخلافات بين المجموعتين المتنازعتين .ولعبت المنظمة دورا هاما ادى اخيرا الى التقريب بين باكستان وبنجلاديش .ففى عام 1391هـ/1971م عندما انهمكت باكستان فى حرب اهليه اعتبرتها باكستان الشرقية كفاحا من اجل الاستقلال ,قام الامين العام للمنظمة بزيارة كل من جزئى باكستان فى محاولة لايجاد حل سياسى .ورافق الامين العام ممثلون من ايران والكويت وعزم وفد المنظمة على زيارة الهند,حيث يوجد بعض قادة بنجلاديش القائمة فعلا والذين منحوا حق اللجوء السياسى ,ولكن السلطات الهندية منعت البعثة من دخول الهند بحجة أن المنظمة طردت ممثل الهند من مؤتمر القمة الإسلامى فى 1389هـ/1969م.وبسبب فشلها فى لقاء قادة حركة بنجلاديش فان البعثة فشلت .
وبعد انشاء بنجلاديش كأمة مستقلة (1391هـ/1971م) حاولت المنظمة التدخل مرة اخرى . وعهدت المنظمة للامين العام , تنكو عبد الرحمن , بمهمة الاتصال بالزعيم الباكستانى ذو الفقار على بوتو فى اسلام اباد والزعيم البنجلادشى شيخ مجيب الرحمن فى دكا لترتيب لقاء بينهما . وشكلت المنظمة ايضا لجنة تتكون من وزراء خارجية الجزائر وايران وماليزيا والمغرب والصومال وتونس من اجل مصاحبة الامين العام فى مهماته الى باكستان وبنجلاديش . واوصت المنظمة بعثتها بان تسعى الى الاتفاق والتوفيق والاخاء بين الزعيمين المنتخبين ديمقراطيا فى جو من الحرية والكرامة والاخوة الاسلامية . ب- ايران والعراق :
بعد اندلاع الحرب مباشرة فى منتصف شوال 1400هـ /سبتمبر 1980م , واجتمع مؤتمر وزراء خارجية المنظمة فى دورة غير عادية فى نيويورك خلال دورة الجمعية العامة للامم المتحدة . وشكل المؤتمر بعثة مساعى حميدة برئاسة الرئيس الباكستانى ضياء الحق , والذى كان حينذاك رئيسا للمنظمة على امل احضار الطرفين المتحاربين الى طاولة المفاوضات . وخلال مؤتمر القمة الاسلامى الثالث والمعقود فى صفر 1401هـ/ يناير 1981م , تم اعادة تشكيل بعثة المساعى الحميدة وغير اسمها . وتحت اسمها الجديد , لجنة السلام الاسلامية , بدات النشاطات بقيادة الزعيم الغينى احمد سيكوتورى. وتكونت اللجنة من رؤساء بنجلاديش وجامبيا وباكستان وتركيا والسنغال ومنظمة التحرير الفلسطينية .ودعا مؤتمر القمة كلا الطرفين لوقف الاعمال العدائية واعلن ان الدول الاعضاء وافقت على تشكيل قوة طوارىءاسلامية عهد اليها بمهمة ضمان تطبيق وقف اطلاق النار ,الااذا دعت الحاجة.وقاطعت ايران المؤتمر بقولها انها لن تجلس مع ممثلى ما دعته بالنظام العراقى المعتدى.والعراقيون ,من جهة اخرى ,وفى غياب ايران ,حاولوا اقناع المؤتمر القمة ان ايران كانت مسئولة عن الصراع ومع ذلك واصلت لجنة السلام جهودها لانهاء الحرب.ووضعت اللجنة عددا من الاقتراحات القائمة على مبدا سيادة الدولة-القومية .فاقترحت أن يحال موضوع مجرى شط العرب الى لجنة تتكون من اعضاء فى المنظمة مقبولين من كلا البلدين,كما اقترحت ان تستمر المفاوضات لتسوية سلمية للخلافات الاخرى بين البلدين .واقترحت اللجنة موعدا لوقف اطلاق النار وجدولا لانسحاب القوات العراقية من الاراضى الايرانية .كما اقترحت اللجنة ايضا ان يتم وقف اطلاق النار والانسحاب تحت اشراف مراقبين عسكريين مختارين من البلدان الاعضاء فى المنظمة .كما حثت كلا البلدين ان يتبادلا مواثيق بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلد الاخر.واكدت اللجنة باصرار ان بلدان المنظمة سوف تضمن التزام كلا الجانبين بالالتزامات التى يتعهدان بها على اساس اتفاقية التسوية السليمة .

رد مع اقتباس
قديم 08-14-2009, 05:59 AM   رقم المشاركة : [2]
على الشامى
إداره الموقع
الصورة الرمزية على الشامى
 
افتراضي

عارفه لو كلنا بقينا يد واحدة هنقدر نواجه كل التحديات


التوقيع:


على الشامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-08-2009, 03:34 PM   رقم المشاركة : [3]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي

العرب قاعدون من المحيط إلى الخليج لدرجة أن استثماراتهم في الجزائر أو في أي بلد من بلدان العالم لاتخرج عن دائرة الكباريهات .العرب يتفرجون هذه الأيام على معركة الصواريخ الكورية تماما مثلما جلسوا يتفرجون على الجزيرة وهي تنقل حرب الصواريخ اسرائيلية على غزة وجلسوا قبلها وهم يراقبون مدى الصواريخ الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006 ويسخرون من صواريخ حزب الله على إسرائيل. العرب سيجلسون أمام الجزيرة ذات يوم لمتابعة أخبار سقوط الصواريخ الإيرانية على الكويت والرياض وعمان وغيرها . هكذا هم العرب يتابعون مثل أي مشاهد مهذب باهتمام حرب الصواريخ دون حركة.


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-10-2009, 05:46 PM   رقم المشاركة : [4]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

يارب وحد امة الاسلام
مشكورة بسمة عالموضوع


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-2009, 09:55 AM   رقم المشاركة : [5]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد مختار مشاهدة المشاركة
يارب وحد امة الاسلام
مشكورة بسمة عالموضوع
امين يارب وشكرا على مرورك


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اليوم, العالم, الإسلامى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع