إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-26-2015, 03:10 AM
عبدالحميد صلاح عبدالحميد صلاح غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي لا نريد عصبية فى الإنتخابات

إقتربت الإنتخابات عندنا فى الصعيد فتحدث خصومات قد تصل إلى حد القتل أحياناً، فما الآداب الإسلامية التى يتحلى بها الناخب والمرشَّح؟

الجواب:
الشعب كله والدولة كلها يحتاجون إلى نُضجٍ فى النواحى السياسية، والنُضج يقتضى أن كل مرشَّح بمجرد قراره بالترشيح لابد وأن يكون له برنامجاً إنتخابياً يكون قد إختار نفسه ورشَّح نفسه على أساسه، وهذا البرنامج يخدم المجتمع الذى سيُرشِّح نفسه فيه.

ونحن لابد وأن يكون عندنا نُضجٌ فلا نختار أفراداً ولكن نتختار برامجاً، فالبرنامج الذى يصُلح لنا نختار صاحبه، وصاحب البرنامج يعرض رأيه والآخر يعرض رأيه، ويجب عليه أن يكون عنده سعة صدرٍ أمرنا بها الإسلام، فإذا فاز يعلم أنه خادمٌ لهؤلاء، لا يسعى إلى منصب ولا يسعى إلى مكسب، وإنما يسعى إلى الخدمة ـ أى لخدمة هؤلاء:

وخادم القوم سيدهم، فيعلم أن هناك مهمة ثقيلة حملها وأمانة يطلب من الناس أن يعينونه على أدائها، فلا يظن أن هذه زريعة أو فرصة يأخذ فيها ما يستطيع لنفسه ولا يهمه شأن الذين إنتخبوه أو إختاروه.

فإذا اختاروا غيره فينبغى عليه أن يتحلى بالروح ـ يقولون عنها: الروح الرياضية ـ وأنا أقول: الروحٌ الإسلامية ـ فعليه أن يُهنئه ويساعده ويعاونه على أداء هذا العمل.

خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه كان قائداً عاماً للجيوش الإسلامية فى موقعة اليرموك، وأثناء المعركة والمعركة دائرة جاءه خطاب، خطاب بعزل خالد وتولية أبو عبيدة بن الجراح، وأبو عبيدة كان رجلاً حكيماً حريصاً على مصلحة المسلمين، وليس لمصلحة نفسه أولاً، فخبأ الخطاب حتى إنتهت المعركة، فكان حريصاً على الأمة حتى ينتصر المسلمون فى ذلك.

ثم عرض الخطاب على خالد فلم تتغير منه شعرة، بل قال: يا أبا عُبيده أنا جندى تحت أمرك فمُرنى بما شئت.

جاءه رجلٌ من المنافقين فقال: يا خالد كيف رضيت بهذا؟ فأنا مرسلٌ من طرف سبيعن ألف سيف فى إنتظارك إذا رفضت هذا الأمر، قال: بئسما قلت يا أخى، فأنا أحارب لله إن كنت جندياً أو قائداً لا يهم لأننى أحارب لله عزّ وجلَّ.

هكذا كان سلفنا الصالح وهكذا علمنا الأولون، وهكذا قلدهم الناجحون من الغربيين، فإنهم مانجحوا إلا بتقليدهم لديننا، وأخذهم هذه المبادئ الراقية من أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلَّم.

فإذا كان الأمر كذلك فلمَ يكون هناك عصبية؟

لا ينبغى أن يكون فى الإنتخابات تعُصب عائلى، أنا أدرِّب إبنى على الديمقراطية وإبنتى على الديمقراطية، فأقول لهم: أنظروا إلى البرامج واختاروا البرنامج الذى ترتاحون إليه وليس لكم شأنٌ بى، تجد فى البيت: الإبن يختار واحداً والبنت تختار آخر والأم تختار ثالثاً، لماذا؟

لأن هذه الديموقراطية التى نحاول أن نقلد فيها الغربيين وقد سبقنا فيها ديننا وعلمها لنا نبينا وأصحابه الصادقين رضوان الله تبارك وتعالى عليهم أجمعين.

ونحن من المفروض أن نكون على علمٍ بأهل المنطقة، ومن ترشَّح يكون من بيننا وليس من خارجنا فنعرفه، ألم يطلب منا نبينا عند موتنا أن نشهد لبعضنا؟ وقال صلى الله عليه وسلَّم: {إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان}{1}

لماذا؟ لأننا عرفناه وعرفنا سلوكياته، فلابد أن يكون من بيننا ونعرفه.

إذا كذب علينا فالكاذب له مرَّة ولن تتكرر بعد هذه المرة، وسيكون عبرةً لغيره، وطبعاً حدثت عبرٌ كثيرة فى هذا المجتمع.

المهم أننا لن نصل إلى الصواب مائة بالمائة ولكن على قدر المستطاع: {إِنْ أُرِيدُ إِلا الاصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (88 ـ هود).

هذا يا إخوانى ما نريد أن نفعله قدر الإستطاعة والله ولى التوفيق.


{1} أخرجه ابن ماجه في سننه ( 802 ) بلفظ (( إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسَاجِدَ، فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [التوبة: 18] " الْآيَةَ))، والبيهقي في السنن الكبرى ( 4988 ) ، وكذلك في شعب الإيمان ( 2680 ) بنحو لفظ ابن ماجه وفيه ( فاشهدوا عليه ) والإمام أحمد في مسنده ( 11651 ) و ( 11725 ) والترمذي في سننه ( 3093 ) وقال حديث حسن ,والدارمي في سننه ( 1259 ) وابن خزيمة في صحيحه ( 1502 ) وابن حبان في صحيحه ( 1721 )


اضغط هنا للمزيد من الفتاوى

https://www.youtube.com/watch?v=ejBbDIoDfJM


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإنتخابات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع