التوك توك.. لعبة كبيرة يلهو بها طفل عابث

[محمد زنادة]

التوك توك.. لعبة كبيرة يلهو بها طفل عابث

منذ ظهور "التوك توك" ولم تنتهِ مشاكله المتمثلة فى طيش وتهور السائقين، خاصة أن التوك توك غير مرخص، فلا يجد من يحاسب سائقه، كما لا يدرك سائقوه التى لا تزيد أعمارهم عن 15 عاماً، معنى الحفاظ على أرواح الركاب، فيتعاملون معه كلعبة يلهون بها وليست وسيلة مواصلات لها قواعد يجب أن تحترم، فعادة ما تجدهم فى سباق مستمر على الطريق وكأنهم يلعبون، ومن هنا ينشأ الخلاف بينهم، وفى الأغلب تجد لديهم ميول واضحة للبلطجة.

لماذا الأطفال:
عادة يفضل مالك التوك توك أن يعطيه لطفل صغير للعمل عليه، محدداً مبلغاً ثابتاً ما بين 30 و40 جنيهاً، يأتى به الطفل آخر اليوم "الوردية"، وما زاد عن ذلك هو ما يحصل عليه الطفل.

يبدو أن تلك الصورة هى صورة جديدة لاستغلال الأطفال الفقراء، وإن كانت أفضل حالاً من التسول أو العمل فى الورش أو بيع المناديل فى إشارات المرور، إلا أنها لا تخلو من آثار سيئة على سلوكيات الأطفال ونفسيتهم، فالكثير من هؤلاء الأطفال اكتسب بعض السلوكيات مثل العنف والبلطجة والتدخين وشرب المخدرات، والتى يراها أطباء علم النفس سلوكاًَ انعكاسياً ناتجاً عن دخول هذه المهنة ومعاشرة ذويها الأصليين، فالطفل عندما يدخل أحد مجالات العمل يقلد كل ما يراه سواء كان شيئاً إيجابياً أو سلبياً.

من هؤلاء الأطفال محمد جمال (13 عاماً) يقف فى الموقف بملابسه الممزقة، ووجهه الملطخ، ينتظر أن يركب معه أحد، ركبت معه، وحاولت التعرف عليه وعلى أحلامه، فهو يعمل على التوك توك منذ عام تقريباً، خرج من الصف الثالث الابتدائى بناء على رغبته الخاصة، فهو لا يحب المدرسة، ويعمل على التوك توك ليصرف على نفسه ويساعد أسرته، حيث يعمل والده "مبيض محارة"، ولديه 8 أخوات أخريات، محمد يدخن و"يشرب كل شىء"، ويتمنى أن يصبح "ميكانيكي".

يقف الفقر وسوء الحالة الاقتصادية وراء عمل الأطفال، حيث أصدر مركز البحوث والدراسات الاقتصادية بالتعاون مع اليونيسف – دراسه توضح أن أكثر من 7 ملايين طفل مصرى محرومون من حقوقهم، ويعيشون فى فقر مدقع، أى ما يمثل 26% من أطفال مصر البالغ عددهم 28 مليوناً و200 ألف طفل.

وترى الدكتورة ليلى كامل أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة القاهرة، أن عمالة الأطفال فى هذه المهن المستحدثة لم تعد مقصورة على الأطفال الذكور فقط، بل امتدت إلى الإناث أيضاً، فنجد سائقات و"تباعات" على "الميكروباص".

وتضيف الدكتورة ليلى، أن أسباب عمالة الأطفال ترجع إلى التفكك الأسرى كالطلاق أو انفصال الزوجين أوهروب الآباء)، هذا بالإضافة إلى الفقر وسوء الحالة الاقتصادية، وعدم الاقتناع بأهمية التعليم، مما يؤدى إلى المفاضلة بين التعليم والعمل.

وعن مستقبل هؤلاء الأطفال، قالت: إن مستقبل هؤلاء ليس انحرافياً بالضرورة، فقد يخرج من هؤلاء صانع محترف، فالأمر مرهون بالجو العام للمكان الذى يعمل فيه الطفل والرعاية التى يلقاها، ففى القرن الثامن عشر كان الصنّاع يكفلون هؤلاء الأطفال، ويعاملونهم كأبنائهم، فيخرج الطفل صانعاً أو عاملاً محترفاً، أما حالياً فالطفل يعمل فى وسط اجتماعى سيئ، يكتسب خلاله سلوكيات خطيرة مثل التدخين والبلطجة، بالإضافة إلى تعرضهم إلى الاستغلال، وتكليفهم بأعمال أكبر من استطاعتهم نظير آجر قليل، ويؤدى الاستقلال المادى المبكر لهؤلاء الأطفال، بالإضافة لانعدام الرعاية الأسرية إلى انحرافهم.

وعن دور الدولة تجاه هؤلاء الأطفال، قالت دكتورة ليلى إن المركز القومى لحقوق الطفولة والأمومة أصدر مشروع "رعاية الطفل العامل"، والذى يقدم خدمات لرعاية وتنمية الطفل العامل؛ مثل توفير وجبة غذائية متكاملة أسبوعياً، وإلحاقه بفصول محو الأمية، وتنمية مهاراته، والعمل على تحسين ظروف عمله، هذا بالإضافة إلى نشر الوعى لدى الأسرة والمجتمع المحلى بالآثار السلبية لعمالة الأطفال.

تحدثت الدكتورة ليلى فى النهاية، قائلة: "يجب أن نرحم هؤلاء، وألا نحملهم فوق طاقتهم، كذلك يجب علينا إرشادهم وتوعيتهم بمخاطر الجهل وأهمية التعليم، ومنعهم من الممارسات السلبية التى قد يكتسبونها.

[الاميرة السمراء]

يجب على الحكومة إرشادهم وتوعيتهم بمخاطر الجهل وأهمية التعليم في حياتهم

[احمد مختار]

هو مشروع كويس جدا
بس فعلا لازم يكون فيه رقابة
لان مشاكله كتيرة جدا