إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2010, 09:05 PM
هند محمد محمود هند محمد محمود غير متواجد حالياً
Banned
 

افتراضي مقالات .. 13/5


13/05/2010
محمود السعدني من تاني

"مصر من تاني"...اسم واحد من كتب محمود السعدني،وهو بالمناسبة من أهم وأروع وأعمق ما كتب الكاتب الكبير الذي حلال للبعض أن يتعامل معه علي أنه كاتب ساخر فقط،في هذا الكتاب حاول السعدني أن يكتب تاريخ مصر من تاني.
ليس علي طريقة المؤرخين الجدد الذين يريدون رد الاعتبار بهذا أو رفع الظلم عن ذاك،ولكن علي طريقة واحد من أولاد البلد الجدعان الذين تربوا في حواري الجيزة وأزقتها،وجد هذا الجيزاوي الفذ أن التاريخ يكتبه الرسميون من أجل القادة والزعماء،أما الشعب المطحون الذي هو وقود الحرب،فلا أحد يلتفت له أو يهتم به أو حتي يذكره،ولو جاء ذكره ولو عفو الخاطر فإنه يأتي بصورة سلبية.
هذا الكتاب تحديدا يمكن أن يكون المفتاح الذي يمكن من خلاله أن نفتح باب السعدني الكبير ونعبر إليه دون عناء،إنه كاتب الشعب،صحفي الناس،يعرف أنهم بسطاء ومساكين،كان يتندر علي الكاتب الذي ينتظر دعم الناس،لأنه كان يدرك في قرارة نفسه أن الشعب يريد من يدعمه ويحتاج لمن يقف إلي جواره.
عندما عمل صحفيا إلي جوار الرئيس السادات في جريدة الجمهورية،وكانا أصدقاء قبلها،لم يدرك السعدني أن الحرفوش المصري الذي كان يجالسه في مقاهي الجيزة تغير بعد أن أصبح واحدا من رجال الثورة الجديدة،ولذلك لم يجد السادات أدني مشكلة في أن يفصل السعدني من عمله ويشرده ويلقي به في الشارع.
خرج السعدني من مكتب السادات ليلاقي زكريا الحجاوي الذي كان صديقا للرئيس السادات هو الآخر،ولما عرف ما حدث للسعدني دخل علي السادات ليلومه ويعاتبه علي موقفه من محمود،فإذا بالسادات يفصل زكريا الحجاوي هو الآخر،وبغضب يأخذ الحجاوي محمود السعدني من يده،ويقل له تعالي نروح الشعب.
سار السعدني مع زكريا الحجاوي حتي وصلا إلي ميدان التحرير،كانت جريدة الشعب في شارع قصر العيني،لكن السعدني وجد الحجاوي يقف في ميدان التحرير،فسأله،إحنا مش رايحين للشعب،فرد الحجاوي:نعم،فقال السعدني:طيب ما جريدة الشعب في قصر العيني،فقال له الحجاوي متعجبا:لا إحنا رايحين للشعب المصري،فقال السعدني ساخرا:لا يا حبيبي روح له لوحدك.
كان يعرف أن المواطن المصري البسيط المسكين يحتاج إلي من يساعده،ويقف إلي جواره،لا من يهاجمه ويتعامل معه طول الوقت علي أنه مقصر،وربما لهذا نجح السعدني في أن يحصد حب الجميع،وهو ما بدا في جنازته ومن بعدها سرادق عزائه، فمن المرات القليلة التي تبكي الحكومة والمعارضة علي رجل واحد،ذاك لأن السعدني كان كاتبا مستقلا أوجع الجميع من أجل مصر التي أحبها دون أن يراعي في ذلك شيئاً أو أحد.
لقد سقط محمود السعدني تقريبا بعد أن سقطت بغداد في 2003،بعدها غاب الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس،كان الجميع يعرف عن السعدني أنه متكلم عظيم،وإذا حضرت في جلسته فلابد أن تظل صامتا،فلا يمكن أن يكون هناك أهم ولا أروع مما سيقوله،لكن تصوروا أن الرجل الذي احترف الكلام،أصبح صامتا لا يقدر علي أن يتفوه ولو بكلمة واحدة،كان يرقب من يتحدثون حوله وفي لحظة حاسمة كانت تخونه دموعه فتنزل مشيعة عصرا من الإبداع والكتابة.
إن محمود السعدني يستحق أن نعيد اكتشافه من جديد،ليس صحفيا فقط،ولكن ككاتب وأديب كبير،له أعماله الخاصة،ثم وهذا هو المهم كانت له رؤيته الصائبة التي قلما ما كانت تخطئ،لقد صمت السعدني في لحظة كنا أحوج ما نكون لكلماته،لا أقصد لحظة موته ولكن أقصد اللحظة التي بدأ فيها الصمت،لكن فيما تركه من كتب تحديدا ما يعنينا أن نفهم الكثير عما سيأتي.
لن أكون متفائلا وأطالب بأن يتم تقرير كتاب محمود السعدني علي المدارس الثانوية،رغم أنه يستحق ذلك وأكثر،ولكن علي الأقل إنني ادعو وزير التعليم أن يوفر هذا الكتاب في كل مكتبات مدارس مصر،علموا أولادكم الإنتماء بما كتبه الساخر العظيم ...قولوا لهم إنه كان لدينا كاتب عظيم أحب مصر وأعاد اكتشافها من جديد اسمه محمود السعدني.




رد مع اقتباس
قديم 05-13-2010, 09:41 PM   رقم المشاركة : [2]
على الشامى
إداره الموقع
الصورة الرمزية على الشامى
 
افتراضي

من اعظم الشخصيات في تاريخ مصر


التوقيع:


على الشامى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-13-2010, 10:13 PM   رقم المشاركة : [3]
tota
عضو
 
افتراضي

الله يرحمه ويحسن اليه
كان من الكتاب المميزين


tota غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
13/5, مقالات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع