الفجر : جمهورية اللاجئين السوريين بمصر.. دولة تحكمها العشوائية.. والمسئولين فى "إجازة"

[محمد زنادة]

جمهورية اللاجئين السوريين بمصر.. دولة تحكمها العشوائية.. والمسئولين فى "إجازة"

برغم كل ما تعانيه مصر من أزمات إقتصادية وسياسية وغيرها, إلا وأنها احتضنت اللاجئين السوريين وأمدت لهم يد العون, ومثلما لجأ السوريون إلى مصر لجأت قبلهم الكثير من الدول العربية .

قال الله عز وجل فى كتابه الكريم "ادخلو مصر إن شاء الله آمنين", وفى ظل تلك الأوضاع السيئة, تتوافد آلاف الأسر السورية إلى مصر بحثا عن الحياة الآمنة وهربا من بطش "بشار الأسد" .

ويتجمع معظم السوريين الوافدين للقاهرة إلى مدينة 6 أكتوبر ورغم إرتفاع نسبة البطالة وسوء الأحوال الإقتصادية التى يمر بها المصريون حاليا ولكنهم يحاولون معاونة إخوانهم السوريين وتوفير المسكن وفرص العمل وغيرها .

وعلى صعيد أخر, أكد لنا بعض اللاجئين السوريين: أن الشعب المصرى هو من يساندهم ويساعدهم, فيتبرعون بحاجاتهم الأساسية .

ولكن هناك مشكلات عديدة تواجه الجمعيات الخيرية واللجان الشعبية كذلك, وكل ذلك وسط غياب تام لدور الحكومة المصرية .

ومن جانبهم, قال لنا بعض اللاجئين السوريين إنهم يعتمدون على المساعدات التى يحصلون عليها من الجمعيات الأهلية, حيث يحصل المواطن السورى على العديد من التبرعات من عدد من الجمعيات الأهلية واللجان الشعبية كذلك, مؤكدين أن هذه الجمعيات تعمل بشكل عشوائى, فيحصل بعض اللاجئين السوريين على أكثر مما يحتاجونه من هذه التبرعات, فى حين يُظْلَم البعض الأخر وذلك بسبب عشوائية العمل لهذه الجمعيات الخيرية .

وفى نفس السياق, إن إهمال الهيئات الحكومية للاجئين السوريين يهدد بكارثة حقيقية, فهناك عدد كبير من اللاجئين السوريين يتسولون فى الشوراع, فى حين تلجأ بعض الفتيات للعمل فى الدعارة لسد حاجاتهم, بينما تحوَّل ميدان الحصرى بمدينة 6 أكتوبر إلى مأوى للبائعين الجائلين السوريين, وكذلك شارع الهرم وغيرها من الأماكن التى يعملون فيها دون تراخيص أو حتى إشراف من قِبَل الحكومة المصرية, فكل هذا يترتب عليه مشاكل عديدة من تعطيل لحركة المرور وانتشار الفوضي وغيرها .

ووفى سياق متصل, دعا المنسق العام للجنة الشعبية للاجئين السوريين بمدينة 6 أكتوبر إلي عمل "ائتلاف الخير" وهو عمل جميع الجمعيات الأهلية بشكل واحد لكى يوصل الدعم ولتبرعات لجميع الأسر السورية ولم يستجيب لهذ العمل سوى جماعة الإخون المسلمين وهيئة الإغاثة المسلمين والجمعية الشرعية واللجنة الشعبية بمدينة 6 أكتوبر وجمعية مسجد الرحمة.

فيما ناشد "السيد خالد حسني", منسق عام اللجنة الشعبية, وزراة الشئون الإجتماعية للتدخل والإشراف فى هذه العملية, ولكن أصدرت وزراة الشئون الإجتماعية قرارا وهمياً ينص على أن جمعية الهلال الأحمر هي المسؤلة عن تلقى التبرعات من المصريينولكنها لم تقوم بأى خطوه إيجابية حتى وقتنا هذا .

وهذا ما جعل بعض من الجمعيات الخيرية تمتنع عن التبرعات, فى حين أصبح يعمل بعض رجال الأعمال السوريينوالمصريين بتلقي تبرعات من الشعب المصرى لإغاثة اللاجئين السوريين ولكن دون إشراف أو متابعة من أى جهة حكومية .

فأين الحكومة المصرية من كل هذا, فالأمر يزداد سوءاً, فأصبح هناك من ينصب باسم الإغاثة لشعب سوريا, وأصبح هناك أطفال شوراع جدد وأيضا دعارة سورية وباعة جائلون, فأين السبيل .

المصدر: