العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > عن عمرو الليثي > مقالات عمرو الليثي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-22-2018, 03:52 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب محمود عبدالعزيز وعادل إمام والهجان

وحلت الذكرى الثانية للساحر الفنان الكبير والقدير والجميل الاستاذ محمود عبدالعزيز الغائب الحاضر الذى ترك علامة فى قلوبنا جميعاَ.. عرفته منذ كنت طفلاً صغيراً، فقد كان أعز أصدقاء أبى، رحمهما الله، وكان دائم الزيارة لمنزلنا وكانت تربطهما علاقة ودودة جداً ومعى ومع شقيقى، رحمة الله عليه، رأيته يدخل منزلنا منذ نعومة أظافرى، وكنت أرتبط به وأحبه حباً شديدا ولا أنسى له وقوفه معى واحتواءه لى ودعمه لى يوم وفاة شقيقى الأصغر شريف، وكان يقف بجانبى وبجانب والدى يأخذ العزاء فى وفاة المغفور له شقيقى.. أثرى السينما والتليفزيون بأعماله العظيمة التى لن تمحى من نفوسنا ولعل أقربها الى قلبى مسلسل رأفت الهجان. وكما ذكرت سابقاً فقد كنت مساعدا للمخرج الكبير يحيى العلمى فى هذا المسلسل وكان دور رأفت الهجان سيقوم به الفنان الكبير عادل إمام، وقد حضرت بالفعل جلسات بروفات العمل مع الفنان عادل إمام، وكان تحفظ الاستاذ عادل إمام على فكرة أن يبدأ المسلسل بوفاة رأفت الهجان، وكان يعتبر ذلك حرقاً للمسلسل، وحاول أن ينقل وجهة نظره لمؤلف المسلسل، الكاتب الكبير الراحل صالح مرسى، لكن الأستاذ صالح مرسى كان متمسكاً برأيه، وأتصور أن المخابرات العامة كانت متمسكة أيضا بنفس الرأى، خاصة أن رفعت الجمال الحقيقى قد توفى قبل فترة قليلة من بدء العمل فى المسلسل، وعندما تمسك الفنان عادل إمام برأيه لم يجد مفراً من أن يعتذر، وكانت المشكلة مَنْ هذا الفنان الكبير الذى يستطيع أن يؤدى مثل هذا الدور، وبالفعل وقع الاختيار على الفنان الكبير محمود عبدالعزيز.. وكانت المفاجأة أنه عندما تعاقد والدى رحمه الله الاستاذ ممدوح الليثى، رئيس قطاع الإنتاج، مع الفنان محمود عبدالعزيز على أجره فى مسلسل «رأفت الهجان» لم يضع الأخير أى شروط، لم يضع أى أرقام.. وكان أجره قليلاً جداً جداً وزهيداً. لم يسأل كم سيأخذ بقدر ما كان كل همه أن يعمل هذا الدور لأنه حابب هذه الشخصية. كان أجره قليلاً جداً جداً ً مقارنة بالأجور التى هو نفسه يحصل عليها فى القطاع الخاص، لكن حبه للشخصية جعله يتغاضى عن أى قيم أو أى أمور مادية فى سبيل تقديم هذا العمل. وكم كان محمود عبدالعزيز صادقاً فى مشاعره، وكانت دمعته سريعة، وقلبه قلب طفل صغير، كان يجزع لأى ألم يشعر به غيره، وكان مبهجاً يشع سعادة فى كل من حوله، حتى وإن كان هو من داخله حزينا.. كان الأستاذ محمود عبدالعزيز يعطى ملاحظات جانبية لزملائه وكان يراعى مشاعرهم جداً، فكان من الممكن جداً أنه عندما يقوم بأداء أى مشهد ويجد أن الممثل الذى أمامه أداؤه ضعيف فيقوم هو بإعادة المشهد عن طريق أنه يخطئ فى كلمة ويقول «ستوب نعيد تانى»، وبعدها يذهب إلى الفنان الذى يشاركه المشهد ويهمس فى أذنه كى ينصحه بشكل لا يستطيع أحد أن يشعر به.. أعتقد أننى مهما حاولت أن أكتب عن جمال هذا الإنسان العظيم لن تكفى كلماتى. رحم الله الساحر محمود عبدالعزيز.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع