إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-22-2010, 05:28 AM
هند محمد محمود هند محمد محمود غير متواجد حالياً
Banned
 

افتراضي تحقيقات ..18/2

18/02/2010
لماذا تصمت الكنيسة علي إساءة زكريا بطرس للرسول والقرآن؟


زكريا بطرس
نواصل نشر فصول من كتاب محمد الباز الجديد "القمص الملعون
لماذا تصمت الكنيسة علي إساءة زكريا بطرس للرسول والقرآن؟
زكريا بطرس طلب الاستقالة ...والكنيسة ترد عليه بقبول رغبته بتسوية معاشه لأن حالته الصحية والنفسية لا تسمح باستمراره في العمل

تصرف الكنيسة اللين مع زكريا ..يفتح الباب أمام التفسيرات المريبة ...والسؤال المنطقي
هو:لماذا تحمي الكنيسة بطرس؟

اللافت للانتباه أن البابا شنودة والذي يعرف بحزمه مع الخارجين علي تعاليم اللأرثوذكسية تهاون كثيرا مع زكريا
في أوراق الكنيسة القبطية رسالة من القمص زكريا بطرس يطلب فيها إعفاءه من الخدمة،وقد نشرت مجلة الكرازة صوت الكنيسة الرسمي ولسانها الناطق بما تقوله قرار قبول الاستقالة وكان هذا نصه:
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين
إلي القمص زكريا بطرس:
نعمة لكم وسلام من الكائن والذي كان والذي يأتي.
قرار رقم 3ب/01/03، بقبول رغبتكم في تسوية معاشكم وإنهاء خدمتكم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية عامة، إنه استناد للتكليف البابوي والكريم الصادر من حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريك الكرازة المرقسية في مصر وبلاد المهجر،بتاريخ 7/12 2003،والخاص بكنيسة السيدة العذراء بيرايتون بالمملكة المتحدة فإنني أصدر القرار التالي:
1 ــ قبول رغبتكم بتسوية معاشكم وانهاء خدمتكم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية عامة وعدم ممارسة أي عمل من أعمال الكهنوت، وذلك بناء علي الطلب المقدم منكم لحضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وبلاد المهجر بتاريخ 6/8/2002،والذي أبديتم فيه رغبتكم في تسوية معاشكم بدلا من طاعتكم لقرار قداسة البابا للخدمة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالدنمارك وذلك لأن حالتكم الصحية والنفسية لاتسمح بذلك.
2 ــ أن تلتزم بتنفيذ النقطة 1 من هذا القرار رقم 3ب/01/03،وذلك من تاريخ هذا القرار.
3 ــ صدر تحت ختمي وتوقيعي في يوم السبت المبارك 11/1/2003.
نتضرع إلي الرب يسوع أن يبارك في حالتكم الصحية والنفسية.
علي ابن الطاعة تحل النعمة والبركة.
الأنبا دانيال عبد وخادم الرب يسوع المسيح
بنعمة الرب أول أسقف لكرسي سيدني وتوابعها.
وقد أرسلت من هذا القرار عدة صور إلي كل من البابا شنودة والأنبا بيشوي بوصفه سكرتير المجمع المقدس ورئيس لجنة المحاكمات الكنسية، وإلي الشعب القبطي الأرثوذكسي بكنيسة السيدة العذراء والقديس والأنبا إبرام بيراتيون وإلي اللجنة التنفيذية المساعدة في تنفيذ القرار.
لكن حقيقة الأمر أن هناك فجوة عميقة ومتسعة بين الآراء التي أعلنتها الكنيسة وهناك علي سبيل المثال تسجيل صوتي للأنبا بيشوي يمكن أن تسمعه بسهولة من خلال عدة مواقع علي النت يقول فيه في جلسة المجمع المقدس :العام الماضي وبرئاسة البابا شنودة منع الأب زكريا بطرس من الخدمة ومن ممارسة أعمال الكهنوت،لكن قرار قبول الاستقالة ليس فيه إظهار لأي عيب من العيوب التي تأخذها الكنيسة علي زكريا.
لقد تم ايقافه فترة طويلة امتدت لسنوات عديدة عن الخدمة بسبب آرائه وأفكاره المخالفة تماما لقواعد الإيمان الأرثوذكسي، وهي مخالفات لاتتهاون فيها الكنيسة بل تعاقب الذين يعملون فيها ويرتكبونها عقوبات صارمة لاتقل عن الطرد من الكنيسة شر طردة ولا تقبل رجوعهم إليها مرة ثانية، لكن الموقف كان مختلفًا تمامًا، فقد خرج زكريا مرات عديدة من الكنيسة لكنه في كل مرة كان يتراجع ويبدي حسن نيته فيتم الصفح عنه ومسامحته ويتحرك من كنيسة إلي أخري.
تجاوز زكريا بطرس حدود اللياقة الكهنوتية إذا كان جائزًا أن يتم استخدام هذا التعبير ــ عندما سافر إلي لوس انجلوس وعقد محاضرات عديدة في بيوت الأقباط هناك، وردد أفكاره التي تأخذها عليه الكنيسة وسبق أن عاقبته عليها، فعل ذلك دون أن يحصل علي إذن من أسقفه ولا من أسقف الأيبارشية التي ذهب إليها ــ وهو ما يوقعه تحت خط عقوبة الحرم،لكنه لم يحرم، اكتفت الكنيسة بقبول استقالته كماقالت لأسباب صحية،فقد رفض قرار البابا شنودة بنقله من إنجلترا إلي الدنمارك،والمفروض أن قرار البابا لايرد،ولكنه رده وعلل ذلك بأسباب صحية وأخذت الكنيسة به ولم تناقشه بل إنها تمنت له الصحة والعافية،والقرار بصورته تلك يأتي في صف زكريا بطرس ولا يأتي ضده فأسباب الاستغناء عنه ليس فيها ما يدنيه،وكان طبيعيًا ألا ينصرف عنه الأقباط بل ويستمعون إليه.
هذا التصرف اللين من الكنيسة مع زكريا بطرس جعلها هدفًا للتفسيرات والتأويلات، فعندما نشرت صورة من هذا القرار علي منتديات الكنيسة جاءت التعليقات علي مجملها ومعظمها يدين الكنيسة ومنها مثلاً:
> طبعًا إحنا عارفين القرار ده ليه، بس فعلا ابن الطاعة أطاع القرار، ربنا يباركك يا أبونا زكريا وتحل البركة علي الكنيسة وراعيها قداسة البابا بنعمة المجد يسوع.. آمين.
> نعلم جيدًا بإعلان ونشر استقالة الأب زكريا ويعلمها الغريب قبل القريب ولأسباب عدة،فقبول الاستقالة حفاظًا علي الكنيسة وراعيها وشعبها،والرب يحفظ الجميع ويباركهم ويستعملهم لنشر كلمته المباركة آمين.
فهم الأقباط قبل المسلمين إذا أن هذا القرار ليس سوي لعبة كنسية،فالبابا شنودة وقع في حرج بالغ بسبب ما كان يردده زكريا بطرس عن الإسلام والرسول صلي الله عليه وسلم،وتعالت أصوات المسلمين ومطالبتهم بأن تأخذ الكنيسة منه موقفًا متشددًا فهو في النهاية ينتمي إليها ويرتدي زيها،ويعتقد الأقباط أن الكنيسة أخذت هذا الموقف مرغمة عليه، ولذلك فإن هناك حالة من الاتفاق شبه العرفية أن زكريا بطرس لايزال يتمتع بمكانته الكهنوتية ومازال من حقه أن يتكلم ولذلك فإنه يحظي بكل هذا الانتشار بين صفوف الأقباط داخل مصر وخارجها.
ويبدو أن البابا شنودة وصلته أصداء هذا الاهتمام فأراد أن يبعد الشبهة عن الكنيسة وعنه شخصيًا،فأصدر حكمه الذي يمكن أن نعتبره تعريفيًا وقد سبقت الإشارة إليه وتتم الإستعانة به كلما جاء الحديث علي سيرة زكريا بطرس، أما الأنبا بيشوي فيقول عنه إنه لن يدخل الملكوت أبدًا وأنه من المارقين علي الكنيسة ولايجوز له العمل كقس أو أخذ اعتراف أبدا ،ويذكر موقع كنيسة الأنبا تكلا أن بطرس ليس عضوًا حاليا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وغير مسموح له بممارسة أي نشاطات كنسية وحتي ليس مسموحًا له بأخذ الاعترافات أو ممارسة أي من الأسرار المقدسة حسب قرارات قداسة البابا شنودة الثالث والمجمع القدسي، ويرفض مدير أكبر غرفة مسيحية علي البالتوك زكريا بطرس لأنه يؤيد من يسبون البابا شنودة وأنه لا يليق أن يكون قسًا.
تظل هذه حتي الآن آراء أكثر منها معلومات
لكن عندما حاول نبيل لوقا بباوي أن يدافع عن البابا شنودة ويدافع عما يردده البعض من أن البابا شنودة علي علاقة بالقمص زكريا بطرس الذي يهاجم الإسلام ورموز الإسلام من خلال برنامجه "أسئلة في الإيمان" بقناة الحياة التي تبث إرسالها من قبرص،كتب بباوي القصة من بدايتها في كتابه"قداسة البابا شنودة والسهام الطائشة الموجهة لسيرته".
يقول بباوي: كانت علاقة البابا شنودة بالقمص زكريا بطرس أثناء وجوده في مصر فاترة،فقد كان القمص زكريا يخدم في إحدي الكنائس التابعة لمحافظة الغربية وكان يتمتع بموهبة ملحوظة في الوعظ والتأثير علي المتلقين، وذلك بأدائه المتميز في الوعظ الذي يصل إلي حد الأداء المسرحي بتخفيض صوته في بعض اللحظات وتعلية صوته في لحظات أخري،وموهبته في الوعظ جعلت الكثير من الكنائس تطلبه لكي يعظ فيها للمصلين في المحافظات المجاورة، هذا بالإضافة إلي أن القمص زكريا بطرس كان مميزًا بين أقرانه من رجال الدين المسيحي وفي اللاهوت وتفسير نصوص الإنجيل والتوراة،وعندما ذاع صيته نقل إلي كنيسة مار مرقص الرسول بمصر الجديدة وهي المعروفة بكنيسة كيلو باترا.
في هذه الكنيسة ـ كما يقول بباوي- أقام زكريا نهضة رعوية في الكنيسة وفي الوعظ جعلت الكثير من المسيحيين يتوجهون إلي الصلاة عنده، وكان لكثرة المترددين علي عظاته التي تقام في القاعة الملحقة بالكنيسة في الدور الأول مشهدا ملحوظا من الجميع،لدرجة أن عدد الحاضرين كان يفوق قدرة استيعاب القاعة، فتم إنشاء شبكة تليفزيونية في الدور الثاني بحيث يعظ في القاعة بالدور الأول ويشاهده المصلون في الدور الثاني من خلال شبكة التليفزيون، وكان يحضر إليه في موعد عظته الأسبوعي الكثير من أبناء الكنائس المجاورة وكان بعض الحاضرين يقفون في فناء الكنيسة وفي ملعب كرة السلة المجاور للقاعة التي يؤدي فيها عظته، وكان في وقت عظته يتم عمل خدمة من قسم شرطة مصر الجديدة حتي لا يتعطل المرور بمنطقة الكنيسة.
ذاع صيت القمص زكريا بطرس ونظرًا لفكره المرتب الكبير وسعة اطلاعه ورغبته في الشهرة وتبحره في علوم اللاهوت، قام بابتداع عقائدي في الديانة الأرثوذكسية يسمي نظرية الخلاص في لحظة وبدأ يعظ الحاضرين بهذه النظرية الجديدة، ولكن بعض القساوسة اشتكوه لقداسة البابا شنودة مدعين أن نظرية الخلاص في لحظة تخالف تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية،وعندما حلل البابا شنودة النظرية التي ينادي بها القمص زكريا وجدها بالفعل تخالف تعاليم الملة الأرثوذكسية وأنها هرطقة في صحيح الدين المسيحي، لذلك طلب منه عدم ترديد كلامه عن الخلاص في لحظة لأنها نظرية من مبادئ الملة البروتستانتية التي لا تتفق مع تعاليم مبادئ الملة الأرثوذكسية.
امتثل زكريا بطرس لأوامر البابا شنودة فترة قصيرة من الوقت، ولكنه عاد إلي الوعظ للمصلين الأرثوذكس بنظرية الخلاص في لحظة،لذلك قام البابا شنودة بشلحه من الخدمة في الكنيسة الأرثوذكسية ومنعه من الوعظ في الكنيسة،وفي ذلك الوقت كانت هناك سيدة من أثرياء الأقباط اسمها "مدام سهير" من المواظبين علي عظاته وكانت تعمل في السعودية هي وزوجها في قطاع البترول، فتركت للقمص زكريا فيلتها وبها حديقة كبيرة في منطقة الكوربة بمصر الجديدة، وكان يعظ في هذه الفيللا كل أسبوع في يوم الخميس وكان يخرج الشياطين والأرواح النجسة بالصلاة بعد انتهاء الوعظة.
زادت شهرته في كل أنحاء الجمهورية، وكان يردد دائمًا في عظاته نظرية الخلاص في لحظة والتي تعتمد في جوهرها علي الحديث الذي دار بين السيد المسيح وهو مصلوب مع لص اليمين،عندما قال لص اليمين للسيد المسيح اذكرني يارب حتي جئت في ملكوتك، فقال له السيد المسيح اليوم تكون معي في الفردوس.
ويفسر ذلك القمص زكريا بطرس بأن لص اليمين خلص في لحظة وسوف يدخل ملكوت الله بعد تلك اللحظة، وذلك مخالف للفكرة الأرثوذكسية، لأن الخلاص يقوم علي العمل الدائم والاجتهاد طول العمر حتي يدخل الإنسان ملكوت الله ونظرًا لوجود التناقض بين فكر الخلاص في لحظة والفكر الأرثوذكسي،اعتبر البابا شنودة أفكار زكريا بطرس مخالفة للمبادئ الأرثوذكسية وقرر إيقافه عن العمل في خدمة الكنيسة الأرثوذكسية لأنه لايوجد خلاص في لحظة واحدة ولكن الخلاص يأتي بعد عمل صالح وتقوي وخشوع طول العمر.
بعد ذلك حاول القمص زكريا بطرس العودة لخدمة الكنيسة، فحرضت مدام سهير بعض الأقباط الذين يحضرون عظات زكريا في فيللتها بالكوربة وأحضرت حوالي عشرين أتوبيسا كبيرا به الأقباط من محبي القمص زكريا، وتوجهوا إلي مقر الكاتدرائية بالعباسية ونزلوا في ساحة الكاتدرائية حاملين يفطا كبيرة تطالب بعودة القمص زكريا بطرس للخدمة.
كان نبيل لوقا بباوي في هذا الوقت مأمورًا لقسم شرطة الوايلي بالعباسية الذي تتبعه الكاتدرائية المرقسية،وكان رئيس الشرطة المكلف بحفظ الأمن داخل الكاتدرائية وخارجها،وزادت المظاهرات المطالبة بعودة القمص زكريا بطرس، فاتصل بباوي بقسيس موسي سليمان من أثرياء الأقباط الذي كان يعمل في مجال قطع الغيار المستعملة وكان له مخزن كبير في شارع أحمد سعيد بالعباسية وطلب منه أن يحضر إلي الكاتدرائية، وبعد حضوره أفهمه الوضع وسبب المظاهرات ودخلوا إلي البابا في مكتبه، وفهموا منه أنه استلم تعاليم الملة الأرثوذكسية بأصول ومبادئ معينة وأنه لايمكن أن يقبل أي تغيير فيها وأن نظرية الخلاص في لحظة من مبادئ الملة البروتستانتية التي تخالف مبادئ الملة الأرثوذكسية، وعرضوا عليه أن يعلن القمص زكريا توبته ولايعود إلي ترديد هذه النظرية ويقبل العفو عنه ويعود إلي الخدمة الكنسية الأرثوذكسية.
اتصل قسيس موسي سليمان بالقمص زكريا بطرس في منزله بميدان سانت فاتيما ووافق علي عدم العودة لترديد نظرية الخلاص في لحظة، وحضر للبابا شنودة وقدم اعتذاره وعدم عودته إلي الكلام عن نظريته وقبل البابا بعودته للخدمة في كنيسة ماري مرقص بمصر الجديدة مرة أخري.
عندما عاد زكريا بطرس إلي الخدمة عاد مباشرة إلي لقائه الأسبوعي يوم الخميس بالكنيسة ولكن لرغبته في الشهرة عاد إلي ممارسة الصلاة لإخراج الأرواح النجسة والشياطين من أجساد المرضي، وبدأ في العمل علي تنصير المسلمين مما أحدث بعض المشاكل في طريق الوحدة الوطنية بعد أن استطاع تنصير ناظرة مدرسة اسمها ناهد، وقد كانت مسلمة واستطاع أن يسجل لناهد «شريط كاسيت وشريط فيديو» تشرح فيه ناهد رحلة عبورها من الإسلام إلي المسيحية، وبدأ في توزيع هذه الأشرطة من الكاسيت والفيديو مما أحدث شرخًا في الوحدة الوطنية، وما أن علم البابا شنودة بهذه الواقعة حتي قام علي الفور بنقله إلي إحدي الكنائس باستراليا لأنه يحدث شرخًا في الوحدة الوطنية بسبب سعيه لتنصير بعض المسلمين.
في استراليا أحدث القمص زكريا بعض المشاكل وحاول العودة إلي القاهرة مرة أخري ولكن البابا شنودة رفض، رغم أن القمص زكريا وعائلته المكونة من زوجته وابنين وابنة يقيمون في القاهرة، وكان الرفض علي أساس عدم إحداث شرخ في الوحدة الوطنية، وقرر نقله من استراليا إلي لندن ليعمل في الخدمة في إحدي الكنائس هناك وأثناء خدمته في لندن حاول بكل الوسائل العودة إلي القاهرة ولكن البابا رفض ذلك ومنذ عدة سنوات تقدم باستقالته لقداسة البابا لعدم الوئام في العلاقة بينهما وقد قبلها الباب فورًا
ويصل نبيل لوقا بباوي إلي جوهر ما يريد أن يقوله ،فالعلاقات بين البابا والقمص ظلت متوترة طوال الوقت لعدم موافقة البابا علي تصرفات القمص وأفكاره والخلافات بينهما يعلمها جميع الكهنة في مصر والشعب القبطي في مصر، ولذلك فإن الإدعاء بأن البابا شنودة يحرض القمص زكريا بطرس علي القيام في قناة الحياة الفضائية بتشويه صورة الإسلام ورموزه بأسلوب يخدش الشعور الديني للمسلمين ويعكر صفو الحياة بين المسلمين والمسيحيين في كل أنحاء الدنيا ادعاء باطل، لأن العلاقة بينهما تشوبها الخلافات بعد أن تقدم القمص زكريا باستقالته ورفض الباب لعودته إلي القاهرة للعيش مع أولاده، وبذلك فليس للبابا سلطان عليه،وإذا كان هناك من يردد كلامًا مثل:لماذا لا يوقف البابا القمص زكريا عن الخدمة في الكنيسة؛ فإن الرد كيف يوقفه وهو مستقيل من الخدمة أصلاً؟
لا أستطيع إلا أن أقدر عريضة الدفاع هذه،ولا يستطيع أحد أن يجزم أن البابا شنودة يحرض زكريا بطرس علي أن يتطاول علي الإسلام ورسوله كل هذا التطاول البذئ والمتدني
ــ فلا توجد وثيقة لدي أحد يطلب فيها البابا شنودة شيئًا من هذا.
ــ ولا يوجد تسجيل لمكالمة هاتفية يتم الإتفاق فيها علي مضمون هذا الهجوم.
ــ ولم يحضر أحد جلسة ثنائية بينهما واستمع البابا يطلب من زكريا أن يوجه قذائفه المسمومة للمسلمين.
الأمر لا يخرج عن إطار التحليل الذي لا يعتمد علي معلومة واحدة حقيقية وموثقة،ليس هذا إعلانا مني ببراءة البابا شنودة أو عدم تحمله لجزء ولو صغيّر من الفضيحة العلنية التي أنتجتها الكنيسة واسمها «زكريا بطرس» علي الأقل من باب المثل الشعبي الشهير"الولد السفيه يجيب لأهله اللعنة»،فلأن زكريا في العرف الشعبي وبما يفعله يعتبر ولدًا سفيهًا فقد أتي للكنيسة ولكل من فيها باللعنة الدائمة والكبري.
لفت انتباهي في هذا الدفاع عن موقف البابا من نبيل لوقا بباوي،أن الرجل الكبير في الكنيسة الذي يعرف بحزمه وحسمه مع الخارجين علي تعاليم الأرثوذكسية تهاون كثيرًا مع زكريا بطرس،في كل مرة كان يخطئ وعندما يطلب الصفح يمنحه له البابا علي الفور،أعتقد أن عدم الحسم بهذه الطريقة منح بطرس اعتقادًا بأنه يستطيع أن يفعل كل ما يريده دون أن يتعرض لسوء.
ففي كل مرة يدخل من نفس الباب وبنفس الطريقة دون أن يعترضه أحد،فما الذي يجعله يغير أفكاره،واللافت أكثر أن الكنيسة أبعدته عن ساحتها حتي تتقي شره، قبلت استقالته ولم تأخذ معه أي إجراء يدينه،وهنا يظهر تناقض واضح فقرار الكنيسة بقبول الاستقالة يبرز أن الاستقالة تمت لأسباب صحية بل دعت للقمص أن يمن الرب عليه بالصحة والسلامة.
وما قاله نبيل بباوي ــ وهو كما أعرفه قريب الصلة من البابا ومن رجال الكنيسة الكبار بما يمكنه أن يعرف حقيقة ما يدور داخل الكنيسة - يؤكد أن بطرس قدم استقالته لأن البابا رفض عودته إلي القاهرة ليعيش مع زوجته وأولاده ورغم اختلاف السببين إلا أن كلاً منهما لا يشير إلي استغناء الكنيسة عن زكريا بغضب أو برفض لما فعله قبل ذلك ولما يفعله الآن،وهو ما يعني أن الدعم الذي يلقاه زكريا بطرس من الكنيسة ليس مباشرًا ولا مقصودا ولا مخططا له ولا متفقا عليه،ولكن في النهاية يحدث ما يعزز موقفه ولا يصرف الأقباط عنه.
ثم إن هناك ما هو أهم من ذلك كله
ما معني أن يتقدم أحد رجال الكهنوت باستقالته فتقبلها الكنيسة علي الفور وتستغني عن خدماته؟ ما معني أن يستقيل راهب من الحياة الرهبانية؟ كنت أعرف أن هناك من توقع الكنيسة عليهم عقوبات يطردون منها علي أثرها وهناك من يهربون من الدير عائدين إلي العالم مرة ثانية، لكن هذه كانت أول مرة نسمع عن استقالة لأحد رجال الإكليروس،وهو ما يؤكد أن الكنيسة لجأت إلي هذا الحل مضطرة،لم تجد أمامها ما يمكن أن تتخلص به من زكريا إلا هذه البدعة الإدارية فأقدمت عليها،وحتي تحفظ لنفسها ماء وجهها فقد جعلت أمر الاستقالة مباحًا ومتاحًا للجميع فمن أراد أن يستقيل من الكهنوت فليفعل،فالكنيسة ستوافق له علي ذلك فورًا.
لكن سيظل في خلفية هذه الصورة سؤال مهم ــ أو أعتقد أنه كذلك ــ وهو ماذا تعني هذه الاستقالة تحديدًا؟
ما الذي يمكن أن يترتب عليها؟إن الموظف الذي يتقدم باستقالته لابد أن يسلم عهدته للجهة التي كان يعمل فيها فإذا كان زكريا بطرس قد تقدم باستقالته فما الذي يجعله حتي هذه اللحظة يرتدي الزي الأرثوذكسي كان لابد أن تلزمه الكنيسة بخلع هذا الرداء عن نفسه حتي لا يحسب عليه أو يصبح كلامه حجة علي البابا فيؤخذ بما يقوله يمكن أن يقطع الطريق علي أحدهم قائلا إن الكنيسة طالبت طويلاً بتسجيل الزي الكنسي بشكل قانوني، حتي يقع من يرتديه دون وجه حق تحت المساءلة، لكن الحكومة كانت ترفض ذلك،وعليه فإن الكنيسة لم يكن أمامها شيء تفعله ضد زكريا بطرس،لم تكن لديها قوة أو في يدها سلطة تجبره من خلالها علي أن يخلع رداءه الكنسي الأرثوذكسي الذي يوحي من خلاله للناس أنه لايزال يتبع الكنيسة.
الآن الأوضاع تغيرت وسمح القانون بتسجيل الزي الكنسي،فهل يمكن أن تتحرك الكنيسة لإجبار زكريا بطرس علي خلع ردائه ،أم أنها ستتجاهل الأمر فيخرج علينا من يؤكد أن الكنيسة ليست مسئولة عنه.
هذا فقط مجرد تساؤل.



رد مع اقتباس
قديم 02-22-2010, 10:42 AM   رقم المشاركة : [2]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

الناس دى عايزة مننا ايه


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
..18/2, تحقيقات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع