إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-21-2010, 03:34 PM
هند محمد محمود هند محمد محمود غير متواجد حالياً
Banned
 

افتراضي مقالات:21/1/2010

21/01/2010
أسئلة احمد بهاء الدين عن الواقع الملتبس

د.جهاد عودة

في هذا المقال الاخير بشأن أسئلة المفكر الكبير احمد بهاء الدين والسؤال السادس الذي طرحه هو سؤال حساس جدا يتمثل في قول شيء: " كما ان هناك شيء اسمه سمعة الحكومة ، فهناك ايضا هناك شيء اسمي سمعة الشعب . وسمعة الشعب تدخل فيها عوامل عدة ، ومن الواضح ان سمعة الشعب المصري تتغير بسرعة".

2-في الحقيقة هناك علاقة تبادلية مركبه بين مفهومي مفهوم سمعة الحكومة ومفهوم سمعة الشعب. فليس صحيحا ان الشعب دائما رهنا لما تفعله الحكومة، كما ان الشعب في اغلب الاحوال متمرد علي تعليمات الحكومة وقوانيها باشكال علنية وفي كثير من الاحوال صامتة. فالسمعة الكلية للشعب او للحكومة هي محل القيم العملية والاخلاقية العامة. هذا فضلا عن ان الشعب والحكومة يتأثران ببعضهما البعض خلال ممارسته اليومية للسمعة في الواقع المعين او الاحداث المعينة. هذا القول لا يسمح لنا بفهم العلاقة بين المفهومين الا بشكل تصادمي علي نحو ليس واقعي ، ولكن اذا فهمنا العلاقة علي نحو وشكل تطوري فهذا الفهم سيخلق مجالا للتراكم والتعلم والتفاعل الايجابي يسمح بالتقدم. هنا اود ان اضيف مفهوما ثالثا لمفهومي بهاء الدين الا وهو مفهوم سمعة قادة الرأي. حيث يلعب هذا المفهوم المسير والسامح بخلق البيئة الايجابية للتفاعل بين سمعة الحكومة وسمعة الشعب. هكذا تنظم العلاقة بحيث نجد ان سمعة قادة الرأي في بلد ما توثر باشكال مختلفة علي سمعة الحكومة وسمعة الشعب. فسمعة قادة الرأي بما تعكسه من تأثير وأثر بسمعة الشعب وسمعة الحكومة وعليهما هي المؤشر الحاسم علي مدي امكانية تطور علاقات الدولة والمجتمع ناحية الديمقراطية والتسامح المدني. فلنأخذ مثلا مفهوم المستبد العادل والذي لم يفض بشيء كثير، احمد بهاء الدين كمفهوم حاكم للثقافة السياسية المصرية بل وطالب بالعمل علي تغيره بشكل جذري .

3-هذه الفكرة في الأساس ليست نبتا اصيلا للثقافة السياسة الاسلامية، ولكن نجد جذورا فلسفية لها عند افلاطون ، علي سبيل المثال، في كتابة " الجمهورية". ولكن شاعت وعلت خلال العصور الوسطي سواء المسيحية او الاسلامية. والتصور الاساسي للفكرة يقول ان الاستبداد هو واحد من مصادر العداشيء وطريقا لها . والعداشئ في هذا السياق تأتي بمعني المساواة التامة، بمعني شيء لكي تعم العداشيء وتشيع بين البشر فلابد ان يكون هناك حاكم قوي قادر علي فرض نظام للمساوة الكامشيء. المهم شيء مع التطور السياسي الصناعي في اوروبا، صار ينظر الي هذه الفكرة باعتبارها تحتوي علي تناقض منطقي صارخ، حيث صار من الواضح ان المقدمات المتساوية لا تولد نتائج متساوية بالضرورة، بعبارة اخري، ان المساواة في المراكز القانونية لا تؤدي بالضرورة الي المساواة في مخرجات الاداء . الامر الذي تم استبداشيء في الثقافة الاوروبية الحديثة بمفهوم المشاركة. فانقلب الامر الي القول بشيء مع المساواة في المراكز القانونية، وفي ضوء تفعيل مشاركة الافراد في تدبر احوالهم واحوال مجتمعاتهم، يدخل المجتمع في ديمومة التفاعل المجتمعي يولد ويسمح لكل فرد او جماعة ان يحقق اقصي قدراته، ومن تعظيم القدرة العامة ينبع الخير العام حيث يشارك الاخرين الاستمتاع بنتائج ومخرجات ليس لها دور كبير كفرد وكجماعة معينة في انتاجه. نحت اوروبا ومجتمعاتها نحو الليبرالية التي تولد الخير العام من التفاعل الفردي الجزئي، بينما ظلت بلادنا واقعة في براثن الوهم الجميل لفكرة المستبد العادل. والغريب ان احمد لطفي السيد ابو الليبرالية المصرية في 1914 اوضح بان فكرتي الليبرالية والمستبد العادل ضدان لا يجتمعان في قلب امة واحدة . فالمجتمع الذي يري ان هناك رشادة في منطق استبداد الحاكم مختلف جذريا مع المجتمع الذي يتبني منطق الحرية الفردية الذي يطلق طاقات الافراد من عقالها وصولا للخير العام . بل ورأت الليبرالية بان الاستبداد لا يمكن شيء منطقي ان يخلق العداشيء بأي معني من المعاني ، لان العداشيء تتطلب القدرة علي الاختيار، ولشيء من العدل ان يختار المرء بين البدائل المطروحة امامه، بالتالي يخلص اصحاب الفكر الليبرالي الي ان الاستبداد ليس طريقا للعداشيء، بل طريقا لاستبداد اكبر وحبس للروح في معاقل الوعي الزائف، وان الاستبداد هو مصادرة علي المطلوب الا وهي العداشيء. ففي الفكر المصري الحديث وقف محمد عبده نموذجا يبشر بالمستبد العادل وراح في المقابل لطفي السيد بنفخ في الثقافة والسياسة روح ليبرالية . انتهي الامر انكسار المشروع الليبرالي في نهاية العشرينيات من القرن الماضي الهيئات والجمعيات السلفية الكبري في 1924 و1925 وظهور الاخوان المسلمين في 1929 . واستمر الانكسار حتي اجتمع نفر من السلطة ومن المجتمع المدني في مطلع القرن الواحد والعشرين ليحاولوا انبات الليبرالية من قلب السلطوية ، فظهر الفكر الجديد الذي يقوم علي مبدأ ان الفرد عاقل، ويتعلم من البيئة المحيطة ، ويتكيف تحت الضغوط ، ويرنو الي المستقبل باعتباره قادرا علي التعامل معه بايجابية. هذه المحاوشيء تقول ان الامل الليبرالي لا يموت طالما هناك بشر وعقل.

4-سلام عليك يوم ولد، وسلام عليك يوم رحلت ، فنحن محزنون لغياب عقل مستنير مثل عقلك، ورحمنا لشيء في مواجهة عشوائيات الفكر والروح والسلوك التي تفيض بها مصر.





رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مقالات:21-1-2010


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع