العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدي العام
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-19-2010, 04:34 PM
العدل العدل غير متواجد حالياً
عضو
 

افتراضي توفيق الحكيم بين الادب والقانون

توفيق الحكيم

ولد توفيق الحكيم بالاسكندرية سنة 1878 من أب مصري كان يشتغل في سلك القضاء وأم تركية لها طبع صارم وذات كبرياء واعتداد بأصلها الارستقراطي. ولما بلغ سن السابعة ألحقه أبوه بمدرسة حكومية ولما أتم تعلمه الابتدائي اتجه نحو القاهرة ليواصل تعلمه الثانوي ولقد أتاح له هذا البعد عن عائلته شيئا من الحرية فأخذ يعنى بنواحي لم يتيسر له العناية بها إلى جانب أمه كالموسيقى والتمثيل ولقد وجد تردده على فرقة جورج أبيض ما يرضي حاسته الفنية لانجذب إلى المسرح.
وبعد حصوله على الباكالوريا التحق بكلية الحقوق نزولا عند رغبة والده الذي كان يود أن يراه قاضيا كبيرا أو محاميا شهيرا.

وفي هذه الفترة اهتم بالتأليف المسرحي فكتب محاولاته الأولى من المسرح مثل مسرحية "الضيف الثقيل" و"المرأة الجديدة" وغيرهما إلا أن ابويه كانا له بالمرصاد فلما رأياه يخالط الطبقة الفنية قررا إرسالة إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه.

لقد وجد في باريس ما يشفي غليله من الناحية الفنية والجمالية فزار المتاحف وارتاد المسارح والسينما. وهكذا نرى الحكيم يترك دراسته من أجل إرضاء ميوله الفنية والأدبية.

وفي سنة 1928 عاد توفيق الحكيم إلى مصر ليواجه حياة عملية مضنية فانضم إلى سلك القضاء ليعمل وكيلا للنائب العام في المحاكم المختلطة بالاسكندرية ثم في المحاكم الأهلية.

وفي سنة 1934 انتقل الحكيم من السلك القضائي ليعمل مديرا للتحقيقات بوزارة المعارف ثم مديرا لمصلحة الارشاد الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية.

استقال توفيق الحكيم من الوظيفة العمومية سنة 1934 ليعمل في جريدة "أخبار اليوم" التي نشر بها سلسلة من مسرحياته وظل يعمل في هذه الصحيفة حتى عاد من جديد إلى الوظيفة فعين مديرا لدا الكتب الوطنية سنة 1951 وعندما أنشئ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب عين فيه عضوا متفرغا وفي سنة 1959 قصد باريس ليمثل بلاده بمنظمة اليونسكو لكن فترة إقامته هناك لم تدم طويلا إذ فضل العودة إلى القاهرة في أوائل سنة 1960 ليستأنف وظيفته السابقة بالمجلس الأغلى للفنون والآداب ولقد منحته الحكومة المصرية اكبر وسام وهو "قلادة الجمهورية" تقديرا لما بذله من جهد من أجل الرقي بالفن والأدب وغزارة إنتاجه كما منح جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1961.

ومن مؤلفاته نذكر أهل الكهف - شهرزاد - براكسا - صلاة الملائكة - بيجماليون - اللص - الصفقة - السلطان الحائر - الطعام لكل فم - بنك القلق - راهب بين النساء.

* من اقوال الحكيم
* لا شيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم.
* الانسان كائن متعادل مادياً و روحياً، هذا سر حياته.
* الجمال هو العذر الوحيد الذي يغفر للمرأة كلّ تفاهتها وحماقتها.
* ان عقل المرأة اذا ذبل و مات فقد ذبل عقل الامة كلها و مات.
* هل نعرف للزمان حدا؟ وهل نعرف لسلطانه غاية ينتهى اليها؟.
* المصلحة الشخصية هي دائما الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ.
* لا يوجد انسان ضعيف، ولكن يوجد انسان يجهل في نفسه موطن القوة.
* كل شيء في الوجود عندما يؤدي وظيفته جيداً، فانما يحقق الغاية من وجوده .
* يجب على الانسان أن يعرف كل شيء عن شيء ،ويعرف بعض الشيء عن كل شي.
* ليس للنساء عمل في الحياة سوى الحب، أما حياة الرجل فهي حب العمل، ومن هنا بدأ سوء التفاهم
* :طرائف الحكيم
* ورد فى كتابه " أنا والقانون والفن " إلى طرفة أخرى إبان عمله كوكيل نيابة وحدثت له أثناء حضوره لإحدى جلسات الجنح والمخالفات قائلا عنها :-
ما من شىء أستطاع أن يضىء لى معنى كلمة الفن فى مراميها الحقيقية مثل ذلك الموقف البسيط من مواقف " العدالة " فكنت أثنائها فى مقعد النيابة العامة فى محكمة صغيرة من محاكم الأقاليم استمع فى نصف ضجر ونصف وعى إلى صوت القاضى ينطق فى رتابة مملة عن أحكام الغرامات على من تعاطى مهنة شيال بدون ترخيص – أو باع عجلاً مذبوحاً خارج السلخانه – أو ذبح أنثى جاموس أو بقر .... الخ
إلى أن جاءت قضية سرقة استرعت انتباهى إنها جنحة سرقة عادية أى أن المناقشة بين القاضى والمتهم هو أمرٌ يستحق الإصغاء والمشاهدة !!
فأعترف المتهم أنه استخدم خيطا طويلاً متيناً ربط فى طرفه حبة قمح وجعل يتربص بدجاجه مارة فى أحد الأزقة . فما أن أبتلعت الدجاجة حبة القمح حتى صارت فى يده بدون مشقة .
نظر القاضى إلى المتهم وقال معقباً
- يعنى إصطدت الفرخة بطعم وشبه سنارة كأنها سمكة ؟
- وهل صيد السمك حرام يا سعادة القاضى ؟
- صيد السمك مش حرام – لكن صيد الفراخ حرام !
- إزاى ؟
- لأن السمك فى البحر ليس له صاحب ، لكن الفرخة لها صاحب !!
- ما كانش لها صاحب ، كانت ماشية تايهة فى الحارة ، يعنى يا سعادة البيه لو لقيت من غير مؤاخذه كلب تايه فى الحارة وأخذته أبقى حرامى ؟
- الكلاب غير الفراخ ، إنت ياراجل متهم بسرقة فرخه !
- أنا يا حضرة القاضى ماسرقتهاش ، هى اللى بلعت قمحتى من جوعها ، ولو كان لها صاحب ما كانش يسيبها فى السكة تلقط قمح الناس .
وأصدر القاضى حكمه على سارق الدجاجة بالحبس ثلاثة أشهر مع الشغل وأنا أذكر فى حجج سارق الدجاجة . وأرى على رغم ما فيها من السفسطة براعة فنية تشكك فى إنطباق وصف السرقة .

وسجل الحكيم أيضا تلك الطرفة فى كتابه " أنا والقانون والفن " بعنوان الحاوى فكتب يقول عنها
كانت جنحة تشرد وقال القضى للمتهم :
- أنت متهم بالتشرد ، على الرغم من إنذار البوليس لك .
فقال الرجل بنبرة استنكار واحتجاج
- أنا متشرد ؟ عيب !!
وقلب القاضى صفحات الملف الذى الذى أمامه وقال
- وارد فى محضر البوليس أنه ليست لك وسيلة مشروعة للتعيش فقال الرجل باعتزاز
- أنا حاوى ياسعادة البيه
- والحاوى يعتبر صاحب صنعة مشروعة ؟
- طبعا ياسعادة البيه – هو كل واحد يقدر يكون حاوى ؟ أنا ضيعت عمرى كله فيها. اتعلمتها وأنا صغير يادوبك ابن عشر سنين – تحب أفرج سعادتك ؟
- تفرجنى على إيه ياراجل إنت
- يمكن لما تشوف الشغل يا بيه ، تحكم بأنها صنعة ولا كل صنعة . صنعة شطارة وحداقه وفن طبعا وقبل أن ينتظر الحاوى رأى القاضى شمر عن كم ساعده الأيمن على الفور وفى عجلة وخفة متناهيه اقترب من المنصة قائلاً
- " بسم الله الرحمن الرحيم " ثم مدّ أصابعه إلى ذقن القاضى فأخرج منه كتكوتاً أصفر – وإذا بالكتكوت يقفز أمام أعيننا المندهشة فوق منصة القاضى ، فضج جمهور الحاضرين بأصوات يختلط فيها الإعجاب بالضحك وعلا التهليل والتكبير " الله أكبر "
، ولم يدر القاضى أيضحك هو أيضا أم يعجب أم يغضب وعندئذ فطن الحاوى إلى الموقف فمد يده ، وسرعان ما أختفى كتكوته . وقال له القاضى
- أقتنعنا أنك بارع ، وأن براعتك فى خفة اليد ، لكن هل كل خفة يد تعتبر صنعة شريفة ؟ النشال أيضا بارع فى خفة اليد ،
فقال له الحاوى محتجاً بقوة .
- وأنا نشال لا سمح الله ؟ النشال خفة يده فى جيوب الناس ، لكن أنا يا سعادة البيه رغم خفة يدى عمرى ما سرقت حد ولا حطيتها فى جيب حد خفة إيدى بتبسط الناس وتدهشهم وكل واحد بعدها بيدفع لى القسمة عن طيب خاطر وصاح قائلا أنا فنان يابيه أنا فنان

عصا الحكيم تتحدث :-
ذكر الحكيم فى كتابه " إبنة من الخشب " تعليقاً على عصاه الخشبية الملازمة له من حق هذه العصا ومن العرفان لها ببعض الجميل أن أصمت وأقدمها هى وأدعوها للكلام " فتحدثت عنه تقول :
" كانت معرفتى به مرتبطة بعمله فى القضاء – فعندما عينوه وكيلاً للنيابة فى الأرياف كان يقوم لتحقيق الجرائم ، ومعه سكرتير كهل أبيَض شعره وجعل له وقاراً فكان رجال الأمن فى الريف من عمد ومشايخ وخفر يستقبلون السكرتير بالاحترام – على أنه وكيل النيابه ، ويهملون الوكيل الأصلى لمظهره الشاب الصغير يحسبونه هو المرؤوس .
فأشار بعض المجرمين على صاحبنا أن يحمل عصا لتوحى بأنه هو الرئيس . إذ لا يعقل فى الريف أن يكون المرؤوس هو الذى يحمل العصا فى حضرة رئيسه .
واشترانى وحملنى فى يده فلم يخطئه بعد ذلك العمد والخفراء . فما أن حل فى مكان حتى يهرع إليه الجميع ، موقنين أنه هو وكيل النيابة .
ومنذ ذلك الوقت الذى يزيد عن نصف قرن ، وأنا ألازمه ملازمة ذراعه فقد أصبحت عادة من عاداته الراسخة ، بغير مصاحبتى له وإتكائه على يتعثر فى طريقه وخاصة اليوم فى شيخوخته .
التوقيع:
"ما كان لك سيأتيك على ضعفك وما ليس لك لن تناله بقوتك ، وعزتى وجلالى لأرزقن من لاحيله له حتى يتحير اصحاب الحيل" حديث قدسي.
رد مع اقتباس
قديم 02-19-2010, 07:16 PM   رقم المشاركة : [2]
tota
عضو
 
افتراضي

الله يرحم كاتبنا العظيم توفيق الحكيم ويجعل مسواه الجنه ويكرمه فى الاخرة زاى ماكرمنا بكتباته الرائعه فى الدنيا مثل الكنز _ والعش الهادئ _ وصلاة الملائكه التى ترجمت كلها الى الفرنسيه ...........! عليه رحمة الله ..


tota غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الادب, الحكيم, توفيق, والقانون


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع