العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدي العام
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-08-2009, 01:53 AM
هند محمد محمود هند محمد محمود غير متواجد حالياً
Banned
 

افتراضي المصرى اليوم و ممدوح الليثى




ممدوح الليثى متحدثاً
حوار أحمد الجزار ٢٥/ ٨/ ٢٠٠٩


الليثى

أقوى سيناريو لم يكتبه السيناريست ممدوح الليثى، هو سيناريو قصة حياته ومشواره فى كواليس ماسبيرو، ومؤشر اقترابه وابتعاده عن طموحاته الوظيفية، وأسرار علاقاته، والقصص التى يرويها الموظفون عنه فى كواليس ماسبيرو، بالإضافة إلى انخراطه فى أداء قريب من السلطة سواء كضابط شرطة أو موظف عام كبير دار فى فلك السياسات القائمة أو عارضها من خلال مواقفه أو الأفلام التى كتبها.

وفى هذا الحوار يفتح لنا الليثى قلبه فى اعترافات بلا شاطئ جمعت بين السياسى والإنسانى والوظيفى، حيث انتقل من الحديث عن مأساة وفاة ابنه، الذى لم يتجاوز عشر سنوات إلى ورطة اتهامه فى قضية أطاحت برئاسته لقطاع الإنتاج فى التليفزيون، و«فرملت» طموحاته الوظيفية.

وإذا كان من حق الليثى تفسير ما حدث، وإذا كان من حقه تقديم ملابسات القضية من وجهة نظره، سيظل حق القارئ قائما فى فهم هذه الاعترافات، وله أن يتفق أو يختلف مع ما قاله الليثى من أن القاضى الذى حكم ضده فى القضية التى وصفها بأنها «ملفقة»، هذا القاضى على حد تعبيره «باس إيده» وطلب منه أن يسامحه بعد أن أظهر القضاء براءته.. وفى كل الأحوال نشكر جرأة الليثى فى تقديم اعترافات لم يعلنها من قبل مثل أنه كان مرشحا لتولى وزارة الإعلام فى حكومة كمال الجنزورى لولا شهادة سلبية من عبد الرحمن حافظ.. وفى هذا الحوار الكثير والكثير الذى يمكن قراءته بين السطور.

نبدأ الحوار بمفارقة وردت على لسان الليثى فى معرض إجابته عن سؤال يتعلق برؤيته لمستقبل مصر، فقال بالنص: أنا شخص غير متشائم بطبعى، ولكن إذا لم تنصلح حال البلد خلال الفترة المقبلة فكل أبناء مصر من الأجيال القادمة سيتحولون إلى شحاذين وسيقاتلون بعضهم البعض من أجل «لقمة العيش».

ويبدو أن الأزمة الصحية التى تعرض لها الليثى مؤخرا كانت مدخلا لتسهيل اعترافاته، فقد اقترب من الموت قبل أن يستعيد قلبه المتوقف نبضات الحياة من جديد، وعن هذه التجربة يقول:

شعرت بعد صلاة الفجر بحالة من النهجان وكنت أستعد لقراءة بعض الصحف، وعندما زاد الألم اتجهت إلى أحد المستشفيات القريب من المنزل، وقاموا بإجراء الإسعافات اللازمة فى أسرع وقت، خاصة بعد أن توقف القلب تماما بعد وصولى بدقائق، ثم قمت بإجراء أشعة مقطعية واكتشفت أن هناك شريانين فى القلب يحتاجان إلى دعامات، وقد قمت بإجراء الجراحة ثم أجريت أخرى لوضع جهاز كهربائى فى القلب، حتى يحافظ على استمرار ضربات القلب.

وقد عشت أوقاتاً عصيبة خلال هذه الفترة، لأننى لا أحب المرض كما أن الجراحة ليست سهلة، وكان من المقرر أن ألزم الفراش بعدها أكثر من شهر، ولكننى رفضت الالتزام بتعليمات الأطباء، بسبب التزامى بمهرجان الإسكندرية السينمائى، لأننى لابد أن أشرف على كل التفاصيل بنفسى.

■ كيف كان رد فعلك بعد أن علمت بتوقف قلبك؟
- ضحكت لأننى عدت إلى الحياة مرة أخرى.

■ ولماذا لم تفكر فى التقاعد والتخلى عن المناصب التى تديرها ؟

ـ فكرت فى ذلك، ولكننى سريعا أستبعد هذا التفكير، لأننى بصراحة لا أريد أن أكون «صايع»، وإذا قررت أن أتفرغ للجلوس فى النوادى سأصاب باكتئاب، ولكننى اتخذت قراراً بأن أخفف من أعبائى قدر المستطاع، وهناك مفاوضات بينى وبين زوجتى لإقناعى بإدارة منصب واحد فقط بدلا من إدارة جهاز السينما وجمعية نقاد وكتاب السينما وأيضا اتحاد النقابات الفنية، ولكننا مازلنا فى مرحلة المناقشة.

■ لماذا تحب المناصب إلى هذه الدرجة؟

- هذا ليس حقيقياً، ولكننى أعشق النجاح فى أى منصب أحتله وأسعى لأن أنتقل دائما من نجاح إلى آخر، وليس من منصب إلى آخر، لأننى شخص دؤوب يحب العمل، ولدى إصرار فظيع على تحقيق أحلامى وأكره الفشل وإذا فشلت أصاب بمرض وأعتقد أننى حققت نجاحات عديدة بداية من أفلامى، التى نالت شهرة كبيرة ونجاحات لم تشهدها أفلام أخرى فى تلك الفترة، كما أننى حصلت على جائزة الدولة التقديرية منذ ١٧ عاما فى الوقت الذى يسعى فيه أشخاص عديدون للحصول على نفس الجائزة الآن، كما نلت النجاح فى كل المناصب التى قمت بقيادتها.

■ ما المأساة الأكبر فى حياتك ؟

ـ وفاة ابنى شريف، الذى توفى عام ١٩٨٣ وكان عمره لا يتجاوز العشر سنوات، وكانت هذه المأساة لا تضاهى أى خسائر عشتها أو انتصارات حققتها وأؤكد لك أننى مازلت أعانى من أثر هذه المأساة، وقد تعلمت منها أن آخذ بيد أى إنسان يفقد ابنه سواء كان رئيسا أو خفيرا وأذهب إلى مكانه كى أواسيه، وقد فوجئت فى عزاء ابنى بالكاتب سمير رجب الذى جاء العزاء دون أن يعرفنى، وقال لى إن هذا اليوم يتزامن مع الذكرى الأربعين لوفاة نجله أيضا، كما حضر الكاتب إبراهيم سعدة دون أن يعرفنى، لأنه فقد ابنه وعلمت وقتها معنى أن يفقد أى أب ابنا له.

■ لماذا لم تحاول إعادة الإنجاب مرة أخرى؟

ـ كان ذلك صعباً للغاية، لأن مراحل الحمل والإنجاب ومن بعدها مراحل القلق التى تعيشها مع الطفل بعد أن يولد ثم مرحلة النمو حتى يكتمل عامه العاشر ثم تراه يموت أمام عينيك كان موقفاً قاسيا، لذلك كان تكرار التجربة أمرا صعبا، واكتفيت بما رزقنى الله وعوضنى الله بأحفاد هم شريف ومحمد وياسمين من ابنى عمرو.

■ نريد اعترافا تفصيليا بحقيقة التهم الإدارية واللاأخلاقية التى حوكمت بسببها أثناء توليك منصب رئيس قطاع الإنتاج؟

- كانت هذه المأساة الثانية، التى تعرضت لها فى حياتى، لأننى تعرضت لظلم كبير فى الوقت الذى كنت أستعد فيه لتبوء منصب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ودُبِر لى مقلب لا أخلاقى واتهامات كاذبة جعلتنى أتوقف لمدة خمس سنوات مدة التحقيق فى هذه القضايا، حتى ظهرت البراءة وتمت إدانة النيابة الإدارية، وأكد القضاء أن ما حدث معى كان أكبر تلفيق قامت به النيابة الإدارية فى تاريخ القضاء وصدرت ثلاثة أحكام من المحكمة الإدراية العليا لصالحى، وقد طالب القاضى فى الحكم الثالث بمحاكمة المسؤولين، وأكد أن التحقيق ليس باطلا فقط ولكنه منعدم.

■ كيف كان أثر هذه الأزمة داخل بيتك ؟

ـ أثبتت لى الأزمة أننى متزوج أعظم سيدة خلقها الله، لأنها عاشت معى هذه الأزمة مثل الجبل، لأنها مؤمنة ببراءتى ووقفت صامدة كما وقف بجوارى نجلى عمرو وأقاربى، ولم يصدق أحد ما قيل ضدى وقد سافرنا لإجراء عمرة بعد البراءة، وتقابلت مع القاضى الذى حكم ضدى وقلت له إننى دعوت عليه، ثم قابلته مرة أخرى وهو على فراش المرض وقبَّل يدى وطلب منى أن أسامحه والله على ما أقوله شهيد، وأعتقد أن هذه المحنة والأزمة لا تساوى واحداً على ألف من مأساة وفاة ابنى، ورغم ذلك عوضنى ربنا أيضا على ذلك وانتخبت بعدها ثلاث مرات كنقيب للسينمائيين.

■ ماذا كان شعورك بعد البراءة من القضية، وهل تم تعويضك؟

- لقد خسرت منصب رئيس الاتحاد، وأيضا رئاسة مدينة الإنتاج الإعلامى، لأننى الذى قمت ببناء هذه المدينة، وقال لى صفوت الشريف وقتها استعد لرئاستها، ولكنى استبعدت بعد هذه القضية وتولى بدلا منى عبدالرحمن حافظ، الذى أدين بعد ذلك، ولم يعوضنى أحد وقد أكون اليوم أفضل حالا مما كنت أتوقع، لأننى أدير جهاز السينما وأتولى منصب رئيس النقابات الفنية، كما أن آخر إنتاج قدمته سيعرض خلال أيام فى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى، وهو فيلم «واحد صفر» الذى أتمنى أن يحصل على جائزة، لذلك لم أغضب مما حدث لأنه لا يوجد منصب يستاهل الزعل، لأن الكفاءات عملة نادرة ولا تصدق ما يقال إن مصر مليئة بالكفاءات والشخص الكفاءة هو الذى يصنع تاريخه.

■ بحكم اقترابك من عبدالرحمن حافظ، هل توقعت ما حدث معه ؟

- لم أكن قريبا منه، ولكنه زميل عزيز قمت بإحضاره ليعمل معى فى قطاع الإنتاج، وكنت رئيسه ثم أصبح رئيس كل حاجة.

■ وهل غضبت عندما أصبح عبدالرحمن حافظ رئيسك ؟

- تعلمت ألا أغضب مما كتبه الله، ولا تظن أن الله يترك مظلوماً أو ظالماً وأعتقد أن الله لا يؤجل كل شىء ليوم القيامة، ويحاسب فى الدنيا، وأؤكد لك أن كل من ظلمنى أخذ عقابه.


ولماذا لم يتم ترشيحك لرئاسة مدينة الإنتاج بعد رحيل عبدالرحمن حافظ ؟ـ

عمرى الآن تجاوز ٧٢ عاماً وأعتقد أن هذه السن أصبحت غير مناسبة لإدارة مدينة الإنتاج، لأنها تحتاج إلى شخص يدير ويخطط طوال الوقت لتطوير هذا الكيان لأنه مسؤولية صعبة وأعتقد أنها تحتاج إلى شاب ليقدر على تحمل كل هذه المشقة.


■ ولماذا قررت الاتجاه إلى الكتابة وترك عملك كضابط شرطة ؟

- لأننى كنت أهوى الكتابة، وقد عملت فى بداية حياتى كصحفى فى مجلة روز اليوسف لمدة ثلاث سنوات خلال الفترة من ١٩٥٦ إلى ١٩٥٩، وعملت مع عدد كبير من الكتاب ومنهم مفيد فوزى ورؤوف توفيق وأحمد بهاء الدين وصلاح جاهين، وقد قمت وقتها بإجراء حوارات مع عدد كبير من الأدباء ومنهم طه حسين، ولكننى تركت الصحافة بعد أن التحقت بالشرطة، ثم تركت الشرطة لألتحق بمعهد السينما، لأننى كنت أرى أن مستقبلى سيكون فى الكتابة ووقتها كتبت فيلما بعنوان «تاكسى» وحصل على جائزة الدراما وقتها، ويعتبر وحيد حامد سيناريو هذا الفيلم نموذجاً للسيناريو السينمائى كما يجب أن يكون.

■ ولماذا ابتعدت عن الكتابة الآن؟

- أفلامى حققت نجاحات كبيرة فى الوقت الذى لم توجد فيه صحافة حرة وما قلته فى أفلامى يقال الآن فى الجرائد، التى قد لا توزع بالقدر الكافى، لأن الكلمة الجريئة الحرة أصبحت رخيصة وهذا لا يمنع أننى كنت أحاول الكتابة من وقت لآخر وكان آخر أعمالى فيلم «الرئيس والمشير»، الذى يحكى العلاقة بين الرئيس جمال عبدالناصر والمشير عبدالحكيم عامر، وقد قمت بكتابته فى أربع سنوات، ولكن الفيلم توقف بسبب الرقابة التى رفضت إجازته، وهذا ما اضطرنى إلى تحريك دعوى قضائية فى مجلس الدولة ضد الرقابة للتصريح بإنتاج الفيلم الذى أتمنى أن يختتم مشوارى فى الكتابة.

■ ولماذا لم تلجأ للرئيس كما فعلت فى فيلم «الكرنك»؟

- الموقف مختلف، لأن فيلم «الكرنك» رفض عرضه يوسف السباعى، وزير الثقافة، وهو نسخة جاهزة للعرض ثم طالب الرئيس أنور السادات بمشاهدة الفيلم ثم طلب عرضه دون أى ملحوظات، وكانت هذه الواقعة سبب كراهية يوسف السباعى لى، لأننى فرضت عليه الفيلم ثم مات وهو غاضب منى، ولكن موقف سيناريو الرئيس والمشير مختلف لأن المشروع لم ينفذ ولن أستطيع أن أرسل للرئيس نسخة من السيناريو.

ولماذا تُتَّهم دائما أن هناك من يكتب لك أعمالك؟

- هذا الاتهام تعرض له العديد من الكتاب ومنهم وحيد حامد ومصطفى محرم وغيرهما الكثير، ولكن ردى الوحيد أنه بعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم «ميرامار» على سبيل المثال، وقام جمال عبد الناصر بتهنئتى على الفيلم لماذا كان يصمت هذا الشخص الذى كتب لى أعمالى؟ فلو كان هذا حقيقياً لأصيب هذا الشخص بالجنون.

■ وهل أنت راضٍ عن الأعمال التى أنتجتها فى جهاز السينما ؟

ـ بكل تأكيد وقد حصل معظم هذه الأعمال على جوائز فى مهرجانات سواء داخل مصر أو خارجها بداية من فيلم «معالى الوزير» لأحمد زكى مروراً بفيلم «إنت عمرى» و«إسكندرية نيويورك» و«حب البنات» و«لعبة الحب» و«ملك وكتابة» و«واحد صفر»، ورغم ذلك هناك أعمال غير راضٍ عنها، وهما فيلما «فيلم هندى» و«كان يوم حبك» رغم أن سيناريوهى هذين الفيلمين كانا متميزين، ولكن المنتج النهائى جاء دون المستوى كذلك أعتبر فيلم «قبلات مسروقة» فيلماً متوسطاً.

■ وبمناسبة «معالى الوزير» هل كنت تتمنى أن تكون وزيرا ؟

- كنت مرشحا بالفعل لمنصب وزير الإعلام أثناء تولى الجنزورى رئاسة الوزراء كما ترشح فوزى فهمى لرئاسة وزارة الثقافة، ولكن سرعان ما انتهت الحكاية عندما علم الجنزورى بأنه مكلف بإجراء تعديلات بالمجموعة الاقتصادية فقط، وليس كل الوزارات، وأعتقد أننى كنت أطمح وقتها فى الحصول على هذا المنصب، لأننى سأكون وزيرا ناجحا وقد غضبت لعدم اختيارى، ولكن أعتقد إذا تم ترشيحى الآن لهذا المنصب بناء على طلب الجماهير سأرفض هذا المنصب، لأننى لم أكن مناسباً له صحيا، كما أننى أرجح ألا يزيد سن الوزير على ٥٠ عاما.

■ وهل تمنيت أن يحقق ابنك الإعلامى عمرو الليثى الحلم الذى لم تحققه ؟

ـ عمرو فنان وإعلامى مستقل وناجح، وأتمنى أن يظل على هذا المنوال لأننى أعتقد أن النجاح، الذى حققه فى هذه السن أفضل من أى وزير لأن الوزراء «غلابة».

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ممدوح, الليثى, المسرح, اليوم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع