إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 03:44 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب ونفس وما سواها

يعطى الله سبحانه وتعالى الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولا يعطى الآخرة إلا لمن أحب. وقيل للإمام أحمد بن حنبل: متى الراحة يا إمام؟ قال والله لا راحة إلا مع أول قدم نضعها فى جنة الرحمن. وقد قال المولى عز وجل فى الحديث القدسى «أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر».



فالدنيا بها ابتلاءات كثيرة جداً، وكما قال ابن مسعود رضى الله عنه ما ملئ بيت فرحا إلا ملئ ترحا، فلا يوجد إنسان فى هذا الكون إلا وكان ذاق الفرح وذاق الحزن، حتى ولو بمقادير مختلفة من شخص لشخص فالدنيا تتقلب والأحوال تتبدل وكما قال تعالى «كل يوم هو فى شأن»، وحينما يتعرض الإنسان لكرب دائماً يفكر فى طريقة لتفريج هذا الكرب، ولقد جعل المولى عز وجل لنا أسبابا كثيرة جداً لتفريج الكروب فعندما يفرج إنسان عن إنسان آخر كربة من كرب الدنيا يفرج عنه الله كربة من كربات يوم القيامة، ومع ذلك يمكن أن يفرج عنه كربة من كربات الدنيا؛ فعندما تفرج عن إنسان فقير أو يتيم أو مسكين أو محتاج أو غير ذلك؛ فمن المؤكد أن الله سيفرج عنك ما أنت فيه بفضله سبحانه وتعالى..

فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.. ففعل الخير هو الطريق إلى السعادة، ومن اعتاد فعل الخير يصبح هذا العمل جزءاً من حياته لا يمكن الاستغناء عنه. لكن الشىء الذى يكدر المؤمن أكثر من ابتلاءات الدنيا هو أننا كنا نسمات فى ظهر أبينا آدم حينما كان فى الجنة فلما أخرج من الجنة أخرجنا معه، فمازال قلب المؤمن يعيش على أمل أن يرجع مرة أخرى إلى الوطن الأول ألا وهو الجنة.. والطريق إلى الجنة معروف للجميع فالمولى عز وجل يقول فى كتابه العزيز «إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة». فمثلما كان الخروج من الجنة لسببين هما النفس والمال والمتمثلان فى إغواء إبليس لآدم عليه السلام بشجرة الخُلد والملك الذى لا يبلى سيكون طريقنا للجنة عن طريق النفس والمال، وتقديم النفس ليس من خلال الجهاد والقتال فى سبيل الله فقط، فأبواب الخير كثيرة ومفتوحة للجميع وعمل الخير لا يؤجل فنحن من نحتاج أن نسابق أنفسنا لعمل الخير طوال الوقت فأنت لا تدرى بأى لحظة سينتهى هذا السباق، فالعمر لحظة، فلنتمهل قليلاً فى حساباتنا وتقييمنا لأولوياتنا فنحن جئنا لهذه الحياة لنكتشف سبيل العودة إلى دارنا الأولى دار الحق، ودار الحق يستلزم دخولها بذل الجهد والاجتهاد فى الطاعات، فعن سيدنا عمر- رضى الله عنه- قال: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم وسيتخطى غيركم إليكم، فخذوا حذركم» فلنعمل لهذا اليوم الذى تتوقف فيه دقات القلوب وتسكت جميع الأصوات من حولنا وينقطع عملنا إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو دعوة ولد صالح فعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له..

وكل منا أعلم بما يعمل ويفعل ولكن ما أجمل شعور الإنسان الذى ينام وهو راض عن نفسه وعن عمله، فالإنسان خلق بفطرة سليمة تكره الشر والباطل حتى إن فعله فدائماً يشعر بشىء فى نفسه حتى يترك ما يفعله ويحاسب الإنسان على كل ما اكتسبت يداه لقوله- سبحانه: «فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره». فلنتعظ بمن سبقونا ولنراجع أفعالنا، فكل منا يخطئ ولكن خير الخطائين التوابون وهذا ما علمنا إياه رسولنا الكريم، فعن رسول الله- صلى الله عليه، وسلم: «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون» ويقول الحبيب المصطفى، صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» فلنسأل المولى العلى العظيم أن يغفر لنا ويغفر لأمواتنا ويتجاوز عن سيئاتنا ويعفو عنا.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع