إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 04:08 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب قمرٌ سيدنا النبى

نحتفل بذكرى ميلاد الرسول الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام، سيد الخلق، الرحمة المهداه للعالمين، الذى تجمعت الأخلاق الحميدة والآداب الشريفة فى خلقه فكان أحسن الناس وجها، وأحسنهم خُلقا، فيقول المولى عزوجل فى وصفه (وإنك لعلى خُلق عظيم)، ويقول النبى، صلى الله عليه وسلم، عن نفسه (أدبنى ربى فأحسن تأديبى)، وفى ذلك قول عائشة، أم المؤمنين، رضى الله عنها، حين سئلت: كيف كان خُلق رسول الله؟، فقالت «كان خُلقه القرآن» أى كل خصلة خير فى القرآن هى فى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وقالت عائشة، رضى الله، عنها فى وصف خلقه أيضاً: «لم يكن رسول الله فاحشاً ولا متفحشاً ولا يجزى السيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح وقالت: ما انتقم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى، فهو القدوة الطيبة والأسوة الحسنة لمن أراد الفوز والهداية والفلاح، قال تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» فهو أصدق من تكلم، فلم يعرف الكذب فى حياته، جاداً أو مازحاً، حتى لقب بالصادق الأمين قبل وبعد نزول الوحى، فكان عليه الصلاة والسلام عظيم الأمانة، حيث عرف بين أهله بالأمين، وله صلى الله عليه وسلم مواقف عديدة تعزز أمانته، ومنها موقف التحكيم حينما اضطرت قريش لإعادة بناء الكعبة من جديد، بعدما صدعت جدرانها... فلما وصل البناء إلى موضع الحجر الأسود أراد كل رئيس أن يتشرف بوضعه فى مكانه، فوقع بينهم التنازع والخصام الذى كاد أن يتحول إلى حرب دامية فى الحرم، إلا أن أبا المغيرة المخزومى تداركها بحِكمة، فاقترح عليهم أن يحكّموا أول رجل يدخل عليهم من باب المسجد، فقبلوا ذلك، واتفقوا عليه، وكان من قدر الله أن من دخل بعد هذا القرار هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأوه هتفوا، وقالوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد، وفى حديث لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، عن الأمانة أنه قال: (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له.



ولقد كانت قريش أعدى أعدائه. وكانت تعترف له بصفة الأمانة، ولقد كان أهل مكة يأتمنونه، صلى الله عليه وآله وسلم، على أموالهم حتى بعد ما كفروا برسالته.. وكان عليه الصلاة والسلام جمَّ التَّواضُع، فكان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال فى بيوتهم.. ومن صور تواضعه أيضاً ما رواه ابن ماجة فى سننه عن قيس بن أبى حازم: أن رجلاً أتى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (هوّن عليك فإنى لست بملك، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد) وكان يجلس بين أصحابه كواحد منهم، ولا يُعْرَف مجلسه مِن مجلس أصحابه، لأنَّه كان يجلس حيث ينتهى به المجلس، ويجلس بين ظهرانيهم فيجىء الغريب، فلا يدرى أيُّهم هو حتى يسأل عنه.. وقال له رجل: «يا محمَّد، أيا سيِّدنا وابن سيِّدنا، وخيرنا وابن خيرنا»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أيُّها النَّاس، عليكم بتقواكم، ولا يستهوينَّكم الشَّيطان، أنا محمَّد بن عبدالله، أنا عبدالله ورسوله، ما أحبُّ أن ترفعونى فوق منزلتى التى أنزلنيها الله».. وفى حيائه يقول أبوسعيد الخدرى رضى الله عنه: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء فى خدرها وكان إذا كره شيئاً عرفناه فى وجهه» رواه البخارى. وكان شديد الرحمة، فهو الرحمة المهداة للعالمين قال الله تعالى «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وكان رحيماً حتى بألد أعدائه، يقال له يا رسول الله: ألا تدعو الله على المشركين؟ لقد ضربوك وآذوك واضطهدوك وضيقوا عليك، فكان رد حبيبنا رسول الله عن أبى هريرة، رضى الله عنه، أنه قال «إنى لم أبعث لعانا. وإنما بعثت رحمة» وأكبر محبوب من الخلق للملك الحق هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الحبيب الأول لله عز وجل، كما أورد الإمام «الزرقانى» والإمام «البهيقى» عليهم الرضوان الأعلى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله اتخذ إبراهيم خليلا واتخذ موسى كليما واتخذنى حبيباً»، قال الله تعالى: «وعزتى وجلالى لأوثرن حبيبى على خليلى ونجيى». وشمائل وصفات رسولنا الكريم لا تعد ولا تحصى، فهو سيد الخلق أجمعين صلى الله عليه وسلم.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع