إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-16-2018, 04:08 AM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب حق الأم

حكى لى صديق قصة عن سيدة صالحة عمرها فوق التسعين.. يقول ابنها: فى يوم من الأيام جاءنى قريب لنا وأمى جالسة عندى، فلما دخل قال ما شاء الله الوالدة عندك؟ (يعنى فى البيت)، فقلت: لا أنا عندها- من باب الإكرام لها- فقالت الوالدة: لا يا بنى عندما كنت صغيراً كنت عندنا.. ولكن لما كبرنا صرنا نحن عندك.. ألم تقرأ قول الله تعالى: «إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما». يقول الابن: كأنى لأول مرة أسمع هذه الآية.. كل شىء فى الوالدين يضعف مع تقدم السن ورقّة العظم.. إلا عاطفة الأبوة والأمومة.. فلا تزداد إلا قوة. فاحذروا أن تطفئوا هذه العاطفة ببرودة مشاعركم!!، لا ترهقوا آباءكم بعصيانكم فوالله إن دمعة واحدة تجرى على خد أم أو لحية شيبة أب متحسرة كفيلة بإغراقكم فى ظلمات الحياة!!.. أكثروا من قول «ربِّ اغفر لى ولوالدىّ» فإنها تجمع بين ثلاث عبادات: الدعاء، والبرّ والاستغفار. اللهم اغفر لنا تقصيرنا وإسرافنا على أنفسنا واعف عنا وعن والدينا.


أب يخاطب ابنه ويوصيه: يا ولدى العزيز فى يوم من الأيام سترانى عجوزا غير منطقى فى تصرفاتى؛ عندها من فضلك أعطنى بعض الوقت وبعض الصبر لتفهمنى!!، يا ولدى عندما ترتعش يدى فيسقط طعامى على صدرى وعندما لا أقوى على لبس ثيابى فتحل بالصبر معى، وتذكر سنوات مرت وأنا أعلمك ما لا أستطيع فعله اليوم!!، يا ولدى إن لم أعد أنيقا جميل الرائحة فلا تلمنى؛ واذكر فى صغرك محاولاتى العديدة لأجعلك أنيقا جميل الرائحة!!، يا ولدى لا تضحك منى إذا رأيت جهلى وعدم فهمى لأمور جيلكم هذا ولكن كن أنت عينى وعقلى لألحق بما فاتنى!!، يا ولدى أنا من أدبتك.. وأنا من علمتك.. كيف تواجه الحياة؛ فكيف تعلمنى اليوم ما يجب وما لا يجب!!، يا ولدى لا تملّ من ضعف ذاكرتى وبطء كلماتى وتفكيرى أثناء محادثتك؛ لأن سعادتى من المحادثة الآن هى فقط أن أكون معك!!، فقط ساعدنى لقضاء ما أحتاج إليه؛ فما زلت أعرف ما أريد!!، يا ولدى عندما تخذلنى قدماى فى حملى إلى المكان الذى أريد فكن عطوفا معى وتذكر أنى قد أخذت بيدك كثيرا لكى تستطيع أن تمشى!!، يا ولدى لا تستحى أبدا أن تأخذ بيدى اليوم فغدا ستبحث عن من يأخذ بيدك!!، يا ولدى إنى كبرت فى السن وأعلم أنى لست مُـقبلا على فهم الحياة مثلك؛ ولكنى ببساطة أنتظر الموت فكن معى ولا تكن علىّ!!، يا ولدى عندما تتذكر شيئا من أخطائى فاعلم أنى لم أكن أريد سوى مصلحتك!!، يا ولدى إن أفضل ما تفعله معى الآن أن تغفر زلاتى وتستر عوراتى.. غفر الله لك وسترك!!، ما زالت ضحكاتك وابتسامتك تفرحنى كما كنت صغيرا بالضبط فلا تحرمنى صحبتك!!، يا ولدى أنا كنت معك حين ولدتك أمك؛ فكن معى حين أموت!.

إلى كل من له آب أو أم على قيد الحياة.. بروا آباءكم تبركم أبناؤكم فإنهم طريقك إلى الجنة، فقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما مقروناً بعبادته وما هذا إلا لعظيم شأن البر بالوالدين ومدى كبر أهميته، فيقول المولى عز وجل فى كتابه العزيز «وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا»، وبر الوالدين من أحب العبادات والأعمال إلى الله تعالى بعد الصلاة، وقدمه النبى صلى الله عليه وسلم، على الجهاد فى سبيل الله، وفى الحديث أن رجلا سأل النبى، صلى الله عليه وسلم: أى العمل أحب إلى الله؟، قال: الصلاة على وقتها. قال: ثم أى؟، قال: بر الوالدين. قال: ثم أى؟، قال: الجهاد فى سبيل الله. ومن عظمة الإسلام أنه جعل الاحتفاء بالوالدين وتكريمهما طوال عمر الإنسان وليس فى يوم أو سنة، فالإنسان يبر والديه فى حياتهما ويبرهما بعد موتهما، وبر الوالدين ليس بالكلام فقط، فالبر يكون بعمل ملموس بخدمتهما والعمل على رعايتهما والتكفل بهما بشكل كريم ومصاحبتهما بالمعروف كما أمرنا الله عز وجل، فما أسعد هذا الإنسان الذى يدرك والديه فى الكبر متذكراً قوله تعالى «وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا».
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع