إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-04-2010, 10:15 PM
سحر سحر غير متواجد حالياً
مشرف
 


افتراضي تحقيقات3|6

فيروس «c» والشذوذ والتعذيب لأهون سبب في سجن المنيا

منذ عام كامل وندا محمد علي تعاني،عرفتها مراسلة صحفية من المنيا،تتابع عن قرب ما يحدث في المحافظة القلقة والمقلقة،وإلي جوار عملها الصحفي كانت مهتمة بالعمل العام،كانت مسئولة عن إحدي الجمعيات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي،وكانت مسئولة أيضا عن مشروع للقروض الصغيرة للشباب،وبدلا من أن تسير الأمور بشكل طبيعي ومستقيم،وجدت ندا نفسها في ورطة كبيرة.
تعثر الشباب ولم يوف أغلبهم بقروضه،لتجد ندا نفسها متورطة في ديون تصل إلي 250 ألف جنيه،وأصبح الاتهام الذي يطاردها هو إهدار المال العام،دخلت في قضايا ومحاكم،
أبدت ندا ومن ورائها أهلها جميعا أن يسددوا المبلغ،بعد أن تتم جدولته،لأنه مبلغ كبير عليهم،ثم إنهم لم يحصلوا عليه من الأساس، واقترضت ندا واقترض اخوتها لإنقاذها من السجن الذي أصبح مؤكدا،وبعد أن دفعوا المبلغ،كانت الصدمة عندما حكمت المحكمة علي ندا بالسجن لمدة 3 سنوات،كان الحكم صادما،لكن الجميع سلموا له،فلا تعليق علي أحكام القضاء،وبدأت ندا في قضاء فترة العقوبة التي مر منها عام كامل حتي الآن.
منذ أكثر من شهر اتصلت بي شقيقة ندا،وهي تصرخ قالت لي إن شقيقتها تتعرض لتعذيب بشع في السجن،وأن هناك ضابطاً يذلها ويقول لها:إنت هتعملي لنا فيها صحفية أنا هاعرفك قيمتك كويس،أرسلت الأسرة شكاوي إلي مكتب وزير الداخلية،خاصة أن ندا أقسمت لأشقائها أن الضابط قام بكهربتها ولم يرحمها أو يضعف أمام توسلها أن يخفف عنها آلامها.
كان من المفروض أن أنشر ما جاءني من أخبار ندا،ليس علي سبيل الاتهام للضابط الذي قالت اسمه،وكانت ترجو أن أنشر حتي يعرف وزير الداخلية أن هناك سجينة تتعرض لانتهاك غير طبيعي،وأنها لا تطالب إلا بأن تتم معاملتها معاملة إنسانية لا أكثر ولا أقل.
لأول وهلة ترددت في النشر،خفت أن تضيع رسالة ندا أدراج الرياح،ألا تصل صرختها إلي وزير الداخلية،فتتعرض لانتهاكات أكثر،ولا أكون قدمت لها شيئا ينفعها،بل أكون ساهمت في الإضرار بها،قدرت أن الأمر يمكن أن يكون موقف من ضابط ضاق صدره بكلمة قالتها ندا عن أنها صحفية،وآخر ما أعرفه أن الصحافة ليست تهمة في مصر،حتي يتم تأديب من يعمل بها،وقدرت أنه قد تكون هناك مبالغة من ندا.
لكنني أعترف أنني كنت مخطئا،فقد وصلتني رسالة من سجينة تري نفسها حتي الآن مظلومة،وكان لابد أن أضعها أمام من يهمه الأمر،فما علي الرسول إلا البلاغ،وقد تأكد لي الخطأ الذي وقعت فيه،بعد أن وصلتني رسالة خطية من ندا،أرسلت بها من خلف الأسوار العالية للسجن الذي تعاني فيه الأمرين.
الرسالة مرتبكة تؤكد أن اليد التي كتبتها مرتعشة وخائفة ومترددة،أغلب الظن أنها كانت تكتب كلمة وتتلفت حولها،لأنها تخشي أن يطاردها سجان لن يرحمها،يمسك بيدها فيمنعها من أن تكتب ولو كلمة واحدة تعبر بها عما تعانيه.
رسالة ندا اعتبرها بلاغا إلي وزير الداخلية،وأرجوه أن يحقق فيه،من أجل نصرة فتاة راحت تحت أقدام إجراءات إدارية لا ذنب لها فيها،وقد رضيت بحكم القضاء،لكن كل ما ترجوه ألا يتم انتهاك آدميتها وكرامتها وإنسانيتها.
تقول ندا :"أشتاق إلي الحياة كثيرا وأشعر بالحنين إلي الحياة،أريد أن تساعدني مرة أخري،أن تنشر ما أشعر به داخل السجون،وما رأيته في هذ العام،لقد مر علي عام كامل،وتبقي لي عام آخر،ولا أعلم هل أستطيع أن أتحمل أو تكون لدي قدرة علي البقاء والأمور من حولي هكذا،إنني أريد أن أعيش داخل هذه الجدارن بأمل،وأملي أن أتنفس،وأن تصل أنفاسي إلي الآخرين.
إنني أتعجب وأنا أشاهد علي شاشة التليفزيون كلاما كثيرا عن حقوق الإنسان،أشاهد ذلك وكأني أشاهد شيئاً غريبا،فأنا بين هذه الأسوار مقيدة الحرية،لكن لم يقيد أحد قلمي،وكل ما أقوله أن حقوق الإنسان التي يتحدثون عنها مع الضباط وداخل السجون لا توجد علي الإطلاق.
إننا نشاهد الموت كل لحظة،فهناك في سجن المنيا العمومي نتعامل،مثل المعتقلين،حيث يتم ربط الأيدي من الخلف،وتقوم السجانات بوضع عصابة سوداء علي الأعين،هذا غير العقاب بالكهرباء ،ولا أدري سببا لذلك،إلا أن الضابط المسئول يريد ذلك،لقد قال لنا بصراحة :أنتم هنا ملكي وأنا الذي أقوم بقبض الأرواح،وقد سمعت أن هذا الضابط تورط في مقتل عدد من المساجين ،وقدم إلي المحاكمة بالفعل،لكن لم تستطع النيابة إثبات شيء عليها،لأنه يتصرف في السجن بحرص، لكنه لا يكف عن تهديد المساجين بقوله:سوف أقبض أرواحكم ..فلا أحد يشعر بكم وأنتم هنا خلف هذه الأسوار العالية.
لم أتخيل أن الدنيا سوداء إلي هذه الصورة داخل السجون،لقد حضرت العديد من الندوات عن حقوق الإنسان داخل السجون قبل ذلك،لكنني عندما دخلت السجن عرفت أن كل ما يقال في هذه الندوات ليس إلا سرابا،فلا توجد في السجن أي رعاية صحية،ولكي تحصل علي العلاج الضروري للإبقاء علي حياتك،فلابد أن تدفع،وإذا لم تدفع فأنت كالحيوان الذي لا قيمة له علي الإطلاق.
وإذا أكرمنا الله وقامت النيابة بزيارة السجن في أي وقت،يتم إغلاق الأبواب علينا حتي لا نتحدث مع رجال النيابة،والمعني أنه لا توجد أي مراقبة علي ما يحدث من السجن.
إن هناك أشياء كثيرة،لا أستطيع ترتيبها الآن،لكن الواقع يؤكد أن المخدرات والحشيش منتشران داخل السجون بكثرة،أنا مسجونة في قضية أموال عامة،ويعلم الله وحده كيف تورطت فيها،لست مجرمة،ودائما ما أسال نفسي:كيف أحمي نفسي من السيدات اللاتي يتحرشن بي في السجن، ففي السجن لا يمكن أن تحمي نفسك من التحرش الجنسي والشذوذ إلا بصعوبة،وإلا بعون الله وحده.
لقد كان غريبا أن تقول إدارة السجن أنها لا تستطيع أن تعالج النساء السحاقيات،لأنهن مريضات،ولا يمكن أن نعاقب المريضة علي مرضها،فهل هذا معقول،إنني أسال:كيف أحمي نفسي من المخدرات والحشيش اللذين يملآن السجون، وهل دخول السجن في مصر يعني أن تنتهي الحياة؟
إنني أتوجه بسؤالي إلي وزير الداخلية:من يرفع الظلم عني،ومن يحميني من الضابط (.....) لا أريد أن أنشر اسمه علانية،لكن إذا طلب مني وزير الداخلية ذلك فلن أتردد،لأني أريد أن يحميني من عذاب هذا الضابط،إنه لا يفرق يعذب الجميع،يدخل العنابر ويحرق البطاطين ويرمي المأكولات في الزبالة،وكل ذلك لأنه يريد أن يربي المساجين كما يقول.
هل من الطبيعي أن يعذب المسجون بلا سبب،ثم دعنا من هذا،إنني أسال:من الذي يحمي السجناء من الأمراض التي تنتشر في السجون بلا رحمة،بل من يحميهم من انتشار فيروس «سي»، خاصة أنه لا توجد أي رعاية صحية تذكر في السجون،هل لكم أن تتصوورا أن هذه السجون عبارة عن عنابر بدون دورات مياه،فنحن نجلس من الساعة الثانية ظهرا وحتي الساعة التاسعة من صباح اليوم التالي دون أن ندخل الحمام ،ويحدث هذا في سجن المنيا.
سيضحك الجميع علي الآن عندما أقول أيضا إن السجون لا يوجد فيها أي نوع من أنواع الأنشطة،أو العمل حتي تستطيع السجينات توفير مصاريف معيشتهن.
الأفظع والأخطر من ذلك،أن من يفتحون علينا الأبواب في السجن هن سجينات سابقات،وهؤلاء يتعاملن معنا بشكل لا إنساني، وهن اللاتي يقمن كذلك بتوزيع الطعام علينا،وليتهن يوزعون بالعدل بل إنهن يسطون علي غذائنا،فأين حقوق الإنسان في هذه التصرفات؟
لا أريد أن أبالغ في وصف ما نحن فيه،لكن الحقيقة نحن نعيش في قبور أسوارها عالية،نسمع أصوات الأحياء من بعيد،ونطمع في أن يسمع الأحياء أصواتنا،أريدهم أن يعرفوا أن هناك أناس مظلومون ومقهورون يريدون أن يصل صوتهم إلي وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي،وأن ينظر إليهم بعين الرحمة".
لن أزيد علي ما قالته ندا شيئاً، فأنا أعرف أنها صادقة فيما قالت،لا يوجد لديها شيء يدفعها إلي الكذب،وكل ما في يدي الآن أن أضع ذلك كله أمام وزير الداخلية..وله القرار الأول والأخير فيه.

التوقيع:
أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه .. وننسى أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة .. فابحث عن قلب يمنحك الضوء ولا تترك نفسك رهينةللاحزان
رد مع اقتباس
قديم 06-05-2010, 08:55 AM   رقم المشاركة : [2]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

مشكورة سحر عالنقل الطيب


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تحقيقات3|6


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع