العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > أقلام الاعضاء
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-01-2011, 04:00 AM
hanaa.sefrioui hanaa.sefrioui غير متواجد حالياً
عضو
 


افتراضي طفلة لبت الدعوة دون تفكير لأنها كانت تحتاج لتشغيل ملكة النفكير

طفلة لبت الدعوة دون تفكير لأنها كانت تحتاج لتشغيل ملكة النفكير ولابد من الحوار مع الاطفال بدلا من التعامل معهم بسطحية


قبل أن أحكي تلك القصة أريد أن أنبه أنه من عادة الطفل أن يكون كثير الأسئلة لكننا أحيانا نتصرف أمام تساؤلاته المشروعة بسطحية متناسين أن الطفل في هذه المرحلة بدأ يحس ويدرك بالكون وجميع الأشياء التي تحيط من حوله وبالتالي يحتاج لفهمها لذلك علينا أن نتعامل معه كعقلية في طريقها إلى الوعي والنضوج لا أن نتعامل معه بسطحية مستهنين ببداية تحرك قدراته الفكرية لذلك أنصح الآباء والأمهات أن يتحدثوا كثيرا مع أطفالهم كفكر يستمعون له ويقدرونه لأنه حينها سيفاجئون بنوعية الأسئلة المهمة التي تدور في رأسه
ولأن هذا من شأنه أن يطور ملكتهم في تلك المرحلة التي تحتاج منا للعناية بها هذا لو يهمنا فعلا تطوير فكر الأطفال
لا أتحدث من فراغ بل عن تجربة لطفلة كانت تحتاج آن تفهم عدة ظواهر طبيعية كانت غريبة على فكرها الطفولي وبالتالي محتاجة لأحد يناقشها ويفسر لها لا أن يتعامل معها بسطحية لأنه في هذه الحالة ستبدأ لوحدها بتحليل الأمور ولو بشكل مضحك أو غير لائق

أظن سأضطر أن احكي قصتها الغريبة لما فيها من استخلاص دروس وقضايا فلسفية وفكرية عميقة وأيضا دينية لأنه فعلا كل مولود يولد على فطرة...

كانت طفلة صغيرة جدا وكانت ليلة ممطرة أكيد سبق لها وشاهدت المطر يهطل لكنها لم تنتبه للظاهرة إلا في تلك الليلة، وهذا يدل على أولى بداية اشتغال ملكة فكرها وإحساسها بالكون، وبناءا على ذلك الحدث بدأت تتساءل محاولة فهم تلك الظاهرة وأسبابها..
كان يوما غريبا، أحيانا تهطل الشتاء ثم تتوقف ليأتي البرق وتهطل من جديد كانت صغيرة جدا لكنها تذكر ذلك اليوم جيدا وهي تطل من الشرفة لتفاجأ بهطول الشتاء وهي تراقب وتتأمل ذلك الحدث الذي كان بالنسبة لها ضخما، لكن أول ما حل البرق وما تلاه من رعد شعرت بالخوف من تلك الظاهرة فاختبأت هي أيضا بسرعة البرق لكن ما جعلها فجأة تتخلى عن خوفها وتتشجع هو منظر السماء بألوانها المتداخلة، السماء كانت تلمع كلها بالبرق وقبله الرعد بأصواته القوية المثيرة للرعب لكنها بالرغم من كل ذلك تخلت عن الخوف لأن سحر السماء جذبها ولم تستطع مقاومته، حينهما شعرت أنها تجذبها قائلة لها

اقتربي تعالي فلا تخافي لن نؤذيك
فاستجابت الطفلة للدعوة وخرجت من الشرفة وفتحت باب المنزل بالاستعانة بكرسي وخرجت للشارع وقررت التأمل في ذلك المنظر الرائع رغم رهبتــه ...ورفعت رأسها للسماء بانبهار شديد محاولة استيعاب تلك الظواهر الساحرة، الرعد- البرق- السماء بألوانها المتداخلة ثم هطول المطر الذي لم يوقفها عن التأمل بل كانت مستمتعة لان لحظة الانبهار أنستها برودة الطقس بملابسها المبللة، انها لحظة انبهار بالكون والذات باستحضار ملكة الفكر مما جعلها كنوع من تشغيلها ومحاولة الفهم تطرح سؤالا على الله طبعا ورأسها مرفوع باتجاه السماء

لما يارب؟ لما تنزل علينا الشتاء؟؟

مالذي يجري لنتلقى المطر ويهطل علينا بهذا الشكل ؟؟

لم تكن تجد جوابا وحتى إن أرادت التحدث بعقلانية مع الكبار يعتبرونها مجرد طفلة ثم يتعاملون معها بسطحية لمجرد أنها طفلة لذلك حاولت أن تختلق لفكرها جوابا. المهم أن تجد سببـا لتلك الظاهــرة بدأت تفكر لحظات وهي مستمتعة بهطول الشتاء فتوصلت لجواب رغم غرابتــه لكنه كان مشروعــا لمرورها بمرحلة الانتقال من بداية الوعي بالأجساد والأشياء المحيطة بها إلى بداية اشتغال فكرها من خلال الوعي بالكون وما يدور من ظواهر فيه وبالذات وما يدور من أفكار فيها . فكان هذا هو تفسيرها

بما أنك يارب تسكن في الأعلى ونحن نسكن في الأسفل وأنت أيضا أكيد لديك منزل مثلنا فأكيد تقوم بتنظيفه وغسله و ماء الغسيل الذي ينزل علينا عبارة عن شتاء تهطل علينا


كان ذلك هو تحليلها الطفولي لكنها كانت تعتبر الله يجيبها بل ويتجاوب ويتواصل معها، وما جعلها حينها مقتنعة بذلك هو البرق، كيف ذلك؟

اعتبرت من خلال أشعة البرق التي كانت تسطع في السماء أن الله يلتقط صورا لها ويحتفظ بها

وهي بكل فرح تقفز هنا وهناك قائلة بل وهي تصرخ بصوت مرتفع
الله يحتفظ بصور لي، هيهيه لقد أصبحت لي صور متواجدة في دار الله، ترى أين يضعها؟؟
لم تكن تلك سطحية منها أبدا بحكم سنها بل حاولت بكل السبل إيجاد مبررات لتلك الظواهر حاولت بكل جهد في سنها الصغير تشغيل ملكة الفكر...

كما أنها اعتبرت لله يتواصل معها بتلك الظواهر الساحرة والمبهرة لسنها وفكرها ليبعث لها رسالة لن تنساها طوال حياتها

أنا موجود، أنا هنا في الأعلى
لأسمعك مادمت لم تجدي في الأسفل من يسمعك


من عاشقة الكتابة والتأمل هناء
التوقيع: مقتنعة أن المعاناة تولد الابداع
نعم الابداع أساسه المعاناة
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
طفولة-تأمل-بداية الوعي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع