العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-04-2011, 04:43 PM
محمد زنادة محمد زنادة غير متواجد حالياً
مشرف عام
 

Post بطرس غالى من الحلم بكرسى الحكومة إلى الهروب فى لندن

بطرس غالى من الحلم بكرسى الحكومة إلى الهروب فى لندن







تناولت طبق مكرونة ثم سقطت ميتة أمام المطعم
تناولت طبق «مكرونة» ثم سقطت ميتة أمام المطعم

لم يكن بطرس غالى يتخيل أن نهايته ستكون بهذه القسوة.. لم يكن يتخيل أنه سيعيش منفيا بقية حياته بعيدا عن مصر.. لم
يكن يتخيل أن مطارات الدنيا التى كانت تفتح أبوابها له ستصبح موصدة فى وجهه فلا يقوى على التحرك ولا يمارس فيها غطرسته المعهودة.. كان يوسف بطرس غالى يؤمن بأن مستقبله أمامه وأن منصب وزير المالية الذى كان من نصيبه ايام المخلوع مبارك لا يتفق وطموحه الكبير.. كان يحلم بأن يصبح رئيسا للوزراء يحكم ويتحكم كما يحلو له، ووقتها لا ينسى أن يجلد المصريين بضرائبه ويمص دماءهم ليعيش هانئا هو ومن معه من الحاشية.. ما كان يحلم به بطرس غالى انهار مع ثورة 25 يناير لا يستطيع الاقتراب من مصر بعد أن حكم عليه بالسجن 30 سنة.. بطرس هرب الى لندن وهناك ماتت زوجته.. ماتت فكشفت عجزه.. فهو لا يستطيع حضور مشهد دفنها حتى لو قرر أهل زوجته دفنها فى بلدها لبنان فهناك اتفاقية بين البلدين لتسليم المطلوبين وبالتأكيد لن يرحمه الإنتربول.. ماتت زوجة بطرس غالى مساء السبت الماضى.. فى هذا اليوم تناول يوسف بطرس غالى العشاء -مكرونة- مع زوجته بصحبة اثنين من المصريين الأصدقاء المقيمين بالعاصمة الانجليزية وعند خروجهم من المطعم -بوسط لندن- سقطت زوجة وزير المالية الأسبق، فاعتقد الجميع أنها انزلقت وأصيبت بإغماءة مؤقتة فقاموا بنقلها بسرعة إلى أقرب مستشفى وبعد الكشف عليها أبلغهم الطبيب بأنها توفيت منذ أكثر من 30 دقيقة.

هى ميشيل خليل صايغ 49 سنة لبنانية الجنسية أنجبت منه ثلاثة اولاد هم نجيب ونادر ويوسف وأعمارهم 18 و14و12 سنة على التوالى.. الأزمة الكبيرة التى يواجهها بطرس غالى -وكما قلنا- هى مكان دفن زوجته، فعائلتها اللبنانية تصر على دفنها بلبنان وبطرس اتصل بمحاميه ليعرف إمكانية سفره إلى لبنان للمشاركة فى دفنها، فأبلغه أن هناك معاهدة بين مصر ولبنان لتسليم المطلوبين فى الدولتين ويمكن الحصول على موافقة استثنائية وضمان للوزير بعدم القبض عليه فى بيروت، لكنه لا يضمن الإنتربول ومن الممكن القبض عليه فى أى من مطارات العالم.. هى أزمة كبيرة لأن يوسف بطرس غالى لديه إصرار على أن يحضر مشهد النهاية حتى لو اضطر الى دفنها فى لندن، ويقال انه ربما يفعل ذلك.. كثيرون يعرفون أن بطرس غالى كان يحب زوجته بشدة على غير عادة المسئولين فى عصر المخلوع.. ويبدو أن ميشيل كانت تعرف ما سيجرى بعد 25 يناير.. هى من اقنعته بالسفر الى لندن قبل أن يتنحى مبارك.. سافرا على طائرة شركة الشرق الأوسط إلى بيروت كان يومها خائفا جدا من وجود اسمه على قوائم منع السفر وأصر على مصافحة كل من قابلهم بالمطارات، امناء ورجال الجمارك والجوازات والمسئولين فى المطار، وتندر الجميع يومها على التغيير المفاجئ ليوسف، حيث تعودوا على غطرسته أيام مجده وإصراره على السفر من خلال صالة كبار الزوار بدون أن يتحدث مع أى من العاملين بالمطار.. غطرسة لم يسلم منها أحد.. كان يدخل المطار منفوخا.. يلعن ويسب.. وهذا ليس بغريب عليه فقد سب الدين للمصريين جميعا فى مجلس الشعب.. كل من تعامل مع ميشيل يعرف أنها تحب الخير وأنها تشترك فى جمع التبرعات للجمعيات الخيرية وإصرارها على زيارة الفقراء بمنازلهم والمشاركة فى دفع مصاريف حياتهم اليومية.

وقد استغربوا من سفرها المفاجئ بعد الثورة مباشرة، فعندما اتصلوا بها فى أخر أيام يناير للاستفسار عن حقيقة ما يجرى وهل من المفضل السفر مؤقتا حتى تستتب الأمور؟.. كان ردها أنه لا داعى للانزعاج، وكانت تقول: يضحك كثيرا من يضحك آخيرا، ففوجئوا بسفرها إلى لبنان، وهناك رفضت السفارة المصرية أن تستخرج لأولادها الثلاثة جوازات سفر.

كان بطرس وميشيل اثناء إقامتهما الجبرية بلندن يمران بأزمة نفسية حادة خاصة عند معرفتهما بخبر التعدى على وزير المالية الأسبق بحديقة «هايد بارك»، هذا الخبر كان ينفيه الوزير الأسبق بشدة ويصر على أنه لم يحدث، وأكثر ما أثار اندهاشه القصة التى نشرتها إحدى المجلات وتحكى عن اشتراكه فى مناسبة دينية يهودية وارتدائه الزى اليهودى.. كان بطرس غالى يعانى ايضا أزمة مالية حادة.. فقد انفق أمواله على المحامين والمكاتب القانونية فى الوقت الذى كان يعيش فيه -وكما يقال- على أموال زوجته الغنية جدا.

ما كان يزعج ميشيل هو إصرار زوجها على أن يظل فى منصبه ومرتبطا بالنظام.. لم يسمع «جو» الهارب كلام عمه عن السلطة التى تدير ظهرها لأى مسئول مهما كان حجمه.. لم يسمعه حين نصحه بأن يرتبط بالمؤسسات الدولية وان يقبل بأى عرض يتلقاه منها، بالفعل جاءته عروض من البنك الدولى والأمم المتحدة، لكنه أصر على ان يبقى فى منصبه.. كان يعتقد انه باق وأنه صاعد لا محالة الى رأس الحكومة.. فقد كان قويا الى درجة كبيرة.. كان يستمد قوته من مبارك شخصيا الذى لم يكن يعطى أذنه لمن يقول كلمة لا تكون فى حق بطرس.. لم يستمع الى ما كان ينقل له من أن يوسف بطرس غالى يمد حبال الود مع امريكا وأنه كان يغذيها بمعلومات غاية فى السرية والخطورة.. لم يكن مبارك يلتفت الى ما كان يأتيه من المخابرات المصرية عنه.

مثلما كان بطرس غالى قريبا من مبارك كان قريبا من ولده جمال.. الابن الذى كان يُجهَز لأن يرث مصر ومن عليها، وكان بطرس من أدوات تدشينه رئيسا.. فقد كان يعرف كيف يجلب الأموال بسهولة.. كان يرتبط بعلاقات قوية برجال أعمال منهم اصدقاء كانوا زملاء دراسة بمدرسة «الجزويت» فهو خريج ثانوية عامة سنة 1970 وزامله فى نفس الفترة رجل الاعمال رءوف غبور والأخوان طارق وجمال محرم، والاخير مصرفى عريق ونديم إلياس صاحب المطابع وأنيس اكلميندس الرجل القوى بالغرفة التجارية الأمريكية، واحتفظ بكل هذه العلاقات حتى سفره بعد الثورة مع عائلته الكاملة المكونة من زوجته وابنائه الثلاثة الذين أدرجت اسماؤهم على قوائم المتحفظ عليهم.

لقد انهت ثورة 25 يناير مستقبل بطرس غالى وبهروبه الى لندن كتب بيده نهاية لا تليق بالرجال.. كان عليه أن يواجه مصيره بشجاعة مهما كان الثمن
المصدر/جريدة الفجر
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع