د عمرو الليثي يكتب الغافل

[على الشامى]

«الغافل إذا أصبح ينظر ماذا يفعل والعاقل ينظر ماذا يفعل الله به» حكمة جليلة من حكم ابن عطاء السكندرى فالإنسان الدنيوى المرتكز فى الأرض يظن أن الدنيا عبارة عن أسباب يستطيع أن يصنعها هو حتى إن رب العباد وضح الصورة فى قوله «إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى» فالإنسان يغتر بعقله وخبرته وإنجازاته العلمية وشهاداته وماله وغيره، فهو يبدأ يستغنى بقوته وسبحان الله العلى العظيم نجد أن من استعز بشىء غير الله جعل الله ذله على يديه..


فكم رأينا من أشخاص استعزوا بمالهم وهلكوا بما استعزوا به.. والإنسان الظالم ظلمه أسرع إليه من الدعاء عليه فظلمه سينهيه قبل حتى الدعاء عليه، فدائماً دع الله ينتقم لك لا تنتقم أنت لنفسك، وليس معنى النصف الأول من الحكمة أننا لا نخطط لحياتنا أو لا نعمل فالعمل واجب، فقد قال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، فالعمل واجب ويجب أن يكون بدقة وبتخطيط وبكل الإمكانيات المتاحة فالإسلام حثنا على العمل وإتقانه، ويقول ابن تيمية «لو برع غير المسلمين فى علم من العلوم أو درب من الدروب أو فن من الفنون ولم يكن عند المسلمين نظيره فقد أثم المسلمون، فالحكمة لا تدعو للتواكل إنما تدعو كل إنسان أن يقوم بأداء ما عليه ولا ينسى أن كل شىء إنما بكرم وفضل الله تعالى، والعبد عندما يترقى فى درجات المحبة الإلهية ويتذوقها يكون الإيمان عنده له طعم، وعندها يدرك الإنسان أن كل ما يحدث له فى الحياة هو من عند الله، فيكون أهدأ حالاً فهو متيقن أن الذى يختاره له رب العباد هو الأفضل والأصلح.. وعندما يصيب الإنسان مصيبة ويقول «إنا لله وإنا إليه راجعون» يقول المولى عز وجل «أسلم عبدى واستسلم» وإذا أصاب العبد مصيبة وقال «إنا لله وإن إليه راجعون» قالت الملائكة اصطلح العبد على مولاه وعاد الآبق إلى ربه.. فالمؤمن الحق هو من يكون عنده يقين بالله وبحكمته فيما يحدث له فى الحياة الدنيا من أمور وأحداث، فاللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بناصيتنا للبر والتقوى.