أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-29-2010, 03:17 AM
محمود طربوش محمود طربوش غير متواجد حالياً
عضو
 


إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى محمود طربوش إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى محمود طربوش
Thumbs up ربما يمكن المهمشون يمنحون عمرو الجائزة الكبري




بقلم:جمال الشرقاوي

استحق الاعلامي الجاد الجميل عمرو الليثي بجدارة جائزة اليونسكو الدولية .. أكبر جائزة إعلامية لخدمة التنمية البشرية .. بعد أن حظي بإعجاب وتقدير زملائه الاعلاميين المصريين، وجمهور المشاهدين في بلاده .
وأنا واحد من هؤلاء فمساء كل خميس، منذ بدأ عمرو برنامجه » واحد من الناس « ، وأنا أتسمر أمام التليفزيون أسبوعا بعد أسبوع وشهرا بعد شهر، أحرص حرصا شديدا علي متابعة جهده الدءوب والنبيل في الكشف عن أولئك المواطنين المهمشين، الذين لا يعرفهم، ولا يشعر بوجودهم معظمنا .
عشرات الأماكن الضائعة من خريطة الوطن .. رغم انها في قلب القاهرة .. والجيزة .. والاسكندرية .. والسويس .. والدقهلية .. والعرض مستمر .. في كل منها يكشف لنا عمرو عن ناس ليسوا بناس .. محرومين من كل أسباب المواطنة . لا مياه صالحة للشرب .. ولا صرف صحي .. ولا مساكن آدمية، وأحيانا لا شهادات ميلاد . يذهب إليهم عمرو .. يسمع منهم من الشكاوي والآلام ما يجعله يصرخ كل مرة : كيف ينام المسئولون في بلادنا وبعض مواطنيهم يحيون بهذه الطريقة غير الآدمية .
عمرو الليثي يصرخ مستنكرا .. وأنا ألتاع من داخلي .. وتنهمر الدموع من عيني .. وأحيانا تنتابني نوبات من النحيب المكتوم .. خشية أن يسمعه حفيدي عمر ذو السنوات السبع، الذي بدأ مندهشا لمشهدي، وسألني : جدو .. ليه بتعيط؟ .. أنت تعرف الناس دول؟ قلت له : هم دول مش ناس زينا؟ .. ومن هذه المرة حرص الصغير أن يشاهد معي واحد من الناس . ليري اذا كنت سأبكي كل مرة .
كنت أحيانا أخجل منه . لكن عندما تحدث عمرو مع الفنان حسن يوسف .. فإذا بالفنان الكبير، المدرب علي السيطرة علي مشاعرة يقول أنه يبكي كلما شاهد وسمع أحوال هؤلاء الناس . ثم حدث شيء : رأي عمر عمرو وهو يتحدث مع أطفال من عمره وأصغر يقولون أشياء غريبة . تغيرت ملامحه وتعاطف مع أقرانه بنظرات مملوءة بالاشفاق والأسي . من يومها وهو يتابع معي كمشاهد أصيل . حتي إذا جاء أخوه محمد -9 سنوات - هاتفا : جدو .. توم آند جيري . فهو يعرف أني أحب أن أشاهد حلقات توم آند جيري معهما . لكنه فوجيء بي وبعمر مركزين علي الشاشة .. لا نتحرك لتغيير القناة . بينما أشار اليه عمر بيده أن أجلس صاحتا وشاهد معنا .
نجح عمرو الليثي في إحضار أحوال بؤساء مصر، مثلما صور أديب فرنسا الكبير » فيكتور هوجو « بؤساء باريس في روايته الخالدة " البؤساء ". لكن الثورة الفرنسية، ثم الدولة الفرنسية أتخذت من الاجراءات ما غير الأحوال . فما الذي ستفعله الدولة المصرية لتحسين أحوال بؤساء مصر ..
حتي تكون لجائزة عمرو الليثي - فضلا عن قيمتها الدولية - قيمتها المصرية أيضا؟
كل التقدير لعمرو الليثي .. مني ومن حفيدي عمر .

التوقيع: إذا اختفى العدل من الأرض لم يعد لوجود الإنسان قيمة
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المهمشون, يلوحون, يمكن, ربما


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع