العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-30-2013, 01:29 PM
محمد زنادة محمد زنادة غير متواجد حالياً
مشرف عام
 

Post مصراوى: حوار- قاتل دجال أكتوبر: ''أنا كده كده ميت''

حوار- قاتل دجال أكتوبر: ''أنا كده كده ميت''





''أنا زعلان على نفسي ومش عارف مصيري ايه، ولو اتسجنت مين هيصرف على ولادي''، بهذه الكلمات أنهى المتهم ''عبد الحميد. ع''، 35 عامًا، نجار، حديثه في حواره مع ''مصراوي'' عقب اتهامه بقتل ''جمال. أ''، 48 عامًا، ملازم فني سابق بالقوات المسلحة.

واستطاعت أجهزة البحث الجنائي بالجيزة من كشف غموض تلك الواقعة التي حدثت في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك الماضي، حيث تمكن ضباط المباحث بقسم أول أكتوبر بقيادة النقيبين محمد عتلم وحسن هاني، ومعاوني مباحث قسم أول أكتوبر، من ضبط المتهم وتقديمه للعدالة.

البداية

تلقى العميد عبد الوهاب شعراوي، رئيس مباحث قطاع أكتوبر، إخطارًا من العميد حسام فوزي، مفتش مباحث أكتوبر، بوصول ''جمال. أ''، 48 عامًا، ملازم فني سابق بالقنوات المسلحة، جثة هامدة متأثرًا بجروح وكدمات بالرأس وأماكن متفرقة بالجسم.

وتم تشكيل فريق بحث قاده المقدم أحمد نجم الدين، رئيس مباحث أول أكتوبر، ومعاونيه النقيبين محمد عتلم وحسن هاني، وكشفت التحريات أن مشادة كلامية وقعت بين المجني عليه وشخص يدعى ''عبد الحميد. ع''، 35 عامًا، نجار، وأن الجيران شاهدوا الأخير أثناء نزوله من شقة المتوفى، وعقب تجميع خيوط القضية واستصدار إذن النيابة، ألقى ضباط المباحث القبض على المتهم، والذي اعترف بكافة تفاصيل الجريمة.

وانتقل ''مصراوي'' لمحبسه بقسم أول أكتوبر، وكان لنا ذلك الحوار معه..

شاب في العقد الرابع من العمر، تبدو عليه علامات التعب والمشقة من صعوبات الحياة، يتنفس بصعوبة لدرجة تقترب من مرض ضيق التنفس، عيناه ممتلئتان بالدموع تشعر بأنه في أي لحظة قد تتساقط حزنًا على ما اقترفته يداه في تلك الليلة التي لا يريد تذكرها طيلة حياته.

ظل المتهم صامتًا لدقائق معدودة، وعقب أول سؤال أنهمر منه سيلاً الكلام، فبدأ كلامه بالحمد والثناء على ما هو فيه، مبديا رضWا بما قدره الله له، لتندفع الكلمات من فمه وكأن رشاشا من الرزاز الخفيف يتناثر مع الكلمات.

''أنا راجل بسيط من الوراق وساكن في شقة في أكتوبر، غير متعلم، كنت متزوج من سيدة لمدة 15 سنة، وأنجبت منها 3 أولاد، لكن انفصلت عنها بسبب خلافات عائلية، وكنت عايش حياتي ومبسوط وراضي باللي ربنا بيرزقني بيه لغاية حصل اللي حصل..''.

وتابع المتهم كلامه:'' اتعرفت على المجني عليه من سنة، وكنت معاه على الحلوة والمرة، ووعدته إني مش هسيبه وهفضل جانبه لكنه غدر بيا، لحد لما عرفت إنه عاملي عمل ''رابطني'' حتى لا أتمكن من معاشرة زوجتي، وبعدها بأشهر قليلة انفصلت عن أم أولادي، وأنا ليس لي حول ولا قوة، وكانت بتجيني''هلاوس'' وأنا نايم، وحياتي كلها ملهالي مشاكل''.

صمت لثواني قليلة، يعصر فيها أفكاره، محاولاً تذكر فعلته، وأخذ ينظر للأرض متمنياً أن تشنق فتبتلعه، وتخلصه مما هو فيه، وتابع كلامه:'' بداية الجريمة، كانت لما قررت أفاتحه في موضوع إنه يفك العمل اللي عملهولي، وكان ذلك قبل العيد، لكن هو طلب مني أقعد معاه أيام العيد لأن زوجته هتكون عند أهلها''.

''دموع ودماء''

واستطرد حديثه: ''أول يوم العيد أعطاني لحمة علشان أكل منها، وطلب مني المبيت معه، لكن فور استيقاظي من النوم، اكتشفت شيء خطير أكد لي سوء نوايا ذلك الرجل، بعدما وجدت أوراق مكتوب عليها اسم والدتي.. وضعها لي تحت الوسادة، وعندها وقعت عليا صاعقة من السما من هول المفاجئة''.

''وقررت أفاتحه في الموضوع يمكن - أصعب عليه - لكن هو أظهر خلال حديثه معي مدى إصراره على إيذائي''، ليتذكر الجاني فعلته، فيدخل في حالة من الألم والحسرة والبكاء الشديد، ويتابع قوله:''قولتله حرام عليك أنت جبار معندكش قلب ولا رحمة ولا دين ، دمرت حياتي، وأخبرته بأني لن أقف مكتوف الأيدي، وسأذهب لأحد المشايخ لفك العمل، لكنه أكد لي بأن ذلك سيكون بدون فائدة''.

وأردف الجاني: ''حاولت أمشي وأسيبه، لكنه قال لي ''إنت كده جبت أخرك معايا، ووجه لي سبابا بالألفاظ، وسدد لي طعنة قوية بالسكين، نتج عنها جرح قطعي بالجناب الأيسر، وقال لي ''هموتك يعني هموتك''، فكان ردي جملة واحدة كانت هي :''أنا كده كده ميت''.

''حاولت منعه من قتلي، ودافعت عن نفسي وضربته عدة ضربات في رأسه ووجهه، وأمسكت منه السكين، لكنه سقط على جسم حديدي، وسقط غارقًا في دمائه، وحاولت وقتها انتهاز الفرصة في البحث عن ورق آخر يخصني، لكنني فوجئت به يلاحقني بالغرفة التي كنت أبحث فيها عن الورق، وحاول الإمساك بي، فما كنا مني إلا وأسرعت إلى باب الشقة هربًا مما أنا فيه''.

وتابع المتهم: ''استغاث المجني عليه بالناس وكان بيقول حرامي حرامي، وكنت آنذاك منهكًا من الجرح وسقطت على الأرض طالبًا النجدة والمساعدة من المارة الذين انتابتهم نوبة من الخوف من الاقتراب مني، وبعد إلحاح في الطلب نقلوني للمستشفى، ليتم إلقاء القبض علي هناك من قبل ضباط المباحث''.

ندم وحسرة

ويعود ذلك الشخص قصير القامة قوي البنية عريض المنكبين، لحالة الصمت تارة أخرى، لكن بعدها بثواني معدودة وإذا بعقدة لسانه تنفرط مرة واحدة، وانهال من بين فكيه سيل من الكلام الممزوج بحسرة ومرارة، وبدأت الدموع تذرف من وجه المتهم ندمًا على جريمته، حزنًا على حياته التي ضاعت بسبب اختياره الخاطئ، متمنياً من الله أن يرحمه.

واختتم حديثه:''محدش زارني لأن طليقتي وأولادي لسه معرفوش حاجة.. أنا زعلان على نفسي ومش عارف مصيري ايه.. ولو اتسجنت مين هيصرف على ولادي.. قدر الله وما شاء فعل، نصيبي كده، بس أنا مظلوم، يارب.. يارب.. يارب''.

المصدر:
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع