إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:45 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب صديق العمر وأول صدمة كهربائية



فى تمام الساعة الخامسة فجرا فى صيف عام 2008.. استيقظت على مكالمة تليفونية.. وكانت من والدتى.. قالت 3 كلمات (أبوك تعبان أوى.. تعالى بسرعة)، لم أجد نفسى سوى فى دقائق قليلة أرتدى ملابسى وأجرى إلى السيارة فى سرعة البرق وكان منزلى يبعد عن منزل والدى عشر دقائق، قطعت تلك المسافة فى 5 دقائق يمكن لخلو الشوارع من المارة ولسيرى فى الطريق العكس.. وصلت منزل أبى وجدته فى قمة الإعياء ينهج بشدة لا يقدر أن يأخذ نفسه.. فى سرعة البرق حملته ومعى بواب العمارة إلى سيارتى وجريت إلى مستشفى الصفا ومعى أمى.. وما هى إلا لحظات ودخلنا إلى غرفة العناية المركزة فى مستشفى الصفا.. ثوان والطبيب المناوب يقيس الضغط الذى كان وصل إلى 50/10، ولمن يفهم أن ذلك معناه الموت، والنبض تقريبا 10 وأيضا هذا مؤشر خطير.. وفجأة طلب الطبيب أن يغلق الستارة وحالة هرج ومرج فى كل مكان فى المستشفى.. انطلقت صرخة لممرضة خلف الستارة وهى تقول..(ده مات) وفجأة وجدتنى أجرى بعد أن كنت أحتضن أمى لأدخل خلف الستارة وإذا بالطبيب ينهرنى بشدة.. اطلع بره..
وأنا لا أقدر أن أفعل شيئا.. وفجأة وجدت الطبيب الذى مازلت أذكر اسمه محمود يمسك بجهاز الصدمات الكهربائية وبدأ يعطى لقلب أبى صدمات كهربائية كمحاولة أخيرة لإنقاذه.. بعد أن تأكد لى ولأمى أنه قد مات.. ولأن الأجل لم يحن بعد.. فقد استجاب قلب أبى للصدمة الكهربائية وعاد له نفسه الطبيعى وضغطه.. وجدتنى وقد انهرت من البكاء.. فقد كنت أعيش كابوسا وفجأة نجاه الله سبحانه وتعالى.. أما أمى هذه السيدة العظيمة عندما وجدته عاش بعد أن مات.. وجدتها تسجد لله ساجدة شاكرة نعمته أنه نّجى أبى.. وكعادة أبى وخفة ظله أول سؤال سأله لى: هو فى إيه..
هو أنا حصلى إيه؟ فرد عليه الطبيب! ربنا كتبلك عمر جديد.. وكانت أول لحظة حقيقية أمر بها وأشعر أننى قد أفقد أغلى إنسان فى حياتى، أبى، وأن الله سبحانه نجاه برحمته.. وبعدها قرر دكتور القلب الشهير أحمد عبدالعزيز أن يركب لأبى جهاز صدمات كهربائية حتى إذا أصابته مثل هذه الحالة مرة أخرى وتوقف القلب فجأة.. يعمل الجهاز ويعطى صدمة كهربائية فيعود القلب للحياة مرة أخرى.. هكذا كنا نعتقد.. لكن لا شىء يعلو إرادة الله فعلى مدار الخمس سنوات السابقة أعطى الجهاز عدة صدمات لقلب أبى، إلا أن الجهاز لم يفلح فى يوم 1 يناير 2014 عندما توقف قلبه ولم يستطع الجهاز أن يفعل شيئا.. لأنها إرادة الله.. وللحديث بقية مع أعظم قلب.. قلب صديق العمر.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع