فرصة لتحرير النظام السياسي في مصر

[احمد مختار]

فرصة لتحرير النظام السياسي في مصر

كتب: أشرف علام (المصريون): | 16-03-2010 00:34

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها الاثنين أن "الجمعية الوطنية للتغيير" التي شكلها الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية "تمثل فرصة نادرة لتحرير النظام السياسي في مصر"، مطالبة الإدارة الأمريكية بالضغط على مصر للقبول بإجراء تعديلات دستورية.

وكتبت الصحيفة قائلة تحت عنوان "فرصة من أجل التغيير في مصر"، إن الرئيس حسني مبارك عدل الدستور في العام 2005 كي يسمح بانتخابات رئاسية بين أكثر من مرشح، وأشارت إلى أن الفضل الأكبر في هذا التغيير يعود إلى الضغوط التي مارستها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش.

واعتبرت أن "من الانهزامية (بالنسبة للولايات المتحدة) افتراض أنه لا يمكن حث مبارك على قبول الإصلاحات المعقولة التي يطالب بها السيد البرادعي، بل ومن الخطورة التمادي في افتراض أنه في غياب مثل هذه الإصلاح، ستظل مصر بدون تغيير".

ويطالب البرادعي بإجراء تعديلات دستورية أهمها تعديل المادة 76 بما يخفف من القيود على ترشح المستقلين للانتخابات الرئاسية في مصر، حيث يتعين حصول الراغب في الترشح على أصوات 250 من الأعضاء المنتخبين للمجالس الشعبية والنيابية التي يهيمن عليها الحزب "الوطني".

ولاحظت الصحيفة عدم وجود تحمس لتأييد مطالب البرادعي بين خبراء شئون الشرق الأوسط في إدارة الرئيس باراك أوباما وخارجها، قائلة إنهم "ينزعون إلى رفض الحراك السياسي الذي تسبب فيه البرادعي، فالكثيرون مهتمون بالحفاظ على الوضع الراهن الذي يؤيد فيه الرئيس مبارك الأهداف الأمريكية مثل عزل إيران وحلفائها والحصول على مليارات الدولارات سنويا في صورة معونة أمريكية".

وقالت إن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا صاغته بعناية في مارس الحالي جاء فيها أنها "تود أن ترى ظهور عملية سياسية أكثر شمولا في مصر"، لكن هذا الأمر "هو في نهاية المطاف رهن قرارات تتخذها مصر"، لكن الصحيفة دعت إلى التخفيف من هذا الحذر في التعامل مع مصر وطالبت بالضغوط للقبول بالإصلاحات.

وقالت إن البرادعي أيام كان مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية نصب من نفسه زعيما سياسيا بدلا من كونه موظفا دوليا لاسيما بعد أن فاز هو ووكالته بجائزة نوبل للسلام؛ إذ شن هجوما عنيفا على إدارة بوش وحاول ابتكار حله الخاص للبرنامج النووي الإيراني.

وأضافت: "نحن اعترضنا على سوء استغلال السيد البرادعي لمنصبه ومسرورون أن خليفته يوكيا أمانو يعتنق مهنية لا سياسية يتطلبها دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وتابعت: "في هذه الأثناء وجد السيد البرادعي متنفسا لطموحاته السياسية نجد أنه أكثر ملائمة له وهو مهاجمة الاستبداد المتعفن في وطنه الأم مصر".

وقالت: لقد أطلق البرادعي حالة سعار سياسي في القاهرة بمجرد أن ألمح إلى أنه قد يهتم بترشيح نفسه للرئاسة في انتخابات حرة نزيهة. وحين وصل في فبراير الماضي إلى القاهرة استقبله في المطار حشد كبير من جماعة تؤيده على الفيس بوك تضم في عضويتها أكثر من 178 ألفا. وقد يبدو هذا الحماس لاسيما في صفوف الشباب المصري غريبا بالنظر إلى أن البرادعي الموظف السابق بالأمم المتحدة يبلغ من العمر 67 عاما وعاش خارج بلاده لعقود.

واعتبرت أن هذا الاستقبال كان تعبيرا عن اللهفة إلى تغيير سياسي في بلد خضع طوال الثماني والعشرين عاما المنصرمة لهيمنة حسني مبارك وهو رجل قوي ينتمي إلى المدرسة العربية القديمة ويهدف إلى تنصيب ابنه خليفة له.

ورأت الصحيفة أنه خلال زيارته التي استمرت أسبوعا لمصر فعل البرادعي الكثير، فقد وحد معظم المعارضة خلفه بما في ذلك جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة رسميا والمعارض الليبرالي أيمن نور الذي سجن لأنه تحدي مبارك- حسب تعبيرها- في الانتخابات الرئاسية عام 2005.

وشكل البرادعي "الجمعية الوطنية للتغيير" التي ستشن حملة للمطالبة بتعديلات دستورية توفر ضمانات لعقد انتخابات برلمانية ورئاسية حرة، وقالت إنه في سلسلة من المقابلات التلفزيونية بعث البرادعي برسالة كان يتعين على الرئيس مبارك البالغ من العمر 81 عاما أن يستجيب لها منذ زمن؛ إذ قال إن التغيير حتمي وعلى النظام أن يستعد لقبوله كي يتفادى المواجهة مع الناس، في إشارته إلى التحذير من حدوث ثورة شعبية.