إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:34 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب صديق العمر «6» بداية وجع القلب



بعد وفاة شريف أخى وصديقى وحبيب عمرى، حاول كل منا (أبى وأمى وأنا) أن ننشغل فى العمل.. فعلى مستوى أبى، كان يعمل ليل نهار، وبدأت تظهر عليه علامات الإعياء، ولن أنسى تلك الليلة الصعبة فى شتاء عام 1986 وأثناء أحداث الأمن المركزى والقاهرة كلها تعيش تحت حظر التجوال، ويصاب أبى بأول أزمة قلبية، ونهرول أنا وأمى إلى مستشفى الشبراويشى، وسط نقاط تفتيش كثيرة حتى نصل إلى غرفة العناية المركزة، ونعيش ليلة عصيبة، وهو بين الحياة والموت، وفى ذلك اليوم اكتشفنا أن أبى مريض بمرض القلب.. وأن قلبه لم يحتمل فراق فلذة كبده شريف، فأصابه الإعياء الشديد، ورغم ما كان يظهره للعامة من قوى ورباطة الجأش فإن قلبه كان واهنًا ضعيفًا.. عدنا من مستشفى الشبراويشى فى اليوم التالى، بعد أن أصيب قلبه بضعف شديد لم يعرف الأطباء سببه، وإن كنت أنا قد عرفت.. فهناك جزء فى هذا القلب قد مات بعد رحيل شريف.. وبدأت رحلة مرض طويلة احتار أطباء القلب فى تشخيصها.. ففى عام 1986 كان عمر أبى- رحمه الله- 49 سنة.. فكيف لرجل فى هذه السن يصاب بضعف شديد فى عضلة القلب، بحيث تصل قدرته إلى 30% فقط، وكنت أقول لهم لقد مات فلذة كبده.. طوال هذة الأعوام، كان هم أبى مرض السكر.. فكر فى أن يقوم بفتح محل تجارى لبيع حلويات لمرضى السكر.. كان حريصاً على حضور الاجتماع الدورى لأطفال مرضى السكر كل عام هو ووالدتى، رغم رحيل شريف.. ولن أستطيع أن أمحو من ذاكرتى عندما عرف أبى فى عام 1978 بإصابة أخى شريف بمرض السكر.. رفع يده إلى السماء، وقال (يا رب خففه، واللى فيه ييجى فيه) كانت كلمات صادقة من أب لله أن يتقبل منه دعاءه.. وفعلا، وبعد إصابة قلب أبى، وفى مطلع عام 1990 أصيب بمرض السكر.. والغريب أنه عندما أصيب بهذا المرض كان سعيداً لم يكن حزيناً.. ربما لأنه بدأ يعيش مرارة وألم تجربة شريف. والأغرب أنه كان يفعل مثل شريف.. يختبئ ليأكل شيكولاته منع منها.. لكنه كان دائماً، وعند كل حقنة أنسولين يأخذها، كان يقول «الله يرحمك يا شريف.. ده حقنة الأنسولين دى مؤلمة.. ظل شريف موجوداً فى داخل منزلنا الكائن بوسط البلد.. وبدأ اهتمام أبى ينصب على.. كان يستيقظ مبكراً فى الصباح ليصحبنى للمدرسة فى تمام الساعة 7 صباحاً، حتى عندما بدأت أذهب بالعجلة التى اشتراها لى كنت أفاجأ بسيارة تسير من خلفى من بعيد تلازمنى، حتى أصل المدرسة.. وبالطبع كانت سيارة أبى.. الذى أصبح لا يملك فى الدنيا سوى ابن وزوجة عظيمة لها دور رائع، سيأتى سرده فى ذكرياتى مع صديق العمر.
و للحديث بقية.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع