إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-13-2018, 05:32 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي د عمرو الليثي يكتب صديق العمر (3)


كما تحدثت فى المقال السابق كيف بدأ الحزن يدب فى المنزل عقب إصابة الصديق الصغير والشقيق الصغير شريف بمرض السكر والذى أصبح لزاماً عليه، على طفل فى عمر 6 سنوات، أن يحصل على حقنة أنسولين قبل كل وجبة يأكلها.. تبدل الحال وتحول الحال فى منزل كان يشعر أهله الأربعة بالسعادة.. مرض شريف هز أرجاء البيت كله، حزن أبى وأمى وحزت كثيرا وأنا أراه يتألم يوميا وهو يحصل على هذه الحقنة، ومرت الأعوام منذ ست سنوات، وحتى بلغ تسع سنوات ونحن نعيش كأسرة نحاول أن نلملم بعضنا البعض، نداوى شريف، نطبطب عليه، كان صديقى العزيز، أبى كل همه ألا يحرم شريف من أى شىء، كان يفكر كيف لطفل فى عمر التسع سنوات لا يستطيع أن يأكل الشيكولاتة والحلويات التى يأكلها طفل فى سنه، وفى النهاية قرر أن يفعل شيئا وبالفعل أخذ يسأل ويسأل إلى أن عرف أن هناك فى الخارج من يقومون بعمل شيكولاتات وحلويات لمرضى السكر وأرسل خصيصا واشترى له هذه الحلويات، كان يحز فى قلبه وقلبنا أن نشعر أنه لا يأكل الشيكولاتة، مرت السنوات إلى أن جاءت هذه اللحظة المشؤومة فى حياتنا هذه اللحظة جاءت فى صيف أغسطس 1983، كنا اعتدنا أن نسافر دائما فى الصيف إلى الإسكندرية أنا وأبى وأمى وأخى شريف نحصل على شقة هناك بالإيجار،
وبعد ثلاثة أيام من العودة إلى القاهرة فجأة وبدون أى مقدمات أصيب أخى شريف بمرض غريب، آلامه شديدة بالمعدة، فأحضر أبى الطبيب وكشف عليه وأعطاه الدواء وحصل شريف على الدواء، وفى نفس الليلة وما هى إلا ساعات قليلة كنا نشعر بشىء غريب يدب فى أرجاء المنزل، وما هى إلا لحظات قليلة حتى جاءت الساعة السادسة صباحا وفوجئنا بشريف صامتاً لا يتحرك، أحضرنا الطبيب وجاء طبيب شهير، فى ذلك الوقت كان طبيب أخى متخصصا فى السكر، الدكتور زكريا الباز، دكتور زكريا كشف على شريف، فى لحظات كان يحمله ونجرى خلفه إلى سيارة أبى ونهرول بالسيارة إلى مستشفى المعادى وكان شريف ينام على رجلى فى المقعد الخلفى وأنا أقبل رأسه وأمسك بيده التى بدأت تبدو لى باردة قليلا، وما هى إلا لحظات حتى وصلنا للمستشفى، دخلنا إلى غرفة الطوارئ وبعدها بدقيقة خرج الدكتور ليقول لنا جميعا: البقاء لله شدوا حيلكم.. لم أجد إلا أبى انهار فى البكاء الشديد، وسقطت على الأرض مغشيا على، وأمى من هول الذهول أصيبت بإغماء شديد.
هذه الأسرة التى كانت مكونة من أربعة أفراد كانوا يعيشون فى سلام وهدوء، فى لحظة من اللحظات هبت عليهم عاصفة عاتية وجاء الموت ليقتلع منها عضوا رئيسيا فيها ليتحول حالها إلى حال آخر.. وللحديث بقيه مع صديق العمر.
التوقيع:


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع