إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-18-2010, 05:03 AM
هند محمد محمود هند محمد محمود غير متواجد حالياً
Banned
 

افتراضي أهمية ترميم العلاقة الفلسطينية- الأمريكية ...


روزاليوسف

أهمية ترميم العلاقة الفلسطينية- الأمريكية ...


كتب خيرالله خيرالله العدد 1490 - الثلاثاء - 18 مايو 2010

في ضوء العودة إلي المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يتوجب علي الجانب الفلسطيني البحث في الأسباب التي أدت إلي تدهور وضعه في السنوات الأخيرة وما هي الوسائل الكفيلة بتحسين هذا الوضع؟ هل من سبيل آخر، في المرحلة الراهنة، غير العمل السياسي الذي جاء تتويجا لنصف قرن من النضالات، واجه الفلسطينيون خلالها المحتل الإسرائيلي بكل أنواع الأسلحة والعمليات من داخل الأرض الفلسطينية وخارجها؟

من بين الأسباب التي أدت إلي تدهور الوضع الفلسطيني عموما، بما هدد القضية التي يقول عرب كثيرون إنها لا تزال قضيتهم الأولي، علي الرغم من عدم إيمانهم بذلك، الوضع الإقليمي. هناك شرق أوسط جديد في مرحلة إعادة التكوين، خصوصا منذ الاحتلال الأمريكي للعراق الذي اخلّ بالتوازن في المنطقة لمصلحة إيران. شئنا أم أبينا، كانت إيران الرابح الأول والوحيد من الحرب الأمريكية علي العراق. لم يؤد الاحتلال الأمريكي للعراق إلي الاخلال بالتوازن الإقليمي فحسب، بل فجر أيضا نزاعات كانت المنطقة العربية بعيدة عنها. علي رأس هذه النزاعات الحساسيات المذهبية البغيضة التي ساهمت، إلي حد كبير، في ابتعاد الاهتمام عن القضية الفلسطينية.

ثمة عوامل أخري لعبت دورها علي صعيد اعادة خلط الأوراق في المنطقة، بما في ذلك الحرب في أفغانستان، والحال الباكستانية المستعصية التي تسبب بها التطرف الديني والبرامج التعليمية التي في أساسه، والحرب علي الإرهاب التي استغلها الأمريكي لمباشرة الحملة العسكرية علي العراق. لكن ذلك لا يعني أن علي الفلسطينيين السقوط في فخ اليأس، لا لشيء سوي لأن قضيتهم قضية شعب موجود علي الخريطة السياسية للشرق الأوسط أولا ولديه مشروعه الوطني الواضح الذي يحظي بدعم المجتمع الدولي ثانيا وأخيرا.

من ينظر بتمعن إلي ما تعرضت له القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة، يتوقف عند محطة مهمة، بل في غاية الأهمية. انها النكسة التي تعرضت لها العلاقة بين السلطة الوطنية الفلسطينية والإدارة الأمريكية. سمحت تلك النكسة التي بدأت بفشل قمة كامب دايفيد صيف العام 2000 ثم بقرار عسكرة الانتفاضة الذي سبقه غياب الإعلان الفلسطيني الصريح عن دعم الورقة- الإطار التي طرحها الرئيس كلينتون قبل أسابيع قليلة من مغادرته البيت الأبيض، في قطيعة بين واشنطن والسلطة الوطنية الفلسطينية. تكرست القطيعة التي استغلها الجانب الإسرائيلي إلي أبعد حدود، في كارثة تمثلت في وضع ياسر عرفات، رحمه الله، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، في الإقامة الجبرية فيما يسمي"المقاطعة". وقد تسبب ذلك بوفاته في ضوء ما تعرض له من ضغوط وممارسات غير إنسانية لا يمكن أن توصف سوي بانها إرهاب دولة.

يرمم الفلسطينيون علاقتهم بالولايات المتحدة. يعرفون أن لا دولة فلسطينية من دون دعم أمريكي ويعرفون أن لا شيء يرفع الحصار عن غزة سوي الضغط الأمريكي الفعال. وهذا ما تدركه قبل غيرها حركة مثل "حماس". ولذلك اعترفت أخيرا بتوجيه رسالتين إلي الرئيس باراك أوباما من دون أن يمنعها ذلك من شتم المفاوض الفلسطيني الذي يتعاطي مع الإسرائيلي عبر المبعوث الرئاسي الأمريكي جورج ميتشل! ويعرف الفلسطينيون خصوصا أن ياسر عرفات كان أكثر من زار البيت الأبيض، من بين زعماء العالم، في العام 2000 وأنه لم يعد هناك من يسأل عنه عندما صار أسير "المقاطعة" في رام الله بين العامين 2001 و2004 لمجرد أن الأمريكيين قرروا مقاطعته.

من ثمار قبول الفلسطينيين بالمفاوضات غير المباشرة اتصال أوباما برئيس السلطة الوطنية السيد محمود عبّاس قبل أيام وتأكيده له انه "يدعم بقوة قيام دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة تعيش بأمن وسلام مع إسرائيل". توقفت معظم وسائل الإعلام عند كلام أوباما عن "نيته" تحميل الجانبين مسئولية أي عرقلة للمفاوضات في حين انه كان مفترضا أن تتوقف عند التزام الرئيس الأمريكي دعم قيام الدولة الفلسطينية "القابلة للحياة". كذلك، كان مهما في البيان الصادر عن البيت الأبيض اللهجة التي توجه بها الرئيس الأمريكي إلي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. انها لهجة تنم عن تعاطف كبير مع قضية الشعب الفلسطيني بدليل ابداء الرغبة في استقبال "أبو مازن" في البيت الأبيض قريبا.

من الباكر الحديث عن "وعد أوباما" للشعب الفلسطيني مقارنة مع "وعد بالفور" لليهود في العام 1917 . لكن ما لايمكن تجاهله في أي شكل أن الفلسطينيين يسيرون في الطريق الصحيح بدليل تركيز حكومة الدكتور سلام فياض علي بناء مؤسسات الدولة وتجاهل كبار المسئولين في منظمة التحرير والسلطة الوطنية و"فتح" المزايدات التي تطلقها "حماس" من غزة. يعرف بعض الفلسطينيين الجديين أن "وعد أوباما" يمكن أن يتحول حقيقة في حال أحسنوا التصرف وتفادوا الانزلاق في متاهات لا طائل منها سوي تقييد القرار الفلسطيني المستقل. في النهاية، هناك سؤال بديهي يفترض بالفلسطيني العادي طرحه علي نفسه. هل يريد دولة مستقلة أم لا؟ هل تسمح التوازنات الإقليمية بأكثر من ذلك؟ هل من أمل في دولة من دون الرضا الأمريكي، أيا تكن الملاحظات علي سياسة الولايات المتحدة في المنطقة؟ الجواب بكل بساطة إنه لا يمكن أن يكون هناك رهان فلسطيني سوي علي المفاوضات وعلي المشاركة الأمريكية الفعالة فيها بما يحد من الاندفاع الإسرائيلي نحو تكريس الاحتلال لجزء من الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية.

قد يكون الرهان علي الأمريكي في غير محله ولكن لا بديل عن العمل علي ترميم العلاقة الفلسطينية بواشنطن، اقله من أجل وضع حد لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل- بيبي نتانياهو!

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أهمية, الأمريكية, العلاقة, الفلسطينية, الفلسطينية-, برميل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع