د عمرو الليثي يكتب دعوة للتعايش

[على الشامى]

ليلة الإسراء والمعراج هى تكريم للنبى- صلى الله عليه وسلم- من الله- تعالى- لما عانى منه من مشقة وتعب ومصاعب، وأيضا بسبب فقدان عمه أبى طالب، وزوجته السيدة خديجة، وأيضا لأنه عندما ذهب لأهل الطائف يطلب منهم الوقوف بجانبه، وأن يدخلوا الإسلام تلقى منهم أشد أنواع العذاب حتى سالت الدماء من قدميه، ثم أوى إلى الشجرة رافعا يديه إلى السماء، ودعا ربه، وقال: «اللهم، إنى أشكو إليك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس. أنت رب العالمين، وأنت أرحم الراحمين.
إلى من تكلنى: إلى عدو يتجهمنى، أم إلى قريب ملكته أمرى؟! إن لم يكن بك غضب علىّ، فلا أبالى، غير أن عافيتك هى أوسع لى. أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بى غضبك أو يحل علىّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك». وبعد أن انتهى الرسول- صلى الله عليه وسلم- من دعائه، نزل إليه «جبريل»- عليه السلام- ومعه ملك الجبال الذى قال له: «إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين» لكن النبى- صلى الله عليه وسلم- رفض ذلك، وقال: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا».
ودعا لهم قائلاً: «اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون».. وبدأ تكريم المولى- عز وجل- للنبى- عليه الصلاة والسلام- برحلة الإسراء والمعراج التى كانت تكريما لصاحب الدعوة الرسول- صلى الله عليه وسلم. وكأنها رسالة من الله- عز وجل-: إن لم يكن أهل الأرض يعلمون قدرك، فتعالَ إلينا لتعرف قدرك بين أهل السماوات السبع، وتمت الإشارة إلى الإسراء بقوله- تعالى-: «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً منَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ».