إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-29-2009, 03:35 AM
هند محمد محمود هند محمد محمود غير متواجد حالياً
Banned
 

افتراضي بقلم / عمرو خالد

29/01/2009
بناء واحد

وحدة دعاء الأنبياء واستعمالهم نفس الألفاظ يؤكد علي وحدة رسالتهم وتكامل دعواتهم. اقرأ قوله تعالي (إِنَّ هَـذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) (92). فأمة الأنبياء أمة واحدة، وكل نبي كان له دور في بناء الدين، ليأتي خاتم الأنبياء والمرسلين ويكمل بناء الدين، اسمع معي حديثاً رائعاً للنبي ، في بيان هذا المعني:

"مثلي ومثل الأنبياء، كمثل رجل بني داراً فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة، فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها، ويقولون: لولا موضع اللبنة." وبعد ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين. صلي الله علي محمد،...

ولذلك ركزت السورة أن كل نبي بعث إلي قومه خاصة، أما عند ذكر سيدنا محمد فقد قالت: (وَمَا أَرْسَلْنَـاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـالَمِينَ) (107). أي للناس كافة، لا بل لعوالم أخري كالجن.

لماذا لا تقتدي به؟ لماذا تصر علي عدم اتخاذه قدوة في حياتك؟ وهو رحمة للعالمين؟
ولأن السورة بدأت بخطورة مرض الغفلة، كانت آياتها في الختام شديدة، تهز القلوب لتوقظها من غفلتها. وكأنها تقول للناس: إن لم تقتدوا بهؤلاء الأنبياء، فاعلموا أن المرد والمرجع إلي الله، في يوم شديد وصعب (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيّ السّجِلّ لِلْكُتُبِ) (104)، تخيل هول هذا اليوم، تخيل صوت السماء وهي تنطوي كما يطوي أحدنا كتابه... وانظر إلي التأكيد الرباني (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَـاعِلِينَ) (104).
فمن سار علي خطي الأنبياء فهو المنتصر في الدنيا والفائز في الآخرة، لذلك تقرأ بعد الآيات الشديدة في وصف القيامة قوله تعالي: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّـالِحُونَ) (105).

وكان هذه الآيات تقول لأتباع الأنبياء جميعاً: اقتدوا بأنبياء الله تعالي، لترثوا الأرض وتستخلفوا عليها. والآية التي بعدها توضح أكثر (إِنَّ فِي هَـذَا لَبَلَـاغاً لّقَوْمٍ عَـابِدِينَ) (106)، وكأنها تحدد لك وجه الإقتداء: أن اعبد الله تعالي كعبادة الأنبياء، لتنال شرف وراثة الأنبياء في الاستخلاف علي الأرض...
فإلي قارئ القرآن، بعد أن أتتك رسائل كثيرة مبيّنة في هذا المنهج الرباني، ها هي اليوم سورة الأنبياء، تدعوك إلي الاقتداء بأنبياء الله تعالي، وبإمامهم محمد صلي الله عليه وسلم ، في عبادتهم وتبتلهم لله تعالي، وفي غيرتهم علي دين الله وعملهم الدؤوب علي نشره وتبليغه، حتي تكون من عباد الله الصالحين وترث الأرض وفقاً لمنهج الله (أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّـالِحُونَ) (105)

الكتاب الثابتين بالجريدة

رد مع اقتباس
قديم 10-29-2009, 08:13 AM   رقم المشاركة : [2]
بسمة ناصر
عضو
 
افتراضي

ربنا يجزيكى خير امتعينى دائما بمواضيع الداعية الاسلامى عمرو خالد وشكرا على مجهودك الواضح من اجل الارتقاء بهذا الموقع لامير الاعلام العربى


بسمة ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بقلم, خالد, عمرو


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع