مقالات بوضوح/لبيك الله

[هند محمد محمود]

.gl


10/12/2009
لبيك اللهم لبيك

ما أصعب تلك اللحظات عندما تشعر ان الله سبحانه وتعالي قد نزل الي السماء الدنيا في يوم عرفة.. ليباهي الملائكة بعباده المخلصين الذين جاءوا من كل قبع عميق ليذكروا الله ويستغفروه ويدعو بالتوبة والمغفرة .. وقفت بعرفات وقد اعتصرني الخوف .. كيف تلاقي ربك وتدعوه وكيف تواجهه سبحانه وتعالي وانت ملئ بالذنوب التي قد اثقلت كاهلك .. انها اصعب اللحظات التي عشتها وانا اقف علي جبل عرفات .. الوجوه شاحبة.. والانفاس معدودة .. وقطرات الدموع تنسكب علي الوجوه كالسيول .. والايدي مرفوعة الي السماء تتمني العفو من الله تتمني ان يقبل الله توبتها .. الجميع موقن انه قد غفر له امتثالا لقول الرسول عليه الصلاه والسلام من حج ولم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته امه الجميع يطمع في رحمة الله .. لا فرق بين غني وفقير ولا ابيض ولا اسود ولا رئيس ولا مرءوس .. الجميع يرفع اكف الضراعة طالبا المغفرة والعفو والعافية في الدين والدنيا .

ما اصعب تلك اللحظات التي يتوحد فيها العبد مع خالقه ناسيا ملذات الدنيا .. ناسيا امواله واولاده .. لا يذكر الا الله ولا يخشع الا لله .. خرست الحناجر ولم تعد تتلو الا ايات الله وذكر الله .. لم اغش في حياتي لحظات كهذه .. شعرت ان الله قريبا لي ولكل اهل عرفه .. ملايين البشر تتزاحم وتتواجد في كل بقعه من بقاع عرفة .. لا يشغلها سوي ذكر الله والاماكن الضيقة انفرجت لتتسع ملايين المؤمنين الذين جاءوا من كل قبع عميق مناديين وملبين لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك .. انها احب اللحظات التي يمكن ان تمر علي الانسان والتي يصعب حتي علي القلم ان يوصفها انها تمتزج فيها الامل في العتق من النيران ورحمة الرحمن مع جلد الذات علي كل ما ارتكبت من معاصي .. علي كل تصرف نهي الله عنه .. ما اصعب تلك اللحظات التي يصحو فيها الضمير الانساني ويفيق من غفوته علي واقع .. ان يوم عرفة اشبه بيوم القيامة .. انتابني الشعور ان يوم القيامة قد جاء وان الله سبحانه وتعالي قد تجلي للسماء الدنيا .. والجميع يلبس الملابس البيضاء الخشعة ..منتظرين ان تنادي علينا الملائكة الواحد تلو الاخري .. وعندما شعرت لحظة بيوم القيامة وان يوم عرفة شبيه به مع الفارق الكبير .. شعرت بمدي دونية الحياة وشعرت ان الملذات لا تساوي شيئاً وان علينا ان نعيد تقييم حياتنا وان ندرك ان الاخرة خير وابقي من الحياة الدنيا وادركت عظمة الله سبحانه وتعالي ورحمته بعباده المخطئين .. وكما ارتسمت في مخيلتي صورة يوم القيامة ونحن نقف علي جبل عرفات .. شعرت بلذة الاخرة وما اهنأ هذا الانسان الذي سوف تنادية الملائكة يوم القيامة لدخول الجنة وما اتعس هذا الانسان الذي سوف يكون مصيره النار .. حكيت في نفسي ان تتوب وتعود الي ثوابها طامعا في رحمة الله وعفوه قائلا ومناديا اللهم انك عفوا كريم تحب العفو فاعفوعني .

اخي القارئ ان يوم عرفة يجب ان يكون بداية لوقفة مع النفس الضعيفة المنجرفة للدنيا لعلها تستيقظ من سباتها وتتوب وتستفق قبل فوات الأوان .. اللهم اعد علينا حج بيتك الكريم وزيارة بيتك العظيم واكتبنا مع المقبولين في عرفات .


بقلم / عمرو الليثى

[هند محمد محمود]

اللهم امييييييييييييييييييينننننننننننننننننننننننن يا رب العالمين يا استاذى ..

الهم ارزقنى وارزق كل مشتاق لزيارة بيتك الحرام