نفسية القذافي قبل مقتله بثواني ؟ شيء مرعب ..!

[الزهراء]

سقط معمر شر سقوط ومثّل به ومثّل بجثته وتراقص الشعب الليبي فرحا على جراحه وجثته
وأجزم إن القذافي لو خير بين حكمه الذي امتد لأربعين سنة و التنازل عنه وعن نفطه وذهبه وكل مايملك
وبين تلك اللحظات التي خرج فيها وكأنه شخص خرج من الأجداث والجماهير تحيط به من كل حدب وصوب بين صراخ وبكاء وفرح وتهليل وتكبير ومخزون من الانتقام والغضب والكراهية والحنق والبغضاء والعداوة والشعور بالظلم والاستعباد امتد لسنوات وقد ارتسمت على الوجوه تلك المشاعر ترمي بشرر كالقصر
وكأنهم أسود ضارية جائعة تستعد للانقاض على فريستها الضعيفة المسكينة
وقد زاغ عقله فيها
وشخص بصره
ووصل قلبه لحنجرته
وأخذ الخوف منه كل مأخذ
وأعيته الحيلة ولم يعد لديه وسيلة للمنجاة
وقد فقد الأمل وامتلأ اليأس في كل جوارحه
وقد دب الرعب في صدره حتى تكاد أن تتكسر العظام منه
يموت ويحي ويموت ويحي في تلك اللحظات
وفرائصه ترتعد
ينظر في الوجوه المحيطة به وكأنه ينظر لملك الموت بوجه المخيف
وعظامه لم تعد تستطع تحمل جسمه
بالكاد يمشي يمنة ويسرة وكأن الشيطان يتخبطه من المس
والكل يتجاذبه يمنة ويسرة ولم يعد يميز الوجوه والأصوات
وقد مر عليه شريط حياته وحكمه الطويل في ثواني معدودة وكأنه حلم ليل
وكأن روحه ينتزعها ملك الموت
ولسان حاله يقول : ليتني كنت نسيا منسيا

لاختار التنازل عن حكمه مقابل أن لايعش تلك اللحظات المرعبة
فهل يعي كل حاكم طاغية وظالم إن هو معرض لتلك اللحظات والموقف الرهيب
فتخيل أيها الحاكم العربي إنك مكان معمر في ذلك المشهد المرعب
وثق إنك سوف تقف في ذلك الموقف لو كابرت واستمرأت الظلم والطغيان واستعباد شعبك وسرقة خيراته والاستئثار بها أنت وأعوانك وخدمك وحشمك وندمائك وجلسائك ومنافقيك وحامل أختامك ومشايختك وشعرائك
وكل هؤلاء سوف يولون الأدبار عنك لايلوي أحد منهم على أحد
وقد تركوك خائفا مرتعبا
كصاحبك هذا

بعد أن كان غارقا في جنون عظمته وجبروته وقد زين له الشيطان سوء عمله والمنافقون يشيدون بظلمه
وهذه كانت نهايته

في أنابيب الصرف الصحي بعد أن كان ملك الملوك



منقول