العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > القسم الاخباري
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2012, 03:40 AM
محمد زنادة محمد زنادة غير متواجد حالياً
مشرف عام
 

Post بالصور.. "بوابة الأهرام" داخل منازل المتهمين فى حادث سيناء.. طريقة ضبطهم درامية وأهاليهم يحذرون من نتائج كارثية

بالصور.. "بوابة الأهرام" داخل منازل المتهمين فى حادث سيناء.. طريقة ضبطهم درامية وأهاليهم يحذرون من نتائج كارثية





"أهلا بالصحفيين فى بؤرة الإرهاب".. بهذه الكلمات استقبلنا عدد من أهالى المعتقلين، الذين وصفوا من قبل بعض قيادات الجيش، ووسائل الإعلام، بأنهم "إرهابيون"، ومتهمون بالضلوع فى حادث رفح، والعبارة التى استقبلونا بها، كانوا يسخرون بها مما قيل عنهم ظلمًا، بحسب وجهة نظرهم.

بعد مدخل مدينة الشيخ زويد، الواقعة بين العريش ورفح، كان فى استقبالنا "حازم"، وهو شاب سلفى، كان بمثابة النقطة التى تحركنا من خلالها، للوصول إلى منازل المتهمين بـ"الإرهاب"، والمشاركة فى التخطيط لحادث رفح.

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحركنا إلى الهدف الذى نريد الوصول إليه، فى محاولة لكشف هوية أسر هؤلاء المتهمين، الذين التصقت بهم صفة "الإرهاب".. أين يعيشون، وبأى طريقة يفكرون؟.

لم يصمت حازم –الذى يبلغ من العمر نحو 28 عامًا- منذ أن جلس فى السيارة، وأول ما قاله إن الجيش يتعامل معهم كأنهم لا يحملون الجنسية المصرية، ولا يعرفون معنى الوطنية، ولم يكونوا يومًا ضمن الذين حموا الأمن القومى، وتصدوا لمحاولات زعزعة الاستقرار فى "بلد الفيروز"



انتبهنا إلى هذا الشاب السيناوى، وإلى تعابير وجهه عند الحديث، ولم نفكر إلا فى الطريقة التى يعبر عن غضبه بها، وفجأة وجدنا أنفسنا نسير فى شارع ضيق، تحيطه المبانى التى لا يتعدى ارتفاعها دور واحد، وسط أشجار الزيتون.. ومر الوقت دون أن ندرى، لنجد أنفسنا واقفين أمام منزل الشيخ "سلمى سلامة سويلم"، الذى وصفه أحد القيادات الأمنية فى شمال سيناء، بأنه "بن لادن"، لكن ابنه قال على هذا الوصف "حسبى الله ونعم الوكيل".

فى منزل متواضع للغاية، الباب الرئيسى له مصنوع من الحديد، يعيش "سلمى سلامة سويلم"، أحد الذين ألقى القبض عليهم، فى السابعة من صباح أمس الجمعة، بتهمة الإرهاب والمشاركة فى أحداث سيناء، والمفاجأة أنه من مواليد 1943

استقبلنا "سليمان" نجل "سلمى"، وهو مهندس ميكانيكا باور، كان متهما فى حادث تفجيرات طابا، وظل فى المعتقل لمدة 3 سنوات، دون أن يتم الحكم عليه، وكذلك كان أباه.

على الأرض، فى مدخل منزل "سلمى".. تجلس زوجته المنتقبة، وأول ما تحدثت قالت: "زوجى مظلوم والله.. سابوا المتهمين وقبضوا على راعى الأغنام".



بكلمات امتزجت بالحزن المكتوم، قالت الزوجة المسنة: "فوجئت يوم الجمعة الساعة 7 صباحا، بشخصيات ملثمة، ترتدى ملابس سواء، ولا يظهر من ملامحهم أى شىء، يقتحمون المنزل، ويقولون "صاعقة صاعقة"، وقالوا لى "اثبتى مكانك.. ممنوع الحركة"، وحين سألتهم "عاوزين إيه"، ضربونى على رأسى.

وقف أحد الجنود إلى جوار السيدة المسنة، فى صالة المنزل، وانتشر الباقون فى جوانب المنزل، بعضهم يبحث على زوجها "سلمى"، والآخرون قاموا بتكسير السرير والدولاب وبعثرة كل ما يوجد بالغرفة التى كان ينام فيها الابن الأصغر لها.. هكذا قالت الزوجة.

كان يعمل "سلمى" فى القضاء الشرعى- بمعنى أنه يجلس فى جلسات عرفية لحل النزاعات بين الناس- وحين تم القبض عليه، كان نائمًا فى غرفته، عقب عودته من صلاة الفجر بنحو 3 ساعات



تبكى الزوجة بمرارة لتقول: "جوزى عنده 70 سنة كان نايم بملابسه الداخلية.. والله ماسابوه يلبس باقى هدومه، ووضعوا الحديد فى إيده، وسحبوه إلى مكان مجهول.. هل كل من يطلق لحيته إرهابى ياناااااااااس".. هكذا صرخت الزوجة.

التقط منها ابنها سليمان طرف الحديث، حتى تهدأ وتكف عن البكاء، ثم قال: "والله ما عندنا أى سلاح، ونصلى الفرض فى المسجد ثم نعود إلى ديارنا، لماذا يتعاملون معنا بهذه الطريقة؟".

إسرائيل أخلت الطريق أمام الإرهابيين فى معبر كرم أبوسالم، لتسهيل ضرب الجنود، لماذا يترك الجيش المتهم الحقيقى، ويعتقل الرجل المسن البرئ الذى عاش حياته بين المسجد والمنزل.. "كنا فاكرين الرئيس مرسى هيبقى كويس معانا، وكلنا وقفنا معاه، لكن أنا بقول لمرسى منك لله".. بهذه الكلمات أنهت الزوجة حديثها، لتبدأ البكاء على زوجها الذى يعيش معها منذ 50 عاما.

على بعد 5 أمتار، من منزل "سلمى وزوجته العجوز"، يعيش "سلامة سلمى سلامة" المتهم الثانى، فى القضية، الذى ألقى القبض عليه، عندما كان يسقى الأغنام، داخل مزرعة
الزيتون، وقت قدوم قوات الجيش من منطقة الشيخ زويد.

وحسبما روى لنا ابنه سعيد الذى يتبع الجماعة السلفية، فإن قوات الجيش كانت مصحوبة بمدرعات مجنزرة، وقوات من الصاعقة، وعربات الأمن المركزى، والكلاب البوليسية.



سألناه: هل كان والدك ضمن المسجلين فى أمن الدولة، فكان الرد سريعا، قائلا: "كل الملتحين فى المنطقة مسجلين عند أجهزة الأمن".

بلهجة تحذيرية، قال الابن الأكبر للمتهم سلامة: "استمرار تعامل الجيش والشرطة معنا بهذه الطريقة، سيؤدى لنتائج كارثية.. ونحذر".

عاودناه بسؤال: ماذا تقصد بالنتائج الكارثية؟ فأجاب: "استمرار القبض العشوائى على الأبرياء، سيزيد من المطاريد، الذين سيلجأون إلى المناطق الجبلية، هربا من بطش الجيش والشرطة بهم".

كان سلامة ضمن المتطوعين بالجيش، فى الستينيات، وتحديدا فى قوات الحرس الوطنى.. هكذا يتفاخر به ابنه سعيد، الذى غضب بشدة حين قالت عنه قوات الأمن إنه من الإرهابيين.



"إحنا سلفيين، وبنقولها علنًا".. بهذه العبارة أنهى سعيد الحديث معنا، لكنه استأذن فى أن نرسل له رسالة إلى الجيش، مفادها: "ياريت لما تدخل بيوتنا تكون عايزنا نحارب معاك.. وتعتبرنا من جنودك.. مش تاخدنا كمتهمين وإرهابيين".

فى نفس اللحظة، صباح أمس الجمعة، ألقت قوات الأمن على الأخوة الثلاثة: طلعت جمعان جميعان "سائق سيارة نقل" وأحمد جمعان جميعان "28 سنة" ومحمد جمعان جميعان "30سنة".

لم نتمكن من مقابلة أسر هؤلاء الأخوة الثلاثة، لأننا لم نجد أحدًا فى منازلهم، لكننا علمنا من أهل القرية أن طلعت شخص ملتحٍ، ويؤم المصلين فى المسجد، بينما على النقيض، فإن شقيقيه أحمد ومحمد، نادرًا ما يراهما أحد فى الصلاة.

وفي منزل يقع علي بعد نحو ألف متر، من قسم شرطة الشيخ زويد، داخل الصحراء، التقينا زوجة المتهم عيد زريعي الذى يعمل فى تجارة يارات، وكان تجلس على الأرض في ساحة الاستقبال بالمنزل، المكون من طابق أرضي وعدة غرف، ومن حولها يقف ثلاثة من أبنائها، وعينها تترقب الباب علي أمل أن تري زوجها مرة أخري، الذي عاد إليها منذ عام ونصف والعام، بعد غيابه 5 سنوات تم فيها اعتقاله علي خلفية أحداث تفجيرات طابا بمحافظة جنوب سيناء، تلك التي لم يدن خلالها بأي أحكام، وتم الإفراج عنه عقب أحداث الثورة.



جلسنا أمامها لنتعرف منها عن تفاصيل القبض علي زوجها، بدأت حديثها بصوت حزين، قائلة: "كانت الساعة السادسة صباح يوم أمس الجمعة، وزوجي نائما، سمعنا أصوات ضجيج عاليا لـ"دبابات" حول منزلنا، فاستيقظ عيد وراح يفتح الباب فوجد قوات الأمن في وجهه، فأمسكو به، وقاموا بتقييد يديه من الخلف ووجهه إلي الحائط".

"قالوا عدة ألفاظ مش كويسة".. لهذا تحزن الزوجة، التى نزلت دموعها من تحت النقاب التى ترتديه على وجهها.

استكملت كلامها بأن قاموا بإيقاظ ابنتها وابنها خالد، الذي كان نائما علي سطح المنزل، و"داسوا عليه بالجزمة"، موضحة أن قوات رجال الأمن كانوا يلبسون الأقنعة، ولم يتم التعرف علي أي منهم، ما إذا كانوا يعرفونهم أم لا.

بدأ صوت الزوجة يرتفع بعد أن تذكرت مشهد اقتحام الأمن لمنزلها واعتقال زوجها، وقالت "إحنا مش إسرائيل عشان يعملوا فينا كده"، وأتوقع أن يكون اليهود هم المتسببون في أحداث رفح، لأنهم أصحاب المصلحة في توتر الحالة الأمنية بسيناء، كما أنها تقع علي الحدود المصرية.



وتساءلت: لماذا لم يهرب المتهمون إلي الجبل؟ وهو مكان آمن لكل الخارجين علي القانون؟.. لكن حين سالناها على تفسير لسؤالها أجابت : "اسألوا الجيش".

أشارت إلي أن منزلهم في وسط المدينة وبالقرب من قسم الشرطة، فكيف يكون للزوج يد في هذه الأحداث، ثم يعود وينام في منزله؟ كما أنه لا ينتمي لأية جماعات، وأنه بكي لمقتل الجنود المصريين في هذا الحادث الغادر.

"أنا متأكدة أن زوجى برئ.. كان بيصلي فى الجامع وسط الناس وقت الحادث"، لكن للأسف النظام الأمني بتاع مرسى مازال يتبع الطرق العشوائية القديمة، ويبرر ضعفه وقلة حيلته بالقبض علي المتهمين الحقيقيين، وإلصاق التهم بأبرياء لتهِدئة الرأي العام.

ووجهت زوجهة المتهم عيد رسالة إلي الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، قائلة "يا مرسي إحنا كنا مستبشرين فيك خيرا.. وساعة لما فزت سجدنا لله شكرا.. وقلنا مرسي هيحررنا.. لكن رجعنا لنفس النظام القديم.. ومرسي عمل كل اللي كان بيحصل قبل كده.. الاسم بس اللي اتغير".. قالت هذه العبارة وبكت، فما كان منا إلا الرحيل.




المصدر:
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
بوابة الأهرام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع