العودة   الموقع الرسمي للاعلامي الدكتور عمرو الليثي > الأقسام العامة > المنتدي العام
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2009, 12:00 AM
علي الدين علي الدين غير متواجد حالياً
عضو
 

Red face ****انتحار الشباب****

****انتحار الشباب****
بقلم |عماد الدين حسين

خلق الدواء لمعالجة الداء، لكن بعض الأدوية تحولت إلى سلاح فتاك، مثلما هو الحال مع قرص صغير أكبر قليلا من قرص الفوار التقليدى ــ يستخدمه الفلاحون والمزارعون لحماية القمح من التسوس ــ وخلال أقل من عامين ابتلع ستة شباب فى قرية واحدة هذا القرص اللعين فماتوا منتحرين على الفور.

هذا الواقع الأليم ــ الذى لا تعكس أو تشعر به وسائل الإعلام التقليدية ــ عرفت به مصادفة خلال زيارة لبعض الأصدقاء فى إحدى قرى الصعيد قبل أيام.

القرية عادية وتشبه آلاف القرى. والمنتحرون ينتمون لأسر مختلفة فقيرة ومتوسطة وغنية، أربعة منهم مسلمون واثنان مسيحيان، القاسم المشترك بينهم هو أنهم شباب تحت سن العشرين.

الأسباب الظاهرة لحالات المنتحرين الستة، عادية وتحدث للملايين كل يوم، بعضها بسبب فشل قصة حب أو رفض الأب لزواج الابن من المحبوبة، أو الرغبة فى الثراء السريع، أو شراء قطعة أرض فى مكان مميز، أو عدم القدرة على تحمل الخدمة فى الأمن المركزى، أو سوء معاملة الأهل.

بالدخول فى تفاصيل كل حالة على حدة لمعرفة سر هذه الكارثة، تبين أن العامل الجوهرى هو أن التواصل بين الآباء والأبناء مقطوع تماما.. هما عالمان منفصلان لا يلتقيان أبدا.. أبناء يشاهدون الفضائيات وبعضهم يدخل على الإنترنت، ويعيش عالما سحريا بعيدا عن واقعه، وآباء لا يعرفون غير الفلاحة والمبيدات والانشغال بأسعار التوريد، والتمنى بأن يصبح أولادهم ضباطا أو وكلاء نيابة أو أطباء ومهندسين. وعندما يبدأ الشباب فى التعبير عن أنفسهم يحدث الصدام، فالأب لا يريد لابنه غير الصورة التى رسمها له فى ذهنه البسيط، والابن إما رافض لذلك أو عاجز عن تحقيق حلم الأب.. هنا تصل المشكلة إلى الذروة.

يذهب الشاب إلى الصيدلية فيشترى القرص المقاوم لتسوس القمح، يبتلعه، فيموت خلال ساعتين أو 24 ساعة كحد أقصى، لأن هذا القرص شديد السمية ويكفى أن يلمس طرف اللسان ليقتل صاحبه فورا.

ولأنه تحول إلى وسيلة قتل سريعة وفعالة، فقد توقفت الصيدليات فى بعض قرى الصعيد عن بيعه، لكن هل يكفى ذلك لوقف ظاهرة الانتحار، بالطبع لا. فوسائل القتل كثيرة ومتعددة، الانتحار كارثة ومرفوض شكلا وموضوعا، وحرمته الأديان خصوصا الإسلام، لكن بجانب ذلك، هناك مشكلة كبيرة، وخطيرة عندما يأخذ شاب يتراوح عمره بين السادسة عشرة والعشرين قرارا بإنهاء حياته بمثل هذه السهولة، فمعنى ذلك أن وسائل التفاهم والاتصال بينه وبين أفراد أسرته قد انسدت تماما.. عندما كان شخص واحد ينتحر فى قرية بالصعيد فى الماضى، كان ذلك حدث خطير ومزلزل يؤرخ له، الآن ستة شباب ينتحرون فى قرية واحدة والحياة تسير، ولا أحد يدرس أو يهتم أو يكترث..

إلى أين نحن ذاهبون؟!

التوقيع: اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا
....
واعمل لاخرتك كانك تموت غدا
رد مع اقتباس
قديم 12-08-2009, 04:04 PM   رقم المشاركة : [2]
احمد مختار
مشرف عام
الصورة الرمزية احمد مختار
 
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى احمد مختار
افتراضي

ضعف ايمان
ربنا يسترها علينا


التوقيع:


احمد مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
****انتحار, الشباب****


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع