أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-27-2019, 10:38 PM
الصورة الرمزية على الشامى
على الشامى على الشامى غير متواجد حالياً
إداره الموقع
 

افتراضي دكتور عمرو الليثي يكتب بنسيون ميرامار ونائب الرئيس

عد عرض فيلم ميرامار فوجئ والدى بدعوته هو والمخرج الكبير كمال الشيخ لحضور ندوة سياسية عن الاستعداد للمعركة، يرأسها السيد أنور السادات وتعقد بالصالة الكبيرة بالاتحاد الاشتراكى، وسأل والدى المخرج كمال الشيخ: إنت عضو بالاتحاد الاشتراكى؟ قال له لأ، قال له والدى وأنا كمان، طيب عايزينا ليه؟، فقال له والدى: نرد بعض الجميل للسيد أنور السادات ونلبى الدعوة.



توجها إلى هناك واستقبلهما السادات ببشاشته المعهودة وجلسا بجواره وكان هناك اثنان من كبار الصحفيين هما الأستاذ موسى صبرى والأستاذ محفوظ الأنصارى.

والتفت السادات لموسى صبرى قائلا له: خليهم يصورونا يا موسى، وبدأ السادات حديثه مرحبا بهما بصفتهما من أسرة فيلم ميرامار قائلا «لقد بدأ عهد الانبثاق الفكرى، ها نحن قد صرحنا بعرض فيلم ميرامار بما يتضمنه من نقد حاد للاتحاد الاشتراكى، إيمانا منا بحرية التعبير». التفت إليهما قائلا بمداعبة «عملنا لكم دعاية مجانية للفيلم».

ثم بدأت الندوة كلها أسئلة عن المعركة وإجابات حاسمة من السادات ورفع والدى يده طالبا الكلمة واستجاب السادات فورا له وقال له «اتفضل يا أخ ممدوح». ويبدو أنه تصور أنه سيتحدث عن فيلم ميرامار ومناخ الحرية الذي أجاز عرضه ولكنه خيب دون شك كل ظنونه.. قال والدى: نحن الآن على أبواب معركة ويجب أن نستعد لها بإعداد قيادات، عندما مات الرئيس الأمريكى كينيدى فإن خلفه قد أقسم اليمين داخل الطائرة التي تقله بعدها بدقائق، من الذي سيخلف عبدالناصر ولماذا لا يعين نائبا له؟.. وقامت القيامة، همسات: بعد الشر.. ربنا يديله طولة العمر.. يا ساتر.. أستغفر الله.. وأحس أنور السادات بالحرج الشديد من سؤاله خاصة أن والدى يجلس بجواره، فقد يظن أنه هو الذي أوعز له بتوجيه السؤال حتى يصدر قرار بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية. وحسم السادات الموقف ووقف قائلا: «المعركة يا أخ ممدوح كفيلة بإفراز قادة جدد»، ثم شكرهم جميعا وانصرف.

وهيمن على القاعة سكون رهيب وأخذ الكل ينظر إلى والدى وكأنه ارتكب جرمًا كبيرًا وزغده السيد لبيب شقير قائلا له «ده سؤال برضه»، وعاتبه السيد شعراوى جمعة قائلا له «انت بتفول على الرئيس»، وقالت له الدكتورة حكمت أبوزيد «ملكش حق في السؤال ده». وشعر والدى بالحرج الشديد والعرق يتصبب منه، واقترب منه شخص عرفه بنفسه العقيد صلاح من مباحث أمن الدولة، معه جهاز تسجيل صغير، وطلب منه أن يعيد العبارات التي قالها بصوته حيث إن جهازه لم يلتقطها لحظتها، وعندما اعتذر له بأن الظروف لا تسمح، طلب منه رقم تليفونه ليرتب معه موعدا اليوم لتسجيل هذه العبارات على جهازه الصغير، وأعطاه والدى أي رقم وخرج في حالة عصبية وهو يشعر بأن هناك من سيتبعه ويراقب تحركاته وتليفوناته، وخرج من الباب وهو يردد عبارة طلبة بيه مرزوق أو يوسف وهبى «طظ في الاتحاد الاشتراكى».

هذه الواقعة سجلها بقلمه كأحد شهودها الكاتب الكبير المرحوم موسى صبرى في أحد أعداد مجلة آخر ساعة، ويشهد عليها وكان يذكره بها دائمًا الكاتب الكبير محفوظ الأنصارى. بعد هذه الواقعة بثلاثة أشهر اختار عبدالناصر أنور السادات نائبا له، فهل كان سؤال والدى ممدوح الليثى هو السبب؟.. الله أعلم.
التوقيع:


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع